من المنشورات أخطأ التنقيط في القرآن الكريم..
كثيرً ما يسألني ابنائي عن معنى مصطلح (الابيض و الاسود) في القران الكريم وهل يفيدان معنى الألوان ام ان لهما معنً وجذرً له تفعيلاته؟
كما وانهم يقولون لي بانها وان كانت دلالة على الألوان وكان ربي قد خلق الناس بيض وسود فلماذا يستهزئ باللون الأسود ويقول (يوم تسود وجوه) وكانه غير راض عن الشعب الأسود من أصحاب البشرة السوداء لكي يضرب بهم ابشع الامثال وهو من خلقهم بهذا اللون؟!!!
واما جوابي عليهم فهو انهم وان لم يستوعبوا معي بان القرآن الكريم فيه الكثير من أخطاء التنقيط والتشكيل وحتى الطباعة لبعض مصطلحاته أيضا فلن يستطيعوا ان يستوعبوا عظمته وما فيه من حكمة..
كما وأني اذكرهم دائماً بأنهم وان استعانوا بالمنهج الكوني القرآني على فهم مصطلحات القرآن الكريم ومن جذورها فإنهم وبأنفسهم سيكتشفون أخطاء التنقيط التي فيه ودون اي جهد في هذا الامر لان قران ربي واضح جدا وفيه بيان لكل الناس..
وعليه
ولو انتم ادركتم معي بأن اصل المصطلح الاعرابي الذي يقال عنه (الابيض) هو (الانيص) وان المشكلة هي مشكلة تنقيط فقط لزال عنكم كل الخلط الاعرابي الذي وقع على تاليات ربي التي جاءت على ذكر هذا المصطلح واتضحت لكم الصورة تمامً فأقول:
هناك مصطلح في القرآن يقال له (ناصية)...
والناصية هي الزاوية في بعض اللهجات السامية ومن بينها اللهجة السورية والمصرية ومن اننا مازلنا نستعمل كلمة ناصية عن الزاوية حتى يومنا هذا..
فنحن في سوريا وعلى سبيل المثال وعندما نريد مقابلة احدهم على زاوية الحي الخاص بنا وفي المنطقة التي يتفرع فيها حينا مع الحي المجاور له نقول (انتظرني على ناصية الحارة) وبمعنى زاويتها او النقطة المتفرعة منها..
وحتى في مصر يقولون عن بلادهم (دي وخده ناصية مفيش زيها) وبمعنى انها على زاوية رائعة جدا لأنها تطل على البحر الاحمر والابيض في الوقت ذاته وبحيث تشكل زاوية فريدة من نوعها على خريطة العالم..
اذن
فأن اصل المصطلح الاعرابي الذي يقال له (الابيض) هو (الانيص) وبمعنى الذي اخذ لنفسه ناصية خاصة به ومن فعل الامر الكوني النافذ (نُصَّ) أي خذ لنفسك ناصية وميزانه (ناص. نوص. نيص)...
نُص (ناص. نوص. نيص) وجميعها تفعيلات لمعنى الناصية او لمن اخذ لنفسه ناصية..
واما الأسود فمن السيادة ومن فعل الامر الكوني (سُد) وميزانه (ساد. سود. سيد)...
سُد (ساد. سود. سيد) وجميعها تفيد معنى السيادة.
والذي يفكر في السيادة يكون من المفسدين في الأرض في اكثر مواقع القران الكريم ويرمز له بالظلام دائما..
واما الذي يأخذ لنفسه ناصية ويبتعد عن السيادة والقطيع فيكون من الطيور ومن أصحاب الاطوار شريطة ان لا تكون ناصيته هذه كادبة او ممتنعة عن الدبيب والحركة..
واما الان فسأضع لكم بعض التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح الأبيض الاعرابي بعد تصحيحها وجعلها الانيص لأشرح لكم معناها فأقول:
(حتى يتبين لكم الحيط الانيص من الحيط الاسود)
اي حتى يتبين لكم المحيط الذي انزوا وناص بنفسه واخذ لها ناصيةً من المحيط الذي ساد عوض عنه واخذ مكانه..
وان انتم رايتم لحظة دخول الليل في النهار فستدركون حالة الناصية او الانزواء التي تحدث للنهار وكيف يحل الظلام مكانه ويسود عوض عنه وتكون السيادة له.
(((واما الذين انيصت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون)))
واما الذين اخذو ناصية في وجهاتهم وتوجهاتهم وابتعدوا عن القطيع ففي رحمة الله هم فيها خالدين..
(((وتولى عنهم وقال يا اسفى على يوسف وانيصت عيناه من الحزن فهو كظيم)))
أي ان عيناه اخذت ناصية وانعزلت ولم تعد تريد رؤية احد..
(((كانهن نيص مكنون)))
(كانهن)..
وتقرأ من غير همزة على الالف ومن غير تشديد على النون ( كانَ هُنْ) وبمعن كونهن او عملية تكوينهم كانت من خلال عملية النيص او الاعتدال الذي لا ينحاز لجانب دون الاخر...
(((ونرع يده فاذا هي نيصاء للناطرين)))
ونرعا كل من ايده ونجعله معتدلً في حكمه وقدوةً لغيره لان يده هو الشخص الذي ايده وسانده وبحيث اننا سنجعل منه نيصاءً او ناصيةً مستقلة بذاتها ويقتدي بها كل الناطرين لأطوارهم من الذين يركبون الاطوار..
واما قوله
(((لنسفعا بالناصية)))
والتي شرحها الاعراب لنا وبلغوهم وبان الله سيضربنا على جباهنا فهذا مجرد لغو غبي ما انزل الله به من سلطان...
واما انا فأقول لكم بان هذه التالية الكريمة فيها خطأ بالتنقيط حتمً وبآن اصلها هو:
(((لنشفعا بالناصية)))
ومعناها بان الشفاعة لا تكون بغير الناصية وبان ربي سيأخذ ناصيته حتى من اعظم الرسل ويرفض شفاعته ووساطته لان ربي ليس رب محسوبيات ورشوة وانما هو رب القسط كله والميزان كله وبحيث انه وان يعمل احدنا مثقال ذرة خير فسيري الخير وان يعمل مثقال ذرة شر فسيرى الشر...
واما عن التالية الكريمة التي تتحدث عن الجبال وتقول (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود) فان اصلها القرآني وبالتنقيط الصحيح هو (ومن الجبال جدد نيص وحمر مختلف الوانها وعرابيب سود) ومن ان معنها واضح جد هنا ان انتم تذكرتم بان الجبال القرآنية عبارة عن كائنات حية والملائكة ومن انها الكائنات التي لم تدخل في دار البلاء وبحيث ارجوا منكم هنا قرات منشور (جبال الاعراب و جبال القرآن)...فأقول:
ومن الجبال جدد نيص أي ومن الملائكة المهبطين الى الأرض من هم جادين في خدمة الانسان الانهم نيص وبمعنى انهم معتدلين جدا في حكمهم علينا لانهم قد اخذوا ناصية لهم من الخلاف الواقع بين الرب وابليس فلاهم مع تحمس الرب لنا ومن اننا نستحق الخلافة ولا هم مع ابليس الذي لا يريد الخلافة لنا ابدا...
اذن
فهم جدد نيص وبمعني جادين في بحثهم وعملهم بشائننا لانهم نيصً او قد اخذوا ناصيةً من الخلاف الحاصل بين الرب وابليس لكي يكون حكمهم عادل ودون أي مؤثرات خارجية وبحيث ان هذه النوعية من الملائكة هي الاروع والأفضل على الاطلاق...
ومنهم أيضا حمر مختلف الوانها وبمعنى الممانعين لتمرير أي معلومة لنا ومهما اختلف حجمها او قيمتها ولونها لان الحمار عكس المار فراجعوا منشور (الخيل والبغال والحمير)...
ومنهم أيضا عرابيب سود وبمعنى ممانعين لأي نوع من أنواع التربية لنا (لان العرب عكس الربا والربابية) ولأنهم يريدون السيادة لأنفسهم علينا ولذلك فهم سود ومن هذه النوعية منهم هي الأخطر على الاطلاق وابليس هو سيدها..
وعليه
فلا يوجد أي شيء يقال له ابيض وبيضاء وبيض في القرآن الكريم لان هذه جميعها مصطلحات اعرابية لا جذر لها وما انزل الله بها من سلطان ولان قران ربي ليس كتاب رسوم ملونة او كتاب للدجاج لكي يتحدث عن البيض.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
10/5/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق