الجمعة، 2 أكتوبر 2020

المنشور"111" (السور والسورة والسريان)

 



بين الفترة والاخرى نسمع احد الملحدين وهو يتحدى المؤمنين بقرانهم الكريم ومن انه قادر على ياتي بسورة من مثله وبحيث يضع لهم بعض الكلمات الموزنة شعرياً وعلى طريقة القران ويقول لهم تفضلوا .. هاقد اتيتكم بسورة مثل سور ربكم في قرانه .. فاين هو هذا التحدي وباننا لا نستطيع ان نأتي بسورة من مثله ونحن نستطيع هذا؟!!!

وبالطبع فان كلامهم صحيح ان كانوا قد فهموا معنى السورة وعلى انها مجموعة من التاليات (ما يقال عنه آيات) ولم يدركوا كغيرهم بان هذا القرآن مهجور وباننا نقرءه بلسان اعرابي ركيك ولا علاقة له بلسان القرآن العربي السامي من قريب او بعيد...

نعم حبيبي
فمن قال لكم بان معنى السورة القرانية تفيد مجموعة من التاليات؟؟
بل من قال لكم اصلً بان القران فيه سور؟؟
وهل عندكم تالية واحدة تقول مثلا (والقران ذي السور)؟؟

واما ان احبتي فاقول لكم بان القرآن الكريم نزل مفرقً وعلى شكل تاليات فردية ليست مجموعة مع بعضها ابدا ولقوله عز من قائل (وقرانا فرقناه) ومما يؤكد بانه مفرق...
وعليه
كيف يكون فيه سورةً وبمعنى جمع لبعض التاليات مع بعضها ونحن على يقين بان القران مفرق؟!!

وهل سنتبع اباءنا واجدادنا الاولين في كل ماشرحوه لنا وعلى انه كلام مقدس ولا خطاء فيه ابدا؟

طبع لا احبتي
فامامنا ومرجعنا هو القران الكريم وليس اساطير ابائنا الاولين..
وربي يقول لنا بانه هو من فرق القران وبان جمعه لن يكون الا علي يده ومن قوله (انا علينا جمعه وقرانه) ومما يؤكد لنا بان القران كان مجموع عند ربي وبالطريقة الوحيدة الصحيحة والتي لانعرفها نحن وبحيث انه هو من قام بتفريق هذا القران ونزله علينا مفرقً ومن انه سيبقى مفرق حتى ياتي ربي بنفسه (وجاء ربك) ويقوم هو بجمعه..

اذن
وبما ان القران مفرق وغير مجموع فهذا دليل قاطع على ان مصطلح (سورة) لايفيد معنى التاليات المجموعة مع بعضها في سرد حدثي وكما يدعي الاعراب علينا لان القران مفرق اصلا وغير مجموع..
فكيف يكون مفرق ويكون فيه سور تفيد جمعه اذا كانت السور تفيد التاليات المجموعة؟!!

وعليه
فان السؤال الذي يجب ان نطرحه على انفسنا هو ما معنى مصطلح (سورة) في القران الكريم؟

وجوابي عليه هو ان اقول لكم بان السورة في القران الكريم من جذرها الثلاثي المفتوح ( سَ رَ رَ ) والذي يفيد حالت السريان المستمرة للشيء ودون انقطاع ومن فعل الامر الكوني النافذ (سرَّ) وميزانها (سار. سور. سير) وجميعها تفيد معنى السير والسريان...

سرّ (سار. سور. سير) فهو (سورةً) و (سرير)...

نعم احبتي

فالسرير هو الشيء الذي يسير باستمرار ودقة وعلى وزن (حديد) ومن انه الشيء المحدد جدا وليس المعدن...
اي ان السرير هو كل شيء يسير بشكل محدد ومستمر ولا علاقة لها بمعنى الفراش الذي نستلقي عليه...

واما الأن فتعالوا معي لكي اوضح لكم المعنى وبشكل ادق أفأقول:

(((ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين)))

وبحيث نلاحظ هنا بان كلمة (سور) والتي هي جمع لكلمة (سورة) وكيف كُتبت لان هذا مهم جدا لما سنلاحظه في التالية الثانية والتي تقول:

(((يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب)))

وبحيث اننا نجد كلمة (بسور) تعود في اصلها الى (سور) ان نحن حذفنا منها حرف "ب" لنجدها بانها طبق الاصل عن قوله (فاتوا بعشر سور مثله) اليس كذلك؟؟

فهل مصطلح (سور) يفيد جمع التاليات مع بعضها ام انه يفيد الحائط الذي تحتمي الناس خلفه في الحروب؟!!!
وهل يصلح ان يكون المصطلح ذاته بمعاني مختلفة في القرآن الكريم ام ان هذه الترادفات مجودة فقط في لغة الاعراب الركيكة ولغوها؟؟

وعليه
وإن كنتو تريدون معرفة الجذر الصحيح لكلمة "سور" في التاليتين الكريمتين اعلاه فأنكم لن تصلوا أليه أبدا الا من خلال التكسير الاعرابي ومترادفاته التي لا اصل ولا معنى صحيح لها....

واما انا فاؤكد عليكم بأن جميع المصطلحات القرانية من "سر" و "اسرار" و "سور" و "سورة" و "اساور" و "اسرى" و "سرير" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (سُرَّ) وميزانه (سار. سور. سير) والتي تفيد جميعها معنى السير والسريان وكل شيء يسير...

واما (السورة) فهي المفردة لمصطلح (سور) وكقولنا (عودة) ومن انها مفردة ومن اننا وان قلنا لاحدهم (عودةً محمودة) فانها تفيد عودة واحدة ولاتفيد عودات متكررة..
والسورة ايضا عبارة عن عملية سريان واحدة من عمليات السريان الكثيرة في هذا الكون...
والسريان الألهي ليس خاصا بالأنبياء والمؤمنين فقط وانما هو خاص بكل شيء يسير ويسري في هذا الكون ومن ان السورة موجودة فينا نحن ايضا ومن انها تحدث مع المنافين منا وتنزل عليهم وليس على الأنبياء والرسل فقط ومن قوله تبارك وتعالى:


(((يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤوا ان الله مخرج ما تحذرون)))

نعم

فهل تلاحظون معي هنا بأن السورة تنزل على المنافقين ايضا؟
وهل المنافقين أنبياء وينزل عليهم قران كما ينزل على رسوله لو كانت السور هي القران كما يدعي الاعراب؟

فكلمة "عليهم" في تالية المنافقون تؤكد بان سورة تعود في ملكيتها لهم لانها نزلت عليهم وكقوله (أنزلنا على عبدنا) ومن ان "على" او عليهم" تؤكد ملكية الشيء للفرد او الجماعة..
فقوله "على" تؤكد الملكية العائدة على من نزل عليه وقوله "عليهم" تؤكد الملكية على من نزلت عليهم..

واما ولو كان قال مثلا (يحذر المنافقين أن تنزل فيهم سورة) لأختلف الأمر ولقلنا بأن السورة نزلت بينهم لتخبرهم عن انفسهم وكقوله (وفيكم رسول الله)...

وعليه
وطالما أنه قد قال (تنزل عليهم سورة) فهذا معناه بأن السورة تنزل على المنافقين ويكونوا هم أصحابها وقد سرت فيهم..

وقوله (يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم) تفيد عملية السريان التي ستسري فيهم وتجعلهم يعضون اصابعهم ندماً وعندما يدركون بانهم كانوا مخطئين..

وكاني وفي لحظة ما ادركت كم كنت مخطأ في كل مااقوله لكم ومن اني رجل سلام وانا في واقع الامر منافق واريد الشهرة فقط وبحيث انه وفي لحظة من الزمان سرت فيني الحقيقة مع مصارحتي لنفسي فادركت كم كنت كاذبً ومخادع ولا امت للسلام بصلة..

نعم احبتي
فالسورة عبارة عن سريان إلهي يسري فينا وحولنا من ايات ربي التي تسري سريان في كل مكان الى مالا نهاية..
وأيات ربي مجسدة ولها ابعاد ( فالشمس والقمر آية ’ وأنا وأنت أية )..
واما ان يظن احدكم بان الجمل الموجودة في القران اسمها ايات فسيكون مخطئ تمامً لان اسمها الصحيح قرانياً هو (تاليات) لانها تتلوا علينا اخبار ايات ربي المحيطة بنا ومن قوله (والتاليات ذكر) لان هذه التاليات موجودة ضمن ذكر ربي وتتلو علينا اخبار اياته المحيطة بنا..

اذن
فان هذا الكتاب الذي معنا ونطلق عليه اسم القران لايوجد فيه سور ولا ايات وانما فيه تاليات تتلوا علينا اخبار سور ربي الموجودة في الكون واخبار أياته ايضا وبحيث ان آيات ربي وحتى سوره لاعدد لها ولا حصر لان الارض بذاتها عبارة عن سورة سيارة من آيات ربي وسوره التي تسير وتسري بنا ولان الشمس القمر ايضا من سور ربي السيارة التي تسري...

نعم احبتي
فكل شيء سيار ويسري هو سورة من سور ربي التي تسري وابتداء من الذرة وانتهاءً بالمجرة لان المجرة وبدورها عبارة عن سورة تسري من سور ربي السيارة والتي تسري في هذا الكون وبحيث ان سور ربي لاعدد ولاحصر لها في هذا الكون العظيم.

واما السور التي تنزل علينا ونحن من نملكها او حتى نصنعها فكثيرة جدا ايضا ومن ان الطيارة والقطار وحتى السيارة التي نستقلها عبارة عن سور نزلت علينا فقمنا باختراعها وجعلنها تسير وتسري..

ولكننا ابدا ومهما تطورت علومنا فلن نصنع سورةَ واحدة كسورِ تبارك وتعالى والتي سرت في كل بقعة من بقاع الكون وكما سرت في انفسنا ايضنا ومن ان شرايننا وبحد ذاته والدماء التي تسير فيها من سور ربي في انفسنا..

وعليه
فهل أنا قادر على صناعة كوكب جديد غير كوكب الارض الذي يسري فينا ونحن عليه؟
هل انا قادر على صناعة شمس وقمر غير شمسنا وقمرنا اللذان يسريان حولنا بنورهم ودفئهم؟
هل انا قادر على صناعة شرايين دموية بكل دقتها وصغرها المتناهي وكتلك التي تسري حتى داخل دماغنا البشري؟

طبع لا احبتي...
ولهذا تحدنا ربي ان نأتي بسورة من مثل سوره التي أنزلت على رسوله او حتى على المنافقين او حتى علينا جميعنا لاننا ومهما تطورنا واصبحنا خالقين وصانعيت ومبدعين فاننا لا نصل الى حسن صناعة ربي وهو احسن الخالقين..

اذن
فأن الشرح الصحيح لمصطلح السورة الألهية هو التالي:

"ان السورة الألهية عبارة عن سريان مستمر للكثير من آيات ربي التي تسري حولنا وداخلنا وبحيث ان مجرتنا عبارة عن سورة والنجوم والكواكب مثل الشمس والقمر عبارة عن سور وحتى الشراين في عروقنا عبارة سورة"

واما السور الانسانية التي تنزل علينا فهي كل انواع الاشياء السيارة التي نصنعها فتسير بنا او حولنا او حتى داخلنا ومن اننا ومهما تطورنا واصبحنا مبدعين وخلاقين فاننا لن نصل مستوى صناعة ربي للاشياء وخلقه الذي ابدع في صناعته وخلقه وهو احسن الخالقين..

ولهذا فان تحدي ربي لنا بان ناتي بسورةً من مثل سوره مازال قائمً ولن ينتهي ابدا ومهما تفلسف المتفلسفون ظن منهم انهم قد فهموا كلام القرآن وعقلوه وهم ويشهد السلام ربي لايعقلون.

وأترك الأمر بين ايديكم احبتي لتدبروا في قولي هذا والذي هو قراني وقرائتي ورؤيتي الخاصة بي ولا افرضها على احد..

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار

14/1/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق