الجمعة، 2 أكتوبر 2020

المنشور "110" (قر وبقره واستقر)

 


لقد وضعت لكم منذ فترة منشور الكائنات الأممية ومن اننا امميون ولا نأكل الكائنات التي عندها غريزة الامومة لقوله عز من قائل ( لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بوالده ) وبحيث جائني سؤال من بعض الاصدقاء يقول فيه:

وماذا عن بقرة بني أسرائيل والتي أمرهم الرب بأن يذبحوها أستاذي؟..
أليست كائن أممي وبدورها وبحيث يكون هناك تناقض في القران وباننا لانقرب الكائنات الاممية ومن ثم هو يامرنا بذبح كائن اممي؟!

واما ردي عليهم فهو كالتالي:

ان مصطلح (البقرة) القرآني لايفيد المعنى الذي نعرفه اعرابيا ومن انها ذلك الحيوان الاممي الذي في الصورة وانما له معنى مختلف تمامً اخي ساوضحه لكم ادناه ولكني وقبل هذا سأفترض معكم بأنها الحيوان الذي نعرفه جميعنا فأقول

(((واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين)))

والان

تخيلوا معي هذا الأمر وبحيث يقف موسى بين قومه الذين اعتادوا على تقديم الأضاحي الدموية (بحكم عاداتهم وتقاليدهم حينها) وبحيث انه قد كان عندهم مشكلة يريدون معرفة أسبابها ومن أنه قد قال لهم بان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة كأضحية له لكي يأتيكم الخبر اليقين فاجابوه (اتتخذنا هزوا) وكم هو غريب هنا!!!..

نعم
اليس غريباً ان يقولوا له (اتتخذنا هزوا) وهو يطلب منهم امر عادي جدا ومن ان جميع الكهان والمشعوذين وحتى رجال الدين يطلبون من الناس تقديم الاضاحي الدموية وهذا امر عادي بل انهم يحترمون هذا النوع من الاضاحي لانهم اصلً معتادين على تقديمها لربهم اليس كذلك؟؟

وقد يقول لي احدهم بانهم قاد قالوا له هذا لانه قد قال لهم (بقرة صفراء) ولانه لايوجد مثل هذه البقرة على سطح الارض فساقول له احسنت...
لانه فعل لايوجد بقرة صفراء على سطح الارض ولكنك نسيت امر مهم جدا هنا وهو انه وعندما طلب منهم ان يذبحوا بقرة لم يقل بانها صفراء ومع هذا قالوا له (اتتخذنا هزوا) وتستطبع ان تراجع التالية...

اي انه قد طلب منهم ان يذبحوا بقرة عادية ومع هذا كان جوابهم له غير منطقي ابدا...

اذن
فان ردهم عليه وقولهم (اتتخذنا هزوا) وهم من اعتادوا على تقديم الاضاحي الدموية عندما يتعرضون لاي موقف لا حل له يعتبر غريبا جدا وغير مفهوم هنا الا ان كان قد طلب منهم طلبً مفاجئ ويصعب عليهم تنفيذه وهو اكبر واخطر من مجرد ذبح حيوان أليس كذلك؟

نعم احبتي
فلقد طلب منهم موسى طلب صعب جدا ومفاجئ لهم ومما دعاهم لأن يردوا عليه بهذا القول وبأنه يتخذهم هزوا وبحيث انكم ستعرفون هذا الطلب عندما تدركون معي بان البقرة في القرآن الكريم ليست حيوان اصلً ولاننا وان افترضنا مرة اخرى بانها البقرة بمفهومنا الاعرابي لها فاننا سنقول بانه لا يوجد على الارض بقرة بهذه المواصفات ابدا ومن انها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وهي ليست دلول وتثير الأرض أيضاً؟؟
فما معنى (صفرء فاقع لونها تسر الناظرين)؟؟؟
وما معنى (تثير الأرض)؟

ألا ترون معي بأنها شيئ عظيم جدا ومهم جدا لانها تثير الارض وتجعل كل من عليها بحالت ثورة؟؟
فالبقرة صفراء فاقع لونها وتثير الأرض ...
اي انها تصنع ثورة عظيمة وتغير حال الناس وكحال الرياح التي تثير السحاب (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا)...
فمن هي هذه البقرة الصفراء الفاقع لونها التي تثير الارض لقوتها وعظمتها وكما تثير الرياح السحب؟
وهل تعتقدون بأنها فعلا ذلك الحيوان الذي اطلق عليه الاعراب اسم البقرة؟

وعليه
تعالوا معي لأشرح لكم معنى مصطلح "بقرة" في القرآن الكريم ومن خلال قرأتي له فأقول:

(((والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما)))

نعم

فكل المصطلحات القرأنية من "قرة" و "تقر" و "نقر" و "مستقر" و "قرار" و "بقرار" و "بقرات" و "استقرار" و "بقرة" تفيد معنى القرار والاقرار ومن فعل الامر الكوني النافذ (قُرَّ) والذي يفيد القرار والاقرار وميزانه (قار. قور. قير)....

قُرَّ (قار. قور. قير)
وجميعها تفيد معنى القرار والإقرار والاستقرار وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ب" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:

بِقرَّ (بقار. بقور. بقير) وجميها تفيد استمرارية عملية الاقرار...

فعندما نقول اسم (الباقر) مثل فان معناه هو الذي بقر الشيء ودخل في اعماقه واستقر فيه..
والله سبحانه وتعالى هو الباقر لأنه هو من بقر الاشياء جميعها ودخل ألى قرارها واعماقها ومستقرها.

واما مصطلح (صفراء) فيعود في اصله الى الامر الكوني نافذ (فُرَّ) والذي يفيد قدرتك على ان تجعل الاشياء وفيرة وعلى النحوا التالي:


فُرَّ (فار. فور. فير) وجميعها تفيد عملية الوفرة او حتى الفورة وكما قال (وفار التنور) اي خرج منه ماء وفير وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ص" والذي يصعب الامر وبعكس المعنى فيصبح عندنا:
صفر (صفار. صفور. صفير) وهي جميعها تفيد عكس معنى الوفرة ومن انها غير متوفرة ولا هي وفيرة...

واما مصطلح (تذبحوا) فان اصله هو (تدبحوا) وبمعنى الاباحة المؤكدة وعلى النحوا التالي:

بُحّ (باح. بوح. بيح)
وجميعها تفيد موضوع الاباحة وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "د" فيؤكد ضرورة حدوث الفعل ليصبح عندنا:
دبح (دباح. دبوح. دبيح) وجميعها تفيد التاكيد القطعي على موضوع الاباحة...


اذن

فلقد طلب منهم ان يبيحوا شيء قد استقر في انفسهم استقرار شديد وتكون اباحتهم له دائمة ومؤكدة ومن ان هذا الشيء الذي عليهم اباحته وجعل مباحً للجميع هو شيء غير متوفر عندهم بكثرة لانه من الاشياء النادرة..

واما الان فاسمعوا مني قصة موسى مع قومه والبقرة الصفراء ولماذا قالوا له أتتخذنا هزوا فاقول:

لقد طلب منهم موسى يبيحوا شيء قد بقر واستقر في انفسهم واصبح باقرا فيها ( بِ قرّة ) ومن انه قد استقر فيها...

فقالوا له اتتخذنا هزوا وتطلب منا أن نستبيح ما بقر فينا (استقر في انفسنا) ونجعله مباح للفقراء لكي تساعدنا على امرنا وكأنك تهزأ بنا وتستغلنا؟
فقال لهم معاذ الله أن اكون من الجاهلين بربي لاني من العالمين به فهو من علمني , وانتم طلبتم مني ان اعطيكم الحل والرآي لمشكلتكم فسالت ربي من اجلكم وأعطيتكم الحل الذي سيعينكم من خلاله ربي على امركم..
فقالوا له حسنا ..
فاسأل لنا ربك يبين لنا ماهو هذا الشيء الذي بقر فينا واستقر في انفسنا وبحيث يريد منا ان نبيحه ونستغني عنه؟

(((قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون)))

فقال لهم بانها (بِقرّّةٍ لا فارض و لابكر) وبمعنى ان هذا الشيء الذي بقر في انفسكم واستقر فيها لا هو يرضيكم دائما ولا هو متكرر فيكم..

نعم احبتي

فمصطلح (فرض) يعود في اصله الى فعل الامر الكوني النافذ (رُضَّ) والذي يفيد حالة الرضى وعلى النحو التالي:

رُضّ (راض. روض. ريض) وجميعها تفيد حالات الرضى وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ف" والمختص بالقدرية فيصبح عندنا:
فرض (فراض. فروض. فريض) وجميعها تفيد مقاديرً من الرضى وبحيث ان الفرض وبحد ذاته لا يرضينا جميعنا وانما يرضي بعض ولا يرضي بعضنا الاخر لانه حالة من المقادير..

واما مصطلح (بكر) فمن التكرار ومن فعل الامر النافذ (كُرَّ) والذي يفيد حالة التكرار وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ب" والمختص بالاستمرارية فيصبح (بَكرَّ) وبمعنى استمرار التكرار...

اذن

فانه قد طلب منهم ان يبيحوا شيء قد استقر في انفسهم وهو لا يرضي بعضهم ويرضي البعض الاخر لانه بمقادير ومن انه لا يتكرر وجوده معهم..

فقالوا له (ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون) فوضح لهم الامر حينها وقال لهم بانها صفراء تسر الناظرين وتصنع ثورة في لارض ولا دليل على تواجدها وما الى ذلك من الاوصاف ومن انها جميعها اشارة الى المعدن المسمى (الذهب) وبانه قد طلب منهم عدم البخل والشح فيه وبان يجعلوا مامعهم (او مع اغنياءهم) مباح للفقراء..

نعم
فلقد طلب منهم أن يستغنوا عن اكثر ما بقر في نفوسهم حباً وهو الذهب لعلمه بشح أنفسهم تبارك وتعالى ولكي يكون هناك عدل في الثروات بين الناس وخاصة وانهم في بداية تشكيل دولتهم او بداية وضع القوانين لها...
فلم يكن هناك هناك عناد منهم وبان ربي قد صعب الامر عليهم وكما في الحال في لشرح الاعرابي التالية ومن انهم قد عاندوا فعاند الله معهم اكثر وكانها خناقة في الحارة بين زعران او كان ربي عقله صغير وانما هم فعل لم يفهموا ماذا يريد موسى منهم وبحيث انه شرح لهم الامر بالتدريج لكي تصلهم الصورة بروية ولا تكون الصدمة قاسية عليهم.

ومهما أردتم مني أن امضي معكم في شرحي للبقر أو لكل ما بقر في انفسنا احبتي فأني جاهز لهذا بإذن الله سبحانه وتعالى ورغم أني كنت أوفر هذا للقصص القرآني وحتى أنتهي من قاموسي في الجذر القرآني...
وسأضيف لكم تالية أخرى عن البواقر التي بقرت فينا لأشرحها لكم بشكل سريع ومنطقي وأقول:

(((وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان ياكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا ايها الملا افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون)))

وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان ( سبع قرارت سامية ) صدرت مني وبحيث تقضي عليهم سبع قرارات عجاف كانت قد صدرت من الحاكم الذي كان قبلي لأنه هو من بقرها في القانون فتكون بقراته...

وكان يريد أن يعرف هذا القرارات العجاف والمجحفة بحق شعبه ليبتعد عنها وبحيث أنه طلب الفتوى من فتيانه "وزرائه" (ارجوا مراجعة بحث الفتيان هنا)..
فالموضوع هنا ليس حلم غبي من ملك غبي يؤمن بالاحلام والخرافات وكأنه حاكم أحمق وأنما هي رؤيا حكيمة منه وعن أدراك للواقع ومن ملك عاقل وحكيم وبحيث قد رأى بوادرها على شعبه وفي مملكته ومن انها قد تسبب الثورة والغضب عند الشعب فطلب الفتوى من فتيانه ( وزراءه ) وبأن يفتونه في هذا الامر الذي رأه خطأ في قرارات سابقة للملكة وبحيث يستطيع تجاوزها وتجاوز المشكلة التي قد تحصل ومن خلال سبع قرارات جديدة يسنها للشعب..

فهل أدركتم الأن أن البقر هو كل شيء قد بقر فينا وبان الباقر هو الله سبحانه وتعالى لأن الباقر من اسمائه تباركت اسماءه؟
وهل ادركتم انه لا وجود للتناقض في قران ربي الكريم ومن ان الحيوانات الاممية مازالت محرمة علينا لانكم لم تفهموا معنى البقرة في القران الكريم؟

وحبي وسلامي لكم جميعا احبتي وجعل بحثي هذا يسير الهضم عليكم.

محمد فادي الحفار
تم نشره لاول مرة 7/8/2014
وتم تعديله على موجب المنهج الكوني القراني بتاريخ 9/8/2019

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذي الفاضل
    تدبر منطقي وكنت دائما اطرح مع نفسي كيف يأمر الله سبحانه وتعالى دبح بقرة بالذات بقرة لماذا لا يكون شيء آخر دون خيتر الدبح ولكن بفضلكم تبين لي أن الدبح هو من الاباحة والبقر هو الشيء المستقر في النفس
    شكرا لكم استاذي الفاضل

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في ما يخص سبع بقرارات عحاف قلتم سيدي الفاضل انها تعني قرارات مجحفة في حق الشعب فاراد الملك استشارة وزراءه؟
    لكن السؤال المطروح ما دور يوسف في هذه النازلة ما دامت لم تكن رؤية منامية؟
    هل وزراء الملك وهم المختصون في تسيير شؤون البلاد لم يدركوا الرؤية حتى ثم المناداة على يوسف السجين؟
    اذ لم تكن رؤية كيف ثم ربط تأويل رؤية اثنين من السجناء من طرف يوسف مع رؤية الملك؟

    ردحذف