الأحد، 11 أبريل 2021

المنشور "172" (الغائط الاعرابي والغائط القرآني)

 



قبل ان البدء معكم في منشوري هذا احب ان اعتذر منكم عن الصورة التي ارفقتها معه والتي تعتبر مقززة بعض الشيء ولكنها تعبر عن مضمون المنشور بكل دقة...
ناهيكم عن انها مصنوعة من رمال البحر وليست حقيقية طبعً...

المهم
دعونا نعود لصلب الموضوع فأقول:

يعتقد اكثرنا بان مصطلح (الغائط) القرآني يفيد عملية خروج الفضلات من المؤخرة وبحيث يجب علينا ان نذهب للوضوء مرة أخرى من اجل الصلاة عندما تحدث هذه الحالة وكما شرحها لنا الاعراب الأشد كفر ونفاقا والاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله ومن انني أؤكد عليكم بآن شرحهم هذا خبيث حتمً وما انزل الله به من سلطان وكباقي جميع شروحاتهم البدوية التي تتعلق بأجسادهم ونظافتها فقط ولا تدرك معنى الروح وطهارتها وذلك لان عقيدتهم وبحد ذاتها مبنية على لغة الجسد والعنف والقذارة ولا علاقة لها بلغة الروح والحب والطهارة من قريب او بعيد!!!

وعليه
فدعكم منهم ومن غبائهم وقذارتهم الفكرية وابقوا معي في المنهج الكوني القرآني والذي يقول لكم بآن جميع المصطلحات القرآنية من "غط" و "غطاء" و "غطائك" و "غائط" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (غُطَّ) والذي يفيد الدخول في حالة الغيبوبة وميزانه (غاط. غوط. غيط) وجميعها تفعيلات لهذه الحالة....

غُطَّ (غاط . غوط . غيط) ... فهو غطيط.

والغطيط هو حالة من الاغماء الشديد التي تجعلك تنفصل عن الواقع لمدة زمنية وبحيث لا تتذكر شيء اثنائها..
ومن هنا جاء مصطلح الغطاء ومن قوله عز من قائل (فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد) لان الغطاء هو حالت التعتيم الكلي على النور فلا تعد تري شيء او تدرك شيء..

نعم احبتي الكرام..
فمن جائه الغائط هو ذلك الرجال الذي جائته حالت الاغماء المفاجئة فغط على قلبه ولم يعد يرى شيء او يذكر شيء ومن اننا في سوريا نستخدم هذه الجملة بالعامية عن الذي فقد وعيه وذهب في غيبوبة ومن انه (غط على قلبه)..

ولقد حدثت معي انا شخصياً هذه الحادثة في العام 2004 ومن اني كنت اقف بين أصدقائي وسقطت على الأرض وغبت عن الوعي لمدت عشر دقائق ارعبت قلوب أصدقائي...
واشهدكم الله ربي باني صحوت من هذه الغيبوبة واستغربت من خوف أصدقائي علي وقلت لهم مالكم؟؟؟
لقد سقطت على الأرض وقمت فورا...
فقالوا لي بل غبت عن الوعي لعشر دقائق..
نعم
عشر دقائق كاملة ذهبت من عمري ولم اشعر بها ابدا ابدا وانما شعرت باني سقطت وقمت من سقطتي فورا..

وهذا هو الغائط او الغطيان على القلب او الغطا الذي يغط علينا فيغطينا فلا نرى شيء ولا نذكر شيء..
واما الذي يسمى بالنوم اعرابياً فإننا لا ننفصل خلاله عن الواقع وانما نقوم بتحويل الواقع الى أحلام وصور من خيالنا ونعيش فيها ونذكرها..

وعليه
فان الغط والغائط هو حدوث حالت الاغماء التي تجعلك تنفصل عن الواقع تمامً ولا تذكر لحظة واحدة من حياتك اثناء حدوثه لأنك لم تكن موجود في هذا الواقع او الكون كله وانما كنت في عملية انقطاع كلي عنه...

ومن هنا أيضا جاءت مقولتنا (لقد غط في سبات عميق).

اذن
فان الغايط هو حالت الاغماء الشديد التي تجعلك منفصلا عن الواقع تمامً بل وحتى عن نفسك وبحيث انك لا تحسب بين الاحياء حينها ولفترة من الزمان لان هذه الفترة التي غطي بها عليك ليست محسوبة من عمرك الذي عشته لأنك لا تذكر فيها أي شيء مطلقً.

والان
لاحظوا معي التالي احبتي لتصلكم الصورة وبكل وضوح فأقول:

(او جاء احد منكم من الغائط)...

نعم
فالغائط هو من يجيئك وليس انت من تأت به بإرادتك وكحال ذهابك الى الحمام لتقضي حاجتك لان الغائط هو من يجيء اليك فجئة وكما يجيء ربك فجئة ولقوله (وجاء ربك) ومن انه هو من جاء ولست انت من آتى به....

وهذا هو الحال مع الغائط ومن انه هو الذي يجيء لاحدنا فجئة وعلى غفلة منا ولسنا نحن من نأتي به بإرادتنا وكما هو في الشرح الاعرابي..

وأيضا فان قوله (موتوا بغيظكم) تفيد المعنى ذاته ان انتم ادركتم وجود الخطأ الاعرابي في التنقيط عليها ومن ان اصلها (موتوا بغيطكم) وبمعنى موتوا وانتم في حالة الغطيان التي انتم عليها لأنكم لا تريدون ان تكشفوا عن أنفسكم غطاءها وحالة الغطيان التي هي عليها.

وعليه
فدعكم من لغو الاعراب وغبائهم عن الغائط وبانه البراز الذي يخرج منكم في الحمام ومن خلال عقيدتهم الفاسدة لان هذا البراز يخرج منكم بإرادتكم وبحيث انكم تستطيعون ان تسيطروا عليه وان تأخروا عملية خروجه ان انتم احببتم وعلى حين ان الغائط يجيئ هو اليكم ولا قدرة لكم على منعه..

وكل والحب والسلام للجميع وهدنا المولى تبارك وتعالى سبل الحب والسلام.


محمد فادي الحفار
22/10/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق