كثير ما نقرئ مصطلح (تحت) بما يفيد الاتجاهات وكما نقرئ مصطلح (فوق) بالطريقة ذاتها ومن انه يفيد الاتجاهات أيضا وكأننا نقول (اسفل) و (اعلى) ودون ان نشعر بالأخطاء الفظيعة التي نقع بها بسبب اللغو الاعرابي المغروس في عقولنا والذي جعل القرآن عضينً بسبب كثرة المترادفات التي فيه وبطريقة لا تسمن ولا تغني من جوع!!!
فإذا كان مصطلح (تحت) يفيد الشيء الذي مكانه في الأسفل ومصطلح (فوق) يفيد الشيء الذي مكانه في الأعلى فلماذا لم يكتفي ربي بمصطلح (اسفل و أعلى) كدلالة على المكان وبحيث أنه وضع لنا أيضا مصطلح (تحت و فوق) بما يفيد المعنى ذاتها ودون أي اختلاف بينهما فيتأكد لنا حينها وجود الترادف في لسان قرآننا العربي المبين؟؟
أي انه واذا ما كان القرآن عربي ومبين فعلً فهل يصلح ان يكون فيه مترادفات تفيد المعنى ذاته ودون أي ضرورة لوجود لها أم ان الاعراب هم الذين لم يفهموا مصطلحات القرآن الكريم حينها وبكل دقة لأنه ليس كتابهم ولسانهم في الأصل فجعلوه كتاب مترادفات عن غير قصد منهم وذلك لانهم الاجدر أن لا يعلموا حدود ما انزل الله؟؟
نعم احبتي
فالأعراب هم الذين أخطأوا في فهم مصطلحات وخاصة وعندما قرأوا قوله عز من قائل:
(((قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم باس بعض انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون)))
وبحيث اتضح لهم هنا بأن عبارة (من فوقكم) تعني من الجهة الأعلى وعلى حين ان عبارة (من تحت ارجلكم) تعني من الجهة السفلى لان الأرجل بالنسبة لهم تعني الأقدام التي نسير عليها وهذا بحسب فهم ولغتهم ولغوهم الذي لا يلزمنا وكما أقول لكم دائماً..
واما أنا فإنني ارجوا منكم هنا مراجعة منشور (بعوضةً فما فوقها) لتدركوا بأن مصطلح (فوق) يفيد عملية التفوق ولا يفيد المكان الأعلى او الاتجاه ومن ان مصطلح (ارجلكم) يفيد الذي هو الأكثر رجولةً بينكم ولا يفيد اقدامنا التي نسير عليها ومن انه هذا مشروح في منشور (رجال الاعراب و رجال القرآن) ومن انكم وان تذكرتم معي المنشورات السابقة فستشرح معكم التالية أعلاه وبكل دقة...
وعليه
وبغض النظر هنا عن الفهم الأعرابي المغلوط لمعنى مصطلح (تحت) و (فوق) أقول:
(((فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا)))
والان
هل يقول أحدكم هنا بأن الملاك الكريم قد جاء الى مريم من المنطقة الأسفل في جسدها ومن ثم نادها؟!!!!
ألم يستطيع أن يأتي اليها وجهً لوجه لكي يخاطبها او يناديها من مكان قريب منها ودون أن يأتي اليها من المكان الأسفل والذي يجعلنا نعتقد بأنه كائن سافلٌ في طبيعته ومن انه قد أختار المكان الأسفل في جسدها لغاية خسيسة في نفسه؟
وعليه
وبغض النظر عن هذا الصورة الأعرابية المرسومة لنا بشكل غير صحيح عن ملائكة ربي ومن انني وان اردت التبحر بها سأجعلكم ترون السفالة في الفكر الأعرابي أقول لكم بأنني سأضع لكم التالية الكريمة بتنقيط اخر (وليس صحيح طبعا) من اجل ان تدركوا معي المفهوم القرآني الصحيح لمعنى مصطلح (تحتها) مؤقتً فأقول:
(((فناداها من بحثها الا تحزني قد جعل ربك بحثك سريا)))
ومن اننا نرى هنا بان مريم والتي كانت عالمةً وباحثةً في علوم ربها قد نادها الملاك الكريم من خلال بحثها وقال له بأن ربها قد جعل لها بحثاها سريا..
نعم احبتي
فانظروا معي الان الى المعاني العظيمة في هذه التالية الكريمة وكيف أصبحت تخبرنا (بعد تنقيطها بشكل مغاير) عن باحثةً ومفكرة عظيمة استطاعت أن تصل في البحث العلمي الى مراحل متطورة جدا ولدرجة أن بحثها وبحد ذاته قد خطابها ذلك الخطاب الداخلي الذي يقول لها بأن هذا البحث سيصبح سريا ويسري على الناس جميعهم في يوم من الأيام ومن انهم سيأخذون به لما فيه من علم كبير.
اذن
فلقد نادها من خلال بحثها وقال لها بان هذا البحث الذي تقومين به سيصبح سريا و بمعنى ان مفعوله سيكون سارياً على الجميع..
وكأنني أرى هنا باحثة مخبرية وقد اكتشفت دواء عظيم سيكون سارياً على الجميع عندما يقوم صاحب البحث بتعميم بحثه على الجميع لكي يقرؤوا ما جاء فيه.
واما الأن فدعوني اضع لكم التالية مرة أخرى ومن خلال تنقيطها الصحيح هذه المرة والذي يفيد المعنى ذاته وكما شرحته لكم أعلاه ولكن من خلال المنهج الكوني القرآني هذه المرة فأقول:
أن الحرف الاعرابي (ث) من الحروف المعلولة في النطق والتي لا نعتمدها في قرآننا العربي السامي ومن اننا نقوم بتغيره دائمً الى الحرف القرآني (ت) أينما وجدناه...
أي أن المصطلح الاعرابي (بحثها) يقابله المصطلح القرآني (بحتها) ودون ان يتغير معنى البحث هنا ومن انه هو ذاته لأنه يفيد عملية الاحتواء...
فلا نقول مصطلح (الباحثين) وانما نقول مصطلح (الباحتين) وعلى النحو التالي:
حُتَّ (حات. حوت. حيت) وجميعها تفيد عملية الاحتواء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ب" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
بحت (بحات. بحوت. بحيت) والتي تفيد جميعها عملية استمرار الاحتواء للشيء ومن اني ارجو منكم هنا مراجعة منشور (حوت الاعراب و حوت القرآن) لتتضح لكم الصورة اكثر..
اذن
فإننا لا نقول هنا عبارة (باحث اجتماعي) او (باحثين اجتماعين) وانما نقول (باحت اجتماعي) او (باحتين اجتماعين) والتي تفيد أولئك الأشخاص الذين يستمرون في احتواء الأشياء او العلوم عندهم...
وعليه
فإن الباحتَ هو الذي يحتوي معه الكثير من العلوم المتخصصة في مجال بحته أو الأشياء التي احتواها معه...
ومن هنا جاء مصطلح (الباحة) على المكان الفسيح الذي يحتوي ضمنه الكثير من الأشخاص او حتى الأطفال اسناء فسحتهم .
أي أن التنقيط الصحيح للتالية الكريمة يقول:
(((فناداها من بحتها الا تحزني قد جعل ربك بحتك سريا)))
وبمعنى ان النداء قد تم لها من خلال بحتها الشخصي وكل ما كنت تحتويه معها من علوم منذ كانت في محراب زكريا ومن أن ربها يؤكد لها بأن بحتها هذا سيكون سارياً على الناس جميعهم وخاصةً وان هذا العلم كان يتم أيضا على ما تحتويه في رحمها وبما سيتضح لنا لاحقً من وإن حواءها العظيم يندرج ضمنه احتوائها للسيد المسيح في رحمها وكيف انه سيكون سارياً بمفعوله على الجميع فعلً.
واما الان فدعوني اضع لكم تالية كريمة أخرى التي جاءت على مصطلح (تحت) الاعرابي لتضح لكم الصورة اكثر فأقول:
(((اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين)))
فما معنى تجري من تحتها الأنهار هنا؟؟؟
فاذا كانت الأنهار تجري من اسفل الجنة فماذا سيستفيد منها اهل الجنة وهم لن يطالوها لأنها في الأسفل؟؟!!!
واما وان انتم قرأتموها (تجري من بحتها) فستدركون عظمتها ومن ان باحة الجنة او ما تحتويه الجنة من حواءٍ عظيم سيكون مجاورً لأهل الجنة وفي جوارهم دائم احبتي.
ولكم ان تقرؤوا جميع التاليات التي جاءت على المصطلحات الأعرابية (تحت و تحتها و تحتهم) والتي تفيد المكان الأسفل في المنهج الاعرابي الركيك ولكن بالطريقة الكونية التي اضعها لكم حالياً وهي (بحت و بحتها و بحتكم) والتي تفيد جميعها معنى الاحتواء لكي تدركوا الفارق الكبير بين اللغو الأعرابي الاستنباطي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وبين لسان ربي الكوني السامي وما يحتويه من علوم.
وبقي ان انشر لكم منشور الغراب الذي يبحث في الأرض (وبمعنى ينبش بها) لكي تكتمل الصورة عندكم عن معنى الاحتواء وتدركوا ما انتم عليه من لغو أعرابي خطير ولا يسمن او يغني من جوع.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
25/4/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق