الاثنين، 30 نوفمبر 2020

المنشور "134" (الذكر المحفوظ)

 


كلما ناقشت مسلماً تقليديً من اتباع القرشي المزعوم محمد ابن عبد الله عن أخطأ التنقيط والتشكيل الموجودة في القرآن الكريم بما صنعه الاعراب الاشد كفرً ونفاقاً بلغوهم في هذا القرآن الكريم قال لي بقوله عز من قائل (انا نحن انزلنا الذكر وانا له لحافظون) و باعتقاد منه بان الذكر هو القرآن الكريم!!!!

واما انا فاقول لهم ولكم وللجميع بأنه ومن أولويات العلاج ومبادئه أن يعترف المريض بمرضه لكي تبدأ مرحلة العلاج وبحيث أن المريض الذي لا يعترف بمرضه لن يذهب أصلا الى الطبيب لكي يتعالج وهذا مفروغ من أمره...
ولكي ندرك أسباب جهلنا وتخلفنا عن الأمم المتحضرة على كوكب الأرض حتى أصبحنا في ذيل الأمم جميعها علينا أن نعترف بأن المشكلة موجودة فينا وفي ثقافتنا ومورثنا وعلينا مواجهتها والتغلب عليها لا أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونترك الشقى على من بقى كما يقول المثل..

وموروثنا وتاريخنا الإسلامي حافلً بالحروب والغزوات والمجازر والمؤامرات وسفك الدماء والظلم والقهر والكثير من المصائب التي لا تخفى على عاقلً منكم وبحيث أننا وأن صدقنا هذا التاريخ المزور وبقينا متمسكين به فإننا لن نخرج من قوقعة الجهل والتخلف الذي نحن فيه إلى آخر الزمان..

كما وأن التزوير في تاريخنا لم يتوقف عند حد معين وإنما قد طال كل شيء في حياتنا اليومية وبما فيها القرآن الكريم والذي هو كتابنا وقدوتنا..

نعم أحبتي
فالتزوير قد طال القرآن الكريم من حيث التنقيط والتشكيل الذي وضع على حروف كلماته في زمن الأمويين وبحيث أصبحت مصطلحاته تُعلمنا الاجرام والدموية والعنصرية وعوضً عن تُعلمنا معنى الانسانية والحب والسلام والذي هو أسما آيات الله في كونه لأنه ديننا الذي ندين به ومن أن ندخل في السلم كافة..

إذن
ولكي نعود الى إنسانيتنا المفقودة فينا ونواكب عصرنا وننضم الى الأمم الإنسانية المتحضرة والمسالمة علينا أن نعترف أولً بوجود الأخطاء الكبيرة في تركيبتنا النفسية والاجتماعية والثقافية وعلى رأسها القرآن الكريم والذي هو المصدر التشريعي الأول لثقافتنا الاجتماعية وتربيتنا النفسية...

نعم
فالقرآن فيه أخطاء كبيرة من حيث التنقيط والتشكيل ولا بد لنا من تصحيحها لكي نُعيد له روح السلام التي فقدها بسبب ما وقع عليه من التزوير الأموي لأمة الأعراب الأشد كفرا ونفاقا والأجدر أن لا تعلم حدود ما أنزل الله من سلام قرانه وفي نسخته الأصلية التي لم تكن مُشكَّلة ولا منقطًة ولأن تشكيله وتنقيطه تم في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان عام 65 للهجرة والذي أمر الحجاج ابن يوسف الثقفي بمهمة تنقيط القرآن وبحيث استعان وبدوره بنصر بن عاصم الليثي الذي وضع النقاط على حروفه المتشابهة من نقطة إلى ثلاثة نقاط ونسب إليه موضوع تنقيط القرآن..

أي أن تنقط القرآن الكريم قد تم في عهد بني أمية والذين هم أكثر أهل الأرض جبروتً وطغياً وتسلطً وطمعً في السيادة والسلطة ومن أن تزويرهم للقرآن الكريم أثناء تنقيطه وتشكيله بمعونة رجل الدين الفاسد لكي يناسب أطماعهم ومرادهم في إحتلال الدنيا بأسرها أمرً واردً جدا وخاصة وأنهم قتلتُ أحفاد رسولهم القرشي بحد ذاته ومن أن الذي يقتل أحفاد رسوله لن يخشى من تحريف كتاب رسوله أبدا أليس كذلك؟

اي اني وان كنت أنا قد قتلتُ حفيد رسولي ورغم مكانته القدسية المفترضة عندي فهل سأخشى من تحريف كلام هذا الرسول؟
طبع لا أليس كذلك؟...

وعليه
فانني اؤكد عليكم بان القرآن الكريم محرف من حيث التشكيل التنقيط الذي وقع عليه في زمن الامويين وهذا قول فصل ولا جدال فيه بالنسبة لي...

واستباقً للحدث وبحيث لا يقول لي أحدكم بأن القرآن الكريم محفوظ من التزوير والتحريف وبدليل قوله عز من قائل (انا نحن أنزلنا الذكر وانا له لحافظون) ومما يؤكد بأن قولي أعلاه عن وجود الأخطاء في تنقيط وتشكيل بعض مصطلحات القرآن الكريم لا أساس له من الصحة سأقول لكم التالي:

إن المحفوظ هو الذكر وليس القران الكريم
فان كنتم لا تعرفون الفارق بينهما فهذه مصيبة كبرى..
ولو أراد ربي حفظ القرآن لكان قال لنا مثلاً (انا نحن انزلنا القران وانا له لحافظون) ولكنه لم يقولها أليس كذلك؟

وهذا الذكر موجود على الأرض قبل الزبور وليس قبل القرآن وحسب وبدليل قوله عز من قائل:

(((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)))

نعم
فهل ترون معي هنا بأن الذكر موجود على الأرض قبل الزبور بذاته ولقوله (كتبنا في الزبور من بعد الذكر) ومما يؤكد بأن الذكر موجود قبل الزبور لان الزبور قد جاء بعده ولقوله الواضح جدا (من بعد الذكر)؟.....

وعليه
فان الذكر موجود على الأرض قبل الزبور وهذا واضح جدا ولا لبس فيه هنا.....
ومن المعروف أن الزبور هو كتاب رسول الله داود والذي عاش الأرض في العام 970 قبل ميلاد السيد المسيح بذاته وعلى اقل تقدير..

اي انه وان كان القرآن الكريم قد نزل على محمد القرشي في العام 600 للميلاد فهذا معناه بأن الزبور والموجود قبل الميلاد ب 1000 عام فيكون تاريخ وجود الزبور هو 3000 عام ومن أن الذكر المحفوظ موجود على الأرض قبل الزبور أي ما يقارب ال 4000 عام لأننا اليوم في العام 2020 للميلاد..

اذن
فان حجتي أعلاه واضحة وضوح الشمس وبان الذكر المحفوظ موجود على الأرض قبل الزبور وقبل القرآن بآلاف السنين ومما يعيدنا إلى أن القرآن معرض للتحريف والتزوير كغيره من الكتب السماوية التي تم تحريفها لأن المحفوظ هو الذكر وليس القرآن...

وقد يقول قائلً لي هنا بأن الذكر هو القرآن وبدليل قوله (والقرآن ذي الذكر) ورغم كل ما وضحته لكم أعلاه ومن أن الذكر موجود على الأرض قبل الزبور لأنه خائف من مواجهة الحقيقة ويريد أن يدفن رأسه في الرمال كحال أمتنا جميعها والتي لا تريد أن تغير من نفسها لتبقى خارج التاريخ وبعيدة عن الحق كعادتها فأقول:

إن عبارة (والقرآن ذي الذكر) كعبارة (والثور ذي القرون) ومن أن الثور شيء وقرونه شيء آخر وحتى وان كانوا متشاركين بالجسد ذاته..
أي أنني وإن قلت لكم بأني ساحمي قرون الثور من أن تنكسر فهل هذا معناه بأني قد قلت بأني سأحمي الثور كله من الإنكسار؟
وهل أنا تعهدت له بحماية عظامه جميعها بعبارتي أعلاه أم أنني تعهدت بحماية قرونه فقط؟

اذن
فإن المحفوظ للثور هو قرونه فقط لأنني قد قلت (والثور ذي القرون) ومن ثم تعهدت بحماية هذه القرون ولم اتعهد بحماية الثور كله أليس كذلك؟؟
وهذا هو الحال بالنسبة للقرآن ذي الذكر وبأن المحفوظ في هذا القران هو الذكر المشترك معه في عمل واحد او موضوع واحد وليس القران بذاته وبحيث انه ولابد لنا أن نفرق بين القرآن وذكره وكما نفرق بين الثور وقرونه لكي ندرك ما هو المحفوظ فيه وما هو الغير محفوظ.

وعليه
فإن المحفوظ للانسانية او النفس الواحدة هو "الذكر" وليس القرآن الكريم ابدا..
والذكر موجود على الأرض قبل الزبور ولقوله (من بعد الذكر) ومما يؤكد بان الذكر موجود على الارض قبل الزبور او قبل اربعة الاف عام على اقل تقدير ومما يؤكد حتما بانه ليس القران الحديث في نزوله نسبياً والذي لم يتجاوز ال 1450 عام تقريبا او حتى افتراضيا..

واما الان فتعالوا معي لكي نفهم معنى مصطلح (الذكر) في القران الكريم لندرك بعدها من هو المحفوظ بحفظ ربي له فاقول:

(وانه خلق الزوجين الذكر والانثى)

(انا نحن أنزلنا الذكر وانا له لحافظون)

وعليه
ماهو الفارق بين مصطلح (الذكر) في التالية الأولى والتالية الثانية من حيث الكتابة والحروف؟؟
لا يوجد فرق ابدا اليس كذلك؟
فهل يكون المصطلح ذاته بمعنين مختلفين؟
هل يكون الذكر في التالية الاولى انسان ويكون الذكر في التالية الثانية كتاب او مخطوطة؟
وهل هناك ركاكة لغوية اكثر من هذا؟

طبع لا يوجد ركاكة لغوية اكثر من هذه لان لغة الاعراب الاشد كفرا ونفاقا والاجدر ان لا يعلموا حدود ما أنزل الله هي الاكثر ركاكة وجهل وتخلف على سطح الأرض..

واما لسان القران الكريم فواضح اشد الوضوح والبيان ومن ان مصطلح (الذكر) خاص بالانسان فقط ولا علاقة له بالكتاب او مخطوطة ابدا...

ومصطلح (الذكر) في القرآن يفيد المرتبة القيادة لصاحبها ومن أنه هو قائد المجموعة..
وهذا الذكر القائد يتكرر وجوده في رسالة ربي الواحدة عبر العصور لكي يقوم بتجديدها وازالة ما وقع عليها من تحريف او اخطاء لان رسالة واحدة وهي الإسلام والذي هو تفعيل عملية السلام دائما لان الدين عند الله الاسلام فقط...

فالذكر هو من يتكرر وجوده دائما وباستمرار وبحيث انه لا يخلى أي زمان منه ومن وجوده...
فنوح عليه صلوات ربي كان ذكرً قائدً في قومه...
وإبراهيم كذلك كان ذكرً قائدً في قومه...
ويعقوب أيضا كان ذكرً قائد وبحيث انه كان يُذكرّ يوسف دائما وبمعنى يُهيئه لمرتبة الذكر القائد من بعده ومما جعل الغيرة تقع في قلب اخوته..
وموسى ايضا كان هو الذكر القائد في زمانه
وداوود من بعده وكذا هو الحال بالنسبة للسيد المسيح عليه افضل صلوات ربي..

اذن
فان الذكر عبارة عن مرتبة قيادة ينالها الإنسان فتكون هي منزلته ومكانته عند ربه وبين الناس...
فالذكر المحفوظ هو انسان له مرتبة القيادة ومنزلتها وليس كتاب او مخطوطة ابدا ومما يجعلني اعود واقول لكم بان القران الكريم معرض للتحريف كجميع الكتب السامية لأنه ليس محفوظ بمجمله وانما المحفوظ له هو مرتبة القيادة الموجودة فيه ومن انه سيبقى دائما سيد الكتب وقائدها والحكم لكم إن أنتم حكمتم بعقلانية ومنطقية وبعيدً عن الخوف أو دفن رؤوسكم في الرمال خشية التغير او مواجهة الحقيقة عاريةً لخوفكم منها.

وكل الحب والسلام للجميع.


محمد فادي الحفار
3/6/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق