الثلاثاء، 20 أبريل 2021

المنشور "175" (جس. نجس. رجس)


 
من منشورات دخول حرف الجر والحركة "ن" و "الر" على بعض المصطلحات القرآنية

لقد قرأت مقالً لصديقة غالية تتحدث فيه عن المساهمات الكبيرة التي قدمها (الخنزير) للإنسانية وعلى النحو التالي:

1- لقد قدم لنا الخنزير الأنسولين لعلاج الملايين من مرضى السكري...
2- وقدم أيضا القرنية لإعادة البصر...
3- وخيوط الجراحة لتضميد الجراح...
4- ومادة الجيلاتين و التريبسن المستخدمة في لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية...
5- كما وان جلده شديد القرب من جلد الانسان و يستخدم في ترقيع الحروق للمصابين بحروق شديدة وكذلك الصناعات الجلدية المختلفة...
6- وشحمه يستخدم في صنع أدوات التجميل والشموع وغيرها من الصناعات...
7- وشعره يستخدم في صنع فرش الرسم والتلوين...
8- وأعضاؤه هي الأكثر ملاءمة للنقل إلى المرضى (مثل القلب والكبد) ومن ان أفضل أنواع صمامات القلب التي لا يرفضها جسم الانسان تستخرج من قلب الخنزير...
فلماذا تظلمون هذا الكائن المفيد جدا للإنسانية؟؟

وبالطبع
وبعد شهادتها عن الخنزير وخدماته الجليلة للإنسانية تدخل احد الاعراب القرشيين وقال لها بأن الخنزير كائن نجس ولحمه فيه امراض ويعيش في النجاسة وما الى ذلك من أقوالٍ مأثورة من تاريخهم الاعرابي القرشي وبحيث ادعى صاحبنا بأن نجاسة الخنزير مذكورة في القرآن الكريم وهذا قول لا أساس له من الصحة ابدا....

وعليه
وبغض النظر مؤقت عن معنى مصطلح الخنزير في القرآن الكريم وهل يقصد به هذا الحيوان الذي في الصورة ام لا أقول:

من منكم يقول ما معنى مصطلح (نجس) المذكور في القرآن الكريم؟
وهل يفيد الشيء الوسخ أو غير الطاهر والذي يعيش في الاوساخ كما يقول صاحبنا الاعرابي هنا؟
وان كان النجس يفيد الوساخة فما معنى قوله عز من قائل (انما المشركون نجس)؟؟؟
وهل هذا يعني بأن المشركون يعيشون في الاوساخ ام أنهم قد يعيشون في أماكن اكثر نظافةً وتطور وتحضرً من جميع مجتمعاتنا العربية؟؟
وهل يعلم هذا المتشدق بان مصطلح (نجس) لم يذكر في القرآن الكريم سوى مرة واحدة فقط وفي التالية التي تتحدث عن المشركين؟
فمن اين جاءنا بهذا التفسير وبأن مصطلح (نجس) يفيد الأشياء الوسخة او الكائنات التي تعيش في الأوساخ؟
وان كان النجس عكس النظيف فهل عندكم تالية واحدة من القرآن الكريم تقول بأن الخنزير نجس؟؟

وأما وان قل لي احدكم بان المولى سبحانه وتعالى قد قال (او لحم خنزير فانه رجس) فإنني أقول له وبدوري بأن اهل البيت وبحد ذاتهم رجسً ولقوله عز من قائل (يريد ان يذهب عنكم الرجس أهل البيت) ومما يؤكد بأن الرجس موجود في أهل البيت لآن ربي يريد أن يُذهب عنهم هذا الرجس مما يؤكد وجوده الحتمي فيهم فما رأيكم؟؟

فهل سيقول لي احدكم بأن اهل البيت انجاس لأنهم رجس ولأن الرجس هو النجاسة في مفهومكم الخاطئ لمصطلحات القرآن الكريم؟؟؟!!!

طبعً لا أليس كذلك؟

إذن
فلابد لنا وأن ندرك معنى مصطلح (نجس) ومعنى مصطلح (رجس) في القرآن الكريم وقبل ان نحكم على هذا الكائن الاممي الرائع الذي نطلق عليه لقب الخنزير القرآني (وما هو بذلك) لأن الرجس موجود في أهل البيت وفي لحم الخنزير فقط وبحيث يجب علينا أن ندرك لماذا قارن لنا ربي لحم الخنزير مع اهل البيت فأقول:

إن مصطلح (نجس) القرآني لم يذكر سوى مرة واحدة في القرآن الكريم وكان خاصً بالمشركين فقط وبقوله عز من قائل (انما المشركون نجس) ومن أن الاعراب قد شرحوا لنا هذا المصطلح وعلى انه يفيد الوساخة وعدم الطهارة وهذا ليس صحيح ابدا وبدليل ما وضعته لكم أعلاه من دلائل وتساؤلات وبحيث أنني أقول لكم أيضا بأنه ومن خلال المنهج الكوني القرآني سندرك أن اصل المصطلح هو الامر الكوني النافذ (جُسَّ) والذي يفيد عملية التدقيق عن قرب وكما يجس الطبيب نبضات القلب عند المريض وميزانه (جاس. جوس. جيس) وجميعها تفيد معنى الاقتراب الشديد من الشيء بكل هدوء وروية وحنكة أيضا لكي يجس اخباره وبحيث أنه ومن هنا جاء مصطلح (الجاسوس) الذي يقترب من اعدائه ويخالطهم بكل حرص لكي يجس اخبارهم ومن أننا نراها واضحة في قوله عز من قائل (فجاسوا خلال الديار) ومن انها تتحدث عن عملية التجسس التي ستحدث في نهاية الزمان ومن انني سأشرحها لكم لاحق وبكل تفصيل...

وعليه
فإن مصطلح (نجس) من الجس والتجسس وعلى النحو التالي:

جُسَّ (جاس. جوس. جيس) وجميعها تفيد معنى التقرب الشديد من الشيء لكي تستطيع جسه ومعرفة ادق التفاصيل عنه وبحيث يدخل عليه حرف "ن" المختص بالتأكيد على حدوث الفعل او تنفيذ الامر فيصبح عندنا:
نجُسَّ (نُجاسً. نجوس. نُجيس) وجميعها تفيد التأكيد على تنفيذ امر التجسس بين فاعل وصفة ومفعول به..

وقوله عز من قائل (انما المشركون نَجُس) أي نرسل عليهم في يوم من الأيام من يتجسس عليهم ويطلعكم على أخبارهم فلا تستبقوا الاحداث اليوم وابقوا فيما انتم عليه لأن امرهم علينا نحن وليس عليكم ومن ان المطلوب منكم حالياً ان لا تدعوهم يقربوا المسجد الحرام وهذا حسب مجريات التالية الكريمة...

واما عدم شرحي للتالية الكريمة كاملةً حالياً فهذا لأنها تحمل معها الكثير من المصطلحات ومن انني لا اريد ان اطيل المنشور عليكم ومن انني سأكتفي اليوم بشرح معنى "نجس" و "رجس" و "خنزير" وبحيث أنتقل الان لمصطلح (رجس) فأقول:

إن مصطلح (رجس) من الجس والتجسس أيضا وعلى النحو التالي:
جُسَّ (جاس. جوس. جيس) وجميعها تفيد معنى التقرب الشديد من الشيء لكي تستطيع جسه ومعرفة ادق التفاصيل عنه وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "الر" المختص باستمرارية التحرك في الفعل فيصبح عندنا:
رجس (رجاس. رجوس. رجيس) وجميعها تفيد الحركة الدائمة في عملية التجسس...

وقوله عز من قائل (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت) أي ان يذهب عنكم حالة التجسس المستمرة عليكم...

واما بالنسبة للخنزير القرآني فعليكم أيضا ان تدركوا معناه من جذره الخاص به وان لا تتبعوا شرح الاعراب له ومن ان الخنزير هو هذا الحيوان الذي في الصورة لكي تدركوا لماذا قرنه ربي مع اهل البيت في موضع الرجس..

واما وان كان حيوان الخنزير هو المقصود وهو المحرم علينا لأنه وسخ وكما يدعي الاعراب فأني ارجوا منكم ان تلاحظوا قوله عز من قائل (او لحم خنزير فانه رجس) ومن انه يتحدث هنا عن لحم الخنزير فقط ومن ان هذا معناه بأن دهن الخنزير او دمه ليس حرام فما رايكم بهذا؟!!!!

وعليه
فلابد لكم وان تتذكروا منشور (لحم الاعراب و لحم القرآن) لتدركوا معنى مصطلح (لحم) وبكل دقة ومن انه يفيد موضوع الحماية ومن جذر (حُمّ) وميزانه (حام. حوم. حيم) والتي تفيد جميعها معنى الحماية وبحيث ان مصطلح (لِحمَ) يعني (للحماية) ومن اننا نستطيع أن نطلق على محيط اجسدنا مصطلح لحم لأنه يحمي اعضائنا الداخلية شريطة ان نفهم ان مصطلح (لحم) القرآني كبير جدا ويفيد كل أنواع الحماية وليس حماية اعضائنا فقط..

واما مصطلح الخنزير فانه لقب مؤلف من فعلين وهم (خُن) و (زير) وبحيث انها تعني الخائن لمن هم في زيارته او تحت وزارته وهذا يطول شرحه ويحتاج الى بحث مفصل..

وعليه
فإن قوله عز من قائل (او لحم خنزير فانه رجس) تفيد معنى بأن الذي يقوم بحماية من كان خائنً لوزيره فإنه سيتسبب في أن يكون هذا الخائن حالة مستمرة من التجسس عليه في المستقبل..

وبمعنى انك وان قمت بحماية رجل خائن لأصحابه في الأصل وانت تعرف بأنه خائن ولكنك قمت بحمايته لأي سبب من الأسباب فإنك ستجعل من هذا الخائن لاحقً جاسوس مستمرً عليك انت وعلى اهلك وبلدك ودون ان تشعر لأن الخائن يبقى خائن.

اذن
فإن الذي يقوم بحماية من كان خائن لوزيره (خن زير) سيجعل من هذا الخائن رجس مستمر عليه وبمعنى انه سيضع نفسه ومحيطه تحت عملية التجسس المستمر عليه وعليهم ومن غير ان يشعر..

ومن هنا أيضا نفهم قوله عز من قائل عن اهل البيت وبانه يريد ان يذهب عنهم الرجس لانهم كانوا دائماً تحت عملية تجسس مستمرة عليهم ولكنهم لا يشعرون.

ولن اطيل عليكم بأكثر من هذا لأن المصطلحات التي تحتاج للشرح من خلال المنهج الكوني القرآني كثيرة جدا ولن يستوعبها مقالي هنا ومن انني أؤكد عليكم بان الحيوان المسمى اعرابيً بالخنزير (والذي أدرجت لكم صورته مع هذا المنشور) لا علاقة له بمصطلح الخنزير القرآني والذي هو الخائن لوزيره ومن زاره ومن ان حمايته محرمة علينا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
7/5/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق