الأحد، 21 نوفمبر 2021

المنشور "197" (تاليات ربي وآياته)

 


بتاريخ 23/6/2010 وعلى موقع الحوار المتمدن قمت بنشر هذا المنشور المعنون ب (آيات ربي وتاليات القرآن) وبحيث أنني قلت فيه بأن كل من كان يعتقد بأن كلمات القرآن المجموعة في جملة يطلق عليها لقب (آية) مخطئ حتما لأن اصلها الصحيح هو (تالية) ولقوله عز من قائل (والتاليات ذكرا) وبحيث أن اعتقادنا بأن اسمها آية جعلنا نقع في مشاكل كبيرة جدا ومن بينها مصيبة **الناسخ والمنسوخ** والتي نعاني منها حتى يومنا هذا ومن أنني ما زلت أرى بعض ابنائي يطلقون عليها لقب الآية ولو حتى سهوً ومن انني اريد منهم الانتباه لهذا الامر بشكل اكبر...

نعم أحبتي
فاسمها الصحيح هو "تاليه" وليس "آية" ولقوله عز من قائل (((والتاليات ذكرا))) والذي يفيد كل جملة من جمل القرآن الكريم وكيف أنها تخبرنا أو (تتلو علينا) ما يذكرنا بالله سبحانه وتعالى وآيات في خلقه العظيم...

وأما آيات ربي فعبارة عن كائنات مجسدة ولها ابعادها المحسوسة والملموسة أيضا ومن الشمس والقمر آية والأشجار والنخيل آية وحتى أنفسنا وبحد ذاتها آية من آيات ربي..
أي أنك أنت وبحد ذاتك أخي القارئ الكريم عبارة عن آية من آيات ربي وعلى حين ان كلماته وكتبه وقرانه عبارة عن تاليات تتلوا علينا أخبار الآيات وتذكرنا بها وتعلمنا دور كل آية من آيات ربي في هذا الوجود...

واما وان بقينا مصرين على أن القرآن عبارة عن آيات وليس تاليات وكما اقول لكم فسنقع حتمً في مصيبة الناسخ والمنسوخ ومن أن ربي ينسخ كلامه ويتراجع عنه وهذا غير صحيح ابدا ولقوله عز من قائل:

(((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبا المرسلين الأنعام)))

اذن
فلا مبدل لكلمات الله وبحيث أن الله لا ينسخ كلماته ابدا....
وأما النسخ والتبديل فيكون في آيات الله سبحانه وتعالى (صنعه) بحيث أنه يبدل آية ويأتي بمثلها أو بخير منها ولقوله:

(((ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير البقرة)))

وعليه
فإن النسخ يكون للآيات فقط وليس لكلمات ربي وبحيث أنه تبارك وتعالى ينسخ بعض الآيات ويأتي بخير منها او مثلها كما نسخ آية الدينصورات من على سطح الأرض واتى بخير منها وبحيث أنني أعود وأؤكد لكم بأن آيات ربي محسوسة ومسموعة بل ومجسدة أيضا وكقوله:

(((وقال لهم نبيهم ان اية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة ان في ذلك لأية لكم ان كنتم مؤمنين)))

وبحيث أننا نرى بأن التابوت هنا عبارة عن آية لهم لكي يصدقوا نبيهم في قوله كما ترون..
كما وان قوله عز من قائل:

(((قال رب اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار)))

دليل لا يرقى الشك له هنا ومن آيته كانت أن لا يكلم الناس ثلاث أيام ومن فقدانه للنطق هو الآية هنا..
وكذلك هو الحال مع قوله عز من قائل:

(((وكاين من اية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون)))

واضح جدا هنا ومن أننا نمر كل يوم على الكثير من الآيات الموجودة في السماوات والأرض ولا نعيرها أي اهتمام او حتى نتفكر بها ومن جميع طيور السماء من آيات ربي وكيف أننا وان نحن راقبنا طريقة حياتها وتصرفاتها لتعلمنا منها الكثير كما تعلم الأوربيون منها وصنعوا لنا الطائرات بشتى أنواعها..
بل أن الماء وبحد ذاته عبارة عن آية من آيات ربي ولقوله:

(((والله انزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ان في ذلك لآية لقوم يسمعون)))

وعليه
فهناك الكثير من الآيات الواضحة والملموسة في السموات والأرض والتي نمر عليها كل يوم ودون أن نعيرها انتباهنا ومن ان الشمس والقمر أية, والزيتون والنخيل والأعناب وكل ما تنبت الأرض وما عليها من خلق عبارة عن آية..

اذن
فإن النسخ يكون في آيات ربي فقط وليس في كلماته وكتبه ولعياذ بالله لأنه وبكل بساطة (لا مبدل لكلماته) وبحيث ان الفارق بين كلماته و تالياته وضح وصريح لكل من القى السمع وهو شهيد وبحيث اننا لن نطلق بعد اليوم على أي جملة من جمل القرآن لقب (الآية) وانما (تالية) احبتي.

وقد يدخل احدهم هنا ويضع لي قوله عز من قائل:

(((وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم)))

فأقول له نعم..
فآيات الله تتلى علينا كل يوم من خلال القرآن وعندما يخبرنا عن الشمس والقمر وانفسنا وجميع آيات ربي المذكورة في القرآن لان القرآن هو الرسول الذي يتلو علينا اخبر آيات ربي..

نعم
فلو أنت أدركت معي بأن القران الكريم هو رسول الله الذي جاء ليبقى معنا إلى ما شاء الله لأدركت الخير كله ولأتضح لك الكثير مما غاب عنك...

فنعمت الله سبحانه وتعالى على الإنسانية كانت بأن أرسل لها رسول من عنده لا يموت فيبقى معها ما بقيت وبعد أن كان كل رسله يموتون كونهم من البشر الواقع عليهم قانون الحياة.

اذن
فإن القران الكريم هو رسول الله للناس كافة وبحيث يتلو علينا من خلال تالياته أخبار آيات الله وخلقه فيذكرنا بها.
وأما الرسول "محمد" والذي هو صفة لجميع رسل الانسان فقد كان رسول يموت ويحمل معه في قلبه رسول لا يموت لأنه كلام الحي الذي لا يموت وبحيث يبقى فينا ناصح ومرشد عندما نلجئ له وفي كل أمورنا.

وأما قوله تبارك وتعالى:

(((وماأتكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهو)))

فالمقصود بها هو القرآن الكريم (رسول الله الباقي فينا) وبحيث نأخذ بما يأمرنا وننتهي عما ينهانا.
واما وان كان المقصود بها هو شخص الرسول المحمد لأصبحت هذه التالية أعلاه تالية زمنية محصورة في شخص محمد ( ص ) فيدخل بذلك كلام الله سبحانه وتعالى ضمن الزمان وهو الصالح لكل زمان ومكان بخروجه عن الزمان والمكان.

كما وأن الرسول المحمد قد مات....
فكيف سيصبح وضع هذه التالية أدناه والتي تقول:

(((وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم)))

فينا رسوله؟؟
فأين هو رسوله فينا اليوم والرسول المحمد قد مات؟؟
وهل تصلح هذه التالية الكريمة لكل زمان أم أنها خاصة بمن عاصر محمد؟؟كما وأن التالية أدناه ستربكنا أيضا وبحيث تقول:

((( قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين )))

وبحيث انني أسأل ربي وأقول:
أين هو هذا الرسول حتى أطيعه و أأتمر بأمر؟؟
فمحمد قد مات وقد احدث القوم من بعده الكثير من البدع واختلط الأمر علي ولم اعد اعلم الصالح من الطالح؟؟

فيقول لي بدوره:
بأن محمد رسول قد خلت من قبله الرسل , وقد أرسلت لكم رسول لا يموت , أفان مات أو قتل من فرض عليه الموت ارتددت عن رسولي الباقي معك والذي لا يموت؟؟
ثم أنظر أيضا هذه التالية الكريمة وكيف تقول:

(((واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا)))

فكيف سنرد نحن اليوم الأمر إلى الرسول لو كان الرسول هو محمد ومحمد قد مات؟؟

ولكن
وان انت أدركت معي بأن رسول الله هو كلامه الباقي فينا إلى أخر الزمان لأدركت بأن الهجرة له مازالت قائمة إلى يومنا هذا كما هاجرت أنا إلى رسولي وقراني وابتعدت عن القوم الظالمين من السلفيين اللذين أهدروا دمي.

ملاحظة:
هذا المنشور قديم جدا وبحيث أنني قمت بنشره قبل أن اضع لكم المنهج الكوني القرآني والذي سيشرح لكم معنى مصطلح (ننسخ) بصورة ادق واعمق ومن انني أحببت إعادة نشره للتأكيد فقط على أن آيات ربي مختلفة تمام عن كلماته التي لا مبدل لها.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
15/11/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق