الاثنين، 15 أغسطس 2022

المنشور "239" (النوط و القنوط)

 



لقد سألني أحد ابنائي عن الامر الكوني النافذ لمصطلح "القنوط" ومعناه الصحيح في القرآن الكريم ومن قوله عز من (لا تقنطوا من رحمة الله) لان استخراج الأمر الكوني الخاص بهذا المصطلح قد استصعب عليه فأقول:

لو سمعت مني عبارة (هذا الامر منوط بك) او (لقد نيط هذا الامر بك) فماذا ستفهم منها سوى ان هذا الامر متعلق بك واصبح تحت مسؤوليتك؟

والحال هو ذاته مع مصطلح (قنوط) ومن ان اصله هو الامر الكوني النافذ "نِطَّ" وبمعنى اجعل أو جُعِلَ الامر متعلق بشيء..

نِطَّ (ناط. نوط. نيط) وجميعها تفيد تعلق الامر الذي نيط بك او بغيرك فيما أُنيط به هذا الامر وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ق" والمختص بالمقادير فيصبح:
قنط (قناط. قنوط. قنيط) وجميعها تفيد تعلق الامر بشيء ولكن ضمن مقادير محدده..

أي ان قوله (لا تقنطوا من رحمة الله) أي لا تجعلوا اموركم متعلقة بالله ضمن مقادير فقط لان المؤمن بالله يُنيط امره كله لله ولا ينيطه ضمن مقادير فقط فيصبح قنيط او قنوط...

اذن
فنحن المؤمنين بالله او الذين نشعر بالأمان المطلق مع الله نُنيطُ امرنا كله لله لأننا لسنا قنوطين وبمعنى اننا لا نجعل امرنا لله أحيانً ولأنفسنا او لقادتنا أحيانً أخرى وذلك لأن القنوط هو الذي لا يُنيط كل امره لله وانما هو مذبذب بين هذا وذاك طالما أن إناطته هذه محددة ضمن مقادير وليست كلية كحال المؤمن الذي يُنيط كل امره لله.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
15/8/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق