لقد طلب مني احد ابنائي ان اضع له ما معنى كلمة (صهر) في القران وان كانت تعني ما تعلمناه بالمفهوم الشائع لأنها قد جاءت في القرآن الكريم بمعنيين مختلفين وعلى النحو التالي:
1-((وهو الدي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان الله على كل شيء قديرا))
2-((تصهر ما في بطونهم والجلود))
واما ردي عليه فهو أن قلت له بأنني في المنشور الثالث من المنهج الكوني القرآني والخاص بحروف الجر ذكرت لكم بان جميع حروف "كهبعص" تعكس المعنى وبحيث قلت عن الحرف "ص" التالي:
ان حرف الجر والحركة "ص" يُصعّد عمل الفعل ويقصيه ويدنيه وبحيث انه يكاد يعكس معنها وعلى النحو التالي:
عُد (عاد . عود . عيد) وهو الامر الذي يعود لنا باستمرار ولا ينقطع عنا وكيف يصبح:
صعد (صعاد . صعود . صعيد) التي تفيد صعوبة امر العودة وتكاد ان تجعلها مستحيلة ولقوله عز من قائل (سارهقه صعودا) وبمعنى ان عودته الى ربه ليست سهلة وتكاد تكون مستحيلة...
بر (بار. بور. بير) وتفيد عملية التبرير وكيف تصبح:
صبر (صبار. صبور. صبير) وهو الامر الذي تتحمله ورغم انك لا تملك أي تبرير منطقي له فيكون الصبر عكس التبرير لأنه لا تبرير له..
دُر (دار. دور. دير) وتفيد عملية الإدارة وكيف تصبح:
صدر (صدار. صدور. صدير) وهو الشيء الذي لا تستطيع ادارته لأنه هو الإدارة أصلا وهو الذي يُديرك وبحيث ان قولنا مثل (الصدر الأعظم) أي المركز الأعظم للإدارة او اعلى مراكز الإدارة وصدور القرار.
وعليه
وبما اننا ادركنا بأن الحرف "ص" من حروف "كهبعص" التي تعكس المعنى أقول:
ان مصطلح (صهر) او (نصهر) او (تصهر) يفيد منع عملية الانهيار لأن اصل المصطلح من الأمر (هِرَّ) والذي يفيد عملية الانهيار وميزانه (هار. هور. هير) وجميعها تفيد عملية الانهيار...
هِرَّ (هار. هور. هير) وجميعها تفيد عملية الانهيار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ص" والذي يعكس المعنى فيصبح عندنا:
صهر (صهار. صهور. صهير) وجميع تفيد منع حدوث عملية الانهيار.
وقوله عز من قائل بأنه قد جعله (صهرا) أي جعل ذراته وخلاياه بل وحتى اعضاءه متماسكة مع بعضها لمنع حدوث حالة الانهيار الجسدي ومن انني ارجوا منكم هنا قراءة منشور (النهر والانهار والانهيار) لتصلكم الصورة تمام..
اذن
فالصهر والانصهار عبارة عن عملية ترابط الأجزاء مع بعضها لمنعها من الانهيار وكما نخلط النحاس مع الذهب لنجعلهم معدن واحد..
ويطلق على زوج البنت اسم (الصهر) لأنه قد ارتبط بالعائلة او انصهر معها واصبح عضوا من أعضاءها.
ولكن هذا لا يعني بانني قد تزوجت من ابنة الله لأنني صُهرهُ وانما هو ما ذكرته لكم أعلاه وبأن عملية صناعة الله لي كانت من خلال انصهار الذرات الخاصة بي مع بعضها.
فصهرهُ لي او صناعتهُ لي تفيد عملية تكويني وارتباط ذراتي مع بعضها.
واما قوله عز من قائل بانه ((يصهر ما في البطون والجلود)) أي يجعلهم متماسكين مع بعضهم.
اذن
فلا يوجد أي اختلاف بالمعنى بين (صهرا) و (يصهر) لأن كلاهما يفيدان حالت الانصهار بين الأشياء مع بعضها لتعطي شكلها النهائي.
فصهرُ العائلة هو الذي ارتبط مع العائلة.
وصهرُ البطون والجلود هو ارتباطها مع بعضها.
وانت وبذاتك صَهرُ الله لأن عملية ارتباط ذراتك واجزاءك مع بعضها من صنع الله.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
27/11/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق