الثلاثاء، 6 أبريل 2021

المنشور "170" (كلا وكلالة)

 



يعتقد اكثرنا بان مصطلح (الاكل) في القران يفيد معنى الطعام الذي نطعمه ومن ان هذان المصطلحان رديفان وهذا ليس صحيحً ابدا احبتي لان كل مصطلح من مصطلحات القران الكريم له معناه الخاص به ومن انه لا يوجد ترادف في القران الكريم ابدا..

نعم
فعندما يقول المولى سبحانه وتعالى (فكلوا واشربوا منها حيث شئتمنا ولا تقربا هذه الشجرة) فان كل مصطلح ورد في قوله له معناه الخاص به حتماً ومن انه لم يقل هنا مثلً (ولا تاكلا من هذه الشجرة) او حتى (ولا تطعما من هذه الشجرة) وانما قال (ولا تقربا) وبحيث ان القرب والقربان شيء و الاكل والمكيال شيء والطعام الذي نطعمه شيء اخر وبانه ومن الوجب علينا ان ندرك معنى كل مصطلح من مصطلحات القران الكريم من خلال جذره الخاص به لكي ندرك المقصود منه ومن جميع تفعيلاته ومهما كانت كثيرة..

وعليه
ودون الاطالة عليكم بمقدمتي هذه اقول:

ان جميع المصطلحات القرانية من كال" و "اكل" و "كلا" و "كلالة" و "اكلوا" و "اكلنا" و "ياكلون" و "موكلون" و "وكيلا" و "نكيل" و "نكالا" و "ميكال" تفيد موضوع الكيل والمكيال ومن جذرها الثلاثي المفتوح ( كَ لَ لَ ) والذي هو فعل فردي سامي عائد على فاعل فردي هو المولى سبحانه وتعالى والذي كال لنا الأشياء بكيله ومكياله وهو نعم الوكيل وبحيث ان الامر الكوني النافذ له هو (كُلَّ) وميزانه (كال. كول. كيل) وجميعها تفيد معنى الكيل والمكيال...

كُلَّ (كال. كول. كيل) وجميعها تفيد معنى الكيل والمكيال وفعلها الثلاثي المفتوح هو (كَ لَ لَ)...

وللجذر الكريم "كلل" الكثير من التفعيلات -وكغيره من جذور القران الكريم جميعها- وبسبب دخول الاحرف الجر والحركة عليه والتي تعطيه تفعيلات كثيرة جدا.

فقولنا مثلً "لقد كَلَلَ الشيء" تفيد التأكيد على وقوع الشيء وكقولنا "لقد حلل في الشيء" والتي تفيد التأكيد على موضوع الحلول والانحلال وكما ينحلٌّ السكر في الماء...

وأول فعل حركي من التفعيلات الخاصة ب "كلل" هو الفعل ( كلّا ) وكما ان اول فعل من تفعيلات "حلل" هو ( حلّا )..

( كلاَّ , كلاَلاَ .... حلاَّ , حلاَلاَ )

فالفعل "كلا" فهو فعل التأكيد النهائي على إتمام عملية الكيل الفعلية وكقولنا (حلّا فينا) وبحيث انه التأكيد على اتمام عميلة الحلول..

اذن
فإن قولنا "كلاَّ" هو التأكيد على إتمام عملية الكيل...
واما قولنا (كال) فهي على وزن ( صاب ) والتي تفيد الفاعل الذي كال او صاب الشيء..
وقولنا (كُل) كقولنا (صُب) والتي تفيد الامر او الطلب في ان تكيل لنا او تصب لنا.

وعليه
فان مصطلح (كلا) في القران الكريم لا يفيد النفي وكما شرحه الاعراب لنا وبحيث جعلوا منه مجرد حرف إشارة يفيد النفي وانما هوا جذر كاملا له مدلولاته وبحيث أني قد ذكرت لك سابقا بانه لا يوجد كلمة واحدة في القران الكريم ليس لها جذرها الذي تعود اليه في اصلاها ومن انه فعل فردي عائد على فاعل فردي وبحيث سيتضح لكم اليوم جمالا مصطلح "كلا" القرآني وبقراءتي الجذرية له فأقول:

(((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا)))

ومصطلح "كلا" في هذه التالية الكريم ومع التشكيل الاعرابي يقرئ معنا (كُلاً) والذي يفيد التأكيد على عملية الامداد للمثنى او الفريقين وبحيث نراها ذاتها في تالية أخرى تفيد النفي وكقوله:

(((كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا)))

نعم
فهي تقرئ معنا هنا بتشديد على حرف اللام (كلَّا) فتصبح نافية وعلى حين أنها هي ذاتها ومع فارق التشكيل نراها تفيد الحديث عن المثنى!!

فما هذه اللغة التي لا قواعد ثابتة لها سوى اللغو الشيطاني بعينه ومن قواعد مركبة على الهوى ولا اصل ثابت لها؟!!!

واما وان انتم ادركتم معي بان (كلاَ) -وبغير تشكيل عليها سوى الفتح- تفيد التأكيد على عملية الكيل والمكيال فستقرئ معكم التاليات الكريمة أعلاه وجميع تاليات القران الكريم التي جاءت على مصطلح (كلا) بشكل مختلف تمام ورائع في مضمونه احبتي..

فقوله (كلا سنكتب) تعني بان عملية الكتابة ستتم عليهم بطريقة الكيل والمكيال وبأدق التفاصيل..

اذن
فان كلاَ تفيد التأكيد على عملية الكيل..

وان انتم اضفتم عليها احد الحروف المقطعة والتي تعطي التفعيلات الخاصة بها فسيتضح لكم التفعيلات الكثيرة لهذا الجذر لكريم والتي لا يسعها مقالي هنا ومنها على سبيل المثال دخول حرف الالف عليه فيصبح (اكلا)..

فأكلا و يأكلون تفيد الكيل والمكيال ومن انهم يكيلون لأنفسهم كل شيء كيلا وكأنهم اودية لا قرار لها ولا تشيع ومهما كال لهم مولانا وربنا من نعمه لانهم لا يشبعون من هذا الكيل وكقوله (الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما) وبمعنى انهم يكيلونه لأنفسهم وكانه حقا لهم وهم الظالمين..

وعليه
فإنني ارجوا منكم ان تقرؤوا جميع التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح (اكل و ياكلون) بمعنى الكيل والمكيال لتدركوا عظمة هذا مصطلح الكريم وبكل تفعيلاته وبانه لا علاقة له بالطعام وما يطعمون لأنه من الكيل الذي يكيلون..

فالذي يُكال لك هو الذي يدخل فيه ما يحمله المكيال اكان مالاً ام طعام او غيره..
أي اننا نستطيع ان نطلق على الطعام لقب (الاكل) لأنه يدخل الى اجوافنا ضمن مكايل محددة..

واما الاعراب فقد صغروا من قيمة الفعل (كال و اكال و ناكل) وجعلوه خاص بالطعام فقط وهذا ليس صحيح ابدا لان كل ما نكيله لنفسنا وينزل ضمن قائمة المكيال اكان لقمة طعام ام شربة اماء ام حتى فعلا كريه حللته لنفسك بمكيالها ولم تحلله لغيرك هو (اكل ومكيال) بمفهوم القرآن الكريم.

كما وانهم قد جعلوا من مصطلح "اكل" و "طعم" و "لقم" مترادفات لمعنى واحد يفيد ما يدخل للمعدة عن طريق الفم وكما جعلوا القران كله كتاب مترادفات غبية لا يفهمها غيرهم ومن خلال استنباطاتهم المبنية على الهوى وكأن ربي لا يمتلك ما يكفي من المصطلحات ليخاطبنا بها فجعل قرانه مليء بالمترادفات الركيكة التي لا فائدة منها سوى الزيادة والحشو الفارغ!!!!

فقوله مثلا (ياكلون المال اكلا لما) لا تعني انهم يطعمون هذا المال بأفواههم وينزل الى معدتهم وانما هم يكيلونه لأنفسهم ويجعلونه من ضكن مكاييلهم ولا علاقة لها بالطعام ابدا اليس كذلك؟

وأما الان فدعوني اضع لكم التالية الأخيرة لكي اختم فيها مقالي هذا فأقول:

((( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شيء عليم)))

وبحيث ان الشرح الاعرابي لمعنى مصطلح (الكلالة) هنا يفيد الميت الذي توفي فجئة وليس له ولد وكيف سنتصرف في ارثه وهذا ليس صحيح ابدا لان الكلالة تفيد الكيل والمكيال وكما شرحتها لكم أعلاه..

نعم
فالكلالة المقصودة هنا تحدث في حياة احد الابوين (قبل موته) ومن انه يقوم بعملية الكلالة (الكيل والمكيال) لاحد الناس او احدى الجمعيات الخيرية مثلا ورغم ان هذا ليس من حقه ان كان له ولد يرثه فيحرمه بهذا من الميراث...

نعم احبتي
فلا يحق لاحدنا ان يكيل ما معه من مال كلالة لأي احد من الناس او الجمعيات ان كان له ولد..
واما وان كان عازب وليس له ولد فيحق له موضوع الكلالة وبان يهب ماله لمن يشاء...
كما وانه لا يحق له أيضا ان يهب ماله كله لأي احد كان ان كان له اخت لان نصيبها من هذا المال بحق الاخوة هو النصف وبحيث انه يستطيع ان يتصرف بنصف ماله كلالة..

وعليه
واذا ما كانت الأخت لها نصف المال ان أراد ان يكيله كلالة لاحد قبل موته فما بالكم بالابنة والتي هي مولود له من زوجته؟

اذن
فان قوله (ولد) لا يفيد الذكر فقط وانما يفيد الذكر والانثى..
ومن كان له ولد (ذكر او انثى) فلا يحق له ان يهب ماله لاحد لأنه بهذا يحرم من هم احق الناس به وهم أولاده..

نعم
فهذا هو القران الكريم في عملية الميراث التي لم يفهمها الاعراب لجهلهم به ولأنهم الاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله ابدا.

و والله ربي بان مقايس الإرث الاعرابي الظالمة ستسقط تباعا لأنها ليست من القرآن الكريم في شيء..

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار
1/11/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق