الخميس، 3 ديسمبر 2020

المنشور "137" (خاتم النبيين)

 



قال لي بأن السيد المسيح قد بشر بالرسول القرشي محمد والذي هو خاتم النبيين (وبمعنى اخر الأنبياء ولن يكون من بعده اي نبي) وبأنه هو صاحب القرآن وهو المرسل من ربي رحمة للعالمين.
فقلت له بان السيد المسيح قد بشر بالنبي الأحمد وليس محمد وهذا أولً.. وما ثانياً فهو ان محمد القرآني ليس شخص محدد بذاته وشخصه وانما هو صفةً وختم محمودً مصاحب لجميع انبياء ربي ورسله وبحيث اننا نستطيع ان نقول (محمد نوح) و (محمد ابراهيم) و (محمد يعقوب) لانهم جميعهم محمودي الصفات.. واما ثالثً واخيرً فهو انك لا تعرف الفارق بين الختم و النهاية وتظن بان قوله عز من قائل (خاتم النبيين) تعنى اخرهم ونهايتهم ولن يأتي نبي بعده وكما يروج الاعراب لرسولهم القرشي المفترض وبما لم ينزل به الله ربي من سلطان في كتابه.. وعليه تعال معي لكي أوضح لك ما وقعت فيه من خطأ وبحيث أبتدء معك بمعنى مصطلح "الختم القرآني" من جذره فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "ختم" و "خاتم" و "نختم" و "يختم" و "ختامها" عبارة تفعيلات للأمر الكوني النافذ (تمَّ) والذي يفيد إتمام الامر وميزانه (تام. توم. تيم) وجميعها تفعيلات لمعنى التمام والاتمام.. تم (تام. توم. تيم) وجميعها تفيد معنى التمام والاتمام وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "خ" والمختص بالجدلية فيصبح عندنا: ختم (ختام. ختوم. ختيم) والتي تفيد الجدلية في إتمام الامر.. نعم فالختم الإلهي لا يعني نهاية الشيء وعدم استمراره وانما يعني الجدلية في هذا الشيء وبحيث يضع ربي ختمه على الأشياء لأثبات صلاحيته او بطلانها دون نهايتها ومن قوله عز من قائل: (((ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم))) والذي نرى فيه هنا بان الله قد ختم على قلوب البعض منا وبان لهم عذاب عظيم ورغم ان قلوبهم مازالت تعمل ولم تتوقف عن العمل او تصل الى نهايتها لأنه يقول بانه وبعدما ختم على قلوبهم سيكون لهم عذاب عظيم في المستقبل وبعد موتهم لانهم لم يصلوا بعد الى العذب اليس كذلك.. أي ان قلوبهم مختوم عليها من الله ربي ومع هذا مازالت تعمل ومما يؤكد بان الختم لا يعني نهاية الاشياء ابدا وانما هو علامة توضع على الشيء لإثبات صلاحيته او بطلانها.. نعم فالختم على الشيء لا يعني نهايته وانما يعني حالته وصلاحيتها وبحيث ان الله سبحانه وتعالى يختم بالختم السماوي السامي على قلوب المجرمين والظالمين وبان لهم عذاب عظيم فتكون قلوبهم مختوم عليها بالكفر ورغم انها مازالت تعمل ولم تصل الى نهايتها ومن انه يختم ايضا على قلوب انبيائه ورسله بالختم المحمدي وبانهم محمودي الصفات وبحيث اننا نعرفهم من صفاتهم وافعالهم المختومة بالحمد.. اي ان الختم السماوي لا يعني النهاية وانما يعني تحديد نوعية الشيء الذي تم ختمه وهل هو صالح ام فاسد.. ومحمد هو خاتم النبيين (أي انه موجود مع جميع النبيين لأنه خاتمهم وخاص بهم) وبحيث ان كل نبياء ربي السلام هم (محمد) لوجود الخاتم المحمدي معهم ومن انهم اشخاص محمودي الصفات ومما يجعلني أؤكد لكم بأن محمد القرآني ليس انسان محدد بذاته وانما هو صفة محمودة و ختمً يحمله معه كل نبي انسان من عند الله.. ولكي تعرف النبي الصادق او (النبي المحمد) من النبي الفاسق المجرم علينا ان نتاكد من وجود الخاتم المحمدي معه وذلك من خلال افعاله اكانت افعال سلام ام افعال اجرام (لان الدين عند الله الإسلام) ولان الله ربي (لا يجعل المسلمين كالمجرمين).. وعليه فإن رسل ربي وانبياءه المحمدين الذين يحملون الختم المحمدي هم انبياء السلام ودعات السلام فقط.. واما رسل ربي من الأنبياء الفاسقين المجرمين او أصحاب النبأ الفاسق فان اعملهم فاسقة مثلهم وبرائحة الدم لأنها تخالف رسالة السلام السماوية الواحدة والتي جاءنا بها كل رسل ربي المحمودي الصفات ومن انهم قد وصوا أبنائهم بها من بعدهم وبقولهم (لا تموتوا الا وانتم مسلمين) لان السلام هو رسالة ربي الوحيدة لنا ولان الله ربي لايجعل المسلمين كالمجرمين. ولا ننسى هنا بأن الشياطين من رسل ربي ولقوله (نرسل الشياطين على الكافرين) النتاكد من وجود انبياء ورسل مجرمين فاسقين. وعليه فلا يوجد رسول قرآني محدد بذاته وشخصه ولقبه محمد وكما يدعي الاعراب القرشيين وذلك لان محمد القرآني هو خاتم النبيين وموجود مع جميع انبياء ربي ورسله الداعيين للسلام ومن انه ليس انسان ابدا وانما هو صفةً محمودة لهؤلاء الأنبياء وختم مختوم من الله على قلوبهم بانهم صالحين ومحمودي الصفات ورجال سلام ومن ان هذا الخاتم المحمدي موجود مع كل رسول ونبي من عند ربي السلام من رسله وانبيائه الصادقين الصالحين.. ولهذا يقول عز من قائل (ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله) لان محمد خاتم وليس انسان ولا يستطيع ان يأبى ويرفض ولقوله (ما كان محمد ابا) لان مصطلح الاب القرآني يطلق فقط على الكائن العاقل الذي يستطيع ان يوافق او يرفض الشيء ويأبى.. فقال وماذا عن قوله (محمد رسول الله والذين معه) ومن انها دلالة قاطعة على وجود شخص محدد اسمه محمد وذلك لوجود اتباع له وبقوله (والذين معه)؟؟ فقلت له بان العكس هو الصحيح تمامً هنا ومن ان هذه التالية الكريمة دلالة على ان جميع رسل ربي هم محمد وعلى حين ان واحد من بينهم فقط هو الاحمد او (الاكثر حمد) وهو صاحب القرآن والذي قال عنه ربي (((وما ارسلناك الا رحمة للعالمين))) نعم يا صديقي فالاحمد صاحب القرآن الكريم هو من ارسله ربي رحمة للعالمين وعلى حين ان محمد القرآني رحيم بأتباعه فقط وليس رحيم بالجميع و بدليل قوله عز من قائل: (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) ومما يؤكد لنا بان محمد القرآني رحيم باتباعه والمؤمنين به فقط ومن انه ليس المقصود برحمة للعالمين أو للجميع لانه رحيم بأتباعه فقط ولأن عبارة (رحماء بينهم) دليل قاطع على أن الرحمة عند محمد محصورة بينه وبين أتباعه فقط ومما يؤكد بأنه ليس رحيمً بالجميع او رحمة للعالمين لأنه ليس رحيمً على من يخالفه او يكفر به وبحيث ان هذا هو حال جميع انبياء ربي ورسله ومن انهم رحماء على اتباعهم فقط وكحال النبي المحمد نوح مثل والذي لم يكن رحيم بأحد وحتى بأبنه من صلبه وانما كان رحيم بمن امن به فقط.. اذن فجميع رسل ربي هم محمد ويحملون الختم المحمدي معهم لانهم رحماء باتباعهم من المؤمنين بهم فقط.. واما المرسل رحمة للعالمين والذي هو صاحب القرآن ايضا فهو السيد المسيح الاحمد وبدليل التالي: (((قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا))) * (((قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا))) نعم فنحن نعلم بان هذه التاليات هنا تتحدث عن السيد المسيح عليه أفضل صلوات ربي وتقول عنه (ولنجعله آية للناس ورحمة منا) ومما يؤكد فعلا بانه هو المرسل رحمةً للعالمين لأنه وبالاصل قد جاءت رحمته من رحمة ربه مباشرةً ولقوله (رحمة منا) ومن انه الوحيد بين الانبياء الذي اقترنت رحمته برحمة الله ربه التي وسعت كل شيء وخاصةً وأننا نعلم بأنه كان رجل سلام بمعنى الكلمة ولم يسفك قطرة دم واحدة في حياته ومن أنه قد منع تلاميذه من حمايته هو شخصيا وعندما جاء الرومان للقبض عليه واستل بطرس سيفه ليحمي السيد المسيح فقال له صلوات ربي السلام عليه (رد سيفك الى غمده لأن من يقتل بالسيف بالسيف يُقتل).. بل انه هو من قال ايضا (احبوا اعدائكم , احسنوا الى مبغضيكم) ومما يؤكد بانه كان رحيما بالجميع.. أي أنه كان رحيما مع الكافرين والمجرمين ومع اعدائه الشخصين ايضاً وبحيث طلب منا أن نحب أعدائنا ونكون رحماء مع الجميع.. فقال لي بانه وان قبل بشرحي اعلاه فماذا عن قوله: (((وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين))) والذي يؤكد لنا بانه رسول مستقل بذاته وشخصه لوجود بعض الرسل الذين كانوا قبله؟ فقلت له بان رسل ربي كثيرة ومتنوعة ولا تنحصر بالرسول الانسان فقط لان الشياطين من الرسل ولقوله (نرسل الشياطين) والرياح ايضا من الرسل والحاصب كذلك والكثير غيرها.. واما الرسول الانسان فيطلق عليه اسم محمد كمرتبة سامية له ومنحة من الرب ومهما كان لقبه الارضي كابراهيم او نوح او موسى وغيره.. وعليه وما محمد (الرسول الانسان المحمود الصفات) الا رسول قد خلت من قبله الرسل (اكانوا رسل شياطين ام حاصب ام رياح ام غيرها)... ولهذا يقول ايضا (افان مات او قتل) لان رسل ربي المحمودي الصفات منهم من يقتل ومنهم من يموت بشكل طبيعي.. واما وان كان محمد شخص محدد بذاته فان ربي سيظهر هنا وكانه لا يعلم بالغيب وبحيث انه يتحذر ويقول (افان مات او قتل) وكانه لايعرف نوع النهاية الحتمية لهذا الرسول وبشكل دقيق.!!!! فهل وصلت الصورة يا عزيزي؟ فمحمد القرآني صفة وختم محمدي يحمله معهم جميع رسل ربي الداعين للسلام.. واما الاحمد فهو الاكثر حمد من جميع رسل ربي السلام المحمدين وهو من ارسله ربي رحمة للجميع لان رحمته قد وسعت كل شيء وحتى اعدائه وكما وسعت رحمة الله المحيط كل شيء وذلك لان رحمة السيد المسيح من رحمة الله المحيط ولقوله (رحمةً منا). وكل الحب والسلام للجميع.
محمد فادي الحفار 23/2/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق