الأحد، 15 نوفمبر 2020

المنشور "129" (الحق القرآني)

 



يعتقد اكثرنا بان مصطلح (الحق) القرآني مرادف لمصطلح (الصدق) وبانه ومن الواجب عليك ان تكون صادقً فيما تقوله وبحيث ان الحقيقية هي ان تخبر الناس بكل ما جرى معك او شاهدته بكل صدق وامانة وكما وصلنا من خلال الشرح الاعرابي لمعنى مصطلح الحق...

ولقد تطور الامر عند بعض مدعي التنوير وبان قالوا لنا بان الحق القرآني هو last update او اخر تحديث للمعلومات لأي حقيقة لان الحقيقية ليست ثابتة وانما هي متجددة بتجدد المعارف التي كانت مجهولة بالنسبة لنا...!!

واما انا وبجوابي على الاعراب ومدّعي التنوير معً أقول:

لو كان الحق هو الصدق او حتى (last update) وبمعنى تحديث المعلومات فكيف سيكون شرحنا للتالية الكريمة التي تتحدث عن قتل النبيين بغير الحق وتقول ((ويقتلون النبيين بغير الحق))؟؟

وهل هذا معناه باننا وان كنا صادقين في نيتنا فنستطيع قتل النبيين؟
ام ان تحديث المعلومات لدينا او (last update) سيبيح لنا حينها قتل النبيين؟؟

نعم
فهذا هو معنى قولكم وشرحكم لمعنى مصطلح (الحق) القرآني وبانه وان كنا صادقين في نيتنا فإننا نستطيع قتل النبيين او انه وان كان هناك تحديث للمعلومات عندنا فنستطيع قتل النبيين حينها لان قوله عز من قائل (يقتلون النبيين بغير الحق) يفيد وجود الشرط والذي هو (الحق) وبحيث انه وبزوال هذا الشرط عنهم فسيسمح لنا ربي أن نقتل النبيين بناء على شرحكم أيها الاعراب ومعكم مدعي التنوير فما رأيكم في هذا؟؟!!!!

- هل يوجد لدينا رخصة لقتل النبيين في حالة وقوع الشرط والذي هو غياب الحق عنهم؟؟!!
- وهل يرسل لنا ربي أنبياء بغير الحق أصلا وهو من قال (انا ارسلناك بالحق)؟؟!!


فإذا كان يرسلهم أصلا بالحق فما هو الداعي لوجود تالية تقول (يقتلون الأنبياء بغير الحق) لو كان الحق هو ما تفهمونه انتم بلغوكم ولغتكم ؟

وعليه
تعالوا معي لأخبركم عن معنى الحق القرآني ومعنى الباطل القرآني فأقول:

1- الحق
=====

ان الحق القرآني من فعل الامر الكوني (حُقَّ) والذي هو نوع مصغر من الإحاطة بالشيء وميزانه الكوني هو (حاق. حوق. حيق) وجميعها تفيد موضوع الاحاقة بالشيء بصورة ضيقة ومن جميع جوانبه وكما نقول عن بيت الدجاج الصغير والمحيط بهم بأنه (حُق الدجاج) لأنه محيط صغير خاص بهم..

حُقَّ (حاق. حوق. حيق) فهو مُحاق به بشكل ضيق لأن الإحاطة بالشيء اكبر من الاحاقة به وهذا هو الفارق بين الإحاطة و الاحاقة..

فقولنا (حاق بالشيء) أي احكم الأمر عليه من جميع الجوانب وضيق عليه وهذا واضح في قوله عز من قائل:

(((فاصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون)))

ومن ان قوله (حاق بهم) يفيد إحكام الدائرة عليهم وتضيقها وذلك بما فعلوا بأنفسهم...

وعليه
فان الحُق او (الحوق) هو إدراك للأمور من جميع جوانبها واحكام الأمر عليها بشكل ضيق او دقيق..

وقوله عز من قائل "ويقتلون النبيين بغير الحُق" (وتقرئ بضمة على حرف الحاء) تعني أننا نقتل النبيين بغير الحوق بهم أو بغير ان نحوق بما معهم من علوم لتسرعنا وجهلنا بكل علم جديد يأتوننا به من عند ربنا وذلك لخوفنا من كل جديد يأتينا وقناعتنا الثابت بان القديم الذي معنا هو وحده الصحيح وبحيث نقوم حينها بقتل الأنبياء المجددين للدين فنكون من الظالمين...

فهل ترون الان عظمة هذه التالية الكريمة ومن أنه لا يوجد هناك رخصة إلهية في قتل الأنبياء بأي حال من الأحوال لأنهم أصلا قد جاؤوا بالحق؟

وليس هذا وحسب
بل اني اطلب منكم ان تراجعوا جميع التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح (الحق) لكي تصدموا تماما بما معكم من لغوا اعرابي تستعينون به على فهم القرآن الكريم فتضيعوا عن فهمه لان قرآن ربي لا يمسه الا المتطهرين الذين تطهروا مما معهم.

نعم
فانظروا معي الى قوله عز من قائل:

(((قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون)))

ومن ان حرمة الفواحش والإثم والبغي تنتهي في حال وجود الحق؟!!!

وعليه
فإن كان الحق هو الصدق كما قال بعضهم فهذا معناه بأن الفواحش والإثم والبغي ستصبح حلال اذا اقدمنا عليها بصدق اليس كذلك؟
او انه وان كان الحق هو (تحديث المعلومات) كما قال بعضهم فهذا معناه بأن الفواحش والإثم والبغي ستصبح حلال لنا مع التحديث الجديد الذي يحدثه ربي لنا أليس كذلك؟

فما هذا الرب المربي والذي يربينا على مكارم الأخلاق وهو لا يملك القواعد الأخلاقية الثابتة للأخلاق التي يحدثنا بها؟؟!!!

واما وان انتم ادركتم معي معنى مصطلح الحُق القرآني او (الحوق) فستدركون بأنه يخاطبنا عن أولئك الذين يأتون الفواحش والإثم والبغي و بغير أن يكون عندهم حوقً بها او إدراك لها من جميع جوانبها ونتائجها عليهم لانهم لا يحوقون بها ولا يدركون خطرها عليهم فيقدمون عليها...

وهذا ما دعاني لأن اطلب منكم مراجعة جميع التاليات التي جاءت على عبارة (بغير الحق) ومن أن معناها هو (من غير الحوق بالشيء والإحاطة به لفهمه) وبحيث أن الأغبياء الذين كانوا يقتلون النبيين بغير الحوق بما معهم كانوا يقتلونهم لأنهم لم يفهموا ما معهم من علم ولم يحوقوا بهذه العلوم من جميع جوانبها فظنوا حينها بان هؤلاء الأنبياء دجالين لانهم جاؤوهم بغير ما اعتادوا عليه..

فأنا الآن قد أُقتل على يد رجل سلفي متشدد وعندما أقول له مثلً بان هذا الرجل الذي ظهر في مكة منذ ألف وأربعمائة عام هو الدجال وذلك لأن هذا السلفي لم يحوق بما معي من علم ومن نبأ عظيم أنبأه به وبحيث انه لم يتحقق من قولي وصدقه عن طريق الدراسة واعتبروني فورا كافر وزنديق ووجب قتلي لأنني قد جئته بغير الذي اعتاد عليه من عقيدة توارثها عن آبائه الأولين.

اذن
فان الذين يقتلون النبيين بغير الحُق او (الحوق) هم أولئك الأغبياء الغير قادرين على الفهم الصحيح لأنهم لم يحوقوا علماً بما جاءهم به أنبياؤهم فقاموا بقتلهم وعلى انهم مرتدين او فاسقين بنظرهم وهم الفاسقين ولكن لا يشعرون.

وعليه
فان معنى مصطلح (الحق) يفيد الحوق بالشيء وإدراكه من جميع جوانبه وبان صاحب الحق هو الذي يملك التبرير الصحيح للحدث من كل جوانبه لأنه قد حاق به من كل جوانبه وأدرك كل صغيرة وكبيرة فيه.

والان
دعونا ننتقل الى مصطلح الباطل القرآني فأقول:

2- الباطل
======

ان الباطل القرآني من فعل الامر الكوني (طُلّ) والذي هو القدرة على طولنا للأشياء وميزانه هو (طال. طول. طيل) وجميعها تفيد معنى طولنا للأشياء وبأن نطالها وبحيث ارجوا منكم هنا مراجعة منشور الطول الاعرابي والطول القرآني..

اذن
فان الأمر الكوني لمصطلح (الباطل) وميزانه هو:

طًلّ (طال. طول. طيل) وجميعها تفيد القدرة على طول الشيء الذي نطاله وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ب" من حروف كهبعص التي تعكس المعنى:
بطل (بطال. بطول. بطيل) وجميعها تفيد إبطال عملية طولنا للأشياء فلا نطالها و كقوله عز من قائل:

( قال موسى ما جئتم به السحر ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين )

اذن
فان فعل السحر الذي قام به السحرة وجعلوه سارياً في عيون الناس وأخافوهم به (لانهم يطالون هذه العلوم و متحكمين بها) سيبطله الله (يجعله يتوقف عن العمل) فيكتشف الناس أنه عمل وهمي وصناعة رديئة وليست اصلية لان الأصلي لا شيء يطاله ليبطله..

وعليه
فان مصطلح الباطل القرآني ليس مصطلح سيئ وكما نعتقد ومن أنه عكس الحق وكما شرحه الاعراب لنا وإنما هو مصطلح يفيد عملية إبطال عمل الشيء وجعله غير صالح للعمل او غير قابلً للطول وبان نطاله..

اذن
فأن الإبطال عبارة عن مفتاح نستخدمه من أجل أبطال عملية ما او فعل من الأفعال..
فمفتاح الكهرباء الذي نستخدمه لكي ننير المصباح أو نطفئه هو مفتاح إبطال لأنه يقوم بعملية ابطال النور او عودته...
وهذا المفتاح يستخدمه الطرفين وكل حسب رؤيته للأمور التي يجب أن تعمل أو لا تعمل..

ومثال على هذا أقول:
نحن نقول عن رجل ما بأنه (بطل حرب) ونقصد بها بأنه شجاع ومقدام في الحروب والمعارك ومن خلال مفهومنا الاعرابي لمعنى البطل..

واما انا ومن خلال المفهوم القرآني لمعنى مصطلح (بطل) فإني أقول لكم بأن بطل الحرب هو رجل السلام والذي يقوم بعملية إبطال هذا الحرب ويجعلها تتوقف..

وأما بطل السلم فهو المجرم الحقيقي في مفهومي للمصطلح..

نعم
فبطل السلم هو الرجل المجرم والذي يقوم بإبطال عملية السلام ويشجع على استمرار المعارك..

ولهذا أقول لكم بان مصطلح الباطل القرآني عبارة عن مفتاح يستخدمه الطرفان فيكون بطلا يبطل فعل غيره في عيون قومه ويكون باطلا يبطل عمل البطل الذي يتفاخر به الطرف الاخر.

فالبطل والباطل شيء واحد وبحيث إن الله ربي يستخدم مفتاح الابطال ليبطل به عمل الكافرين وعلى حين ان الكافرين يستخدمون مفتاح الابطال ليبطلوا من خلاله عمل الله ونوره..

وعليه
فان مصطلح الباطل القرآني ليس مصطلح سيئ لنصف به نوعية محددة من الناس لأن الله يستخدمه ليبطل به عمل الكافرين.

وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
4/10/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق