دائماً ما اقول لكم بأن قرأتكم لتالية القرآن الكريم مشكلة بالتشكيل الاعرابي مصيبة مابعدها مصيبة لأنها ستجعلكم تخطؤون في فهم فلسفة القرآن الشمولية ومع هذا مازال البعض من اصدقاء الواحة يضعون في منشوراتهم او حتى مداخلاتهم تاليات مشكلة أعرابياً عن طريق الكوبي البيست ورغم أنني حذرتكم من هذا وطلبتم منكم لأكثر من مرة أن تكتبوا تاليات القرآن الكريم بأنفسكم وبشكل مباشر ودون الحاجة لنسخها كوبي بيست من مواقع القرآن الإلكترونية...
ولكي تتضح الصورة عن غباء التشكيل الاعرابي وخطورته على القرآن الكريم تعالوا معي لنتفكر في قوله عز من قائل (كل من عليها فان) والذي شرحه الاعراب لنا في مدارس لغوهم الأعرابي وعلى أنه يفيد معنى النهاية الحتمية لجميع الكائنات ورغم أن مصطلح (فان) وبمعنى الفناء الافترضي قد جاء في القرآن الكريم مرة واحدة فقط وفي قوله عز من قائل (كل من عليها فان) ومن انكم وان قلبتم القرآن كله عن تالية اخرى تتحدث عن الفناء بمفهومه الاعرابي فلن تجدوا لها اي اثر...!!!
وعليه
هل يوجد شيء يقال له الفناء (بمعنى انتهاء كل انواع الحياة في الكون) في القرآن الكريم ام أن هذا من صنع الأعراب القرشيين وغبائهم وما أنزل الله به من سلطان في كتابه؟!!
ثم كيف سيفنى كل شيء ويبقى وجه الله إن كان وجه الله موجود في كل شيء لانه واينما تولي فثم وجه الله؟!!
اذن
ولكي تتضح لكم الصورة عن المعنى الصحيح لمصطلح (فان) في القرآن الكريم فإنني مضطر لأن اعرض لكم بعض التاليات الكريمة التي جاءت عليه لتحكموا بأنفسكم فأقول:
(((كل من عليها فان)))
(((فان انتهوا فان الله غفور رحيم)))
والان
ماهو الفارق بين مصطلح (فان) في هذه التاليات التي اعرضها لكم سوى التشكيل الاعرابي الكريه؟؟
لايوجد فارق اليس كذلك؟
فجميعها جاءت برسم واحد وهو (فان) في كلا التاليتين اليس كذلك؟...
فكيف نقراءها في التالية الاولى بمعنى انتهاء كل انواع الحياة في الكون وعلى حين اننا نقراءها هي ذاتها في الكثير من مواقع الكريم بمعنى الآوان وماسوف يحصل في هذا الآوان؟
احبائي
ان مصطلح (فان) القرآني يعود في اصله إلى فعل الامر الكوني النافذ (آُنَّ) والذي هو امر لك بأن تكون جاهزً في هذا الآوان او لحظة صدور الامر وميزانه هو (آن. أون. اين) وجميعها تفيد معنى الآوان..
أُنَّ (آن. أون. اين) وجميعها تفيد معنى الآوان أو اللحظة الآنية التي صدر فيها الامر الكوني وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية والمقادير فتصبح:
فإنَّ (فآن. فأون. فأين) والتي تفيد جميعها مقادير الآوان او كما نقول بالعامية (مقدار الزمن ومُدته)...
فقوله عز من قائل (كل من عليها فِان) اي كل من عليها مقدر له الآوان أو له آوانه الخاص به.... واقرؤوها بكسرة صغيرة تحت حرف الفاء لتتضح لكم الصورة..
وقوله ايضا (فان انتهوا فان الله غفور رحيم) أي انه وان جاء الآوان لهم ليتوقفوا عما هم فيه فسيأتي الآوان الذي سيغفر الله فيه لهم ايضاً..
اذن
فلا يوجد شيء يقال له (الفناء) في القرآن الكريم وبمعنى نهاية كل اشكال الحياة لان هذا المصطلح أعرابي في تشكيله ونطقه ومعناه أيضاً ولان الحياة مستمرة وابدية وذلك لأن الله هو الحيٌّ دائما بوجوهه التي لاعدد ولا حصر لها والتي ستجدها في هذا الكون أينما وليت وجهك.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
22/1/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق