الثلاثاء، 19 يناير 2021

المنشور "146" (جهنم القرآن)

 


كثير ما نسمع مصطلح (جهنم) على أفواه الناس أو أفواه اصحاب العمامات السوداء والبيضاء وهم يتوعدون بها الناس ومن أنها حفرة عميقة لا قرار لها ومشتعلة بالنار الرهيبة التي لا تنطفئ وبحيث أن الله ربي الرحمن الرحيم قد اعدها للكافرين به لكي يُلقي بهم داخلها ويحرقهم ويذيبهم بها ويجعلهم يرون كل انواع الأهوال بها وما ألى ذلك من اساطير اعرابية ما أنزل الله بها من سلطان وناهيك عن انها تتعارض مع الرحمة الإلهية العظيمة وكيف أن هذا الإله والذي ومن المفترض له أن يكون أرحم الراحمين سيشوي الناس في نار أبدية كما يشوى احدنا الدجاجة على الفحم!!!! والاغرب من هذا هو بعض من يطلقون على انفسهم لقب المتنورين القرآنيين المعاصرين وشروحاتهم التافهة السخيفة التي لا تخلوا من الغباء وتكاد ان تكون أخطر على القرآن الكريم من الشروحات الإعرابية الارهابية المتناقضة وكذلك الغبي الذي يعكس كتابة الكلمة ليفهم معناها كما يدعي وبحيث اصبحت كلمة (جهنم) هي (منهج) وبان المنهج عكس جهنم وما ألى ذلك من غباء شديد يجعل من الاعراب القرشيين وشروحاتهم التافهة أفضل واعقل بألف مرة من غباء هؤلاء المتنورين وسخافتهم وشططهم..
وأما أنا احبتي فأقول لكم دائما بأن أي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم خاصة ومصطلحات لساننا العربي عامةً يعود في اصله ألى الامر الكوني النافذ الخاص به وعلى وزن (كُنَّ) وبحيث أن هذه القاعدة تنطبق على جميع المصطلحات الفردية والمركبة ومن بينها مصطلح (ابراهيم) و (مريم) وكما شرحتهم لكم في منشوراتي السابقة وبانهم اسماء مركبة من فعلين وبحيث ان الحال هو ذاته بالنسبة لمصطلح (جهنم) وبأنه مركب من فعلين وامرين كونيين نافذين وهم (جُهَّ) و (نُمَّ) وكما سأشرحه لكم ادناه فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "جهة" و "وجهك" و "وجهتك" و "اتجاهك" و "توجه" و "توجهون" و "توجهتم" تعود في اصلها وجذرها الى فعل الامر الكوني النافذ "جُهَّ" والذي يفيد موضوع الاتجاه وبأن تأخذ اتجاهك وميزانه (جاه. جوه. جيه) وجميعها تفيد موضوع الجهة والاتجاه..
جُهَّ (جاه. جوه. جيه) وجميعها تفيد معنى الجهة والاتجاه وكل وجهةٍ تتولاها..
اي انني وعندما أقول لك عبارة (هذا وجهي أو هذه وجهتي) فإنها تعني اتجاهي أو المكان الذي اريد التوجه أليه ولا تعني تفاصيل شكلي وملامحي... فقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن) لاتعني ان اعطي الله فمي واسناني وعيوني وانما تعني أن اجعل وجهتي هي السلام وافعالي التي اتوجه بها لغيري تفيد السلام..
اذن فإن الوجه القرآني من فعل الامر الكوني النافذ (جُهَّ) والذي يفيد الاتجاه وهذا هو الشطر الاول من مصطلح (جهنم) وبحيث أنتقل معكم الى الشطر الثاني فأقول:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "نام" و "انام" و "ينام" و "الأنم" و "الأنام" و "النوم" و "النيام" و "نائمون" و "منامك" و "منامكم" و "منامهم" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (نُمَّ) وميزانه (نام. نوم. نيم).. نُمَّ ( نام . نوم . نيم ) وجميعها تفيد معنى النماء والشيء الذي ينمو...
أي انني وعندما أقول عبارة (انا أنام) اي انا انمو ولا تعني أنا ارقد وبحيث ان قوله عز من قائل (والارض وضعها للأنام) اي جعلها متوضعة للكائنات التي تنموا عليها لأننا جميعنا آنام او كائنات تنموا بأستمرار..
اذن
فأنت من الكائنات الآنام لأنك تنموا وبستمرا وجميعنا كذلك وبما فينا الحيوانات لأننا جميعنا من الآنام التي تنموا على الارض التي وضعها المولى سبحانه وتعالى لنا لكي ننموا عليها..
ولكي تتضح لكم الصورة وبشكل اكبر ساضع لكم بعض التاليات الكريم التي جاءت على ذكر مصطلح نوم وانام ومنام فأقول: (((الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم))) ومعنى (لا تأخذه سنة ولا نوم) اي لا تنطبق عليه السنن والقوانين التي تنطبق على باقي كائنته ولا ينطبق عليه موضوع النموا والنماء وبأنه ينموا باستمرار لان عملية النمو تنطبق على الكائنات الغير مكتملة لكي تتم عملية نموها ولا تنطبق على المولى سبحانه وتعالى والذي لا تصفه الصفات..
اذن فنحن من الكائنات الأنام التي لأننا ننمو على الأرض التي وضعها ربي للأنام وبقوله ((والارض وضعها للانام)) وبحيث ان الله ربي السامي او الذي في السماء لا تنطبق عليه هذه الحالة من النماء لانه هو الذي لاتاخذه سنة ولا نوم وبمعنى انه لا تنطبق عليه السنن والقوانين الكونية التي تنطبق علينا ومن بينها قانون النماء لانه تبارك وتعالى ربُ الكمال كله ولايحتاج الى النموا والنماء لكي ينموا لأن النمو والنماء من اجلنا نحن الكائنات الأنام او الكائنات التي تنموا لاننا غير كاملين.. وعليه فإن مصطلح (جَهنمَ) القرآني يفيد المكان الذي يتوجه اليه جميع الكائنات الأنام التي تنموا ومن أنه يفيد كوكب الارض الذي وضعه ربي للأنام وبحيث أن كل انواع الكائنات الأنام التي تنموا موجودة عليها وهو وجهتها إبتداء من البكتيريا والعوالق البحرية التي تنموا وتصبح طحالب وغيرها وانتهاء بالانسان والذي ارقى الكائنات الانام بما جعله ربي في احسن تقويم. والخلود في جهنم هو الخلود في ارض النماء الخالدة دون الارتقاء الى السماء الخلد او الحالات السامية لاننا جميعنا خالدين اصل ومن خلال خلود النفس الواحدة التي نتنفس منها جميعنا ونركب اطوارها طور بعد طور طبق.
وعليه فانني ارجوا منكم اخير أحبتي ان تغسلوا وجوهكم من جميع الاتجاهات التي تدعي أنها خبيرة في معاني القرآن الكريم ومن بينها مجموعة الغباء الكوثرية ومنهجها الذي لا وجهة له لأن وجهتكم الوحيدة التي يرضاها لكم المولى سبحانه وتعالى هي وجهة المنهج الكوني القرآني لأن الكون كله قائمً على الجذر الكريم (كُنَّ) وليس القرآن الكريم وحده والذي هو الكون الاصغر لانه نافذتنا على الكون الاكبر. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 15/7/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق