لقد سألني احدى ابنائي عن معنى مصطلح (قانتا) في قوله عز من قائل عن إبراهيم بانه كان امة قانتا لله وعن الامر الكوني النافذ الخاص بهذا المصطلح وبحيث أقول له ولكم التالي:
ان جميع المصطلحات القرآنية من "قانت" و "قانتات" و "قانتين" و "قانتون" و "قانتا" و "اقنتي" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (قِنَّ) والذي يفيد وضع القانون او القوانين والالتزام بها لانها لصالحك وللصالح العام وبحيث ان القنوت يشبه الخضوع ولا يشبهه وكما سيتضح لكم ادناه وعلى النحو التالي:
قَنَّ (قان. قون. قين) وجميعها تفيد الالتزام بالأمر او القانون وتنفيذه وبحيث يدخل عليها حرف "ت" في اخرها ليعطيها تفعيلاتها الجديدة فتصبح قنت و قانت و ايضا قانتات..
اي أن الامر الكوني النافذ "قِنَّ" يفيد حالة الالتزام بما وضع لك من قانون لأنه لصالحك.
ومن هنا جاء مصطلح (قن الدجاج) لأنه المكان الذي تُلزم به دجاجاتك للدخول اليه يومً من اجل حمايتهم وبحيث انها وبدورها تدخل أليه يوميا وبإرادتها لشعورها بالأمان وهي في داخله.
أي ان حالة القنَّ تشبه في معناها حالة الخضوع ومن أنها حالة إلزام منك للطرف الاخر بتنفيذ الامر او القانون مع فارق بسيط هنا وهو ان القنَّ عبارة عن التزام منك بالأمر عن قناعة وبانه لصالحك ومصلحتك وعلى حين ان الخضوع هو التزام جبري منك بالأمر اكنت مقتنع به أم غير مقتنع لأنه حالة جبرية وليست اختيارية.
من هنا جاء قوله عز من قائل (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول) لأن الخضوع مرفوض عند المولى سبحانه تعالى على الصالحين من عياده وذلك لأنه حالة جبرية يفرضها ربي على المجرمين فقط وكقوله (ان نشا ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين)..
وعليه
فإن القنَّ عبارة عن عملية التزام ارادية بتنفيذ القانون المطلوب منك لأنك تعلم بانه لصالحك..
واما الخضع فهو عملية إلزام جبرية قائمة عليك شئت ام ابيت ولا رأي لك فيها سوى تنفيذها.
وقوله عز من قائل عن إبراهيم بانه كان قانتا لله أي منفذً لقوانين لله بإرادته ليقينه بانها لصالحه فتكون حالته هنا حالة خضوع المطمئن للأمر ومن انه لصالحه هو شخصيا وبانه ليس كخضوع المجبور على فعل الشيء دون ارادته.
ومن هنا اصبح إبراهيم قانتا لله لأنه قد قَنَّ لأمر الله وطمئنت نفسه لهذه الحالة وكما قنت الدجاجات الى قنها واصبح هذا القن ملاذً امنً لها وليس سجنً لها وذلك لأنها تشعر بالأمان وهي داخله..
ولهذا لانطلق على مصطلح القنوت لقب الخضوع لان الخضوع فيه جدلية جبرية على تنفيذ الامر وعلى حين أن القنوت اختياري ويتم بإرادتك.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
6/9/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق