الجمعة، 9 أكتوبر 2020

المنشور "114" (اللسان و اللغة)

 


بين الفترة والأخرى يدخل علينا اعرابي مغيب عن الواقع وعن معاني مصطلحات القرآن الكريم السامية ويقول لنا بان القران الكريم نزل بلسان الرسول القرشي المفترض محمد وظنً منه بان اللسان هو اللهجة او النطق بالأفواه ولقوله عز من قائل:

(((فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا)))

أي انه يرى بان مصطلح لسانك تعني اللغة او اللهجة التي كان ينطق بها الرسول القرشي المفترض وبحيث انه يستشهد بعدها بقوله عز من قائل:

(((وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم)))

ومن انها تفيد رسل ربي من بني الانسان وبان هناك رسل كانت لهجاتهم عربية وغيرهم فارسية وأخرى هندية وما الى هنالك من لهجات مختلفة بين الأمم!!!..

فهل يفيد مصطلح اللسان في القرآن الكريم معنى اللهجة او اللغة وبحيث ان ربي قد ارسل رسله بلهجات ابائهم واجدادهم ولغتهم وكما يدعي الاعراب الذين لم يفهموا معنى مصطلح اللسان القرآني؟!!

وان كان اللسان هو اللهجة التي نتحدث بها فهل يستطيع احدكم ان يقول لي ماهي اللهجة التي تتحدث بها الرياح ومن هم قومها لان الرياح من رسل ربي وبدليل قوله عز من قائل:

(((وهو الذي ارسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وانزلنا من السماء ماء طهورا)))

نعم احبتي
فالرياح من رسل ربي حتما ولقوله (هو الذي ارسل الرياح) ومما يؤكد بان الرياح رسول لان ربي يرسلها...

وبما ان الرياح من رسل ربي فلابد وان يكون لها لسانٌ خاص بها وقوم خاصين بها لان ربي قد قال (وما ارسلنا من رسول الى بلسان قومه) ومن ان هذا الامر ينطبق على الرياح أيضا لأنها رسول...

وعليه
من منكم يقول لي ماهوا لسان الرياح ومن هم قومها؟

انا أقول لكم احبتي
ان مصطلح (اللسان) في القران الكريم لا يعني اللهجة التي نتحدث بها وانما يعني السنن والقوانين التي فرضت علينا وبحيث ان جميع المصطلحات القرآنية من "سنة" و "سنن" و "سنين" و "مسنون" و "سينين" و "سان" و "لسان" عبارة عن تفعيلات للأمر الكوني النافذ (سُنَّ) والذي يفيد وضعك للقواعد والسنن وميزانه هو (سان. سون. سين) وجميعها تفعيلات تفيد معنى وضع السنن بين فاعل وصفة ومفعول به..

سُنَّ (سان . سون . سين) فهو مسنون ولسان وله سنن وقوانين لا يخرج عنها.

ولسان الرياح وقومها هي السنن القائمة على الرياح والتي لا تستطيع الرياح ان تخرج عنها الان القوم في القران الكريم تفيد القوامة والتقويم القائم على من وضعت لهم هذه السنن...

وقوله عز من قائل (وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه) أي انه لم يرسل أي رسول الا بالسنن القائمة عليه وعلى بني جنسه اجمعين..

نعم احبتي
فربي لن يرسل لنا رسول ملاكً وليس من بني جنسنا وبحيث انه يخترق الجاذبية الأرضية ويطير في الفضاء ونحن لا نطير فتعجز عقولنا عن فهم ما معه من رسالة لأننا أصلا لن نفهم حالته وكيف حدثت له وبدليل قوله عز من قائل (ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون)..

اذن
فان الرسول المرسل لبني ادم لابد له وان يكون من بني ادم وتقوم عليه السنن القائمة عليهم وبحيث ان قوله عز من قائل (فانما يسرناه بلسانك) ليست خاصة برسول محدد وانما هي خطاب لجميع رسل ربي من بني ادم وبان ما انزله ربي عليهم ميسر لهم بالسنن والقوانين القائمة عليهم لان هذه التالية خطاب للرسول الانسان عامة وليست مخصصة لاحد من رسل ربي من بني جنسنا دون الاخر.

ولأن
تعالوا معي لأشرح لكم تالية موسى صلوات ربي عليه وكمثال عن معنى اللسان فأقول:

(((واحلل عقدة من لساني)))

والتي شرحها الاعراب لنا وعلى ان موسى كان معاق في نطقه لانهم هم المعاقون ولكن لا يشعرون..
فقوله (لساني) تعني ما سوف أقوم بسنه لقومي من سنن وقوانين اضعها لهم فتكون (لساني) لأنني انا من سننتها لهم.

أي ان قوله (واحلل عقد من لساني) أي أعطني الحل في بعض السنن والقوانين التي سأضعها لهم والتي استعصى علي حلها..

نعم
فلقد كان موسى في حيرة كبيرة من أمره وكيف سيضع القوانين لقومه وبعد أن خرج بهم من مصر لأنه هو المسؤول عنهم وعن وضع القانون السماوي السامي لهم ليكون سنة فيهم ولمن سيأتي من بعدهم وبحيث انه قد طلب من المولى سبحانه وتعالى أن يعطيه الحل ويعطيه هذه السنن والقوانين التي سيضعها لهم.

وأيضا فإن قوله عن القرآن بأنه بلسان عربي مبين معناها بأنه يحمل ضمنه قوانين وسنن نورانية واضحة وتعرب عن ذاتها بكل بيان ووضوح لان مصطلح العربي لا تعني لهجة محددة دون غيرها وانما تعني الذي يُعرب عن محتواه وما فيه بكل دقة وبلاغة وبيان لان القرآن ولسانه المسنون بقوانين كونية قد جاء للناس كافة وبجميع لهجاتهم لكي يقوم بعملية تقوميهم ولم يأتي لامة محددة دون غيرها ليكون في امة الاعراب وحدها لأنه مبني على سنن وقوانين لا يخرج عنها وهي ما اضعه لكم من منهج كوني قائم عليه قراننا..

أي انه وان انتم ادركتم معي معنى اللسان في قراننا الكريم وبانه يفيد وضع السنن التي لا خروج عنها ومن انه لا علاقة له باللهجة او اللغة التي نلغو بها بأفواهنا لادركتم الخير كله احبتي..

-فاللسان سنن وقوانين كونية...
-ولسان الرياح والتي هي من رسل ربي هي السنن الكونية القائمة عليها ومن انها لا تستطيع الخروج عنها..
-وكل رسول ارسله ربي بلسان قومه او بالسنن ذاتها القائمة على قومه الذي يريد تقويمهم لان ربي لا يرسل لنا رسول خارج عن السنن التي نحن عليها..

أي ان الرسول الانسان تقع عليه السنن الكونية الواقعة على الانسان ومن انه يأكل ويشرب ويذهب الى لقضاء حاجته وكجميع الناس..
والرسول الشيطان تقع عليه السنن والقوانين القائمة على الشياطين..
والرسول الرياح تقع عليه السنن والقوانين القائمة على الرياح..

فلا يوجد أي علاقة بين مصطلح اللسان القرآني واللهجة او اللغة التي نلغو بها بأفواهنا وبحيث ان هذا هو الخلط الذي وقع علينا في فهم مصطلحات القران الكريم بسبب اللغو الاعرابي الذي شرحوه لنا بما لم ينزل الله به من سلطان.

وكذلك هو الحال مع مصطلح (السنة) ومن انها عبارة عن فترة زمنية تكرر ذاتها ضمن السنن والقوانين ذاتها فتكون هناك الفصول ذاتها من شتاء وربيع وصيف وخريف.

أي اننا نستطيع ان نطلق على الفترة الزمنية المكونة من 12 شهر لقب السنة القرآني لأنها قائمة على مبدئ السنن ذاته والذي لا يتغير في دورة الأرض الزمنية حول الشمس.

والان
لنفترض بان احدكم سألني سؤال يقول فيه التالي:

ماهي اذن تلك القطعة اللحمية الموجودة في افواهنا ونطلق عليها اعرابياً لقب اللسان أستاذ فادي؟؟

فأقول له حينها بان جميع المصطلحات القرآنية من "لغو" و "لغة" و "لاغية" و "لاغون" و "لاغين" و "لاغتين" تعود في اصلها الى الامر الكوني النافذ (لُغَّ) والذي هو قدرتك على اللغو من خلال فمك وميزانه (لاغ. لوغ. ليغ) جميعها تفيد موضوع القدرة على اللغو بالأفواه.

لُغَّ (لاغ. لوغ. ليغ) فهم لاغين ولاغتين وجميعها تفيد موضوع القدرة على اللغو بالأفواه.

فالقطعة اللحمية الموجودة في افواهنا يقال لها قرآنياً (أللُغَّ) لأننا نلغو بها ولا يقال لها لسان ابد فانتبهوا لهذا احبتي..

وعليه
فإن اللغات تكون بحسب الثقافات ومن خلال الطريقة التي يلغوا بها أبناء المنطقة الواحدة مع بعضهم من خلال لغاليغهم..
وتذكروا هنا مسرحة مدرسة المشاغبين وقول المدرسة لعادل امام (من لغليغو) لتدركوا بأن هذا المصطلح صحيح قرآنيا وبكل ما تحمله الكلمة من معنى لان الغاليلغ جمع لمصطلح اللُغَّ (ما نقول عنه خطاء بأنه لسان) وبأن الصحيح هو (اللُغّ) لأننا نلغوا من خلاله...

وقد يقول لي احدكم هنا بان مصطلح (لاغتين) غير موجود في القرآن الكريم فكيف استنتجت هذا الامر ووضعت هذه المصطلح بين مصطلحات اللغو وهو غير موجود في القرآن الكريم؟؟

فأقول له حينها بانك وان انت ادركت معي بان القرآن الكريم مليء بأخطاء التنقيط التي صنعها الاعراب الأشد كفرا ونفاقا والاجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله لاتضح لك الامر تمام وبحيث انني سأضع لك تالية توضح لك الامر فأقول:

(((قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاعبين)))

وبحيث نرى هنا مصطلح (لاعبين) ونحن لا ندري معناه الصحيح قرآنياً سوى ان الاعراب قالوا لنا بأن اللعب هو اللهو والمرح وما الى ذلك من مترادفات ما انزل الله بها من سلطان وبحيث انني وان طلبت من احدكم ان يعطني فعل الامر الكوني الخاص بمصطلح "لاعبين" فلن يجد امامه سوى "عُبَّ" والذي لا يوجد له أي معنى ومن انني قد شرحت هذا في منشور (اعيبها ام اغيبها)...

وعليه
فان اصل المصطلح في التالية الكريمة هو (لاغتين) وعلى النحو التالي:

(((قالوا اجئتنا بالحق ام انت من اللاغتين)))

أي انهم متشككين بأمره وهل يحمل معه الحق ام انه من أصحاب اللغة واللغو والذي هو مجرد كلام فارغ وبمعنى (اجئتنا بالحق ام انه مجرد كلام فارغ)

وعليه
فإنني اعود وأؤكد عليكم بأنه لا يوجد شيء يقال له (لعب ولعبا و يلعبون) في قران ربي السامي وانما هي (لغتٌ ويلغت ويُلغَتون) لتدركوا معي جمالها وروعتها قرآنياً وبمعنى اللغة وما يلغون بها من خلال القطعة اللحمية الموجودة في الفم ويطلق عليها قرآنياً لقب (اللُغّ) وجمعها هو (لغاليغ) لأنها تُمكن أصحابها من اللغو من خلالها.

وأعانكم المولى سبحانه وتعالى على التخلص من الفكر الأعرابي الذي معكم وأن يطهركم منه ربي تطهيرا لكي تستطيعوا أن تمسوا القران الكريم وما فيه من در مكنون.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
2/5/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق