الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

المنشور "201" (مهل الاعراب و مهل القرآن)

 



لقد سألني احد ابنائي عن قوله عز من قائل (بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) وهل يفيد الماء المغلي لدرجة عالية جدة تجعله منصهرً كالجمر لشدة حرارته وذلك لان المعروف لأكثرنا وبحسب الشرح الاعرابي التافه للقرآن الكريم والذي جعله كتاب إرهاب ووعيد وتهديد من إله مختل عقلياً بأن مصطلح (المهل) يعنى المعدن المنصهر بدرجة حرارة عالية وبحيث ان الله سيجعل الناس الذين يرجونه لكي يعطيهم قطرة ماء يشربونها لشدة عطشهم سيعطيهم شربا منصهرً يشوي لهم وجوههم وما الى ذلك من صورة فظيعة عن هذا الإله الاعرابي السادي السفاح الذي لا يعرف الشفقة ولا الرحمة لان هذا الأفعال السادية الاجرامية لا يفعلها حتى اكبر المجرمين ويشفق على الناس منها وعلى حين ان اله الاعراب السادي السفاح (والذي ومن المفروض له ان يكون ارحم الراحمين في الوقت ذاته) يفعل هذه الأفعال الإجرامية لأنه اله متناقض الى ابعد الحدود لأنه اعتى من اعتى المجرمين فعلً وعلى حين انه يتشدق امامنا ويدعي زورا وكذبا وبهتانا بانه ارحم الراحمين!!!!!

واما انا احبتي فأقول لكم وللمرة الالف بأن ترموا ما معكم من لغة اعرابية بأفعالها وتفعيلاتها ونحوها وصرفها ومفرداتها لأنها لغة الاعراب الأشد كفرا ونفقا وهم حتما لا يعرفون ما انزل من حكمة ومعرفة في كتابه وبحيث ارجوا منكم ان تعودوا معي للسان القرآن العربي السامي وما فيه من معرفة وعلم ومنطق فأقول:

ان جميع المصطلحات القرآنية من "مهل" و "مهيل" و "كالمهل" و "امهلم" و "امهل" تفيد عملية الامهال ومنح بعض الوقت للشخص الذي تمهله ولقوله عز من قائل (فمهل الكافرين امهلهم رويدا) وبحيث ان اصل المصطلح او فعل الامر الكوني الخاص به هو (هَلَّ) وميزانه (هال. هول. هيل) وجميعها تفيد عملية الإهلال والتهليل وعلى النحو التالي:

هِلَّ (هال. هول. هيل) وجميعها تفيد عملية الهلل (والتي هي عملية حضور آني وكقولنا لقد هلَّ هلال رمضان مثلً) وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "م" والمختص بالإلمام الذي يجعل الفاعل مفعول به والعكس صحيح ليصبح عندنا:
مُهلٌ (مُهالٌ. مهولٌ. مُهيلٌ) وجميعها تفيد الملم او المتحكم بعملية الإهلال بين فاعل وصفة ومفعول به..

أي اننا وعندما نقرئ قوله عز من قائل (((يوم تكون السماء كالمهل))) فعلينا ان ندرك بان هذا لا يعني ان السماء ستصبح منصهرة وملتهبة بالنيران الاجرامية لرب الاعراب وانما تعني بأن حالات السمو السامية قد تكونت وحدثت تكوينها على مرحل او (على مهل ودون تسرع) ولكنها ليست كذلك طبع وبسبب دخول حرف التشبيه "ك" والمختص بالتشبيه المانع للتطابق بالمثلية عليها لتصبح (كالمهل) والتي هي تشبيه بحالات المهل ولكنها ليست كذلك لان امر الله يحدث بأسرع من لمح البصر وذلك لان امره اذا أراد شيء ان يقول له (كن... فيكون)..

اذن
فان مصطلح (المهل) من الامهال وحدوث الامر على مراحل وعلى حين ان مصطلح (كالمهل) فانه يفيد التشبيه بحالة المهل ولكنه ليس كذلك في طبيعة الحال لان العمل الخاص بالحرف "ك" هو ان يمنع وجود حالة التطابق بالمثلية..

واما قوله (يشوي) ففيه خطأ في التنقيط الاعرابي الذي وقع عليه لان اصله القرآني هو (يسوي) والذي يفيد عملية التسوية ومن الامر الكوني النافذ (سَوِّ) والذي هو امر لك بان تقوم بعملية التسوية...

أي ان القراءة الصحيحة للجملة هو (كالمهل يسوي الوجوه) ومن انها عبارة عن مثل مضروب لنا عن حالة الاستمهال التي تؤدي الى تسوية الوجهات وجعلها مستوية وكأن أقول لكم (كالعلم يسوي العقول) او (كالحب يسوي القلوب) ومن انها حالات تسوية وإصلاح للعقول والقلوب وبحيث تأتي هنا عبارة (كالمهل يسوي الوجوه) ومن انها مطابقة لما قبلها من الأمثلة التي وضعتها لكم في عملها المختص بالإصلاح والتسوية...

وعليه
فلا يوجد في قرآني السامي هذا المفهوم الاعرابي التافه عن إله عظيم رحيم يهدد ويتوعد كائنات ضعيفة ولا حول ولا قوة لها مثلنا نحن بني ادم لكي لا يكون إله مختل عقليا ومصاب بداء التوحد وجنون العظمة والسادية أيضا وذلك لان القوى يتقاوى على من هم ضعفاء وانما هو يتقاوى على قوي مثله في القوة اليس كذلك؟

نعم احبتي
فإلهي الذي اعرفه ارحم الراحمين ولا يفعل بأبنائه هذه الأفعال الاجرامية السادية التي يفعلها إله الاعراب القرشي بعبيده...

كما وان الهي لا يظهر قوته امام الضعفاء وانما امام الأقوياء فقط لأنه واثق من نفسه وبانه لا يوجد في الكون كله من يضاهي قوته لكي يظهرها امامه لأنه ليس كمثله احد او شيء تبارك وتعالى ومما يجعلني على يقين بان الهي لا يظهر لي قوته وانما يظهر لي رحمته وعفوه وغفرانه وكرمه لأنه اب حنون على ابناءه وليس متعنت وارهابي كريه كرب الاعراب القرشي السادي.

واختم مقالي هذا بالسلام لكم وعليكم من ربي السلام الذي لا يعرف الاجرام طريقاً الى قلبه ابدا..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
30/11/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق