الأحد، 15 نوفمبر 2020

المنشور "126" (لا فيها غول)

 


ارسل يسالني عن قوله عز من قائل (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون) وهو مستغرب جدا من وجود مصطلح "غول" في القران الكريم وماذا يعني وبحيث قال لي هل الغول هو ذلك الوحش الاسطوري الذي نسمع عنه في القصص التي كانت ترويها لنا جداتنا ونحن اطفال استاذ محمد؟!!!


فقلت له بانك وان لم تدرك موضوع المنهج الكوني القرآني الذي اضعه لكم وبالاضافة الى ادراكك للميزان الثابت له فلن تدرك شيء من القران الكريم ابدا ياعزيزي..

نعم
فلقد وضعت لكم الميزان الكوني الف مرة ومع هذا مازلتم مقصرين في فهمه وادراكه وضرورة تطبيقه على جميع المصطلحات القرانية لان الميزان الكوني واحد ولا يتغير على جميع المصطلحات..

فعندما اقول لكم مثلً
(عد. عاد. عود. عيد) فهو (عديد) وبانها جميعها تفيد موضوع العودة فان الامر هو ذاته مع قولي (حل. حال. حول. حيل) فهو (حليل) وجميعها تفيد معنى الحلول والتحليل..

وعلى موجب هذا الميزان تستطيع ان تفهم جميع مصطلحات القران الكريم وبكل سهولة ويسر ومن ان مصطلح (غول) من فعل الامر الكوني النافذ (غُلَّ) وميزانه (غال. غول. غيل) وجميعها تفيد معنى الغلال والاغلال والمغالات في الشيء.

غُلَّ (غال. غول. غيل) فهو (غليل) وجميعها تفيد الغلال والمغالات في الشيء وبحيث نجعل منها اغلالً نغلُّ بها انفسنا لكثرتها.

فقولنا (غل. غال. غول . غيل) فهو (غليل) تفيد المُغالات في الشيء والاكثار منه وكقولنا عن محاصيل الارض الكثيرة بانها (غلال) لانها وفيرة وكثيرة...

وعليه
فان جميع مصطلحات القران الكريم من "غل" و "غال" و "غول" و "غيل" و "اغلال" و "مغلول" تفيد عملية المغالاة في الشيء والغلو فيه ومن جذرها الثلاثي المفتوح (غَ لَ لَ) والذي يفيد الكثرة والوفرة في الشيء وكقولنا (هذه محاصيلنا وغلالنا) ومن انه لا يفيد النقصان من الشيء وكما هو في الشرح الاعرابي ابدا ابدا..

نعم احبتي
فقول اليهود بان "يد الله مغلولة" لا تعني بانهم قد قالوا بان يد الله ممسوكة عنهم وبان الله بخيل ولا يرسل لهم رزقهم وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الغبي للمصطلح وانما تعني بان اليهود قد قالوا بان تايد الله لرسله بالشريعة التي يرسلها لهم مع رسله فيها الكثير من المغالاة ومتعبة لهم..

اي انهم يرون بان الله يُغالي فيما يطلبه منهم ويكثر عليهم الطلبات في شريعته التي يرسلها لهم مع رسله المؤيدين منه لان مصطلح "يد الله" يعني تأيد الله ولا يعني عضو من اعضاء جسد الله والعياذ بالله لان الله تبارك وتعالى لاصفات له وتعالى عما يصفون..

اذن
فان (يد الله) لاتعني اصابع الله وراحت كفه وانما تعني رسله جميعهم لانهم مؤيدين من الله ولان مصطلح اليد من التايد وبحيث ان قولهم (يد الله مغلولة) اي ان المؤيدين من الله (وهم رسله) يُغالون فيما يفرضونه على الناس من شرائع..

وهذا هو الحال مع جميع التاليات الكريمة التي جائت على تفعيلات الجذر (غ ل ل) ومن انها تفيد المغالات والاكثار من الشيء..

ومثال على هذا اقول:

(((وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)))

وشرحها هو انه ماكان لاي نبي ان يغلل لنفسه من متاع الدنيا وغلالها ويحوز بها لنفسه لان من يغلل لنفسه (وعلى وزن يُكثر لنفسه) سياتي بما غله لها يوم القيامة ويراه مجرد سراب ووهم.

وايضا فان قوله (ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم) تفيد المعنى ذاته ومن ان نبي الرحمة وعندما ياتي سيضع عنا كل الاغلال التي جمعناها واثقلنا بها انفسنا لان كل مايفعله رجال الدين عبر التاريخ من تحريمات ماانزل الله بها من سلطان هو مغالات في الامر وكقوله عز من قائل:

(((يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا)))

نعم
فقوله عز من قائل (لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق) واضحة تمام هنا ومن انها تفيد الاكثار في الشيء والتضخيم منه وبحيث ان اهل الكتاب قد جعلوا من السيد المسيح إله مطلق على الارض لحبهم له وهذا هو الاغلال في الشيء والمغالات فيه وجعله مثل الغلال الكثيرة التي نحصدها من الارض ونجمعها لانفسنا فقط.

اذن
فان الغل والغول والاغلال والمغالات عبارة عن مصطلحات مشتركة بالجذر ذاته وهو الجذر (غ ل ل) والذي يفيد الاكثار من الشيء وتضخيمه فوق حده الطبيعي وبغير عقل ومنطق وكما يفعل جميع اصحاب العقائد الارضية الدونية وكيف ان كل واحد منهم يجعل من رسوله إله متفرد بالالوهية وكما فعل اصحاب السيد المسيح مع مسيحهم او اصحاب القرشي مع محمدهم الذي اصبح حبيب الله واسمه مكتوب تحت عرش الله وقد خلقت الدنيا كلها من اجله وما الى ذلك من اغلال ومغالات كثيرة جمعوها في شخصه دون سواه وبما لم ينزل الله بها من سلطان.

فلا يوجد شيء يقال له (غول) وبمعنى الوحش الاسطوري وكما هو الحال في الشرح الاعرابي الركيك للمصطلح لان الغول القراني هو صفة الاغلال والمغالات في الشيء وكما هو موقعها في الميزان الكوني الخاص بجذرها.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
8/7/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق