الجمعة، 4 ديسمبر 2020

المنشور "138" (معركة بدر الاجرامية)

 



لقد سألني أحد الأصدقاء عن معركة بدر التي جاء ذكرها في القرآن الكريم وبحيث قال لي بأنه قد قرأ مقالي عن معنى مصطلح الإسلام في القرآن الكريم ومن أنه يفيد نشرنا لكل انواع السلام لأن الدين عند الله الإسلام ومن ربنا يحرم علينا سفك الدماء بكل أشكاله وبحيث انه لايحق لنا أن نسفك الدماء ولو حتى دفاعً عن النفس وبدليل استشهادي بقصة قابيل وهابيل وكيف أن هابيل لم يدافع عن نفسه في وجه أخيه قابيل ومن أن ربي قد ضرب لنا بهما مثلً عن الفارق بين المسلمين والمجرمين ومن أن المسلمين هم الذين لا يسفكون الدماء ولو حتى دفاعً عن أنفسهم وعلى حين أن المجرمين هم الذين يسفكون الدماء وكما هو واضحً في مقالي المعنون ب (إن الدين عند الله الإسلام) ومن أن هذا الكلام جميل جدا ودعوة رائعة للسلام ولكنه يتعارض مع قصة معركة بدر وكيف ان الله قد نصر فيها المسلمين على كفار قريش ورغم أن المسلمين كانوا يحملون السلاح في هذه المعركة ويسفكون الدماء ومع هذا فإن الله قد نصرهم في هذه المعركة وكان مؤيد لهم أيضاً في عملية سفكهم للدماء فكيف يستقيم هذا الأمر هنا؟! وكيف تقول لنا بأن الله يمنعنا من سفك الدماء ولو حتى دفاعً عن النفس ومن ثم نراه ينصر المسلمين في معركة بدر ورغم أنهم يسفكون الدماء في هذه المعركة؟!!! فقلت له بأن مصيبة القرآن الكريم تكمن في أنه قد أسقطت عليه شروحات وتفاسير وفلسفات أعرابية قرشية ما أنزل الله بها من سلطان ومن أنها مجرد أكاذيب وتاريخ مزور ومفتعل في زمن الأمويين والعباسيين الذين قاموا بتنقيط مصطلحات القرآن الكريم ومن ثم رتبوا تالياته وجمعوها في قصة حدثية اطلقوا عليها لقب (السورة) لكي توحي للقارئ بأنها تتحدث عنهم وعن تاريخهم وامجادهم المزعومة وذلك ولكي يعطوا لأنفسهم الحق في سيادة الأرض من خلال الحروب والغزوات التي تساعدهم على تحقيق أطماعهم في السيادة أو أن يلحقوا الدنيا كلها ببستان هشام وكما تقول القصيدة.. وأما القرآن الكريم وبنسخته الأصيلة المختفية فقد كان كتاب سلام من الدرجة الأولى ولم يكن مجموعً ولا حتى منقطً وبحيث أني قد وضحت هذا في الكثير من المنشورات و بدلالات من القرآن ذاته وبحيث أكدت فيها بأن القرآن الأعرابي وبنسخته العثمانية التي معنا اليوم مجرد كتاب قرشي أموي مليئ بالإرهاب والإجرام وسفك الدماء ولا علاقة له بربي السلام من قريب أو بعيد لأنه يتوافق كل التوافق مع الأفكار القرشية الإجرامية التوسعية لقبيلة قريش الباغية التي تعشق السيادة وتتمنى أن تغزو الأمم جميعها وتخضعها لسلطانها وتلحقها ببستان هشام وبحيث أن الأموي الدموي (عثمان بن عفان) قد لعب دورا بالغً في تثبيت الدولة الأموية الإجرامية من خلال نسخته التي رتبها على هواه وجعلها تبدو وكما هي عليه اليوم ومن أنها تطالبنا بالجهاد والتوسع وسفك الدماء وبما يتماهى مع شخصيته القرشية الطامعة في السيادة ومن قوله (لو بقي اثنان على سطح الأرض فإن الخلافة ستكون للقرشي من بينهم) وبحيث أخرج لنا كتاب مليء بالاجرام والارهاب والتسلط في ابشع صوره...... وعليه فدعنا من الأعراب القرشيين ولغوهم وتزويرهم وحبهم للسيادة والتسلط وتعال معي إلى مصطلحات القرآن العربي المبين وكما يجب لها أن تكون فأقول: (((ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون))) والتالية هنا وكما ترى تخاطبني أنا وأنت وكل من يقرأها وبقوله (لقد نصركم) والتي فيها كاف المخاطبة لان القرآن للناس كافة كما تعلم اليس كذلك أليس كذلك؟ وعليه هل انا وانت كنا في معركة بدر المفترضة لكي يقول لنا (لقد نصركم)؟ اليس القران الكريم خطاباً للناس كافة؟ فكيف نصرنا ببدر ونحن لم نكن فيها؟ بل كيف نصر البوذيين والمجوس والكافرين وكل انسان يقرأ هذا التالية الكريمة؟ ولماذا لم يقل مثلً (لقد نصرنا المسلمين في بدر) أو حتى (نصرنا المؤمنين في بدر) لتكون دلالة على فئة معينة من الناس عوضً عن كونها خطاب للناس جميعً؟ بل لماذا لم يقل مثلً (ولقد نصرناهم في بدر) دلالة على جملعة كانوا موجودين في ماضي وعوض عن قوله (نصركم) والتي تجعلني وتجعلك معي من ضمن المنصورين وكأننا كنا في هذه المعركة ونحن لم نكن فيها؟ اذن فهناك خطأ حتمي في فهمنا لهذه التالية الكريمة ومن انك وإن أنت أدركت معي بأن الآعراب القرشيين قد أسقطوا ما حصل معهم من أحداث على القرآن الكريم وشرحوا مصطلحاته بحسب أهوائهم لكي يؤكدُ للناس بأن هذه المصطلحات تتحدث عنهم فستتضح لك الصورة عن تلك اللعبة الخبيثة التي قاموا بها وأدركت بأن هذه التالية الكريمة تخاطبني أنا وأنت وجميع الناس فعلاً ومن أن الله قد نصرنا ببدر بكل تأكيد ولكن على أن تفهم مصطلحات القرآن الكريم أولً ومن خلال جذورها والمنهج القرآني الكوني الذي أضعه لكم وليس من خلال السيرة الأعرابية القرشية أو أحاديثها ولغتها وتاريخها المزور جملة وتفصيلً... نعم فمصطلح بدر في القرآن الكريم من فعل الأمر كوني (دُر) والذي يفيد الأمر بعملية الإدارة وميزانه الكوني (دار. دور. دير) والتي تفيد جميعها عملية الإدارة والدراية بالشيء.. دُر (دار. دور. دير) وجميعها تفيد عملية الإدارة.. إذن فإن قولنا (در) يفيد أمر الإدارة وبحيث يدخل عليه حرف الباء فيصبح (بدر) ومن انها ايضا استمرارية للادارة وبحيث أن قولنا وعلى سبيل المثال (لقد بدر منه ما يسعدنا) أي صدر عنه ومن خلال عملية الإدارة والدراية ما يسعدنا.. وقولنا (بدار) تفيد عملية الإدارة وتنفيذ الأمر من خلال عملية الدراية به ومن قوله عز من قائل: (((وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تاكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فلياكل بالمعروف فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا))) فهل ترى معي كيف أنه يحدثنا هنا عن مال الطفل اليتيم وكيف أنه لا يجيب علينا أن نأكله إسرافا وبدارا منا وبمعنى أن نأكله من خلال عملية إدارتنا له ونحن ندري بأننا نأكله باطلً ومن أنه ليس من حقنا؟؟ إذن فإن مصطلح (بدر و بدارا) يفيد عملية الإدارة والدراية بالشيء وليسوا بأسماء أو صفات أو حتى عناوين لمناطق محددة وكما هو الحال في الشرح الأعرابي القرشي الكريه ومن أنها تفيد اسمً لبئر الماء القريبة من مقر عاصمتهم السياسية التي تسمى بالمدينة المنورة.. وعليه فإن قوله عز من قائل (لقد نصركم الله ببدر) أي بدراية منه او من خلال عملية إدارة ودراية منه في كل شيء ومن انها خطاب للإنسانية عامةً وبأن الله قد نصرنا جميعنا من خلال عملية الادارة الدقيقة لكل شؤون حياتنا لأن القرآن الكريم خطابً للناس كافة وليس لقريش وحدها ومما يؤكد بأن هذه التالية الكريمة لا تتحدث عنهم ولا علاقة لها بهم أو بأي معركة حربية دموية حصلت معهم في زمن رسولهم القرشي المفترض وكما جاء في أحاديثهم البخارية الموضوعة و تاريخهم المزور... نعم أحبتي فنصر الله لنا ببدر (او ببادرة الدراية منه) تفيد نصره للإنسان بشكل عام ومن خلال عملية إدارة ودراية تامة ومن أننا منصورين به وبسلامه وعلومه التي نتعلمها كل يوم ومن خلال مبادرته لنا بإدارته التامة لكل صغيرة وكبيرة في حياتنا وكيف أنها تنصرنا على جهلنا وتخلفنا وحالة الذل التي نحن فيها فتجعلنا كرماء بالعلم والمعرفة ومن أنها لا تتحدث عن الحروب و الاجرام وسفك الدماء بأي حال من الأحوال لأن الله ربي ربً السلام وليس رب إجرام ولان الدين عنده هو الإسلام فقط وبحيث أنه تبارك وتعالى لا ينصر المجرمين في إجرامهم وهو القائل بأنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين.. وعليه فاني اعود وأؤكد عليكم بأن كل من يسفك الدماء وحتى وإن كان دفاعً عن نفسه يعتبر من المجرمين في عرف القرآن الكريم لأن المسلمين لا يدافعون عن أنفسهم من خلال سفكهم لدماء غيرهم وإنما هم يهاجرون من القرية الظالم أهلها أو يستسلمون لمصيرهم ودون أي دفاع عن أنفسهم وحتى وإن أدى استسلامهم هذا الى موتهم الحتمي لأنهم يقتدون بقرآنهم وأمثلته ومن بينها رسول الله ونبيه هابيل المسلم وكيف أنه لم يدافع عن نفسه في وجه أخيه هابيل المجرم وبحيث أن جميع المسلمين يقتدون به لأنهم يعلمون بأن الله لا يجعل المسلمين كالمجرمين. وهذا هو شرحي وتفسري لتالية بدر الكريمة ومن أنها لا تتحدث عن أي معركة دموية إجرامية مفترضة وإنما هي تتحدث عن الإدارة الإلهية الرائعة لربي السلام في شؤوننا نحن الانسان بشكل عام وكيف أنه يعلمنا معنى السلام في كل مواقع قرآنه الكريم وأمثلته المطروحة فيه ومن أنه ومن حقكم أن تأخذوا بها وبشرحي لها من خلال وجه السلام الذي أراه فيها أو تتركوها وتبقو لانفسكم على ما أنتم عليه من شرح اعرابي لها فالأمر عائد لكم أحبتي. محمد فادي الحفار 31/5/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق