الأحد، 4 أبريل 2021

المنشور "168" (ايهم كتاب السيد المسيح)

 



قال لي بأن كلامك عن القرآن وبانه كتاب عيسى ابن مريم والمائدة التي طلبها من ربه يطعن في الانجيل واهل الانجيل وبان هذا الكتاب (الانجيل) ناقص...
فكيف يكون المسيح معهم والانجيل الذي نزل عليه معهم ويدرسون من خلاله وعلى يد السيد المسيح كل ما يحتاجون اليه من معرفة وحكمة وعلم وتشريع ومن ثم يطلبون منه كتابا آخر لكي يتعلموا منه وهم اصل يتعلمون من الانجيل؟!!!

فقلت له بأن ربي قد اتى عيسى ابن مريم الانجيل ولم ينزله عليه ولقوله (وقفينا بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل) وبحيث أن الفرق بين الإتيان والتنزيل كبيرٌ جدا كما سيتضح لك ادناه وهذا اولً..

واما ثانياً فهو أن الانجيل الذي كان يُعلم من خلاله السيد المسيح تلاميذه ليس كتابه اصلً وانما هو موجود معه ومعهم من القديم لأنه من ضمن كتبهم التي كانوا يدرسونها وبحيث انهم طلبوا منه كتابً خاصً به لكي يزدادوا ايمان به وثقة به اكثر وبحسب قولهم حينها..

وعليه
عن أي انجيل تتحدث هنا يا صاحبي؟
عن الانجيل الذي اتاه ربي للسيد المسيح وكان موجودً قبل السيد المسيح ولم يتنزل عليه خصيصً أم عن الاسفار اليونانية التي صنعها تلاميذ السيد المسيح بعد رحليه؟

فالكتب الأربعة والموجودة اليوم مع إخواننا الصليبيين ويطلقون عليها لقب (الانجيل) لم تكن موجودة في زمن السيد المسيح لان تلاميذه هم من صنعوها بعد رحيله ومن خلال رؤيتهم ومفهومهم الخاص واطلقوا عليها لقب الانجيل ورغم ان لقبها الصحيح هو (الاسفار اليونانية) لأنها قد وضعت باللغة اليونانية وبعد رحيل السيد المسيح بزمنً طويل نسبياً ومما يؤكد بأن لا علاقة له بها...

واما وان كنت تقصد كتاب الانجيل المذكور في القرآن الكريم فصدقني بأنك لن تجده في كتاب مستقل عن التوراة لأنه موجود اصلً ضمن التوراة وبحيث أنه سفرً من اسفاره ومما يعني بأنه موجود قبل ميلاد السيد المسيح بذاته لان الإنجيل عبارة عن سفر من اسفار بني إسرائيل التي كانوا يجمعونها من انبياءهم ورسلهم على مر التاريخ ضمن كتاب واحد يسمى (الكتاب المقدس) والذي هو عبارة عن الكثير من الاسفار والحكم والاناشيد والقصائد التي ذكرها جميع انبياء بني إسرائيل على مر العصور ومن بعد موسى وبحيث أن هذا الانجيل سفرً من هذه الأسفار وارجح عندي ان يكون مزامير داوود...

وعليه
فإن السيد المسيح عليه افضل صلوات ربي كان يضرب لهم الامثال شفوياً من خلال معرفته بالإنجيل (او هذا السفر التوراتي تحديدً) وبعد ان يضيف عليه أسلوبه الخاص به في إيصال الحكمة والمعرفة لهم وبحيث أن تلاميذه قد جمعوا هذه الامثال في أربعة كتب او اكثر واطلقوا عليها لقب الانجيل او (العهد الجديد) ومع ان التسمية الصحيحة لها هي (الاسفار اليونانية) والتي هي صناعة تلاميذ السيد المسيح وبعد رحيله ولا علاقة للسيد المسيح بها من قريب او بعيد لأنها لم تكن موجودة في زمن السيد المسيح وانما هي من صنع تلاميذهم واجتهادهم ورؤيتهم الخاصة بهم ومن انها قد صنعت بعد رحيل السيد المسيح بفترات تتراوح من ثلاثين عام وحتى مائة وخمسين عام...

واما كتاب السيد المسيح المنزل على قلبه من الله فهو القرآن وبحيث أنك وان قرأت قوله عز من قائل:

(((ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم امة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون)))

فستجد كيف أن المولى تبارك وتعالى يطلب منهم ان يقموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم..!!!
فما هو الذي انزل اليهم إضافة على التوراة والانجيل؟؟
فطلبه منهم ان يقيموا التوراة والانجيل دليل واضح على وجود هذين الكتابين معهم ومن انهما لم يتنزلا على السيد المسيح وبحيث ان المطلوب منهم هو ان يقيموا ما تنزل عليهم او على السيد المسيح حينها وهو القرآن وكما أقول لكم يا صديقي...

نعم
فالإنجيل لم يتنزل على السيد المسيح وانما هو موجود قبل مجيئ السيد المسيح بالكثير الكثير من السنين وبحيث أن ربي قد اتاه هذا الانجيل لأنه هو والتوراة منزلان على غيره من الرسل اصلً وقبل ميلاده بزمنً طويل..

وانا على رهان كاملٍ معك إن كنت تستطيع أن تأتني بتالية قرآنية واحدة تقول بأن الإنجيل قد نزل على السيد المسيح لأنه لم يتنزل عليه اصلً وانما هو إتيانً له من ربي الذي اتاه علم هذا الانجيل من ضمن الكتاب الموجود اصلً وهو التوراة وبحيث أن الإتيان غير التنزيل لأن الاتيان هو أن آتيك بشيء موجود اصلً وكما طلبت منك ان تأتيني بدليل من القرآن فيسمى هذا (اتيان) وعلى حين التنزيل فهو الشيء الذي يتنزل عليك انت خصيصً ودون غيرك من الناس فتكون انت صاحبه ولا احد غيرك او قبلك قد اتى بمثله لأنك انت من اتى به من عند ذاتك او ربك او وحيك الخاص بك فيكون منزل عليك حينها فهل وصلت الصورة؟

وعليه
راجع تاليات القرآن الكريم لتدرك بأن الإنجيل لم يتنزل على السيد المسيح عيسى ابن مريم لأنه موجود قبل ميلاده اصلً وبحيث انه قد تنزل على غيره من الرسل ومن أن ربي قد أتاه هذا الانجيل ولم يُنزله عليه ليكون هو صاحبه....

واما الذي تنزل على السيد المسيح عيسى ابن مريم فهو القرآن الكريم فقط والذي هو المائدة التي طلبها من ربه فلبى له ربه طلبه.

نعم
فالإنجيل منزل من عند الله تبارك وتعالى حتمً ولا جدال في هذا ولقوله:

(((نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل)))

ومن اننا نرى هنا بأن الانجيل منزل من عند الله وبشهادة القرآن الكريم..
ولكن
هل تستطيع ان تؤكد لي هنا بأنه منزل على السيد المسيح ومن خلال هذه التالية فقط؟
طبعً لن تستطيع لأن اسمه ليس مذكور فيها...

واما انا فأقول لك بأن هذه التالية القرآنية خطاب من المولى سبحانه وتعالى للسيد المسيح (صاحب القرآن اصلً والمُخاطب من خلاله) وبحيث انها تقول له "نزل عليك الكتاب" (وهو القران المائدة) ومن ثم تؤكد بأنه قد انزل من قبله التوراة والانجيل وبقوله (وانزل) التي تفيد الماضي هنا فيكون الانجيل منزل من عند الله على احد رسل بني إسرائيل في الماضي وليس على السيد المسيح..

اذن
فإن الانجيل الذي اتاه ربي للسيد المسيح عيسى ابن مريم وكان يحدث الناس من خلاله بالأمثلة المبسطة التي كان يطرحها عليهم ليس كتابه ولم ينزل عليه لأنه موجود اصلً ومنزلً على احد رسل بني إسرائيل من قبله وبحيث أن ربي قد آتى عيسى ابن مريم معرفة هذا الكتاب او هذا السفر القديم لكي يبدئ تعليم تلاميذه من خلاله...

واما الذي تنزل عليه وعلى قلبه مباشرة ولم يكن موجود مع احد من الأنبياء والرسل قبله فهو القرآن الكريم المائدة الذي سيكون عيدً لأولنا واخرنا وهدى وبشرى للمؤمنين جميعهم وللمسلمين أيضا من اهل السلام.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
4/3/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق