الأحد، 21 أغسطس 2022

المنشور "243" (الذكر و الانثى)

 


مقدمة لابد منها..

قبل أن ابدئ معكم بمنشوري هذا عن الذكر و الانثى عليكم أن تدركوا أمرا هام جدا وهو أن الإنسان من بني ادم عامةً لا روح له وانما له نفس فقط وهذا واضح جدا في قوله عز من قائل:

(((رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)))

ومن اننا نرى هنا بان الروح يلقيه ربي على احد عباده الموجودين فعلً لأجل عمل محدد وهو ان ينذر هذا العبد بقية عباد ربي يوم التلاق ومما يؤكد بانه لا يوجد روح خاصة لكل انسان وكما نعتقد لان الروح يلقيها ربي على بعض العباد فقط ومن اجل عمل محدد جدا وهو الإنذار بيوم التلاق..

وهذا الروح احبتي هو روح الله بل هو ذات الله ولقول يعقوب:

(((يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون)))

وبحيث نرى هنا يعقوب وهو يقول لا بناءه (لا تيأسوا من روح الله) لكي ندرك بان الله وروحه كيان واحد ولا لكان قال لهم مثل (لا تيأسوا من الله) اليس كذلك؟

وخطاب المولى سبحانه وتعالى للروح في القرآن الكريم خطاب المذكر وليس المؤنث كما نعلم جميعنا وكقوله مثل (وارسلنا لها روحنا فتمثل لها) ومن انه لم يقل وعلى سبيل المثال (وارسلنا لها روحنا فتمثلت لها) لان الروح مذكر ولا يخاطبه ربي ابدا سوى بخاطب المذكر..

اذن
فان الروح هو روح الله وهو ذكر او مذكر...
وهو ليس من عالمنا الإنساني او من عالم النفس الإنسانية الواحدة...
ومن انه لا يوجد روح خاصة بكل واحد منا لكي تغادر جسده وكما يعتقد الكثيرون منا لان الروح واحد فقط وهو روح الله الذي يرسله ربي دائما ومن اجل مهمة محددة فقط..
واما ما يوجد لنا نحن بني ادم فهي النفس لأننا جميعنا من نفس واحدة ولقوله عز من قائل:

(((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)))

اذن
فان المولى تبارك وتعالى قد خلقنا من نفس واحدة وبث من هذه النفس زوجها...
والنفس وكما ترون احبتي مؤنث وخطاب ربي القرآني لها دائما خطاب المؤنث...

وعليه
فان الذكر الوحيد هو روح الله وعلى حين ان الانثى هي النفس الواحدة والتي جاء عنها زوجها او ما مزج ضمنها ومن ان زوجها ايضا انثى وبدوره لأنه نفسٌ منها ومثلها...

انتهت المقدمة التي ارجوا ان لا تغيب عن بالكم ابدا

وابدئ معكم منشوري الان عن الذكر فأقول:

كلما ناقشت مسلماً تقليديً من اتباع النبي المزعوم محمد ابن عبد الله عن أخطأ التنقيط والتشكيل في القرآن الكريم بما صنعه الاعراب الأشد كفرً ونفاقاً بلغوهم فيه قال لي بقوله عز من قائل (انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون) و باعتقاد منه بان الذكر هو القرآن الكريم!!!!

واما انا فأقول له ولكم بان المحفوظ هو الذكر وليس القران الكريم ومن انكم وان كنتم لا تعرفون الفارق بينهما فعليكم ان تدركوا معاني مصطلحات القرآن الكريم أولً ومن ان ربي تبارك وتعالى ولو أراد ان يحفظ القرآن الكريم لكان قال لنا مثلاً (انا نحن انزلنا القران وانا له لحافظون) وعلى حين لم يقول ذلك وانما قال (((انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون))) أليس كذلك؟؟

وعليه
لماذا قال بحفظ الذكر ولم يقل بحفظ القرآن؟!

أقول لكم لماذا...
لان الذكر شيء والقرآن شيء اخر تمامً وبحيث أن الذكر موجود على الأرض قبل وجود القرآن بألاف السنين بل وقبل وجود النفس الإنسانية كلها وكما سيتضح لكم لاحق وبحيث ابتدئ معكم بوجوده على الأرض قبل وجود القرآن الكريم بألاف السنين فأقول:

(((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون)))

وبحيث ترون معي هنا بأن الذكر موجود على الأرض قبل الزبور بذاته ولقوله (كتبنا في الزبور من بعد الذكر) ومما يؤكد بأن الذكر موجود قبل الزبور الذي جاء بعده ولقوله الواضح جدا (في الزبور من بعد الذكر) اليس كذلك؟.....

أي انه وان كان الذكر موجود على الأرض قبل الزبور والذي هو كتاب داوود ولقوله (واتينا داوود زبورا) فهذا معناه بأن الذكر شيء والقرآن الكريم شيء اخر تمامً طالما ان القرآن الكريم هو الكتاب الذي جاء به السيد المسيح كما نقول نحن المسيحيين القرآنيين أو حتى وان اعتبرنا جدلً بأنه الكتاب الذي جاء به النبي القرشي المفترض محمد أليس كذلك..

وعليه
وان كان هذا القرآن قد تنزل على السيد المسيح كما نقول نحن او حتى على محمد كما يقول اتباعه فهذا معناه بان هذا الكتاب قد وصل الى الأرض قبل 2000 في زمن المسيح او قبل 1400 عام في زمن محمد وعلى حين ان الزبور موجود على الأرض قبل 4000 عام على اقل تقدير لأنه كتاب داوود وبحيث ان الذكر وكما توضح لكم أعلاه موجود على الأرض قبل الزبور اصل ومما يؤكد بان الذكر ليس هو القرآن لأنه موجود قبله بألاف السنين....

وقد يقول قائلً هنا بأن الذكر هو القرآن وبدليل قوله عز من قائل (والقرآن ذي الذكر) ورغم كل ما وضحته لكم أعلاه ومن أن الذكر موجود على الأرض قبل الزبور فأقول:

إن عبارة (والقرآن ذي الذكر) كعبارة (والثور ذي القرون) ومن أن الثور شيء وقرونه شيء آخر وحتى وان كانوا متشاركين بالجسد ذاته اليس كذلك..؟؟

أي أنني وإن قلت لاحدكم بأني سأحمي قرون الثور من أن تنكسر فهل هذا معناه بأني قد قلت بأني سأحمي الثور كله من الانكسار؟!!

وهل أنا تعهدت بحماية عظام الثور جميعها بعبارتي أعلاه أم أنني تعهدت بحماية قرونه فقط؟!!!

اذن
فإن المحفوظ للثور هو قرونه فقط لأنني قد قلت (والثور ذي القرون) ومن ثم تعهدت بحماية هذه القرون ولم اتعهد بحماية الثور كله....

وهذا هو الحال مع القرآن ذي الذكر ومن أن المحفوظ له هو ذكره فقط وليس القران بذاته وبحيث انه لابد لنا أن نفرق بين القرآن وذكره وكما نفرق بين الثور وقرونه لكي ندرك ما هو المحفوظ فيه وما هو الغير محفوظ.

واما الان فتعالوا معي لكي نفهم معنى مصطلح (الذكر) في القران الكريم لكي ندرك بعدها من هو المحفوظ بحفظ ربي له فأقول:

1- (وانه خلق الزوجين الذكر والانثى)
2- (انا نحن أنزلنا الذكر وانا له لحافظون)

الان
هل يستطيع احدكم ان يقول لي ما هو الفارق بين مصطلح (الذكر) في التالية الأولى والتالية الثانية من حيث الكتابة والحروف؟؟

لا يوجد فرق ابدا اليس كذلك؟

فهل يكون المصطلح ذاته بمعنين مختلفين؟!!
وهل يكون الذكر في التالية الأولى يفيد الانسان وعلى حين انه وفي التالية الثانية يفيد الكتاب او مخطوطة؟!!

وهل هناك ركاكة لغوية اكثر من هذا؟!!!


طبع لا يوجد ركاكة لغوية اكثر من هذه لان لغة الاعراب الأشد كفرا ونفاقا والاجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله هي الأكثر ركاكة وجهل وتخلف على سطح الأرض..

واما وان انتم ادركتم معي بان الذكر الوحيد في الكون هو روح الله والذي هو ذات الله من ان هذا الروح او الذكر الكوني الوحيد يتلاقى معنا نحن الانسان من النفس الواحدة والتي هي انثاه ولأجل غاية محددة جدا لذهب عنكم ما انتم فيه من لغط وحيرة وأدرتكم عظمة الكون كله...

نعم احبتي
فروح الله او الذكر الكوني الوحيد وعندما يتلاقى مع أي انسان منا يجعله ذكرً محفوظ بحفظه وبحيث ان مصطلح (الذكر) القرآني خاص بالإنسان الذي وصل الى مرتبة المرتبة القيادة او النبوءة لكي يكون وبدوره من رسل ربي وبحيث ان هذا الذكر القائد الذي تلاقى مع روح الله او الذكر الكوني الوحيد يتكرر وجوده على الأرض وعبر العصور مرات ومرات لكي يقوم بتجديد رسالة ربي السلام وإزالة ما وقع عليها من تحريف و أخطاء عبر العصور لان رسالة ربي واحدة وهي الإسلام والذي هو تفعيل لعملية السلام دائما لان الدين عند الله الإسلام فقط...

وعليه
فان الذكر هو الروح وعلى حين ان النفس هي الانثى...
والروح ليس موجود عندنا جميعنا وكما يعتقد اكثرنا لان الروح يلقى بأمر ربي مع من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق ومما يؤكد بان الروح ليس موجود عند الجميع...
واما الموجود عندنا جميعنا نحن بني ادم فهو النفس وهي لفظ مؤنث وبحيث يصلح ان يخاطبنا ربي جميعنا بصيغة المؤنث في الكثير من مواقع القرآن الكريم لان اللفظ المذكر خاص بالروح فقط..

وهذا الذكر من بني ادم من النفس الإنسانية الواحدة يتكرر وجوده دائما وباستمرار على الأرض كلما تلاقى احد منا مع روح الله وبحيث انه لا يخلى أي زمان او مكان من وجود الذكر منا والذي يتلاقى مع روح الله او مع الذكر الكوني الوحيد وهو روح الله و ذات الله...

فنوح عليه صلوات ربي كان ذكرً قائدً في قومه لأنه قد تلاقى مع روح الله...
وإبراهيم كذلك كان ذكرً قائدً في قومه لأنه قد تلاقى مع روح الله...
ويعقوب أيضا كان ذكرً قائد في قومه لأنه قد تلاقى مع روح الله...
ويوسف وبدوره كان قائد في قومه لأنه قد تلاقى مع روح الله ولان يعقوب اباه كان يُذكرّه دائما وبمعنى يُهيئه لمرتبة الذكر القائد من بعده ومما جعل الغيرة تقع في قلب اخوته..
وموسى ايضا كان هو الذكر القائد في زمانه لأنه قد تلاقى مع روح الله...
وداوود من بعده كان الذكر القائد في قومه لأنه قد تلاقى مع روح الله...

واما بالنسبة للسيد المسيح عليه افضل صلوات ربي والذي كان مؤيدً كلياً بروح القدس لأنه هو وبذاته روح الله فهو حالة خاصة جدا هنا ولا يسعها منشوري حاليا لأنني قد تحدثت عنه في منشور اخر عن موضوع الانثيين النفس الأولى ومريم وكيف ان مثل السيد المسيح عند الله كمثل ادم لكي تدركوا موضوع الذكر والانثيين ومن هذا ليس مكانه حاليا لكي لا يطول المنشور عليكم..

وعليه
فان الذكر الإنساني عبارة عن مرتبة قيادة ينالها الإنسان عندما يتلاقى مع روح الله او الذكر الكوني الوحيد فتكون الذكورية منزلته ومكانته عند ربه وبين الناس...

والذكر المحفوظ هو انسان له مرتبة القيادة ومنزلتها وليس كتاب او مخطوطة ابدا ومما يجعلني اعود وأقول لكم بان القران الكريم معرض للتحريف كجميع الكتب السامية لأنه ليس محفوظ بمجمله وانما المحفوظ له هو مرتبته القيادية وليست كلماته او مصطلحاته الغير معرضة للتحريف كما يدعي الكثير منا.

ولكي لا اطيل عليكم بأكثر من هذا في منشوري هنا أقول لكم احبتي بان تعتبروا هذا المنشور بداية او مقدمة فلسفية خاصة بالمسيحيين القرآنيين وبحيث ارجوا منكم ان تقرؤوا بعده منشور (الاهل و الجهل) والمنشور الملحق به تحت عنوان (ملحق بمنشور الاهل والجهل) والذي يتحدث عن تالية الكلالة وقوله (للذكر مثل حظ الانثيين) لتتضح لكم الصورة بعض الشيء وبحيث استطيع بعدها المتابعة معكم بموضوع الانثيين وكيف ان ربي يخاطبنا جميعنا نحن بني ادم وفي اكثر الأوقات بصيغة المؤنث وبحسب نوع المصطلح اكان مذكرا ام مؤنثا.

وكل الحب والسلام للجميع.


محمد فادي الحفار
3/6/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق