السبت، 20 أغسطس 2022

المنشور "242" (ملحق بمنشور الاهل والجهل)

 


دائماً ما يسألني أبنائي عن شرحٍ كاملٍ لتالية كاملة في القرآن الكريم لأقول لهم بأن هذا الامر ما زال صعبٌ عليكم حالياً ولن تفهموا شرحي لها ما دمتم لم تتمكنوا من المنهج الكوني القرآني بعد..

ولكني ومع هذا سأحاول ان أوصل لكم الصورة بعض في الشيء في هذا المنشور فأقول:

لقد وضع لي احد أبنائي سؤال على منشوري المعنون (بالأهل و الجهل) يطلب فيه شرحي لعبارة (ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت) طالما انني قد قلت في منشوري بأن مصطلح (هلك) لا يعني الفناء وانما يعني التهليل وبحيث يجب عليكم قراءة منشور (الاهل و الجهل) هنا ومن انني سأضع لكم التالية الكريم التي سألني ابني عن بعضها ونسي بعضها الاخر فأقول:

(((يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شيء عليم)))

واما سؤالي لكم هنا فيقول:
هذه التالية الكريم خطاب من الله لمن؟

أليست من الله لرسوله لأنها تبتدئ بقوله (يستفتونك) أي انت أيها الرسول؟

واما الان فلاحظوا معي التالي:

لقد ذكرت لكم سابقً بأن مصطلح (هلك) لا يعني مات او فنى وانما يعني بأنه قد هلَّ لك أنت شيء أو اعطاك إياه وبحيث أنني قد وضعت لكم تاليتين كريمتين تؤكدان قولي ومن اجل أن تقارنوا بينهما وقلت:

- (((وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسالك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)))

- (((وانه اهلك عادا الأولى)))

ومن انه لا يصح أبدا أن يكون مصطلح (اهلك) بمعنى العشيرة والاقارب في التالية الأولى ليكون بمعنى الفناء والموت التالية الثانية وانما كلهما يفيدان حالة التهليل وهذا موضح تمامً في منشور (الاهل و الجهل)...

وقلت لكم بأن قوله عز من قائل (وانه اهلَّك عادا الأولى) تعني بأنه قد أهلَّ لك انت أيها القارئ ما كان معهم ولا تعني بأنه قد افناهم..
أي انك انت الوارث لما كان معهم من ثقافة او علم او حتى حضارة ومنازل واراضي وغيرها فيصبح ما معهم مُهللً لك أنت.

اذن
فإن التالية الكريمة معرض حديثنا تخاطب الرسول الكريم وبقوله (يستفتونك) وبحيث أن الله يفتي الرسول هنا ويقول له (ان امرؤ هلَّكَ) وبمعنى اعطاك شيء أيها الرسول وهذا اولً..

واما ثانياً فإننا نرى شيء غريب في هذه التالية الكريمة وهي قوله (وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين) وبحيث أنني سأسألكم هنا وأقول:

طالما انه قد قال عبارة (رجالا ونساء) فلماذا لم يقل بعدها (للرجل مثل حظ الانثيين) وانما قال (للذكر مثل حظ الانثيين)؟؟؟!!!!

أ
ليس من المنطق السليم هنا أن تقول التالية مثل (وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللرجل مثل حظ الانثيين) طالما ان الذكر هو الرجل وبحسب الشرح الاعرابي؟؟؟!!!!

طبع لا احبتي
فالتالية الكريمة تخاطب الرسول الذكر ومجرياتها كلها تتحدث عنه ولا علاقة لها بالرجال وكما سيتضح لكم..

اذن
ولكي تفهموا المقصود من التالية الكريمة تمامً فإنني أقول لكم بأن هذه التالية الكريمة خاصة بكل ذكرٍ مُفتي من ذكور الله ومن انها خطاب له وبقوله (يستفتونك) ومن انني قد اخبرتكم مرار وتكرار بأن مصطلح (الذكر) القرآني لا يعني جنس محدد دون الاخر وانما هو خاص بالأنبياء والصديقين وأصحاب الفتوى فقط ومن قوله عز من قائل (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) ومما يؤكد وجود ذكور أو انبياء وصديقين من الجنسين اليس كذلك..؟؟؟

وعليه
فإنني سأضع لكم التالية الكريمة مرة أخرى وأقول:

(((يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شيء عليم)))

1- يستفتونك
 أيها الذكر (بغض عن النظر عن جنسه هنا لان الذكر من الجنسين) وبحيث أن الله سيفتيك هنا أيها الذكر ويقول...

2- ان كان هناك شخص قد (هلّكَ) وبمعنى (هلّ لك انت شيء أيها الذكر وبغض النظر عن الجنس هنا) وبحيث أن هذا الشخص لم يكن له ولد وكان له اخت فلا يحق له أن يُهلَّ لك هذا الشيء قبل أن يحسب حساب اخته وبأن لها النصف مما يملك..

أي انني لا أذهب الى الذكر المفتي أو الرسول صاحب الدعوى واتبرع له بمالي وانا عندي اخت وهي الاحق بنصف مالي بحق الاخوة التي بيننا وبحيث أنني وان قررت التبرع بمالي للذكر ولم يكن عندي ولد وكان عندي اخت فاستطيع ان اتبرع بنصف مالي فقط وبحيث يكون النصف الثاني من حق اختي.

واما وان كان عدد اخوتي اثنين فلكل واحد منهم الثلث وبحيث أستطيع ان اتبرع للرسول او الذكر بالثلث فقط..

واما وان كان اخوتي كثر بين رجال ونساء (وبمعنى بالغين وأطفال او من هم ما زلوا تحت عملية التسوية) فيكون للذكر او الرسول نصف التبرع من مالي وبحيث يوزع النصف الاخر على أخوتي بالتساوي.

وبالطبع فإن هذا الموضوع ليس بالسهل عليكم حالياً لأنني قد قلت لكم بأنني وقبل أن اشرح لكم جميع تاليات القرآن الكريم التي تتحدث عن التعامل المالي بين بعضنا البعض او حتى جميع التاليات القرآنية الكريمة وبكل دقة عليكم اولً ان تتابعوا معي جميع منشوراتي القرآنية الجذرية لأن الامر ليس بالسهل عليكم وانا من يدمر لغة قد عششت في عقولكم لأكثر من الف واربعمائة عام لأضع لكم عوضً عنها لسان القرآن الكريم الصحيح بأفعاله وقواعده الصحيحة.

فمصطلح الذكور في القرآن الكريم لا يعني جنس محدد دون الاخر وانما يعني جميع رجال الله الصالحين وأصحاب الفتوى من الجنسين ولقوله (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات)..

ومصطلح الرجال القرآني لا يعني جنس محدد دون الاخر وانما يعني جميع البالغين القادرين على التجوال في كل أمور الحياة وهذا موضح تمام في منشور (رجال الاعراب و رجال القرآن)..

كما وانني قلت لكم بأن مصطلح النساء القرآني لا يعني جنس محدد دون الاخر وانما يعني من هم في مرحلة التسوية من عمرهم ومن الجنسين ايضا وهذا موضح في منشو (النساء)..
وعليه فلا يوجد شيء يقال له أن يأخذ الولد ضعف ما تأخذه اخته البنت من ميراث أبويها في قرآني السامي الذي اقراءه عليكم من خلال المنهج الكوني القرآني لأن ربي هو رب العدل والحب والسلام ومن انه ليس متطرف وظالمً لكي يفرق بين جنسينا نحن بني الانسان من النفس واحدة ومن أن هذا التطرف والتفريق بين الجنسين تجدونه فقط عند الأعراب القرشيين المتطرفين وشرحهم وتنقيطهم لقرآنهم من خلال لغوهم ولغتهم التي يلغون بها.
فإبني وبنتي يرثونني مناصفة بينهما وبالتساوي إن لم أكن اريد أن اتبرع بثلث مالي قبل وفاتي للذكر القائد المفتي (ان وجد طبعً) وبحيث انني وان تبرعت بجزء من مالي فإن مابقي منه يقسم بينهما أيضاً بالتساوي لانه لا فرق عند المولى تبارك وتعالى بين الولد والبنت من حيث الحقوق والواجبات وكما هو الحال عند رب الاعراب القرشين الذين ظنوا بان الولد هو الذكر والبنت هي الانثى وعلى حين ان الولد والبنت اناث في مفهومي القرآني لانهما من النفس الواحدة والتي هي انثى في اصلها وتكونيها ولان الذكر هو الرسول المفتي المعلم او القائد العام لجميع المسلمين في زمانه.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
20/8/2022

هناك تعليقان (2):

  1. أستاذي إذا كان لا فرق بينهما لماذا يوجد لفظ الذاكرات إذا كانت التاء لا تعني التأنيث ؟

    ردحذف
    الردود
    1. وهل يمكن للنفس أن تكون ذكر من خلال هذه الآية ؟

      حذف