الأحد، 15 نوفمبر 2020

المنشور "128" (رؤوس الشياطين)

 


كثيرً ما نسمع تلك الخطب المروعة لمشايخ العقيدة الإرهابية القرشية عن شجرة الزقوم المخيفة التي سيأكل منها الكافرين يوم القيامة وكيف ان ثمارها لها شكل رؤوس الشياطين وبحيث اني وجدت الكثير من هذه الصور على الصفحات الإسلامية التي تنشرها وبعد وضعهم لعبارة (الله اكبر هذه هي شجرة الزقزم التي تحدث عنها رسولنا الكريم) لان عقيدتهم الاجرامية لا تنتشر الا من خلال ترهيب الناس وترويعهم من العذاب الذي ينتظرهم من هذا الرب السادي الذي يبدوا لي وانه يتلذذ بآلام الناس وأوجاعهم!!!

ولكني ايضا أقول لكم بان الشرح الاعرابي للقران الكريم غير ملزم لنا نحن المسيحيين القرآنيين ولا يجعل من قرآننا كتاب اجرام وإرهاب من رب سادي مجرم وانما يجعلنا نتأكد يومً بعد يوم بان الذي شرح لنا هذا القران في العصور القديمة هو من كان مجرمً في طباعه ولا يدرك معاني القران السامية والداعية للسلام..

وعليه
تعالوا معي لكي اشرح لكم معنى مصطلح (طلع و مطلع) من خلال المنهج الكوني القرآني فأقول:

1- (((حتى اذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)))

2- (((طلعها كانه رؤوس الشياطين)))

وبحيث نجد في التالية الأولى عبارة (مطلع الشمس) والتي شرحها الاعراب لنا وعلى انها مشرق الشمس فأقول:

هل مطلع الشمس هو مشرق الشمس؟
فلماذا لم يقل حتى اذا بلغ مشرق الشمس؟!!
وهل المولى سبحانه وتعالى غافلاً عن معاني المصطلحات القرآنية ولا يدرك الفارق بين (مطلع) و (مشرق) وبحيث تركها للأعراب ليشرحوها لنا على هواهم فنضل معهم ضلال بعيد؟؟

طبعا لا احبتي
فكل مصطلح من مصطلحات القران الكريم يفيد معناه الخاص به ومن خلال جذره وبحيث انه ومهما اجتهد المجتهدون في هذا الكتاب او حتى اضلنا المضللون به فانه يبقى محفوظ في عقول الذاكرين والمتدبرين له بالعقل وليس بالنقل ليستخرجوا منه درره المكنونة وذلك لان مصطلح (مطلع) في القران الكريم لا يفيد الصعود او الشروق وانما يفيد الفرد الذي لديه معرفة واضطلاع في علم ما وبحيث تقرئ معي (مُطّلع) او الذي لديه إطلاع ويُطلعنا عليه فيكون هو (المُطلع)....

أي ان جميع المصطلحات القرآنية من "مطلع" و "مطلعون" و "اطلع" و "يطلعكم" و "يطلعها" و "طلعها" تفيد موضوع الاضطلاع على الشيء ومعرفته ومن انها جميعها تفعيلات للأمر الكوني النافذ (طُلَّ) والذي يفيد الامر بأن تطال الشيء وعلى النحو التالي:

طُلّ (طال. طول. طيل) والتي تفيد جميعها معنى طولنا للأشياء وبان نطالها وبحيث يدخل في اخرها حرف "ع" ليؤكد حدوثه كتفعيلة جديدة له فيصبح عندنا:
طلع (طالع. طولع. طيلع) وجميها تفيد طولنا للأشياء لنصبح مطلعين عليها لأننا قد طلناها وطالعناها وأصبحت معنا وبحيث ارجو منكم هنا مراجعة منشور (طول الاعراب و طول القرآن) لأنه مرتبط ببحثنا ومنشورنا هذا....

وعليه
فان قولنا (طال الشيء) أي استطاع الحصول عليه..
وقولنا (هذا الشيء مُطال) أي ان الحصول عليه سهل ونستطيع ان نطاله..
واما قولنا (مُطالع) أي الشخص الملم بعملية طول الأشياء ليطالعها ويطلع عليها لان الطلع القرآني من الاطلاع على الشيء ولقوله عز من قائل:

(((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم)))

وبحيث ترون معي هنا قوله عز من قائل (ليطلعكم) وكيف أنها تفيد المعرفة ولاطلاع على الامر ومن ان المولى سبحانه وتعالى لا يريد لنا أن نطال الغيب ونطّلع عليه ورغم أنه قد اطلعنا على أمور كثيرة غيره.

اذن
فان جميع المصطلحات القرآنية من يطلعكم ويطلعنا ومُطلعنا ومُطلع وتُطلع ونُطلع تفيد عملية طولنا للأشياء والاطلاع عليها من اجل المعرفة ولا تفيد حركة الهبوط او الصعود او الثمار التي تخرج من شجرة الزقوم وكما هو الحال في الشرح الاعرابي السفيه ولغوه البالغ....

واما قوله عز من قائل (حتى اذا بلغ مُطلع الشمس) فلا تفيد حركة الشمس وكما هو الحال في الشرح الاعرابي لها وانما تفيد شخصً او كاهناً يُطالع أتباعه على أمور الشمس فيكون هو (مُطلعها) او الذي يجعل اتباعه يُطالعونها ويدرسون حركتها....

واما الان فدعوني اعرض عليكم التالية الكريمة كاملة وأقول:

(((حتى اذا بلغ مُطلِعَ الشمس وجدها تُطلعُ على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)))

ومن ان الاعراب شرحوها لنا وعلى انها تتحدث عن ذي القرنين كما تعلمون...
ولكن
هل نجد فيها أي ذكر لذي القرنين؟
فان كنا لا نجد ذكر له فكيف نجزم بانها تخصه ومع العلم ان القران نزل مفرق وليس مجموع او مرتب؟!!
وهل الترتيب القرشي للقران مفروض علينا دائما وبحيث يجب علينا ان نلتزم به وبإسقاطاتهم اللغوية عليه او حتى رؤيتهم المحدودة له وبحيث نجعلها رؤيا مقدسة ولا يجوز المساس بها فيكون ذي القرنين هو المقصود في هذه التالية الكريمة بسب ترتيبهم لتاليات القران وكما فرضوها علينا؟

طبعا لا احبتي
فلا احد يفرض علينا نسخته وترتيبه للكتاب لان كل واحد منا مسؤول عن نفسه وعن نسخته وكيف يرتلها ويرتب تالياتها بنفسه ليستخرج منها الحكمة الخاصة بها وذلك لان كل واحد منا له كتابه لكي يستطيع ان يقول بعدها (هاؤم اقرؤوا كتابيه)....

وعليه
فان شرح هذه التالية الكريمة في نسختي وترتيلي لقراني والذي اصنعه لكم تكون كالتالي:

1- حتى اذا بلغ مُطلِعَ الشمس...
أي حتى وصل هذا الشخص الى الأستاذ او المعلم المطلع على أمور الشمس وحركتها وبحيث انه يُطالع اتباعه عليها ويجعلهم يُطالعونها معه او (يدرسون حركتها بناء على تعليماته لأنه هو المُطلع وهم المطالعون) لأنه هو الأستاذ المدرّس وهم التلاميذ الدارسون (مُطالع و مطلعون)..

2- وجدها تُطلع ....
أي وجدها عبارة عن مادة (تُدرّس) لقوم لم نجعل لهم من دونها سترا أي لم نجعل امورها مخفية عليهم وبحيث انهم كانوا يعرفون علوم الشمس التي تؤدي الى الفصول الأربعة ومواسهم وحسابتهم وكل شيء في تقويمهم السنوي وكحال قبائل المايا مثلاً او حتى المصريين القدماء وكيف كانوا يدرسون الشمس والنظام الشمسي كله من اجل أمور حياتهم الخاصة ومن انهم كانوا علماء فعلاً بأمور الفلك والنظام الشمسي..

أي أنه ذهب الى مكان تُطلعُ فيه الشمس (تُدرّس) وبحيث وجد فيهم معلمً يُطالعَ قومه على أصول حركة الشمس وكل شيء يصدر عنها فيكون هو مُطلعها (مُدرِّسها الذي يُدرسُ الناس عنها) ويكون قومه هم من تُطالع عليهم الشمس (تُدرس لهم الشمس) وتكون الشمس هي المُطّلعُ عليه او المادة التي تُدرّسُ عندهم وفي مدارسهم لأنه لم يكن شيء منها ومن علومها وحركتها مستور عنهم.

أي أنهم كانوا موحدين للشمس فقط ولا يعبدون معها شيء أخر ومن انها وحدها من تُطالع عليهم ولا يطالعون شيء غيرها..

وبالنسبة لي فان مُطلع الشمس هو الفرعون أخناتون الموحد الذي كان يدعوا قومه الى عبادة الشمس وحدها في فترة حكمه وبحيث انه كان يدرسهم مبادئ التوحيد لها ويلغي من تاريخهم كل الالهة المتعددة التي كانوا يعبدونها من قمر وكواكب أخرى....

واما الرجل الذي بلغ مُطلِعَ الشمس او وصل لعند الأستاذ (المُطلع) الذي يطالع قومه أو يعلمهم عبادة الشمس هو إبراهيم عليه السلام وعندما ذهب الى مصر فوجدهم يعبدون الشمس وحدها واقتنع بوجهة نظر اخناتون عن التوحيد لأله واحد ومن ثم انكر بعدها هذه العبادة وقال:

(((فلما راى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم اني بريء مما تشركون)))

اذن
فان تالية مُطلع الشمس لا علاقة لها بذي القرنين أبدً وانما نحن من اختلط عليهم الامر بسبب الترتيب الاعرابي لتاليات القران الكريم واعتمادنا على نسختهم فقط ومن انها النسخة المقدسة التي لا يجوز المساس بها او الخروج عنها وعن محتواها وترتيبها...!!

واما قوله عز من قائل:

(((طلعها كانه رؤوس الشياطين)))

فلا علاقة له بشجرة الزقوم او باي شجرة أخرى لأنه لاوجود لذكر أي شجرة في التالية الكريمة كما ترون وبحيث اني أقول لكم بان التي طلعها وكانه رؤوس الشيطان هي جميع الكتب الاجرامية التي نُطالعها (ككتاب البخاري ومسلم وغيرها من الكتب الصفراء التي تدعوا الى الاجرام) والتي تخالف بمحتوها كل شيء سامي يريد لنا المولى سبحانه وتعالى ان نصل اليه من رحمة ومحبة وسلام...

نعم احبتي
فهذه هي المطالعات التي يكون كل ما يطالع فيها كرؤوس الشياطين وبحيث انك وان قرات ما فيها من اجرام وإرهاب ودعوى للغزو والسبي وسفك الدماء لادركت بان كل ما جاءنا به الشياطين عبر العصور من فلسفة إجرامية دموية هي ما قصدها ربي تبارك وتعالى بعبارة طلع شيطاني او المطالعات الشيطانية التي نُطالعها ونتبع ما جاء فيها.

فالتالية تقول (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) وبحيث انها تُشبه لنا طلعها برؤوس الشياطين ولقوله (كأنه) اليس كذلك؟
فهل نحن نعرف شكل رؤوس الشياطين حتى يُشبه لنا ربي طلعها برؤوسهم؟
فالتشبيه لا يكون إلا اذا عرفنا الأصل او المشبه به اولً اليس كذلك؟..
فان قلت لكم مثلاً بان صديقي يشبه وحش البطاط ألن تسالوني أولً ما هو شكل وحش البطاط حتى نستطيع المقارنة بينهما؟

فالتشبيه يكون بشيء معروف للجميع وليس غامض عن الجميع لان الغامض لا يُشبه به كونه غامض وبكل بساطة..

واما وان نحن ادركنا معنى مصطلح (رؤوسها) ومن انه كل شيء راسي ويرسوا فينا او حولنا لادركنا التشبيه الإلهي الصحيح وبان طلع هذه الأشياء ومطالعتها يشبه كل ما ارساه الشيطان فينا من علومه الاجرامية لان الشيطان من المجرمين وكل ما يرسيه فينا او حولنا اجرامي.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
6/8/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق