طلب مني أن أشرح له قوله عز من قائل (والنهار اذا جلاها) ومن أنه ومن المستحيل ان يكون النهار هو الذي يجعل الشمس تتجلىَّ لان الشمس هي التي تأتي بالنهار وتجعله يتجلى وليس العكس وكما تشير هذه التالية الكريمة والتي لا منطق فيها ابدا...!!!
واما ردي عليه فهو أن أقول له بأن سبب اعتقاده بأن هذه التالية الكريمة تتحدث عن الشمس بشكل غير عقلاني أو منطقي يعود إلى الترتيب الأعرابي العثماني لتاليات القرآن الكريم والذي ارفضه وبدوري شكلً وموضوعً لأن القرآن الكريم نزل مفرقاً وبدليل قوله عز من قائل:
(وقرانا فرقناه لتقراه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا)
والتي تؤكد وبما لا يدع مجال للشك بأن القرآن كان مجموع عند ربي وبشكل لا نعرفه نحن حالياً وبأنه هو الذي فرقه ونزله مفرقاً وبحيث أن عملية جمعه بالشكل الصحيح وكما كان حاله عند ربي قبل تفريقه لا تكون لغير ربي تبارك وتعالى ولقوله:
(ان علينا جمعه وقرانه)...
اذن
فإن القرآن نزل مفرقً وسيبقى مفرقا حتى يجمعه ربي بالشكل الصحيح...
واما دورنا نحن فهو أن يحاول كل واحد منا أن يجمع القرآن بأفضل طريقة يتوصل إليها وبحيث أن هذه النتيجة يجب أن تقنعك أنت يامن تجمع القرآن الخاص بك قبل ان تقنع غيرك لأن القرآن هو كتابك أنت الشخصي وهو ايمانك ايضاً...
اي انني لا اخذ بالترتيب الاعرابي او الجمع العثماني للقرآن الكريم فهذا اجتهادهم وهم مسؤولين عنه وبحيث انني احاول ان يكون لي اجتهادي الشخصي وجمعي الخاص بي وبدوري وذلك ريثما يجمعه ربي فأقول:
(ونفس وما سواها) * (فالهمها فجورها وتقوها) * (والنهار اذا جلاها)...
فما رأيك الآن بجمعي هذا عزيزي طارح السؤال؟؟
ألا تكون عبارة (والنهار اذا جلاها) عائدة على النفس هنا ومن أن النهار هو من الذي يجعلها تتجلى وتظهر من خلال هذا الجمع الجديد والخاص بي؟
فلماذا نفترض بأنها تتحدث عن الشمس ونلزم أنفسنا بالجمع الاعرابي العثماني وكأنه هو جمع الصحيح الذي لا خطاء فيه؟!!!
وهل عثمان هو ربنا الذي يخطأ وبحيث انه قد جاء لنا وجمع القرآن بعدما كان مفرقاً؟؟؟
إذن
فإنني أنصحك بأن لا تتبع الإعراب وجمعهم للقرأن الكريم او حتى شرحهم ولغتهم ولغوهم فلهم ماكسبوا من عمل إن كان صالحً او طالحً وعليك أنت وبدورك أن تكسب ما ستكسبه ويكون لك جمعك الخاص بك والذي تراه مناسبً وعقلانيً ومنطقيً ومقنع لك أنت شخصيا قبل ان يكون مقنع لغيرك لانك انت المسؤول عن نفسك وكتابك امام ربك ولا أحد سواك...
أي أنه ومن الافضل لك ان تجمع قرانك بنفسك وتخطئ في جمعه أيضاً على أن تعتمد على اخطاء غيرك ومن ثم تقول لربك حينها (اني رايت ابائي اجدادي لها عاكفين)!!!
نعم حبيبي
فأنت لديك الفرصة بأن تحاول وتجتهد وتخطئ وتصيب لان ربي لن يحاسبك على الخطأ وإنما سيحاسبك على عدم الاجتهاد او عدم استخدامك لعقلك الذي اعطاك اياه من أجل أن تفكر به لا أن تتركه بلا عمل وتعتمد على أفكار من سبقوك واجتهاداتهم لأنك وعندما نتدبر القرآن الكريم من خلال عقلك انت ومع ايمانك وقناعاتك الراسخة أنه كتاب سماوي سامي ولا يجب أن يكون فيه شيء مخالف للعقل والمنطق فانك ستجد حتماً المعاني السامية الصحيحة له وتدافع عنها وتقول للناس وبكل ثقة (هاؤم اقرؤوا كتابيه).
محمد فادي الحفار
26/2/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق