الجمعة، 14 أغسطس 2020

:::: المنشور "98" (مريم ابنة عمران)

 

كثيرا ما يأخذ اصدقائنا الملحدين على قرآننا الكريم مأخذ كثيرة من وجهت نظرهم وبأنه كتاب ارضي وليس سماوي لان صاحبه قد اختلط عليه الكثير من الامور ومن بينها ما اختلط عليه بين شخصية مريم ابنة عمران والتي هي أخت هاروون وموسى وشخصية مريم ابنة يواكيم والتي هي والدة السيد المسيح وكما جاء نسبها في الكتاب المقدس عند اخواننا المسيحيين ومن أنهما شخصيتان مستقلتان عن بعضهما تماما ومن ان الامر قد اختلط على صاحب القرآن فظن بأنهما شخصية واحدة ومما يؤكد بالنسبة لهم بأن هذا القرآن كتاب ارضي وليس سماوي كما قلنا سابقً.. ولكن الامر ليس هكذا أحبتي لأن المشكلة هنا قد حدثت بسبب الترتيب الأعرابي لتاليات القرآن المفرقة اساسً ومن أن الاعراب الاشد كفرا هم من قام بترتيب هذه التاليات فبدت لنا وكأنها تتحدث عن مريم واحدة.. واما بالنسبة لنا نحن المسيحيين القرآنيين فلنا ترتيب اخر لتاليات القرآن الكريم تجلعكم ترون الفارق الواضح جدا بين مريم ابنة عمران والتي هي اخت هارون وموسى وكيف ان ربي جعلها منسوبةً لعمران وعلى حين انه وعندما تحدث عن السيدة مريم والدة السيد المسيح لم يحدثنا عن نسبها وانما جعل ابنها منسوبً لها لمكانتها عند ربي وبقوله عن السيد المسيح بأنه (عيسى ابن مريم).. اذن فهما مريمان اثنتان في القرآن الكريم وبحيث ان احداهما منسوبة للنبي عمران وعلى حين ان الثانية ينسب النبي لها وهي مريم والدة السيد المسيح.. مريم منسوبة لنبي ومريم منسوب النبي لها فتذكروا هذا.. واما الان فأحدثكم عن مريم الاولى والتي هي ابنة عمران واخت هاروون وموسى فأقول: لم تكن مريم ابنة عمران تحب اخاها موسى كما تحب اخاها هاروون لأنها قد تربت مع هارون في طفولتها وعلى حين أن موسى قد تربى بعيدا عنهما وفي كنف فرعون.. اي انها لم تكن راضية عنه وبأنه يستحق أن يكون حاملً للرسالة لأنه قد ترعرع في حضن فرعون الظالم وهذا أولا ولأنها كانت ترى بأن هاروون أحق منه بحمل الرسالة وخاصة وأنه هو الأكبر في العائلة وهو الذي تربى على السنن والقوانين الإبراهيمية التوحيدية وبعكس موسى الذي تربى على القوانين الفرعونية وسننها وبحيث انه كان وثنياً في السنن التي هو عليها وبدليل قوله (احلل عقدة من لساني) أي احلل عقدة السنن التي كنت عليها لكي استطيع ان ادخل في سنن التوحيد واعلمها لاتباعي.. نعم فالأعراب وبجهلهم لمعاني مصطلحات القرآن الكريم السامية (لأنه ليس كتابهم أصلا) ظنوا أن مصطلح اللسان القرآني يفيد تلك القطعة اللحمية التي في الفم وبأن موسى كان معاق في نطقه منذ طفولته بسبب الجمرة التي أكلها وهو صغير والتي قدمها له فرعون في يديه اليمنى وعلى حين أنه قدم له تمرةً في اليد الأخرى ليختبره واذا ما كان هو المختار الذي سيدمر له عرشه أم لا فاختار موسى الجمرة وأكلها وكما جاء في الرواية الاعرابية فأطمأن قلب فرعون لهذا الطفل وبانه ليس هو المختار الذي سيدمر له عرش مملكته.. أي أن موسى قد اصبح معاق في نطقه بسبب هذه الحادثة وبحسب اللغو الأعرابي واساطيره الخرافية وعلى حين أن موسى لم يكن معاق أبدا وإنما تربى على السنن الفرعونية ولغتها ومن انه لم يكن يعرف شيء عن السنن الإبراهيم ولغتها وبحيث ارجوا منكم هنا قراءت منشور (لسان الاعراب و لسان القرآن) للتضح لكم الصورة اكثر.. اذن فإن موسى كان وثنياً في شبابه وعلى سنة فرعون في نظر قومه ونظر أخته مريم وعلى حين أن أخاه هارون كان موحدً بالله في نظرها ونظرهم لأنه قد تربى على السنن الإبراهيمية الصحيحة وناهيكم عن أنه كان يتحدث الفرعونية التي نشأ وتربى عليها وعلى حين أن هارون كان يتحدث العبرية والفرعونية ايضا وبطلاقة بسبب عمله في السخرة مع عمال فرعون.. ولهذا نرى موسى يطلب من ربه أن يرسل معه أخاه هارون لأنه أفصح منه في السنن الابراهيمية وفي اللهجة العبرية التي تربى عليها وبقوله (وأخي هارون هو افصح مني لسانا فأرسله معي ردءا) وبمعنى اجعله رسولً معي لقومي ليكون مكلفً بالرد عليهم عوضً عني إن هم سألوني عن اي مسألة في سننهم وذلك لأنه افصح مني في لغتهم وسننهم ايضا.. واما وان كان موسى معاقً في نطقه وكما هو الحال في الرواية الاعرابية القرشية فما كان هناك داع لان يطلب من ربه عون هارون خوه لان هارون وبدوره لم يكن ليفهم عليه ايضا طالما انه معاق في نطقه اليس كذلك؟ ام ان احدكم سيقول لي هنا بأن هارون قد درس لغة المعاقين اضافة لمعرفته بالعبرية و الفرعونية؟!! إذن فإن الموضوع هنا ليس موضوع إعاقة في النطق عند موسى وإنما هو موضوع فصاحة ومعرفة في السنن الخاصة بآل ابراهيم واسحاق ويعقوب وبالاضافة الى اللغة الخاصة بهم وهي العبرية وبحيث أن موسى أراد ان يكون معه أخاه هارون كمترجم له لكي يساعده في ترجمة كلامه من الفرعونية الى العبرية ولكي يوضح له ايضا سنن اباءه الأولين.. نعم احبتي فهارون كان يترجم كلام موسى من الفرعونية الى العبرية في بادئ الامر وريثما تعلم موسى العبرية لأن موسى قد تربى في طفولته وشبابه على اللغة الفرعونية والسنن والقوانيين والاعراف الخاصة بالفراعنة ولم يتربى على اللغة العبرية والسنن والقوانين الابراهيمية وهذا أولً.. وأما ثانياً فهو أن هارون كان محبوب من الشعب اليهودي ومن أخته مريم ايضا بسبب أخلاقه وصفاته الحميدة وبحيث أن مريم لم تكن راضية بشأن الرسالة وبأنها قد نزلت على موسى (الغريب عنها والذي تربى في دار فرعون) ومن أنها كانت ترى بأن هارون أحق منه بها وخصوصا وأن هارون هو الأخ الأكبر في العائلة والناطق الرسمي باسم الرسالة لأنه هو من كان يشرح للناس ما يقوله موسى وبحيث أنها كانت تقول بينها وبين نفسها او حتى مع المقربين منها بأن موسى ولولا مساعدة هارون لما استطاع أن يفعل شيء وبان هارون هو الرسول الاساسي.. واما الآن وبعد هذه المقدمة الطويلة نسبياً والتي قد يقول لي البعض منكم بأنها من اختراعي وليست من القرآن الكريم وبما استوحيه منه اقول لكم بأن دعوني اتابع معكم قصة مريم ابنة عمران من خلال وضعي للتاليات القرآنية الخاصة بها لكي اوضح لكم الاختلاف بينها وبين مريم والدة السيد المسيح فأقول: 1- (((فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا))) وعليه هل الرب او رسوله وملاكه ينادي اوليائه من تحتهم أم أن الرب يتحدث إليهم من عليائه وعلاه؟ 2- (((فاجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا))) وعليه هل يأتي المخاض لسيدة عظيمة كمريم والدة السيد المسيح والتي هي وابنها آية للعالمين؟ وهل تدرون معنى مصطلح (المخاض) القرآني وبأنه من الخوض في آيات ربي ولا علاقة له بموضوع الولادة من قريب او بعيد وبدليل قوله عز من قائل (واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم) او قوله (ثم ذرهم في خوضهم يلعبون)؟؟ فهل كانت السيدة مريم والدة السيد المسيح من الذين يخوضون في آيات الله أما انها تربت على ذكر الله؟ نعم احبتي فمصطلح (المخاض) القرآني من الخوض في الشيء ولا علاقة له بالولادة وكما هو الحال في الشرح الأعرابي السفيه وبحيث انني ارجوا منكم هنا قراءت منشور (الحائض ام الخائض) لتتضح لكم الصورة اكثر حول مصطلح المخاض وبأنه يفيد حالات الخوض في الشيء ومن ان التي كانت تخوض في آيات ربي وتعترض عليها هي مريم ابنت عمران أخت هاروون وموسى لأنها قد أنكرت آيات ربها في نبوءة أخيها موسى وذلك في بادئ الامر وقبل أن تستغفر ربها لاحقً كما سيتضح لكم ادناه.. وعليه وان أنتم أدركتم معي بأن الشيطان (الذي يعلمنا الخوض في ايات الله) قد لعب على وتر الغيرة عند مريم ابنت عمران وبأنه هو من نادها من تحتها وتصنع دور الملاك وقال لها لا تحزني فأنت على صواب من أمرك لا اتضحت لكم الصورة تماما وبحيث أنني سأضع لكم الان الترتيب الحدثي الصحيح لتاليات القرآن الكريم التي تتحدث عن مريم ابنة عمران من وجهت نظري فأقول: 1- (((فاجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا))) 2- (((فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا))) 3- (((فاتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا))) 4- (((يا اخت هارون ما كان ابوك امرا سوء وما كانت امك بغيا))) وعليه فإن الحديث هنا وفي هذه التاليات الكريمة عن مريم ابنت عمران أخت هارون وموسى والتي خطابها القرآن على لسان الناس بلقب (اخت هاروون) فقط ولم يخاطبها وعلى انها (اخت هارون و موسى معً) لكي تصلنا الصورة عن الاحداث التي حصلت حينها وكيف انها لم تكن تشعر بشعور الاخوة تجاه موسى لانها لم تعترف بنبؤته ورسالته التي كانت تراها من حق هارون.. اذن فالتي جاءها المخاض إلى جدع النخلة هي مريم ابنت عمران اخت هاروون وموسى وليست مريم والدة السيد المسيح لان المخاض القرآني هو الخوض في آيات الله ولا علاقة له بحالة الولادة من قريب او بعيد وبحيث ان هذا المخاض هو الشيطان او الخائض الاكبر في آيات ربي وهو الذي كان يحرضها على الخوض في آية نبؤة موسى.. واما قوله عز من قائل لعبارة (جذع النخلة) والتي اقول عنها انا بأنها (جدع النخلة) بسبب اخطاء التنقيط في القرآن الكريم والتي انشرها لكم دائما في منشورات مستقلة فتفيد التالي: ان الفعل الثلاثي المفتوح (جَدَعَ) يعود في اصله الى الامر الكوني النافذ (دُعَّ) والذي يفيد حالة الدعاء وعلى النحو التالي: دُعَّ (داع. دوع. ديع) وجميعها تفيد موضوع الدعوى وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ج" المختص بالجدلية فيصبح عندنا: جدع (جداع. جدوع. جديع) والتي تفيد جميعها جدلية الدعوى وما حدث فيها من جدال.. وأما مصطلح النخلة فمن التخويل ومن الأمر الكوني النافذ (خُلَّ) والذي يفيد التخويل وعلى النحو التالي: خُلَّ (خال. خول. خيل) وجميعها تفيد موضوع التخويل وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة القرآني "ن" والمختص بالتاكيد على حدوث الفعل ولو بعد حين فيصبح عندنا: نُخلُّ (نُخال. نخول. نخيل) والتي تفيد جميعها تاكيدنا على فعل التخويل وكأن اقول لكم (خوّلوا فلانً امركم) فيأتي الرد المؤكد منكم وبقولكم طاعة لي (نخوله انشاء الله)..وبحيث انني ارجوا منكم هنا قراءت منشور (خيل الاعراب و خيل القرآن) لكي تتضح لكم الصورة اكثر.. وعليه فإن عبارة (جاءها المخاض الى جدع النخلة) تفيد معنى بان جاءها الذي يخوض في آيات الله (الشيطان) وجعل عندها جدلية في الدعوى المخولة بها من ربها فأصبحت تجادل في نبوءة موسى وتنسبها لهاروون فأصبحت مخولةً من الشيطان الخائض في آيات ربي ودون ان تشعر بنفسها.. نعم فلقد جاءها المخاض (الشيطان) وشعرت به لاحقً (او شعرت بعقدة الذنب وهي تفكر تفكير السوء بأخيها موسى) فقالت حينها ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فنادها آن ذاك من تحتها وتصنع دور الملاك الناصح وقال لها لا تحزني فأنت على صواب من أمرك الذي تُسرينه في نفسك (سريا) فقومي واحمليه لقومك وحديثهم به.. وهنا حملت مريم هذا السريا الذي سرى فيها من تخويل الشيطان لها وحملته الى قومها.. اي انها حملت لهم خبرً كان قد سرى فيها ولم تحمل جنينً في رحمها وكما شرحها الاعراب لكم احبتي ومن ان هذا الخبر او النباء الذي حملته الى قومها واخبرتهم به هو قولها بأن هاروون هو النبي وليس موسى.. اذن فلقد حملت معها ما أسرته في نفسها من خوض الشيطان معها والذي اكد لها من تحتها بأن ربها هو من جعل لها سريا وذهبت الى قومها بما تحمله لهم من نبئ يقول بأن هارون هو الرسول فقال لها القوم حينها (لقد جئت شيء فريا) وبمعنى انهم كانوا يعلمون بأن موسى هو النبي لما شاهدوا من دلائل نبؤته بأعينهم وبانهم يرونها (اي مريم) تحمل معها خبر فيه افتراء وكذب وحاجة تبغيها في نفسها وبحيث اتبعوا لها في القول يا اخت هارون ما كان ابوك امرا سوء وما كانت امك بغيا وبمعنى اننا جميعنا نعرف صلاح ابوك وبانه ليس رجل سوء وادعاء كاذب وكذلك هو الحال مع امك وبأنها لم تكن تبغي لنفسها شيء من متاع هذه الدنيا وكما تبغين انت لنفسك هنا رسالة ترينها لهارون وكأن الرسول ملك وصاحب جاه وهو خادم للناس في الدرجة الاولى وبحيث ارجوا منكم هنا قراءت منشور (بغي الاعراب و بغي القرآن) لتدركوا بأن البغي ليس ممارسة جنسية في الحرام وكما هو الحال في الشرح الاعرابي التافه له لان البغي القرآني هو كل شيء تبغيه لنفسك وتريده لها.. وعليه فلقد جاءت مريم بافتراء على موسى بغيا من عند نفسها التي تبغي السيادة لأخيها هارون عوضً عن موسى فعاقبها المولى سبحانه وتعالى بأن اصابها مرض الجرب الذي ابعد الناس جميعهم عنها وبمن فيهم اخوها هارون خوف من الاصابة بالعدوى منها وبحيث انها لم تجد أمامها في محنتها هذه غير أخاها موسى يحتضنها ويطعمها بيديه ويبكي لحالها ويرجو من الله أن يشفيها فكانت صدمتها الكبرى بنفسها وبأخيها موسى والذي أدركت حينها عظمته ومرتبته وبانه فعل رسولً عظيم لانه انسان عظيم.. وهنا يأتي دور التالية التي تقول: (((ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين))) بحيث انني ارجوا منكم ان تلاحظوا معي هنا قوله عز من قائل (فنفحنا فيه) والذي يحدد لنا مكان النفخ وبأنه في الفرج تحديداً ولقوله (فنفخنا فيه) لان هذه التالية الكريمة هي الفيصل الاكيد بان مريم ابنت عمران ومريم والدة السيد المسيح شخصين مختلفين حتمً وكما سيتضح لكم في تالية النفخ في مريم الثانية.. اذن فبعد حادثتها مع موسى وادراكها بأنه أخوها وحبيبها وبانه هو الرسول العظيم فعلً أحصنت فرجها (اي احصنت في عملية رجاءها وتوبتها) فنفخ ربي في هذا الرجاء فقط وغفر لها فأصبحت من القانتين.. وأما مريم والدة السيد المسيح فقد نفخ ربي فيها كلها وليس في رجاها فقط وبحيث جعلها هي وابنها آية للعالمين وبقوله: (((والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها اية للعالمين))) فهل تلاحظون هنا قولها (فنفخنا فيها) وليس في فرجها؟؟؟ نعم فوالدة السيد المسيح قد أحصنت في رجائها بربها فنُفخ ربي الروح فيها كلها وليس في رجائها وحسب وكحال مريم ابنة عمران وذلك لأن رجاء مريم والدة السيد المسيح كان في حالة أحصانٍ دائم ولا يأتيها الباطل أو المخاض ابدا لأنها وابنها آية للعالمين.. إذن فإن الفرج القرآني لا يعني العضو التناسلي وكما هو الحال في الشرح الأعرابي السفيه وانما هو عملية الرجاء وما نرجوه لأنفسنا وكأن أقول لكم (فرجاها أن لا تخبر أحد عما دار بينهما) ومن أنه يفيد عملية الرجاء.. نعم احبتي فقولنا (فرجها) يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (رُجّ) والذي يفيد حالة الرجاء وعلى النحو التالي: رُجّ (راج. روج. ريج) وجميعها تفيد موضوع الرجاء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية والمقادير فيصبح عندنا: فرج (فراج. فروج. فريج) والتي تفيد جميعها قدرية عملية الرجاء ومقاديرها لان حرف "الفاء" قدري وكحال الحرف "قاف".. أذن فإن الفرج القرآني يفيد قدرية عملية الرجاء وما نرجوه من مقادير ربنا ولا يفيد أعضائنا التناسلية ابدا ابدا ابدا احبتي.. واما وان كان مصطلح الفرج يفيد العضو التناسلي فهذه معناه بأن الله له عضو تناسلي قريب منا وقد ينكحنا جميعنا به والعياذ بالله من هذا القول وذلك لاننا نقول دائما عبارة (فرج الله قريب) أليس كذلك؟!! فهل قولنا (فرج الله قريب) تعني عضو الله التناسلي قريب ام ان معناها يفيد الرجاء وما نرجوه من الله ضمن مقادير وكما شرحته انا لكم؟؟ اذن فهناك مريم التي أحصنت في رجاءها (فرجها) وتراجعت عن بغيها وما كنت تبغيه لنفسها ولاخوها هارون معها فنفخ الله في رجاءها هذا فقط وتحديدً وبقوله (فنفخنا فيه) وهذه هي مريم ابنة عمران.. وهناك مريم التي أحصنت في رجاءها لربها ولكن دون ان تبغي شيء لنفسها او تكون باغية لأي شيء من متاع هذه الدنيا فنفخ ربي فيها كلها وفي كل ذرة من جسدها من روحه وبقوله (فنفخنا فيها) وهذه هي السيدة مريم والدة السيد المسيح وسيدة نساء العالمين وآية الله العظيمة لنا ولكم ولجميع مخلوقات ربي عليها وعلى السيد المسيح اافضل صلوات ربي امين. وعليه فإن هذا هو اكبر دليل اقدمه لكم عن وجود مريمين في القرآن الكريم وبحيث ان احداهما قد نفخ ربي في فرجها فقط ولقوله (فنفخنا فيه) وهي مريم اخت هارون وموسى.. وهناك مريم الاخرى والتي نفخ ربي فيها كلها ولقوله (فنفخنا فيها) وهي والدة السيد المسيح عليها وعليه افضل صلوات ربي.. والان قد يسالني احدكم هنا ويقول لي بوجود تالية كريمة اخرى بعد قولهم (يا اخت هارون) تقول: (((فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا))) ومن انها تدلنا على ان من كانت تحمله معها هو طفل صغير وليس خبر لانها تشير الى هذا الطفل لكي يسألوه ومما يؤكد هنا بأن جميع التاليات اعلاه تتحدث عن والدة السيد المسيح مريم وليست عن اخت هارون كما اقول فكيف اجيب؟!!! فاقول له حينها بأن تالية (فاشارت اليه) ليست عن السيد المسيح وانما عن موسى ايضا وبحيث انك وان قرآت منشور (مهد الاعراب و مهد القرآن) ما كنت لتطرح سؤالك هذا لانه لا يوجد طفل رضيع قد تحدث مع احد في التاريخ كله لا سيدنا المسيح عليه افضل صلوت ربي والا غيره ومن ان هذا كله من اساطير الاعراب الاشد كفرا والتي ما انزل الله بها من سلطان.. وعليه وان انت ادركت معي بأن مصطلح صبيا لا يعني الطفل الرضيع وانما يعني حالت الصواب لذهبت عنك حيرتك هذه.. فمصطلح (صبيا) من الصواب والتصويب والامر الصائب وعلى النحو التالي: صب (صاب. صوب. صيب) وجميعها تفيد معنى التصويب بين فاعل وصفة ومفعول به ويحيث ان قولنا (صبيا) معناه ان الصواب يُصب فيه حاليا وكقوله (انا صببنا الماء صبا).. وام الان فحاول ان تتخيل معي مريم اخت هارون وهي تجلس بين قومها وتحدثهم خفيةً عن اخوها موسى وبانه ليس هو الرسول الحقيقي ومن ان هارون هو الرسول وكيف أنهم تجادلوا معها في هذا الامر فاشارت لهم حينها على موسى بحركة من يدها وبأن اذهبوا اليه وسالوه اي سؤال في امور عقيدتنا وهدينا الابراهيمي لتكتشفوا بأنفسكم بأنه لن يعرف الاجابة ولا يصلح لان يكون نبيً ومن انهم قالوا لها حينها (كيف نكلم من كان في موضوع الإلمام بامور الهدي الخاص بنا تلميذً وما زالت علومنا وامور هدينا تصبُ فيها صبا حتى هذه اللحظة)؟؟!! نعم احبتي فموسى وفي هذه الاثناء كان يتعلم السنن الابراهمية الصحيحة وهديها من اخوه هارون وبالاضافة الى تعلمه للغة العبرية ولم ينتهي من دراسته بعد.. اي ان مريم وعندما اشارت الى قومها لكي يذهبوا ويسألوا موسى عن اي سؤال في الهدي الابراهيم ليكتشفوا بأنفسهم صدق توقعاتها عنه وبأنه ليس النبي الصحيح قالوا لها كيف تريدين منا ان نتحاور معه حالياً في مور عقيدتنا وهديها وفلسفتها وهو ما زال في امور الهدي الخاص بنا صبيا (وبمعن تلميذ يصب فيه العلم ولم ينتهي بعد) لان هارون مازال يصب فيه علوم بني اسرائيل وهديهم الابراهيمي حتى هذه اللحظة؟!! وعليه فإنه ومن الاصح والاحق ايضا (لكي يكون حكمنا صحيح عليه) ان ننتظره حتى ينتهي من دراسته في اصول الهدي الابراهيم على يد اخوه هارون ومن ثم نذهب اليه ونسأله اسالتنا العقائدية والفلسفية التي عليها جدل قديم بينا لنرى ان كان يستحق النبوءة ام لا يستحقها وكرأيك فيه يا مريم اخت هارون. اذن فإنني اعود واؤكد عليكم بأنهم مريمان في قرآننا الكريم وليسو بمريم واحدة وباني ارجو منكم هنا ان لا تخلطوا بينهما ابد بسبب النسخة العثمانية الاعرابية التي بين يديكم وما فيها من اخطاء الترتيب والتشكيل والتنقيط ايضاً لان هذا الكتاب الذي تقرؤون به حالياً هو قرآن عثمان الأعرابي والمجموع على يد ابليس وليس قرآن ربي المفرق والذي لا يجمعه بشكله الصحيح سوى ربي وحده تبارك وتعالى. وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار 12/6/2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق