لقد سالني احد الاصدقاء عن الفارق بين اسم "ابراهم" و "ابراهيم" وكما ورد في القرآن الكريم وبشكلين مختلفين ومن ان هذا الامر يحيره لانه قد سمع احد المفسرين يقول بان عدم وجود حرف الياء في بعض المواقع التي جاء الاسم فيها دليل على المرحلة الأولى من حياة إبراهيم قبل إنجابه وبان وجود حرف الياء هو دليل المرحلة الثانية وبعد انجابه...
وطبعً فان الاجتهادات الشخصية كثيرة جدا وبعضها جميل ولكنها من غير قاعدة ثابته توضح لنا كيفية استنتاجها او كيف توصل صاحبها الى هذا الاستنتاج او هذا الاستنباط فنبقى في حيرة من امرنا وبين مصدقٍ ومكذبٍ لهذا الاستنباط فيستمر الخلاف والتخاصم بيننا الى مالا نهاية...!!
واما انا فاقول لكم بان القاعدة الجذرية الثلاثية والمنهج الكوني القرآني هو هي الوحيد المخول بشرح وتفسير القران الكريم بكل دقة لان قواعده ثابتة ولاتتغير وبحيث ان طريقة الاستنتاج فيه واضحة للجميع.
نعم
فلقد ذكرت لكم سابقً بان لقب ابراهيم مركب من فعلين وهم (ابرا) و (هيم) وبحيث قلت لكم ايضا بان مصطلح "ابرا" من البر وكقولنا (لقد ابرا بوعده لي) ومن ان مصطلح (هيم) من تفعيلات الهمة والهمم وكقولنا (لقد هم بها) او قولنا (لقد همو به) او (هيم به)..
وعليه
فان (ابرا ... هَم) هو الذي كان بارً بهمته ويدفع بنفسه نحو البحث عن البر وبمعنى انه هو الفاعل هنا....
واما (ابرا ... هيم) فهناك من يدفعه للبر دفعً ويحثه عليه فيكون (مفعول به)..
واما طريقة استنتاجي لهذا الامر بين فاعل ومفعول به فبسيط جدا احبتي ان انتم تذكرتم معي الميزان الخاص بنا وهو:
(عاد . عود . عيد) او (قاد . قود . قيد)..
فمصطلح "عاد" فاعل ... ومصطلح "عيد" مفعول به
ومصطلح "قاد" فاعل ... ومصطلح "قيد" مفعول به
نعم
فعندما اقول لكم عبارة (لقد قاد السجان سجينه الى السجن) يتضح لكم بان الذي قاد هو الفاعل...
واما وعندما اقول لكم عبارة (لقد قيد الى السجن) فهذا معنا بان الذي قيد مفعول به وبان هناك من قاده..
اي ان "قاد" (فاعل)... و "قيد" (مفعول به)
وهذا وبدوره ينطبق على جذر الهمة وميزانه... هُمَّ ( هام . هوم . هيم )..
فالذي "هام" هو الفاعل او صاحب الهمة (ابرا .. هَم) او (ابراهام)
واما الذي "هيم" فهو المفعول به وبحيث فرضت عليه الهمة (ابرا .. هيم)
اذن
فان الاول هو (ابراهَم) والذي كان يبحث عن البر بكل همته وكان هو (الفاعل)...
واما الثاني فهو (ابراهيم) والذي كان البر هو من يدفعه ويحثه ويعلي له همته فيكون (مفعول به)..
نعم احبتي
فان انتم ادركتم معي بان البر من اسماء ربي الحسنى لادركتم بان ابراهيم كان رسول من ربي وكان مفعولً به لان الذي يحركه هو ربي البار وليس هو من يحرك نفسه بنفسه ويدفعها...
اذن
فان ابراهام وفي بادء الامر او في بداية حياته وبحثه عن ربه كان في مرحلة "ابراهَم" الفاعل والذي يتصرف من عند نفسه لانه كان حائراً بين الشك واليقين ويبحث عن ربه وعن البر بربه فيكون ابراهم (فاعل)..
واما وفي مرحلة الايمان والتي وجد فيها ربه وخرج من عبادة الكواكب الى عبادة ربه اصبح "ابراهيم" (المفعول به) لانه بدء يتعلم مباشرة من ربه وينفذ اوامر ربه وليس اوامر نفسه فيكون حينها ابراهيم (المفعول به).
اذن
فان معنى اسم "ابراهم" هو الذي يبرر همته بنفسه..
ومعنى اسم "ابراهيم" هو الذي وقع البر على همته فاصبحت مبررة من الله له وليس من نفسه لنفسه فيكون هو الذي برر الله له همته..
وهذا هو المنهج الكوني وبكل بساطة احبتي وبحيث انكم وان ادركتم سهولته وعظمته فستدركون جميع القصص القرانية وبكل دقة وكانكم تشاهدونها امام اعينكم وعلى شاشة العرض فينتهي الاجتهاد الشخصي او الاستنباط بتناقضاته ونبدء بدارسة القران من خلال العلم اليقين ليكون القران معلمنا او (الفاعل) ونكون نحن جميعنا تلاميذه او (المفعول بهم) وليس العكس وكما هو الحال اليوم ومن ان القران هو المفعول به وكل واحد منا يسقط نظريته واوهامه الخاصة عليه فيصبح القران كتابً متناقضً ولا ثبات او استقرار فيه لان كل واحد منا يغني على ليلاه.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
3/3/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق