الأربعاء، 31 مارس 2021

المنشور "167" (سبغاً من المثاني)

 



لقد سألني احد الأصدقاء عن معنى مصطلح (سبع) في قوله عز من قائل:

(((ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم)))

وبحيث 
قلت له بأن اصلها هو (سبغا) وليس (سبعا) ومن انني قد ذكرت هذا في منشور (البغي الاعرابي والبغي القرآني) منذ حوالي الأربع سنوات..

نعم احبتي
فهي سبغاً من المثاني التي لا عدد او حصر لها وبحيث أن اصل الجذر هو الامر الكوني النافذ (بُغَّ) والذي يفيد معنى الابتغاء...

بُغَّ (باغ. بوغ. بيغَ) وجميعها تفيد معنى الابتغاء والاشياء التي تبتغيها لنفسك او ابتغيها لنفسي وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "س" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
سبغ (سباغ. سبوغ. سبيغ) وجميعها تفيد استمرارية حالة البغي او الأشياء المبتغات لنفسك او لنفسي او لكل من يبغي ولكن بشكل مستمر ودون توقف لحالة الابتغاء..

واما مصطلح (المثانى) فهي من عملية التثنية او ان تثني الشيء مرة أخرى وكأنك تصنع صورة طبق الأصل له..
ولكنني افضل ان تقرؤوا المصطلح بحرف "ت" لا بحرف "ث" لان الأخير اعرابي وعليل في النطق وبحيث ان القراءة الصحيحة للمصطلح هي (المتانى) والتي تفيد الامر ذاته وهو تتنية الشيء مرة أخرى وكأنك تصنع صورة طبق الأصل له..

تَنِّ (تان. تون. تين) وجميعها تفيد عملية تتنيه الشيء وكما نقول نحن في دمشق وعلى سبيل المثال والدعابة لمن يتزوج زوجة تانيه عبارة (من تنى دخل الجنة) 🙂

وعليه
فان قوله عز من قائل (ولقد اتيناك سبغا من المتاني والقران العظيم) عبارة عن خطاب للإنسان وبشكل عام وليس مخصص لاحد من الرسل وكما يدعي بني جهل من امة الاعراب لأن ربي قد اتى الانسان كل الأشياء التي يبتغيها لنفسه من المثاني سبغاً او عطاءً غير محدودً واتاه فوق هذا القرآن العظيم..

واما المتاني السبغ والتي مازال ربي يسبغها علينا حتى الان فهي جميع الاضداد التي لا عدد ولا حصر لها في الكون..

-فالسالب والموجب من المتاني السبغ
-والليل والنهار من المتانى السبغ..
-وعيناك التي تبصر بها من المتانى السبغ
-ويداك التي تأكل بها من المتانى السبغ
-وقدماك التي تمشي بها من المتانى السبغ
-ورئتاك التي تتنفس بها من المتاني السبغ
بل حتى دماغك الذي يعتمد عليه كل جسدك من المثاني السبغ لانه عبارة عن فصين...

وعليه
فان متانى ربي عبارة عن سبغٌ عظيم كان ومازال يُسبغه علينا دون توقف ومن خلال ما يأتينا به من فضله باستمرار لان ما يسبغه علينا ربي من متانيه لا عدد او حصر له.

واما القرآن العظيم فهو حالة الإقرار المؤكد عند الانسان لان مصطلح قران من الامر الكوني النافذ (قِرَّ) والذي يفيد حالة الإقرار وكقوله عز من قائل (قرن في بيوتكن) وهذا ايضا مشروح في بحث (قران الاعراب)..

قِرَّ (قار. قور. قير) وجميعها تفيد عملية الإقرار وبحيث يدخل في اخرها حرف "ن" المختص بالتأكيد فيصبح عندنا:
قرن (قارن. قورن. قيرنوجميعها تأكيد لحالة الإقرار بين أمر وفاعل وصفة ومفعول به..

وعليه
فإن قران ربي العظيم ليس مختص بالكتاب الذي بين أيدينا ونطلق عليه لقب القرآن وحده ودون غيره لان كل حالات الإقرار الموجودة عند أي كائن حي يمتلك الحرية والإرادة واتخاذ القرار هي من قران ربي العظيم الذي اتاه لنا..

فقران ربي كبير جدا ومن ضمنه هذا الكتاب الكريم الذي بين أيدينا ونطلق عليه لقب القرآن لما فيه من حالات إقرار بربوبية المولى تبارك وتعالى.

اذن
فلقد اتانا ربي متانٍ لا عدد ولا حصر لها واتانا فوق هذا القران العظيم او القدرة على الحرية واتخاذ القرار لأنه لا يوجد اعظم منها هدية لنا من عند ربي الذي يريدنا جميعنا احرار وأصحاب قرار لكي نكون على صورته وخلفاء له في الأرض.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
31/3/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق