الأحد، 15 نوفمبر 2020

المنشور "124" (من هو اسرائيل)

 



لقد قرات بعض المنشورات الخاطئة عن معنى مصطلح "اسرائيل" في القرآن الكريم والتي يدعي فيها اصحابها بان إسرائيل جماعة وليس شخص وهذا ليس صحيح ابدا احبتي لان ربي قد خاطبنا عن اسرائيل كشخص فرد وبقوله عز من قائل:


(((كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين)))

وبحيث نرى هنا بان اسرائيل شخص لانه قد حرم على نفسه بعض انواع الطعام وبقوله (**الا ماحرم اسرائيل على نفسه**) ومن ان ربي قد جعل هذا الطعام محرم على كل بني اسرائيل من بعده وكما حرمه اسرائيل على نفسه..

كما وانه قد اكد لنا بان اسرائيل عليه صلوات ربي قد وجد على الارض قبل ان تنزل التوراة وبمعنى قبل موسى عليه صلوات ربي...

وعليه
ولكي تدركوا معي من هو رسول الله اسرائيل عليكم ان تدركوا اولً بانه شخص وبانه كان موجود قبل موسى وبان تدركوا بعدها معنى اسمه الصحيح ومن خلال الجذر الكوني فاقول:

ان اسرائيل هو من اسرى به ربي من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى لان اسم اسرائيل مركب من فعلين وهم (اسرا) و (ئيل) وبمعنى الشخص الذي اسرا به ربي ومنحه الولاية والتاؤيل..

ومصطلح (اسرا) من الامر الكوني المشدد "سرَّ" والذي هو امر كوني بالسريان ومن ميزنه الكوني (سار. سور. سير) والتي تفيد جميعها عملية السير والتسير وكل شيء يسير...

سر (سار. سور. سير) وهو كل شيء مُيسرٍ ويسير...

واما مصطلح (ئيل) فمن التاؤيل ومن الامر الكوني النافذ (أُلَّ) والذي هو امر بالولاية والتاويل وميزانه الكوني ( آل. أول. ايل) والتي تفيد جميعه معنى التاويل او الامر الذي نؤل له ومن اننا جميعنا سنؤل الى الله في النهاية ومن ان مصطلح (الله) وبحد ذاته مصطلح مركب واصله هو (آل .. له) لان كل شيء في هذا الكون يؤل في امره لله سبحانه وتعالى...

اذن
فان اسرائيل هو من اسرا به ربي امور الولاية والتؤيل وجعلها تسري في كل كيانه...

وهو ذاته عبد الله الذي قيل فيه (سبحان الذي اسرى بعبده ليل من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى) فرآى الكثر من ايات ربه واصبح صاحب علم عظيم وبحيث حرم على نفسه الكثير من الامور لاحقً وبقوله عز من قائل (الا ماحرم اسرائيل على نفسه) واصبح له ذرية تقدي به كمثل اعلى لها وتحرم على نفسها ماحرمه هو على نفسه.

واما الان فدعوني انتقل معكم الى تالية اخرى جاء فيها اسم الرسول الكريم اسرائيل وكيف انه من الذين انعم عليهم ربي فاقول:

(((اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية ابراهيم واسرائيل وممن هدينا واجتبينا اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا)))

وبتقطيعنا الصحيح للتالية الكريمة سنتعرف على الذين انعم الله عليهم وعلى النحو التالي:

1- اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم...
اي انه يوجد نبين من ذرية ادم كان قد انعم عليهم ربي ولهم ذريتهم الموجودة من بعدهم حتى يومنا هذا ربما لانهم اصل لم يكونوا مع نوح ولقوله بعدها (وممن حملنا مع نوح) وبحيث انه قد فصلهم هنا عن اصحاب نوح ولم يشركه معهم وبقوله مثلً (من حملنا مع نوح) وكما سيتضح لاحقً او ان انتم تمعنتم بالتالية الكريمة جيدً...

2- وممن حملنا مع نوح..
اي انه يوجد ايضاً من انعم ربي عليهم ممن حمل مع نوح وبقوله (وممن حملنا) ولهم ذريتهم الموجودة حتى الان ولا يشترط ان يكون ابراهيم من ذرية نوح اصلاً وهذا سيتضح لكم مع الايام لان مايهمنا هنا هو رسول الله اسرائيل بشخصه فاقول:

3- ومن ذرية ابراهيم واسرائيل
وهنا نرى بأن ابراهيم له ذرية واسرائيل ايضا له ذرية وبحيث ان ربي قد انعم على ذرية ابراهيم وذرية اسرائيل...

وعليه
فهناك ابراهيم الرسول الكريم والذي له ذريته وبحيث ان ربي قد انعم على بعض ذريته ولم ينعم على كل ذريته ولقوله (ومن ذرية) وهناك ايضا الرسول الكريم اسرائيل والذي انعم ربي ايضا على بعض ذريته ولم ينعم عليها جميعها.
والسؤال هنا يقول:
من هو الرسول الكريم اسرائيل الذي كان موجود قبل ان تنزل التوراة وبحيث حرم على نفسه بعض انواع الطعام واقترن اسمه مع ابراهيم بذرية واحدة سوى اسحاق عليه صلوات ربي؟

نعم احبتي
فاسرائيل هو اسحاق وبحيث انني قد ذكرت لكم في منشور (اسحاق هو الابن الوحيد لابراهيم) وبالدليل القراني القاطع ان ابراهيم لم يكن له سوى ابن واحد وهو اسحاق ومن ان اسماعيل كان صديقه في رحلته منذ بدايتها ولم يكن ابنه من صلبه...

اذن
فان اسرائيل هو اسحاق عليه صلوات ربي وهو الذبيح لان ابراهيم لم يكن له ابناً سوى اسحاق...

واسحاق عليه صلوات ربي كان بارا جدا بابيه ولدرجة ان قال له في موضوع الدبح (يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين) وبحيث انه وببره وصبره هذا اصبح جاهزً لان يسري به ربي من حالت المسجد الحرام الى اقصى مراتب السجود والطاعة وهو (**المسجد الاقصى**) وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة بحث **الاجساد والمساجد **لتدركوا بان مساجد ربي كائنات حية وليست حجارة او صخور ومن انني قد قلت لكم فيه بان ابراهيم هو المسجد الحرام لانه قد حرم على نفسه الشرك بالله ومن انه قد ربى ابنه اسحاق على عدم الشرك بالله ومن ان اسحاق قد سار على طريق ابيه وتجاوزه في العلم والمعرفة لانه قد وصل الى اقصى درجات الطاعة والتحريم فاسرى به ربي من حالت المسجد الحرام التي كان عليها هو وابوه ابراهيم ووصل به الى حالت المسجد الاقصى او اقصى درجات الطاعة والسجود وذلك بعد ان اطاع ابوه ابراهيم في موضوع الدبح فاصبح لقبه عند ربي (اسرائيل) او الذي اسرى به صاحب التؤيل -الله- الى اقصى درجات السجود والطاعة.

واما وان كنتم تريدون ان تعرفوا من هم بني اسرائيل المذكورين في القران الكريم فعليكم ان تعرفوا اولاً من هم ابناء اسحاق لان اسحاق هو اسرائيل..

فهل كان عند اسحاق ابن واحد فقط وهو يعقوب لكي نقول بان بني اسرائيل هم ابناء يعقوب فقط ام ان اسحاق كان له ابناء اخرين غير يعقوب؟؟؟

فان كان هناك ابناءً اخرين لاسحاق غير يعقوب فان بني اسرائيل ليسوا مقتصرين على ابناء يعقوب وحدهم وانما هم جميع ابناء اسحاق وذريتهم الى يومنا هذا لان اسحاق هو اسرائيل ولان جميع ابناء اسحاق يقال لهم بني اسرائيل.

وعليه
فاني ارجوا منكم ان تراجعوا التاريخ جيدا وان تدرسوا جميع كتب ربي السماوية وتبحثوا فيها عن ابناء اسحاق لكي تستطيعوا ان تتعرفوا على جميع ابناء اسرائيل لان اسحاق وبحسب التوراة الشريف كان له ابن اكبر يقال له (عيسو) وكان هو المقرب الى ابيه اسحاق اكثر من شقيقه يعقوب وبحيث اؤكد لكم بان الكثير من ابناء منطقة الشرق الاوسط وبلاد الرافدين والخليج العربي وحوض النيل هم من بني اسرائيل ومهما اطلقنا عليهم من القاب مختلفة كاعراب او اقباط او سريان او اشوريين.

نعم
فالقصة التوراتية تقول بان اسحاق (والذي هو اسرائيل) قد رزق بوالدين وهم "عيسو و يعقوب " وبحيث احب اسحاق ابنه الاكبر عيسو اكثر من يعقوب وبينما احبت زوجته ابنها الاصغر يعقوب اكثر من ابنها الاكبر عيسو..

ولقد كان اسحاق يريد ان يجعل من عيسو خليفة له من بعده وبعدما اصبح كبير وضعف بصره فاراد ان يعطي البركة لابنه عيسوا والذي هو الابن الاكبر وبحيث طلب منه ان يذهب ويعد له الطعام ومن ثم يعود لياخذ البركة..
ولكن يعقوب تسلل الى حجرة ابيه اثناء غياب عيسو لكي ياخذ البركة الاولى لنفسه ويترك لاخيه البركة الثانية وبعدما خدع ابوه الضعيف البصر واحضر له الطعام عوضا عن عيسو ودون ان يتحدث امامه فيسمع صوته فظن اسحاق بان يعقوب هو عيسو واعطاه البركة.

وهذا ماحصل احبتي وبحيث انقسم ابناء اسحاق او (**اسرائيل**) الى ذريتين وهم ذرية عيسو التي غيب التاريخ اليهودي ذكرها ولم يعترف بها لان التاريخ اليهودي يرى بان الذي اخذ البركة (ولو حتى بالخديعة) هو الخليفة وهو ابوا الذرية الاسرائيلية وهذا ليس صحيح ابدا.

اي انهم لم يعترفوا بعيسوا كخليفة لاسحاق وانما اعترفوا بيعقوب كخليفة له وبحيث اصبح يعقوب في عرفهم صاحب الذرية اليهودية والذي ينسب له كل الذرية الابراهيمية من بعده..

وعلى فكرة
لقد حاول يعقوب ان يكرر التاريخ مرة اخرى وعندما قرر ان يُذكّر يوسف (يجعل يوسف القائد الذكر للقبيلة من بعده) فحدث ما حدث معه وكعقاب له من المولى سبحانه وتعالى على اكله لحق اخيه عيسوا وبحيث ان هذا سيتضح لكم تمامً عندما اضع لكم منشور (يوسف واخوته) واقص عليكم قصته القرانية وروعتها ودون اي اساطير يهودية او اعرابية فيها.

اذن
فان قصة الابنين المختلفين هي قصة (عيسو و يعقوب) وليست قصة (اسماعيل و اسحاق) والتي صنعها الاعراب لكي يصنعوا لانفسهم تاريخ ينسبهم الى ابراهيم عن طريق اسماعيل ومن انهم قد يكونون فعلا من بني اسرائيل ولكن من ذرية عيسوا الذي غيب التاريخ اليهودي ذكره ورغم ان النسب الى ابراهيم من اصله لايهمنا لاننا جميعنا من ادم ومن النفس الواحدة...

وعليه
فان ابراهيم لم يرزق سوى بابن واحد وهو اسحاق الدبيح والملقب باسرائيل وبحيث ان عملية شتات بني اسرائيل وتفرقهم الى حزبين حصلت عندما اكل يعقوب حق اخيه الاكبر عيسو واخذ لنفسه البركة وبحيث ذهب عيسو وذريته في اتجاه وذهب يعقوب وذريته في اتجاه اخر..

فبني اسرائيل او (ذرية اسرائيل) كثيرون جدا احبتي لانهم ليسو مختصرين على ابناء يعقوب وانما فيهم ايضا من هم من ابناء عيسوا لان عيسوا ويعقوب من ابناء اسرائيل والذي هو اسحاق ومن انهم منتشرين في كل منطقة بلاد الشام وشمال افريقا وحتى الحجاز واليمن.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
10/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق