الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

المنشور "202" (مهد الاعراب ومهد القرآن)


لقد طلب مني احد ابنائي ان اشرح له معنى مصطلح "المهد" في قوله عز من قائل:

(((ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين)))

لان كلمة "المهد" وبحسب اللغو الاعرابي القرشي تعني السرير الذي ينام فيه الطفل الصغير ومن ان الاعراب القرشيين يدعون في قواميسهم اللغوية بان السيد المسيح قد تحدث مع الناس وهو مازال طفل رضيع فهل هذا صحيح؟؟

واما انا فأقول لكم بان شرح مصطلح (المهد) وعلى انه السرير الخاص بالطفل الصغير مجرد وهم واساطير تافهة من امة الغوا الاعرابي والتي هي الاجدر ان لا تعلم حدود ما انزل الله وبحيث انني أقول لكم بان مصطلح (مهدا) من الهداية وبحيث ارجو منكم هنا ان تتابعوا معي بعض التاليات القرآنية التي جاءت على تفعيلات المصطلح قبل ان اذكر لكم الامر الكوني النافذ الخاص به فأقول:

(((الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون)))

ومن اننا نلاحظ هنا كلمة (مهدا) فنقول بان الله قد جعل الأرض سريرا لنا لان المهد يفيد السرير اليس كذلك؟؟
نعم
فان كان مصطلح (المهد) مفرد بأل التعريف ويفيد السرير فان مصطلح (مهدا) مفرد أيضا ولكن من غير ال التعريف ليكون مصطلح (مهاد) هو الجمع ويفيد الاسرة الكثيرة اليس كذلك؟

مهد مفرد و مهاد جمع فيكون قوله عز من قائل:

(((الم نجعل الأرض مهادا)))

معناه بان الله قد جعل الأرض مكونة من سراير للأطفال الرضع فقط وكأننا في فندق نوم للأطفال ولا شيء غير النوم في الأرض فقط!!!
بل ان قوله عز من قائل عن نفسه (فنعم الماهدون) أي انه هو اعظم صانع لأسرّة الأطفال في الكون وكأننا في ورشة نجارة...!!!!!

فما رايكم بهذه التفاهة الاعرابية للشرح احبتي؟؟

واما انا فأقول لكم ومن خلال معرفتي بالمنهج الكوني القرآني بان قوله عز من قائل (جعل لكم الأرض مهدا) أي جعلها ممهدة امامنا وليست متاهةً لنتوه فيها ولا نهتدي لان المهد من الهداية ولان الأرض مهادا...

وقوله عن نفسه (نعم الماهدون) أي ان عمومية الهداية المعممة على الجميع وبكل أنواعها من عنده هو ومن فضله علينا تبارك وتعالى..

نعم احبتي..
فجميع المصطلحات القرآنية من "هدا" و "هاد" و "هود" و "هدنا" و "هادوا" و "هدهد" و "اليهود" و "مهدا" و "مهاد" و "ماهدون" و "مهتدين" والكثير غيرها عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (هُدَّ) والذي يفيد الهداية وميزانه الكوني (هاد. هود. هيد) والذي يفيد بجميع وزناته معنى الهداية...

هُدَّ (هاد. هود. هيد) وجميعها تفيد معنى الهداية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "م" والمختص بالإلمام فتصبح:
مُهد (مهاد. مهود. مهيد) وجميعها تفيد الإلمام بحالة الهداية بين فاعل وصفة ومفعول به...

فالمهدي هو الشخص الذي عنده المام كبير بطريقة هداية الناس..

اذن
فان الامر الكوني النافذ "هـُدَّ" يفيد عملية الهداية وبحيث يدخل عليه الحرف "ممن الاحرف المقطعة في "الموالتي تفيد الإلمام بالشيء فيصبح (مُهَدا) او الذي يمهدا الطريق الى الهداية ويتحدث بالهدى لما عنده من المام به..

نعم احبتي
فمصطلح (مهدا) يفيد الملم بعملية الهداية والذي يمهد الطريق ويزيل العقبات منه لكي يكون ممهدا لكل من يسير عليه...

وجميع السبل والطرق المؤدية الى المولى سبحانه وتعالى ممهدة أمامنا أن كنا صادقين في الوصول اليه ومن سعينا الصادق للقائه ونحن مهتدون لأنه هو تبارك وتعالى من مهدا لنا كل سبلنا إليه وجعلنا لنا الأرض مهادا...

واما قوله عز من قائل عن السيد المسيح بانه (يكلم الناس في المهد) فتفيد كلام السيد المسيح مع الناس بشأن موضوع الهداية وبكل سلاسة لأنه يمهد الطريق امامهم للهدى والهداية ويجعله ممهدا فتصل الأفكار السامية الينا بأسهل السبل لأنه حكيما ويحسنُ وضع الامثال والتشابيه للناس لكي تصلهم الصورة بكل سهولة ويسر وبيان..

اذن
- فان مصطلح "المهد" يفيد الإلمام بحالة الهدى والهداية لأنه من الامر الكوني النافذ (هُدَّ) والذي يفيد الامر بحالة الهداية وميزانه (هاد. هود. هيد) وجميعها تفيد معنى الهداية وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "م" والمختص بالإلمام فتصبح (مهد) وهو الملم بحالة الهداية وميزانه (مهاد. مهود. مهيد) وجميعها تفيد الإلمام بحالة الهداية بين فاعل وصفة ومفعول به...

-واما مصطلح (كهلا) فيفيد الذي قد تظنه انت بانه قد هلاَّ علينا الان فقط ولكنه اقدم من هذا بكثير واكبر وذلك لأن اصل المصطلح هو الامر الكوني النافذ (هِلَّ) او الذي قد حضر الأن وهلَّ علينا وكما يهل علينا الهلال في لحظة ولادته وبحيث يدخل عليه حرف الجر "ك" والمختص بالتشبيه المانع للتطابق بالمثلية فيكون عاكس للمعنى ليصبح (كهلا) او الذي تظنه بأنه قد هلاّ علينا الأن ولكنه وفي واقع الحال قديم جدا وقد هلَّ علينا منذ زمنٍ بعيد..

هَلَّ (هال. هول. هيل) وجميعها تفيد عملية الاهلة والتهليل وكل ما يهل علينا وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ك" والمختص بالتشبيه المانع للتطابق بالمثلية فيعكس المعنى لأنه من حروف "كهبعص" التي تعكس المعنى جميعها ليصبح عندنا:
كهل (كهال. كهول. كهيل) وجميعها تفيد الشيء الذي لم يهل علينا حاليا لأنه كبير اصلً وقد هل على الدنيا منذ زمن طويل..

أي أننا نستطيع أن نقول بأن الكهل هو الشخص الكبير في العمر لأنه وان كنا نظنه صغير في العمر وقد هلَّ علينا لتوه لسبب او لأخر فسنكون مخطئين بهذا لأنه كبير جدا وقد هلَّ منذ زمن طويل واصبح كهلا بسبب حرف الكاف المانع للتطابق بالمثلية.

وعليه
فلم يتحدث السيد المسيح عليه صلوات ربي (لا هو ولا غيره من بني ادم) عندما كان طفلا رضيعاً في السرير لأنه لاوجود لمثل هذه الاساطير والخرافات السخيفة سوى في عقول الاعراب الأشد كفرا ونفاقا والاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله..

كما وان ربي لم يتوفى السيد المسيح شابً مُهلً علينا في الثالث والثلاثين من عمره لان السيد المسيح قد عاش حتى اصبح طاعنً في السن وبدليل قوله (وكهلا) وبحيث تنزل عليه القرآن الكريم في دمشق والتي هي الربوة ذات القرار المعين ومن انه قد دفن فيها وفي مكان معروف لي بأمر الله وفضله ولكن هذا ليس موضوعنا هنا لان موضوعنا هو ان اشرح لكم معنى مصطلح (المهد) ومصطلح (كهلا) في قرآن ربي العربي السامي والبعيد كل البعد عن قرآن الاعراب الأشد كفرا ونفاقً والاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله.

وكل الحب والسلام للجميع .


محمد فادي الحفار
25/2/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق