اكثرنا -ان لم يكن جميعنا- قد سمع مصطلح "عض" القرآني وبحيث اننا نعرفه وعلى انه يفيد عملية استخدامنا لاسناننا في قضم الشيء وتمزيقه او حتى الضغط عليه وكما شرحها لنا الاعراب في معاجهم اللغوية وكحال هذه الصورة للام ووليدها والتي ارفقتها لكم مع المنشور...
واكثرنا يضاً ايعرف قوله عز من قائل:
(((هاانتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور)))
وبحيث نرى ان المنافقين او المخادعين هنا لا يحبوننا ويتصنعون الحب لنا وبحيث انهم وعندما يغادرون مجلسنا ويخلون الى انفسهم يقمون بعض اصابعهم من الغيظ وكما هو واضح لنا في التالية الكريمة اعلاه..
وعليه
هل جميع المخادعين الكارهين لنا يقمون بعض اصابعهم من الغيظ عندما يختلون بانفسهم؟!!
الا يوجد واحد من بينهم لا يفعل هذا الفعل وبحيث يكون له تصرف اخر غير العض على اصابعه ومن انه ينتف شعره مثلً او يضرب راسه بالحائط او يكسر الاطباق في منزله من الغيظ مثلً؟!!
فان لم يكن الجميع يعضون اصابعهم من الغيظ حصرً فان هذه التالية الكريمة ستفقد مصداقيتها لانها تؤكد لنا وبقول رب العزة بان الذين يكرهوننا ولا يحبوننا يعضون على اصابعهم من الغيظ عندما يختلون بانفسهم فما رايكم بهذا الكلام الغير منطقي ولا يمت للصحة بشيء احبتي؟
فهل مصطلح "العض" القرآني يفيد عملية استخدامنا لاسناننا في قضم الشيء وكما شرحه الاعراب لنا ام ان له معنى اخر؟؟
وعليه
تعالوا معي لكي اشرح لكم معنى مصطلح "العض" القرآني ومن خلال جذره وفعل الامر الكوني الخاص به ودون اي حاجة للاجتهاد الشخصي او الاستنباط لمعنوي اوكما يفعل الاعراب دائماً فأقول:
إن جميع المصطلحات في لساننا العربي السامي من "عُضَّ" و "عاض" و "عوض" و "عيض" و "يستعيض" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ "عِضَّ" والذي يفيد الامر بالتعويض عن الشيء وميزانها (عاض. عوض. عيض) وجميعها تفيد عملية التعويض...
عُضَّ (عاض. عوض. عيض) وجميعها تفيد عملية التعويض وكمن يقول (انا لا أخذ عوضً عن دم ابني وعوضي فيه على الله) وبحيث تلاحظون هنا كيف استخدمت لكم مصطلح "عوض" من الميزان اعلاه وبالاضافة الى مصطلح "عوضي" للتتضح لكم الصورة..
وشرح التالية الكريمة اعلاه بسيط جدا احبتي وبحيث انها تقول:
- واذا لقوكم قالوا امنا واذا خلوا عضوا عليكم الانامل:
أي انهم واذا لقوكم وكانوا في جلسة معكم قالوا امنا بما امنتم به ونحن معكم ونحبكم..
واذا انفردوا بانفسهم (عضوا عليكم الانامل) وبمعنى استعاضوا عليكم بكل ما قد مالو اليه من عاداتهم وعقائدهم التي اعتادوا عليها وكانت تُملى عليهم لان مصطلح (الانامل) من جذره "مُلَّ" وميزانه (مال. مول. ميل) والذي يفيد كل انواع الأملاء وما يُملى عليك وبحيث يدخل عليه حرف النون التاكيدي فيصبح "نمل" (نُمال. نمول. نميل) وجميعها تفيد تأكيد عملية الملَّ والاملاء وبحيث ان هذا مشروح في بحث (المال الاعرابي والمال القرآني) ومشروح ايضا في منشور (نملة سلميان) احبتي..
اذن
فهؤلاء المنافقين الكارهين لكم والذين يتصنعون الحب يقولون لكم في وجوهكم بانهم معكم ومؤمنين بمثل انتم مؤمنين به وبحيث انهم وعندما ينفردون بانفسهم او بمن هم مثلهم يستعيضون عنكم وعن ايمانكم الذي لايعجبهم اصلً بما معهم من عقائدهم القديمة التي تُملا عليهم واعتادوا عليها وهذا بكل بساطة احبتي..
وكذلك هو الحال مع قوله عز من قائل:
(((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل)))
ومن انها تفيد امر التعويض ذاته ومن انك سترى هذا المفتري الظالم يوم يقف امام الحق ربي تبارك وتعالى وهو يطلب التعويض لنفسه عن أؤلائك الذين كانوا يؤيدونه وكأنه يتبرء منهم ومن تأيدهم لهم ويقول لنفسه ياليتني استعضت عنهم بالرسول وكنت معه عوضً عن ان اطمع بتشجيع هؤلاء الاغبياء الذين كانوا يؤيدونني في ظلمي للرسول ويجعلونني ازداد فخرً وثقةً بافعالي الظالمة له..
اي ان حال هذا الظالم هنا كحال الظالم المفتري (أ. أ) معي وكيف انه يكذب ويشوه سمعتي باخبار غير صحيحة ويجد لنفسه من يؤيده وبحيث انه يتمادى في ظلمه لي اكثر واكثر لانه قد اغتر بنفسه بسبب بعض المؤيدين له ومن انه سيقف بين يدي المولى تبارك وتعالى في يوم من الايام حتمً ويقول لنفسه يا ليتني كنت قد استعضت عن هؤلاء المؤيدين الساقطين بمصاحبتي لفادي عوضً عن ان اقف هذا الموقف الظالم بين يدي المولى تبارك وتعالى..
ولقد وضعت لكم هذا المثل للتشبيه فقط لكي اقرب لكم صورة العوض والتعويض بشكل واكبر ولان الذين يعرفون قصتي مع هذا الظالم المفتري (أ.أ) وما عانيته منها وكم اوجعتني سيفهمون الامر اكثر ومن خلال هذا التشبيه..
وعليه
فان العض القرآني من العوض والتعويض والاستعاضة عن الشيء بشيء اخر ولا علاقة له بفمك واسنانك واستخدامك لهم من قريب او بعيد اخي القارئ الكريم فهذا هو قرآني العربي السامي وقراتي له من خلال المنهج الكوني القرآني وجذور المصطلحات الكريمة وقواعدها الصحيحة وميزانها الكوني السليم وبعيد كل البعد عن لغو الاعراب ولغتهم واستنباطهم العشوائي لمصطلحات القرآن الكريم دون اي قاعدة ثابته يعودون أليها.
وكل الحب والسلام للجميع
الاثنين، 11 يناير 2021
المنشور "145" (عض الاعراب وعض القرآن)
محمد فادي الحفار
23/9/2019
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق