يعتقد أكثرنا بأن مصطلح (النكاح) القرآني يفيد الممارسة الجنسية فقط ومما جعل أصدقائنا الملحدين او من كانوا من عقائد أخرى يسخرون من القرآن الكريم ويصفونه بالكتاب الجنسي لما فيه من تاليات النكاح ولا اعتب عليهم في هذا...!!!
وأما انا احبتي ومن خلال المنهج الكوني القرآني فأؤكد لكم بأن مصطلح النكاح القرآني لا يعني الممارسة الجنسية ابدا وبدليل قوله عز من قائل:
(((يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا)))
وبحيث أنكم ترون معي هنا عبارة (اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن) والتي تؤكد لنا بأننا نستطيع أن ننكح المؤمنات ومن ثم نطلقهم ولكن دون أن نكون قد مسسناهم أليس كذلك؟
وعليه
فاذا كان النكاح القرآني هو الممارسة الجنسية كما قيل لنا وكانت هذه الممارسة قائمةً أصلا على عملية المساس بين الطرفين ومن ان يمس جسدي جسدها ويمس جسدها جسدي حتما اثناء عملية النكاح فكيف يقول لنا ربي هنا باننا نستطيع ان ننكحها ومن ثم اطلقها شرط ان لا نكون قد مسسناها!!!
اذن
فان النكاح القرآني ليس ممارسة جسدية حتمً لأننا نستطيع أن ننكحها او تنكحنا دون ان يكون هناك عملية مساسا جسدي بيننا ولقوله (اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتم دون تمسوهن) ومما يؤكد بان وقوع عملية النكاح لا يشترط وجود عملية المساس الجسدي وعلى حين ان الممارسة الجنسية قائمة اصلُ على الملامسة الجسدية الحتمية بين الطرفين.
وعليه أقول...
ما معنى مصطلح (النكاح) القرآني وبكل دقة ومن خلال المنهج الكوني القرآني؟
أن جميع المصطلحات القرآنية من "نكح" و "نكحن" و "نكحتم" و "انكحك" و "تنكحوا" و "تستنكحوا" عائدة الى الامر النافذ "كُحَّ" والذي يفيد بذل الجهد الفكري او الجسدي المحدود وميزانه (كاح. كوح. كيح) وعلى النحو التالي:
كُحَّ (كاح. كوح. كيح) والتي تفيد جميعها موضوع الجهد المبذول في عمل الشيء ومن اننا نقول عن ذلك الصوت الذي يصدر من الصدر بانه (كحة) لوجود جهد مبذول في إخراجه من الصدر..
وقوله عز من قائل (اذا نكحتم المؤمنات) أي بذلتم معهم أي نوع من أنواع المجهود اكان مجهود فكري في تعليمكم لهم ام حتى مادي من صرفكم عليهم...
واما موضوع الطلاق القرآني فقد ذكرته لكم سابقً ومن انه عملية اطلاق للشيء ولا يشترط وجود حالة الزوجية أصلا لأنني اطلق تلاميذي الى الفسحة واطلق ابنائي الى الحرية وانطلق انا وصديقي الى مكان ما وكما انطلق موسى وصاحبه الى القرية..
وعليه
فاذا بذلتم جهدً مع المؤمنات (اذا نكحتم المؤمنات) وايً كان هذا الجهد أكان اهداركم لكل وقتكم وحياتكم من اجل تعليمهم وتدريسهم ومن ثم (طلقتم) اطلقتم امرهم للحياة العملية او انطلقتم انتم بعيد عنهم دون ان يكون هناك عملية مساس جنسي بينكم اثناء فترة تواجدكم مع بعضكم فليس هناك لاحد منكم عودة على الاخر مهما كان قد اعتاد عليه وانما هو (سراح جميلا) او استمرارية رواح لا ميلً جدلياً فيه..
اذن
فإن النكاح القرآني هو جهد مبذول في فعل الشيء اكان جهد فكري ام جسدي او عضلي وبحيث أننا نستطيع ان نقول عن الممارسة الجنسية بأنها نوع من أنواع النكاح ولكننا لا نستطيع ان نقول بأن النكاح ينحصر بالممارسة الجنسية فقط وكما قال الاعراب الأشد غباءً وحمقا لان النكاح القرآني عبارة عن فعل قائم على الكحّ وبذل المجهود ومن ان عملية الكح الصغيرة التي تُصدر صوتها من خلال صدورنا يقال لها قرآنينا نكاح لان صاحبها يقوم بفعل الكح حالياً او يبذل مجهود ومهما كان صغيرا.
-فأنا وعندما أكُحّ من صدري أكون في عملية نكاح بيني وبين نفسي لأنه جهد مبذول من صدري لا خراج ما فيه..
-وعندما أقوم بتدريس ابنتي أكون في عملية نكاح معها لأنني أكُحّ وابذل مجهود في تعليمها..
-وعندما أهتم بشخص ما واصرف عليه من مالي ووقتي وجهدي في خدمته وارضاءه أكون في حالة نكاح لأجله وحتى وان لم يكن هناك مساس جسدي بيننا..
وعليه
فإن مصطلح (الكح) القرآني يفيد الجهد المبذول في فعل الشيء اكان جهد فكري ام جسدي ومهما كان كبير او صغيرا...
واما مصطلح (الكع) القرآني والذي اخبرتكم عنهم في منشور (الركع الاعرابي والركع القرآني) فيفيد الجهد الشديد والذي يصل بصاحبه الى درجة الاعياء والتعب الشديد..
أي ان مصطلح (الكح) يفيد الجهد المبذول ومصطلح (الكع) يفيد الشيء ذاته ايضا ومع الفارق بينهما هنا وهو ان الأول مجهود عادي نبذله جميعنا واما الثاني فمجهود خاص يصل بصاحبه الى درجة الاعياء ولا يقوم به الا البعض منا.
اذن
فإن النكاح القرآني هو الجهد المبذول من اجل تحقيق الشيء وبحيث ان حالات النكاح كثيرة جدا ولا حصر لها ومن ان الحب وبذاته يفرض علينا الكثير من حالات النكاح لأننا نبذل جهدنا في إرضاء من نحبهم ونكون في حالة نكاح معهم ولأجلهم وحتى وان لم يكون هناك عملية ملامسة جسدية او جنسية بيننا.
وقول الشيخ لموسى (انكحك احدى ابنتي هاتين) أي اجعلها تقوم على خدمتك دائما اثناء بقائك عندنا ولا يشترط هنا ان يمارس موسى الجنس مع ابنة الشيخ وكأنها دعارة ابدا احبتي...
وهذا ما حصل فعلً ومن ان ابنة الشيخ هذه قد أصبحت تنكح موسى (وبمعنى تكح في خدمته طوال فترة بقائه عندهم) ومن ان موسى وفي اثناء فترة النكاح هذه (فترة الخدمة) احب هذه الفتاة فعلً وطلبها للزواج من ابيها لاحقً.
وعليه
فإن النكاح القرآني يفيد الجهد المبذول بجميع انواعه ولا يقتصر على الممارسة الجنسية ابدا وان كانت هي وبحد ذاتها نوع من أنواع النكاح لما فيها من جهد جسدي مبذول.
ولكم ان تضعوا لي جميع تاليات النكاح في شكل اسالة على هذا المنشور لكي نجيب عليها سوياً ونوضح عملية النكاح التي فيها اكانت من غير مساس جسدي او حصل فيها مساس جسدي.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
11/10/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق