الأحد، 15 نوفمبر 2020

المنشور "125" (جنة عرضها السماوات والارض)

 


اكثر اصدقاءنا الملحدين يستهزؤون بالقران الكريم ومن قوله عز من قائل (جنة عرضها السماوات والارض) والتي شرحها الاعراب لنا بمعنى المسافة والاتساع والضخامة ومن ان مساحة الجنة اكبر من مساحة السماوات والارض ومع اننا وفي يومنا هذا وبما وصلنا له من علم متطور ندرك تمامً بأن الأرض مجرد ذرة متناهية في الصغر مقارنة مع هذا الكون الرحيب الذي لانهاية له...!!!


اي انه وإن كان الكون أو الفضاء الخارجي هو السماء التي تحيط بنا فكيف ستحيط الجنة بالسماوات والارض وبهذا الكون الشاسع فتكون أكبر من الكون بذاته وتحيط به ورغم ادراكنا بأن هذا الكون لا نهاية له ولا يوجد شيء يحيط به ومما يؤكد بأن صانع هذا القران لم يكن يعرف شيء عن اتساع الكون ومن انه كان يظن بان السماء هي القبة الزرقاء التي تعلوا الارض وبحيث يمكن للجنة ان تكون حينها اكبر واوسع من السماوات والارض....؟!!

اذن
فأن هذه التالية الكريمة وحدها تؤكد بأن القران الكريم صناعة بشرية بالنسبة لهم لأنهم يدرسون القران الكريم من خلال المصطلحات الأعرابية التي اسقطت عليه بغير وجه حق ولايدرسونه بذاته وكما افعل انا ليكونوا منصفين في نقدهم وانتقادهم له...

وعليه فانني اقول لكم التالي:

ان كلمة (عرض) في القران الكريم لاتعني المساحة والاتساع ابدا وانما تعني ما أعرضه عليكم من عروض بهدف ارضائكم ولقوله عز من قائل:

(((وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين)))

فهل ترون معي أحبتي أن معنى كلمة عرض في القران الكريم يفيد العروض المعروضة علينا؟
ففي قوله هذا وبأنه قد علم ادم الاسماء كلها ثم عرض هذه الاسماء على الملائكة كمعروضات واضح جدا ودون أن أي لبيس فيه ومن أن العرض القرآني هو الشيء الذي يُعرض علينا لنتامل فيه ولا علاقة له بالمساحة أو الإتساع من قريب او بعيد.

كما وانني قلت لكم سابقا بأن مصطلح السماوات القرآني يفيد كل شيء سامي ويسموا فوقنا ولايختصر على القبة الزرقاء..
وقلت ايضا بان مصطلح الارض يفيد كل انواع الرضا ولايخاصر على كوكبنا وحده فقط...
كما واني ذكرت لكم وفي بحث مطول بان مصطلح الجنة من الجنا وما نجنيه نحن او غيرنا من الكائنات في اي مكان..

وقوله عز من قائل "جنة عرضها السماوات والارض" يعني بأن هذه الجنة ستعرض علينا كل ماهو سامي وراضي ويجعلنا في حالة سموا ورضا لا مثيل لها لان جنة القران الكريم ليست كجنة الاعراب التي تشبه دار الدعارة وانما هي جنة رائعة بكل مافيها من أمور سامية وتطور وعلوم تفوق الخيال سنصل لها ونجنيها عندما نصبح ربانيين...

وعليه
فأن جميع المصطلحات القرانية الكريمة من "عرض" و "اعرض" و "اعرضوا" و "عرضها" و "معرضين" عبارة عن تفعيلات لفعل الامر الكوني النافذ (رُضَّ) والذي يفيد حالة الرضى وميزانه (راض. روض. ريض) وعلى النحو التالي:

رُضَّ (راض. روض. ريض) وجميعها تفيد حالة الرضى وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فصبح عندنا:
عرض (عراض. عروض. عريض) وجميعها تفيد عكس حالة الرضا لان عرضنا للشيء الذي معي سببه ارضاءكم لانكم لم تكونوا راضين عنه...

أي ان معنى العرض القرآني وبشكل مختصر هو التالي:

العرض عبارة عن حالة تحدث من اجل استقطاب الرضا عند الناس او الذين نعرض عليهم عروضنا لكي نُرضيهم..
اي اننا نعرض ماعندنا من معروضات لان الطلب عليها لم يكن جيد ولم يكن احد يرغب بها ومما دفعنا لعرضها بصورة جديدة لكي نكسب رضاكم.


نعم احبتي
فالاعراض عكس الرضى ولقوله عز من قائل:

(((يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود)))

وبمعنى (لاتترض بهذا الشيء يا ابرهيم)...
ولكن حالة عدم الرضى هذه لاتعني ان يتوقف ابراهيم عن متابعة عمله في هداية الناس وانما هو يعرض عليهم ما عندهم من امور عقلانية (وكما نعرض البضائع على الزبون لكي يشتريها) لان العرض والاعراض لايعني الامتناع كما قلت لكم وانما هو يفيد عرضك لما مامعك من اجل ارضاء الطرف الاخر.
والأن
لحظوا معي روعة هذه التالية الكريمة وكيف توضح لكم الصورة تمامً وتقول:

(((اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا)))

فأن كان العرض هو الأمتناع والتجاهل والابتعاد فكيف يقول له ابتعد عنهم ومن ثم يقول لهم وعظهم؟!!!!
وكيف سأعظهم اذا كنت لن أتحاور معهم وابتعد عنهم؟
واما وأن ادركتم معي بأن العرض القرآني هو عكس الرضى وهو الذي سيؤدي الى حالة الرضى فستدركون جمالية هذه التالية والتي تقول للرسول أن يقوم هو بالعرض لما معه من علم وحكمة لهم ومن ثم يعظهم ومن خلال القول البليغ لهم في انفسهم.

واخير وليس أخرا اعرض عليكم التالية الكريمة التي تقول:

(((يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا)))

فما هو عرض الحياة الدنيا؟
هل هو اتساع كوكبنا هذا ومن أننا نريد هذا الاتساع؟

طبعا لا أحبتي
وأنما نحن نأخذ بما تعرضه علينا الحياة الدنيا من عروض المتعة الزائفة والمؤقته والزائلة وننسى العرض السماوي السامي الذي ينتظرنا في الحياة الخالدة الربوببية.

اذن
فان قوله عز من قائل (جنة عرضها السماوات والارض) لاتعني بان اتساع هذه الجنة يفوق اتساع السماوات والارض وانما يعني بأن الذي ستعرضه علينا هذه الجنة من امور رائعة موجودة فيها افضل من كل الامور السامية او حتى الامور الارضية التي رضينا بها لان عرض هذه الجنة وبما ستعرضه علينا ليس له مثيل ولا شبيه ولا يوجد شيء اروع منه.

واترك الامر لكم لتراجعوا جميع التاليات القرانية التي جائت على مصطلح (عرض) لترون جمالها بانفسكم او لتعرضوها علي فاشرحها لكم أن هي استعصت عليكم بعد شرحي هذا...

وكل الحب والسلام للجميع.


محمد فادي الحفار
17/6/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق