الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

المنشور "140" (نقُص ام نُفض)


لابد وان نتذكر دائماً بأن القرآن الكريم مليء بأخطأ التنقيط لأن عملية تنقيطه حصلت في العصر الأموي وهذا لايخفى على الكثيرين منكم ومن أن الخطأ البشري وارد جدً هنا وبحيث اتمنى عليكم أن تعتبروا منشوري هذا -وكباقي جميع منشوراتي التي اوضح لكم فيها وجود الأخطاء في تنقيط القرآن الكريم- مجرد قراءة جديدة من القراءات السبع التي يعترف بها أكثركم فأقول:

جميعنا يعرف مصطلح (قصاص) ومصطلح (قصص) وبحيث نقول عن المصطلح الأول بأنه يفيد عملية العقاب وعلى حين أننا نقول عن المصطلح الثاني بأنه يفيد عملية الرواية والروايات وكما تعلمنا في مدارسنا وجامعاتنا التي نقول عنها بأنها عربية..

ولو نحن حاولنا ان نصل الى فعل الامر الكوني النافذ الخاص لكلا المصطلحين فسنجد بانه واحد وهو المصطلح (قُصَّ) كما ترون...

وعليه
هل يصلح ان يكون المصطلح الواحد بمعنيين مختلفين؟
هل يصلح ان نقول بان مصطلح (قص) يفيد العقاب تارة ويفيد الرواية تارة أخرى؟!!!

إذن
فإما أن نقول بأن مصطلح (قص) يفيد العقاب في جميع مواضعه وتفعيلاته في القرآن الكريم أو أن نقول بأنه يفيد الرواية في جميع مواضعه وتفعيلاته في القرآن الكريم ايضاً وهذا اولً....

أما ثانياً فدعونا نراجع تالية من تاليات القرآن الكريم بشكل منطقي وعقلاني 
(طالما ان ربنا امرنا بان نعقل) لنرى ان كانت تفيد معناها الصحيح بحسب التنقيط الأعرابي لها فأقول:

(((
قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين)))

وبحيث نرى هنا عبارة (ان الحكم الا الله يقص الحق) ومن اننا وان اعتبرنا مصطلح (يقص) هنا يفيد عملية العقاب فهذا مستحيل طبعا لان ربي لا يعاقب الحق وانما هو من يُحق الحق...
وان نحن اعتبرنا بان عبارة (يقص الحق) تفيد الرواية فإننا نقول أيضا بأن هذا من سابع المستحيل ايضاً لأنه لا يوجد واحد منا قد سمع الله وهو يروي لنا رواية سوى أن نقول بان البعض القليل جدا من أنبيائه (وليسوا جميعهم ايضا) قالوا للناس بأن الله قد تحدث معهم ورغم اننا نعرف بان الرحمان لا يخاطب احد من خلقه..!!!
وان اعتبرنا بان الله قد خاطب واحد او اثنين من رسله فقط دون باقي الرسول فان السؤال هنا يقول:
مع اي نبي او رسول يتحدث الله هنا ويقول له بأنه يقص عليه الحق؟؟!!!
ثم وان اعتبرنا جدلً بان الله قد روى بعض الروايات لاحد رسله فلماذا يقول له (الله يقص الحق) ولا يقول له (انا اقص الحق)؟؟
بل ان المصيبة الأكبر هي ان يقول الله لرسوله بأنه يقول الحق وكذلك الذي يستجدي الناس لكي يصدقوا كلامه وكأنه يقول للرسول (انا اقول لك الحق ارجوك صدقني)!!!!
ثم هل يقص الله الحق فقط ويكتفي برواياته عن الحق أم أنه يقضي بالحق قضاء قدريً مبرماً ولا عودة عنه؟؟

وأما الآن فتعالوا معي احبتي لكي اضع لكم  مصطلحين قرآنيين متشابهين جدً من حيث الحروف لكي نتبحر بهما قرآنيا وعقلياً ومنطقيا لتتضح لكم الصورة فأقول:

1- مصطلح (قصاص) ومن فعل الامر الكوني الخاص به "قُصَّ" والذي يفيد الامر بعملية الاقصاء وميزانه (قاص. قوص. قيص) وجميعها تفيد عملية إبعاد الشيء عنا واقصاءه ولقوله عز من قائل (المسجد الأقصى) او الاكثر بعدً عنا...

2- مصطلح (فضاض) ومن فعل الأمر الكوني الخاص به (فُضَّ) والذي يفيد عملية الفيض والعطاء وميزانه (فاض. فوض. فيض) وجميعها تفيد عملية الفيض والعطاء الكثير ولقوله عز من قائل (ترى اعينهم تفيض من الدمع) وبمعنى تخرج الكثير من الدمع...

وعليه
هل لاحظتم معي الشبه الكبير بين مصطلح (قاص) ومصطلح (فاض) من حيث الحروف وبان الفارق بينهما هو النقاط على هذه الحروف فقط؟

وهل هناك احتمال ولو واحد في المئة ان يخطأ الاعراب الأمويين في فهم مصطلحات القرآن الكريم عند قراءتهم له وبحيث يقومون بعدها بتنقيطه بحسب فهمهم له؟

نعم احبتي
فبالنسبة لي وللطريقة التي أقرأ بها قرآني ومن خلال المنهج الكوني القرآني فإنني أؤكد لكم وجود الكثير من الأخطاء في تنقيط القرآن الكريم وبأن لكم مصطلح (القصص او القصاص) يفيد دائماً موضوع الإقصاء وابعاد الشيء ولا علاقة له بأي نوع من انواع الروايات او حتى العقاب...
وعلى حين أن مصطلح (الفضض والفضاض) فيفيد موضوع الفيض والافاضة والشيء الفائض وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة جميع تاليات القرآن الكريم وبشكل جيد و عقلاني ومنطقي ايضا ليتضح لكم أي المصطلحين هو الصحيح بحسب مكانه وبحيث انني ساضع لكم بعض التاليات التي قمت بتصحيحها وغيرت المصطلح من (يقص) الى فض) لأقرأها عليكم فتشعرون معي بجمالها و منطقيتها فأقول:


(((قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به ان الحكم الا لله يفض الحق وهو خير الفاصلين)))

نعم
فالمصطلح هنا هو (يفض) لان كل شيء يفيض من عند ربي فيضا ومن بينهم الحق...

(((
ان هذا القران يُفِضُ على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون)))

نعم
فالقرآن الكريم كله فيض لأنه يفيض علينا وعلى كل من يقراءه بالحق والصواب..

(((
كذلك نُفض عليك من انباء ما قد سبق وقد اتيناك من لدنا ذكرا)))

نعم
فربي يُفيضُ علينا وعلى رسوله من انباء الغيب فيضاً لأن الفيض كله ربي من عند ربي..

(((فجاءته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا فلما جاءه وفضَّ عليه الفضض قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين)))

نعم
فموسى قد جاء لعند أبو المرأتين هاتين وفضفض معه بأمر نفسه وما حصل له..
أي أن مصطلح (الفضض والفضفضة) تفيد معنى الرواية ذاته ومن انني افضفض لك بما عندي وارويه لك...

وعليه
فلا يوجد شيء في القرآن الكريم يقال له (قصص) وبمعنى الروايات او حتى العقاب لان القصص القرآني من الإقصاء حصرً لأن كل شيء يفيد الإقصاء يعود للجذر (قُصَّ) فقط وهو خاص به..
وأما الجذر الثاني فهو (فُضَّ) والذي يفيد موضوع الفيض والعطاء وبحيث أن الفضة والفضفضة نوع من أنواع العطاء طالما اني اعطيك راي او ما في نفسي وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة جميع تاليات القرآن التي جاءت على مصطلح (قصص و قصاص) لتتدبروها بمعنى الاقصاء او بمعنى الإفاضة وأيهما يصلح منطقياً وعقلانياً للتالية الكريمة التي تقرؤونها لأن مصطلح القص قرآني صحيح ومصطلح الفض قراني وصحيح ايضاً.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
21/9/2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق