قال لي صديقي الملحد بأنه يتعجب من أمري وهو من يراني عاقلً متزنً وصاحب منهج علمي ورأي سديد ومع هذا ما زلت متمسكً بما اسميه بالقرآن الكريم رغم ما فيه من تناقضات يدركها من تخلى عن هذا الكتاب والحد عنه بكل سهولة...!!!
فقلت حسنً يا صديقي...
اعطني تناقض واحد لكي نتحاور بشأنه فإما أن اقنعك بعدم وجود هذه التناقضات او تقنعني.
فقال لي اتعلم بأن الله سيموت وبناء على قول القرآن الذي تؤمن حضرتك به؟؟؟
نعم
فقرآنك يقول بأن كل الانفس ستموت حتمً وبقوله (كل نفس ذائقة الموت) ومن انه يؤكد بعدها بأن الله له نفس وبقوله (يحذركم الله نفسه) وهذا معناه بأن الله سيموت طالما انه يملك نفسً وطالما ان كل نفس ذائقة الموت اليس كذلك؟؟؟
فهو لم يقل مثل (كل نفس ذائقة الموت الا نفس الله) وانما قال بان كل نفس ستموت وهذا معناه بان الله سيموت حتمً لان نفسه ستموت كحال جميع الانفس اليس كذلك؟؟؟
فكيف يقول عن نفسه بأنه حي لا يموت والقرآن يؤكد بأنه سيموت طالما انه يملك نفسً ستموت شانها شان جميع الانفس؟!!!!
فقلت له على رسلك يا صاحبي لأنك تخلط الحابل بالنابل هنا دون ان تدري لأنك لا تعرف الفارق بين التذوق والاكل على ما يبدوا لي وبحيث انني سأوضح لك الفارق بينهما بالمثال التالي فأقول:
لو اعدت لك زوجتك طعامً لذيذ ومن ثم توجهت حضرتك الى المطبخ واخذت ملعقة صغيرة وتذوقت هذا الطعام لتدرك مستوى الملح فيه او حتى نكهته ومكوناته فهل استطيع ان أقول عنك بأنك قد أكلت؟
طبعً لا اليس كذلك؟
فالتذوق شيء والاكل شيء اخر تمامً وبحيث أنك وعندما تتذوق الشيء فإنك ستدرك محتوياته ومكوناته ونكهته اكانت لذيذة ام سيئة ولكنك لم تصل بعد الى الفائدة الغذائية من هذه المكونات او حتى الشبع من هذا الطعام و التخمة وعسر الهضم لأنك قد تذوقته فقط ولكنك لم تأكل منه...
وهذا هو حال النفس مع الموت ومن انها تتذوقه فقط ولكنها لا تموت ابدا لأنها خالدة كخلود صانعها...
نعم يا صديقي
فالنفس لا تموت ابدا وانما هي تتذوق الموت فتدرك محتواه والى اين سيقودها وتعرف حينها كل ما كان غائب عنها عن هذا الموت الذي كان يخيفها لأنه مجهول بالنسبة لها...
أي أن النفس ومع الأيام ستفهم الموت كما تفهم الحياة وتدرك بأنه مرحلة من مراحل الحياة ومهما كانت هذه المرحلة غامضة بالنسبة لها حالياً لأنها ومع العلم والتطور ستدرك الموت تمامً وتعرف كل مداخله ومخارجه لأنها قد تذوقته.
نعم
فالموت مجرد مرحلة عبور من حياة الى حياة أخرى وكما يمر الجنين من مرحلة الحياة في رحم امه الى مرحلة الحياة خارج رحمها عندما يولد الى رحم الدنيا والذي هو اكبر من رحم امه فيكون قد تذوق الموت بالمرور من خلاله فيدرك بانه مجرد انتقال من حياة الى حياة أخرى لان النفس لا تموت ابدا وانما هي ترجع الى ربها وكما ترجع أنت الى حضن امك بعدما كنت في داخلها وضمن رحمها.
أي انك وان استطعت ان تسال الجنين المستقر في رحم امه وينعم بالدفء والطعام والاوكسجين وكل ما يحتاج اليه للحياة داخل الرحم عن هذه الحالة التي تسمى بالولادة وكيف ستكون بالنسبة له فإنه سيقول لك بأنها الموت وبأنه يخاف من هذه الولادة لأنه لا يعرف شيء عنها ولا الى اين ستقوده ومن انه وان ادرك جمال العالم وروعته خارج رحم امه لسارع بنفسه الى عملية الولادة وهو ما يزال في أيام الحمل الأولى.
وهذا هو الحال مع النفس التي لا تعرف ماذا ينتظرها بعد هذه الحياة ومن انها تخاف من هذا المجهول ورغم انه احد أروع عمليات التطور التي تمر فيها النفس الإنسانية في طريقها الى الربوبية في حياة خالدة أصلا ولا تنتهي ابدا لان النفس لا تموت يا صاحبي وانما هي خالدة خلود صانعها..
وعليه
فإن النفس لا تموت وانما هي تتذوق هذا الموت لتعرف معناه ومن ان الله بنفسه قد تذوق هذا الموت لأنه هو صانع الموت ويعرف معناه ومن اين يأخذك والى أين سينقلك.
فكل نفس ذائقة الموت وبما فيها نفس الله لان الله هو كل شيء ومحيط بكل شيء وصانع كل شيء ..
فأنا هو الله وانت هو الله وكل ذرة في هذا الكون هي الله يا صاحبي وخالدةً خلود الله.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
26/7/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق