السبت، 10 أكتوبر 2020

:::: المنشور "116" (التيم و اليتيم)

 


دخول حرف الجر والحركة "ي" على بعض المصطلحات القرآنية...

كثيرً ما نقرء قوله عز من قائل ((فاما اليتيم فلا تقهر)) وبحيث تذهب مخيلتنا فورً الى الطفل الصغير الذي مات عنه أبويه او احدهم ومن هذا الطفل هو المقصود بمصطلح "اليتيم" في القرآن الكريم فهل هذا صحيحٌ قرآنياً احبتي...

فان كان اليتيم هو من فقد احد ابويه او كلاهما فجميعنا يتامى او سنصبح يتامى في يوم ما وعندما يتوفى ربي احد ابوينا..
واذا كان اليتيم هو الطفل الذي فقد ابويه او احدهما ومن انه مصطلح يطلق على مرحلة عمرية تختص بفترة الطفولة فقط فاين هو الدليل القرآني على هذا؟
وهل هناك تالية واحدة تربط مصطلح اليتيم بالطفولة فقط؟
وهل ترك ربي قرانه الكريم للاجتهاد وبحيث يعطي كل واحد منا رايه في مصطلح "اليتيم" فيكون له ألف تفسير ومعنى ام ان قران ربي بيان للناس ولا مجال للاجتهاد فيه ومن اننا نحن من لم يعرف لغة القرآن العربية الصحيحة ولسانه المبين لاننا تركناه مهجورا واتبعنا لغة الاعراب ولغوهم فيه؟

وعليه
ولكي نفهم اي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم خاصة ومصطلحات لغتنا العربية السامية عامةً فلا بد لنا ان نعود الى المنهج الكوني الذي اضع لكم اصوله لانه المنهج الوحيد والصحيح للسان القرآن وللغة العربية السامية التي ابتعدنا عنها مع مجيء الدجال القرشي وامته التي اخترعت لنا لغة اعرابية شيطانية بعيدة كل البعد عن لساننا العربي الاصيل وبيانه فاقول:

ان جميع مصطلحات القرآن الكريم من "يتيم" و "يتيما" و "يتيمين" و "يتامى" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ (تُمَّ) وميزانه (تام. توم. تيم) والتي تفيد جميعها اتمام الامر او اتمام مرحلة والانتقال لغيرها..

تُمَّ (تام. توم. تيم) وجميعها تفيد عملية اتمام الامر او اتمام المرحلة والانتقال لغيرها وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ي" والمختص بالاستمرارية فيصبح عندنا:
يُتمَّ (يُتام. يتوم. يتيم) وجميعها تفيد عدم اتمام الامر ورغم ان الشروع فيه قد حاصل ورغم انه لم يتم بعد..

نعم احبتي

فعندما نقول (لقد تم الامر) اي اننا وصلنا الى المراد منه وتمت عملية تنفيذه بشكل كامل وكقوله عز من قائل (تمت كلمة ربك) ومن ان هذه الكلمة قد تمت واصبحت تامةً..
واما وعندما نقول (يُتِمُّ الامر) فهذا معناه بأن الامر لم يتم بعد ومن ان الشروع في اتمامه يحدث الان ولكنه لم يتم بعد وكقوله عز من قائل (يأبى الله الا ان يُتمّ نوره) وهذا معناه بأن نور الله يتيم لانه لم يتمَّ حتى الان..

اذن
وبحسب الميزان الكوني (تام. توم. تيم) فان مصطلح (تام) يفيد الفاعل الذي اتم امره وجعله في حالت التمام وكحال قولنا (قام) ومن انه الفاعل في الذي نفذ عملية القيام..
واما وان قلنا (قيمَ) فانه مفعول به وهناك من اقامه من مكانه وليس هو الذي اقام نفسه بنفسه..

وعليه
فان مصطلح (تام) فاعل ويفيد عملية اتمام الامر لنفسه وعلى حين أن مصطلح (تيم) مفعول به وقد وقعت عليه عملية الاتمام واصبح تامً فعلً ولكنه ليس المسؤول عن اتمام امر نفسه بنفسه وانما هناك الفاعل الذي تمم له هذا الامر لان مصطلح (تيم) مفعول به وليس فاعل..

واما ومع دخول حرف الجر والحركة "ي" والمختص بالاستمرارية على المفعول به "تيم" فيصبح (يُتيمَ) وهو فاعلً ومسؤول عن عملية اتمام الامر ولكنه لم ينتهي من الامر بعد او (لم يُتمَّ امره)..

اي ان عمل حروف الجر التي تعكس المعنى لا يقتصر على عكس المعنى فقط وانما هي تعكس الميزان ايضا ليصبح الفاعل مفعولً به والمفعول فاعل فهذا هو العمل الخاص بحروف جميعها..

ومثال على هذا اقول:
قم وهو الامر الكوني النافذ الذي يفيد عملية القيام وميزانه (قام. قوم. قيم)..

قام هو الفاعل الذي نفذ امر القيام فقام.. (قام من مجلسه)..
قوم هي صيغة الامر التفعيلة..
قيم هو المفعول به الذي يوجد من اقامه ولم يقم من نفسه (قيم من مجلسه)..

ومع دخول حرف الجر والحركة "ي" والذي يعكس المعنى على هذا الميزان يصبح عندنا:

- يُقام وهو المفعول به الذي يقع عليه الان فعل القيام ورغم انه لم يصبح قائم بعد...
اي ان دخول حرف "ي" عكس المعنى وعكس الميزان ايضا فجعل القائم غير قائم بعد وجعل الفاعل مفعول به..

- قوم هي صيغة الامر فتصبح (يقوم) اي ينفذ الان الامر وبحيث ان الامر لايتغير ابدا في اليزان لانه نافذ (كون... يكون)*(عُد... يعود)*(قُل... يقول)*(قُم... يقوم)..

- يُقيم وهو الفاعل هنا لانه هو من يُقيم الامر ورغم ان هذا الامر لم يصبح قائم بعد..
اي ان دخول حرف "ي" عكس المعنى وعكس الميزان ايضا فجعل المفعول به فاعل..

اذن
وبناءً على هذا المثال الذي وضعته لكم اعلاه والذي تستطعيون تطبيقه على جميع المصطلحات القرآنية وموازينها اقول:

ان مصطلح (يتيم) فاعل يفيد الشروع في اتمام ما يجب عليه اتمامه ورغم انه لم يُتمّ الامر وبشكل نهائي ليجعله في حالت التمام..

اي ان مصطلح (اليتيم) القرآني لا يطلق على من فقد ابويه كما نعتقد وانما هو يطلق على كل من شرع في تنفيذ امر ما ويريد اتمامه ولم يتمه بعد..

فالطفل الصغير الذي يُتمّ مرحلة البلوغ او النضوج هو يتيم لانه في حالت اتمام عملية نضوجه..
والذي لم يُتم عمله بعد هو يتيم لانه في حالت اتمام عمله..
والذي لم يُتمّ دراسته بعد هو يتيم لانه في حالت شروع لاتمام دراسته..
بل حتى نور ربي يتيم لانه لم يتم حتى الان وبدليل قوله (يابى الله الا ان يتم نوره)..

وعليه
فجميعنا يتامى بشكل او باخر احبتي لانه ما يزال امامنا الكثير لكي نُتمّهُ ولان مصطلح اليتيم فعل وليس صفة لشيء او لشخص محدد..

وقوله عز من قائل (الم يجدك يتيمً فأوى) تفيد الخطاب للانسان وبشكل عام وبأنه في حالت اتمام امر ما ومن ربي هو من يعينه على اتمام امره..
واما وان كنا نعتقد بان اليتيم هو الصغير الذي فقد ابويه وبان عبارة (الم يجدك يتيم فاوى) تفيد الرسول القرشي المفترض محمد فقط وكما شرحها لنا الاعراب الاشد كفر ونفاقا فان هذا والله ربي اسوء صورة لهذا الإله النخبوي الذي يختار البعض لكي يؤيهم ويترك الاخرين بغير مأوى!!!!
فهل ترك ربي كل الاطفال الصغار الذين فقدوا ابويهم ليواجهو مصيرهم ولم يساعدهم ويأويهم وبحيث ان رحمته لم تسعهم جميعهم وانما هي وسعت هذا الدجال القرشي فقط ودون سواه؟؟!!!!

نعم
فهذه هي صورة الاله المتحيز والنخبوي والمتطرف الذي لم يساعد سوى محمد وكما رسمها لنا هذا القرشي المختل عقليا واخلاقيا..
واما انا فاقول لكم بان اليتيم هو كل فاعل يحاول اتمام ماعليه من امر ومن ربي المبارك يساعد كل صاحب امر على اتمام امره ويعطيه المأوى.
فدعكم من الدجال القرشي ولغوه ولغو امته الذي ما انزل الله به من سلطان لانه متطرف عنصري نخبوي ويريد ان يجعل من نفسه الحبيب الوحيد لله والشريك له في ملكه وعودوا معي الى المنهج الكوني للقران الكريم ولسانه المبين لتدركوا بان الله ربي يحب جميع خلقه ويساعدهم على اتمام امورهم ويشرق نور على الصالحين والطالحين لانه الرحمن الرحيم الذي يحمي جميع كائناته وكما تحمي الام جنينها في رحمها ان جاز التشبيه هنا لان رحمت ربي اعظم من رحمت امي بمليارات المرات لانه ومن وسعت رحمته كل شيء.

وايضا فان قوله عز من قائل (فاما اليتيم فلا تقهر) تفيد مراعتنا لمشاعر كل من لم يتم عمل ما او شيء ما لان مصطلح (تقهر) يعود الى الامر الكوني النافذ "هُرَّ" والذي يفيد حالت الانهيار وميزانه (هار. هو. هير) والتي تفيد جميعها حالة الانهيار وبحيث يدخل عليه حرف الجر القدري "ق" فيصبح "قهر" وميزانه (قهار. قهور. قهير) وجميعها تفيد عملية الانهيار ضمن مقادير وبحيث ارجوا منكم هنا قراءت منشور (النهر و الانهيار) لتدركوا بان القهر هو ان نجعل البعض ينهارون نفسياً ومن اننا لا نوصل كل من هو يتيم امره او يحاول ان يتم شيء ما الى حالة الانهيار.

ملاحظة هامة:
ان مصطلح (ثم) لا يعتبر فعل في لغة الاعراب القرشية ولغوها وانما هو حرف عطف يقع بين جملتين ويدل على الترتيب لينهي مرحلة ويبتدء مرحلة جديدة وكقولنا مثلا (ذهب محمد الى السوق ثم عاد الى البيت) وكيف انه وقع بين جملتين ومرحلتين وعطفهما على بعض وفصل بينهما ومن انه لا يحمل معه اي معنى خاص به ان هو جاء مفردً لانه مجرد حرف عطفهم في لغوهم ولا قيمة فعلية له..

واما في المنهج الكوني القرآني الذي يؤكد لكم بأن اي مصطلح من مصطلحاته عبارة عن فعلً كوني قائم بذاته وله المعنى الفعلي الخاص به فان معنى الفعل (ثم) كبير جدا وواضح جدا ان نحن ادركنا بان حرف (ث) اعرابي النطق والمصدر وليس من اصل القران الكريم في شيء ومن ان اصله الصحيح هو الحرف (ت) ومن اننا نقول (تَمَّ) والذي هو فعل امر كوني يفيد اتمام المرحلة وميزانه
 (تام. توم. تيم) وجميعها تفعيلات تفيد معنى التمام او اتمام الامر وكما شرحتها لكم اعلاه..

وعليه
فلا يوجد شيء يقال له (ثم) في لسان قراننا العربي السامي وانما يوجد (تم) والذي يفيد معنى التمام او اتمام الامر ومن ان الفعل (تُمَّ) امر كوني قائم بذاته وبحيث انك وان قلته لاحدهم وفي اشارة الى انهاء الامر الذي بدء به فسيكون واضح جدا وحتى وان نطقت به مفردً ودون اي كلمة اخرى معه لانه فعل امر كوني نافذ كجميع مصطلحات القران الكريم..

نعم احبتي
فمصطلح (تُمَّ) هو امر نافذ لك بإتمام الامر الذي بين يديك وبحيث انه وفي الوقت ذاته دلالة على انتهاء مرحلة وابتداء مرحلة اخرى وكما قال الاعراب في هذا ولكنه ليس حرف لا معنى له ان جاء مفردً لانه فعل قائم ومستقل بذاته ومن انك وان قلت لي عبارة (لقد كنت في الحديقة تمَّ رجعت الى البيت) فسافهم الفارق بين المرحلتين ومن ان مرحلة وجودك في الحديقة قد تمت وانتهت وانك حاليا في البيت والتي هي المرحلة الحالية..

اي انني اعود واؤكد عليكم هنا بان حرف (ث) اعرابي في نطقه وليس من اصل القران الكريم ولسانه السامي في شيء ومن انني اقلبه وفي جميع المصطلحات القرانية التي جاء فيها الى الحرف (ت) فهذا هو اصل القرآن.

وكل الحب والسلام للجميع

محمد فادي الحفار

منشور لاول مرة في 7/3/2015
تم تعديل على موجب المنهج الكوني بتاريخ 10/8/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق