الأحد، 6 ديسمبر 2020

المنشور "139" (كاد و اكاد)


قالت لي بان مصطلح (الكيد) في معاجم اللغة العربية وقواميسها يفيد الغيظ والحقد وايقاع الضرر المقصود بالناس وبحيث أنها تستغرب من هذا المعنى وذلك لاننا نعلم بأن الله يكيد لنا ولقوله (واكيد كيدا) وبأن هذا معناه بأن الله يشعر بالغيظ والحقد ويدبر المؤامرات لإيقاع الضرر بالناس او حتى بالكافرين وهذا غير معقول ابدا..!!!!!

فقلت لها بان مصيبتنا مع الاعراب وشرحهم وتفسيرهم للقران الكريم كبيرة جدا وكما اقول لكم دائما لان الكيد في القران الكريم من التأكيد على فعل الشيء ومن جذره الكوني المشدد (كُدَّ) والذي هو امر كوني نافذ لك بان تكُدَّ وان تكون جميع امورك جادة ومؤكدة وميزانه (كاد . كود . كيد) والذي يفيد بجميع تفعيلاته معنى التأكيد على فعل الشيء..

كُدَّ (كاد. كود. كيد) وجميعها تفيد معنى التأكيد..

أي أن مصطلح "الكيد" في القران الكريم يفيد عملية التأكيد على حصول الشيء ولا علاقة له بالغيظ والحقد ابدا.
وللتوضيح الكثر أقول:
لو اني وضعت الميزان الخاص بالعودة وهو "عُد" وميزانه (عاد. عود. عيد) فماذا نقول عن التفعيلة (عاد)؟؟
الا نقول انها تفيد الفاعل الذي قام بفعل العودة؟
وكذلك هو الأمر بالنسبة للتفعيلة (كاد) ومن انها تفيد الفاعل الذي قام بفعل التأكيد على الشيء..
وقوله عز من قائل (اكاد) عبارة عن تأكيد قطعي على فعل الفاعل في تأكيد حدوث الشيء.

اذن
فان قولنا قولنا (اكاد) وحتى (اكيد) عبارة عن عملية تأكيد مؤكدة منه تبارك وتعالى على كل افعاله لان مصطلح (اكاد و اكيد) من التأكيد وليس من المعنى الذي ذهب اليه الآعراب في معاجمهم و بدليل قوله عز من قائل:

(ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى)

وبمعنى انها ومن المؤكد مخفية عنا لأن مصطلح (اكاد) هو تأكيد قطعي على ان الساعة مخفية وكما يقول البدوي مثلا (وكاد انت من فعل هذه الفعلة) وبمعنى شيء مؤكد...
أي ان مصطلح (وكاد) ومصطلح (اكاد) يفيدان تأكيد وقع الامر وليس احتمالية وقوعه...

وأما إن نحن نظرنا الى مصطلح (اكاد) في هذه التالية الكريمة ومن خلال الشرح الأعرابي له فنراه يفيد التردد او عدم اخفاء الساعة بشكل مطلق ومؤكد ومن ان عملية إخفائها مجرد احتمالية ولا تشترط اخفائها!!!
فكيف يكون أمر اخفائها محتملً وليس مؤكدَ ونحن نعلم بأن الساعة مخفية عنا وبشكل قطعي وبدليل قوله (يسالك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله) ومما يؤكد وبشكل قاطع بأن الساعة خافية عن الجميع لأن علمها عند الله سبحانه وتعالى فقط ومما يجعل التناقض واضح جدا هنا ومن انها ربما تكون مخيفة تارة ومؤكد انها مخفية تارةً اخرى؟!!!

وعليه
فإن مصطلح (اكاد) يفيد التاكيد القطعي ولا يفيد التردد او الاحتمالية وكما هو الحال في الشرح الآعرابي لأن مصطلح (اكاد) هو تأكيد قطعي ولا رجعة فيه.

وأما الان فتعالوا معي لكي اضع لكم بعض التالية الكريمة التي جاءت على مصطلح "كيد" لاشرحها لكم فأقول:

(ان كيد الشيطان كان ضعيفا)

فما هو كيد الشيطان هنا؟
وما معنى مصطلح (ضعيفا)؟
فنحن وان نظرنا الى هذه التالية الكريمة من خلال الشرح الاعرابي لها فسنفهم بأن الغيظ والحقد عند الشيطان بسيط جدا ونستطيع التغلب عليه لأن مصطلح (ضعيفا) في الشرح الاعرابي تعني المريض او الواهن او الذي ليس له قوة وهذا جميعه من المترادفات الاعرابية التي ما انزل الله بها من سلطان..

واما أنا فأقول لكم بأن شرحها هو أن الأعمال المؤكدة التي يُصر الشيطان على تنفيذها دون اي تراجع عنها سيتضاعف عددها باستمرار وتزداد حدتها وشدتها مع الوقت..

نعم أحبتي..
فكيد الشيطان او تأكيده المؤكد على تنفيذ مآربه عظيم جدا ومتضاعف في عدده وعتاده لأن الضعيف في القران الكريم من الاضعاف والتضاعف في العدد ولقوله عز من قائل (يضاعف لها العذاب ضعفين) وبحيث أن مصطلح (الضعيف) في القران الكريم يفيد عملية التضاعف بالعدد والحالات ولا يعني العليل او الواهن الذي سيتلاشى..

وعليه
فان كيد الشيطان او الأمور المؤكدة بالنسبة له والتي سيقوم بها ضدنا عظيمة جدا ومضاعفة في عددها وعدتها...
ولكن ربي سيوهن له عزيمته او تأكيده على الإضرار بنا ولقوله عز من قائل (موهن كيد الكافرين) وبمعنى سيضع الوهن في الأشياء المؤكدة التي سيقوم بها الكافرين ضدنا لان الشيطان من الكافرين وبدورهم.

أي ان عمل الشيطان والكافرين في اضلالنا مؤكد ويتضاعف يوم بعد يوم ولا ينقص او يفتر ابدا..
ولكن الله تبارك وتعالى سيوهن جميع حالات التأكيد والمؤكدة عندهم ومهما تضاعفت في عددها ضدنا لأنه وبدوره تبارك وتعالى يؤكد لنا تأكيد قطعي على ان افعاله المؤكدة هي التي ستنتصر....

وهذا هو معنى (انهم يكيدون كيدا و اكيد كيدا) وبحيث أن الشيطان والكافرين يؤكدون تاكيد قطعي على نجاحهم في مهمتهم ضدنا وبما عندهم من اصرار مؤكد ويتضاعف في عدته وعتاده وبحيث ان المولى تبارك وتعالى يؤكد لنا تأكيد قطعي وبدوره بأن النصر له و لحزبه ومهما كانت أعمال الشياطين خطيرة ومتضاعفة لأنه موهن كيد الكافرين وبمعنى أنه سيصيب كل الأشياء المؤكدة عندهم بالوهن..

اذن
فإن الكيد في القرآن الكريم من التأكيد ومن أنه عمل متقن ومؤكد عليه من صاحبه أكان كيد الله ام كيد الكافرين ام كيد السحرة ام كيد الشيطان ام كيد الإناث ومن أنه لا علاقة له بالغيظ او الحقد او الشرح الأعرابي من قريب او بعيد.

وقوله عز من قائل عن النساء بأن (كيدهن عظيم) لايعني انهم يشعرون بالغيظ والحقد ويدبرون المؤامرات في الظلام وانما يعني بانهن صاحبات ارادة مؤكدة ومن انهن يحققون ارادتهن دائماً لان حالة التأكيد عندهم عظيمة جدا ومن ان هذا فعلً هو حال الأنثى ومن أنها صاحبة ارادة أكيدة وعظيمة ولا تلين ومن أنها واذا ما رغبت في شيء فإنها ستناله حتماً وبكل تأكيد.

وكل الحب والسلام للجميع.


محمد فادي الحفار
3/3/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق