السبت، 6 مارس 2021

المنشور "154" (انظرني أم انطرني)

 



من منشورات أخطاء التنقيط في القرآن الكريم...

لو سالت فطاحل اللغة التي تسمى خطاءً بالعربية عن معنى مصطلح (انظر) و (انظرني) لقال لك فريق منهم بأن مصطلح "انظر" يفيد الامر باستخدام العين واستعمالها في التحديق بالشيء ومن ان فعلها الثلاثي الخاص بها هو "نَظَرَ" وبمعنى حدق بالشيء مستخدمً عينه ولقوله عز من قائل:

(((واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل يراكم من احد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون)))

وبحيث أنك ترى هنا بأن عبارة "نظر بعضهم الى بعض" واضحة تمام لنا ومن أن بعضهم قد حدّق بالبعض الاخر عن طريق النظر اليه بالعين ومن ان هذا دليل واضح جدا على أن مصطلح "نظر" و "انظر" و "انظرني" يفيد عملية التحديق بالشيء من خلال العين او جهازنا البصري...

ولكن الفريق الاخر يُكذب الفريق الأول أو يُخطئهم ويقول لنا بأن مصطلح "انظر" و "انظرني" لا يفيد التحديق بالعين وانما هو يفيد عملية الانتظار والترقب ومضي الوقت ولقوله عز من قائل:

(((قال انظرني الى يوم يبعثون))) * (((قال انك من المنظرين)))

وبمعنى أن ابليس قد طلب من الله أن يمنحه الوقت اللازم لتنفيذ وعده وبقوله "انظرني" وبمعنى امنحني الوقت وبحيث أجابه الله على مطلبه وقال له "انك من المنظرين" وبمعنى من الممنوحين لهذا الوقت حتى حين؟!!

اذن
فإن "انظر" و "انظرني" لا علاقة لها باستخدام العين والتحديق بها على الشيء وانما هي من عملية الوقت والزمان والانتظار...

وهنا فقط يتدخل الفريق الثالث والذي يرى نفسه اكثرهم فصاحة وعلمً وادراك للغة العربية وبحيث يقولون لك بأن مصطلح "انظر" يفيد الحالتين ومن انه يكون بمعنى التحديق من خلال العين تارةً وبمعنى الوقت والانتظار تارةً أخرى ومن أننا لا نعرف معنى الكلمة إلا من خلال سياقها في الجملة لأن لغتنا العربية لغة مترادفات وبان الكلمة الواحدة قد تحمل معاني مختلفة بل ومتناقضة في الوقت ذاته..!!!

واما أنا احبتي فأقول لكم بأن القرآن الكريم خاصة ولساننا العربي المبين عامةً يعتمد في مصطلحاته على الجذر الثلاثي للكلمة أولً ومن ثم على فعل الامر الكوني الخاص بها ثانياً لأن لساننا العربي قائمً على أفعال وليس على الصفات لأن الله فعال لم يريد..

وعليه
فإن الفعل الثلاثي المفتوح لمصطلح "انظرني" هو الفعل الثلاثي المفتوح "نَ ظَ رَ" والذي ومن المفترض له بان يفيد معنى الانتظار إن نحن اعتمدنا هنا على راي الفريق الثاني والذي هو اقرب للصواب...

ولكننا وحين نحاول أن نطبق عليه قاعدتنا في استخرج فعل الامر الكوني الخاص به فإننا نقول بأن حرف "ن" ليس من اصل المصطلح وبان اصله هو فعل الامر الكوني "ظُرَّ" وميزانه (ظار. ظور. ظير) فما رايكم في هذا؟؟!
وهل هناك أي معنى لهذا الامر الكوني النفذ "ظُرَّ" وميزانه (ظار. ظور؟ ظير)؟!!
طبعً لا أليس كذلك؟

ومن هنا تحديدً ذكرت لكم سابقً بأن المنهج الكوني القرآني قادرٌ على أن يصحح لكم جميع القواعد اللغوية المغلوطة التي وقعت على القرآن الكريم وبما فيها أخطاء التنقيط الذي فرض عليه قصرً في زمن الاموين والعباسيين إن انتم اتبعتم قواعده التي اضعها لكم بكل بدقة ووصلتم الى فعل الامر الكوني الخاص به لتصلو بعدها الى معناه الدقيق..

وعليه
وبما أنه قد ثبت لنا بأن مصطلح "نظر" و "انظر" و "انظرني" لا يستقيم معنا جذريً ومن خلال فعل الامر الكوني المفترض "ظُرَّ" والذي لا معنى له ابدا فإن الصحيح أن نقول هنا بأن الأصل الصحيح لهذه المصطلحات هو "نطر" و "انطر" و "انطرني" والتي تفيد جميعها معنى الوقت الممنوح لغاية محددة..

نعم احبتي
فنحن في سوريا ولبنان وفلسطين نستخدم مصطلح "انطرني" وبمعنى منحي لبعض الوقت حتى يومنا هذا وبحيث أنني وان اردت الوقت منكم فإنني أقول لكم (انطروني قليلً وساعود لكم) ومن اننا نطلق على الحارس لقب (الناطور) حتى يومنا هذا أيضا..

اذن
فإن جميع المصطلحات القرآنية "نطر" و "انطر" و "انطرني" و "منطرون" و "ينطرون" تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ "طُرَّ" والذي يفيد الامر بالتطور والاطوار وميزانه (طار. طور. طير) وجميعها تفيد معنى التطور..

طُرّ (طار. طور. طير) وجميعها تفيد معنى التطور والاطوار والتي لا تحدث أصلً إلا من خلال الزمن والوقت لان التطور والزمان مرتبطان..

أي أنني وان قلت لاحدهم (انطرني) وكأنني أقول له امنحني الوقت الذي يلزمني لكي اتطور فيه أو أكون جاهزً لكي أعود أليك وبحيث أن هذا الوقت الممنوح لي ومهما كان طويلً او قصيرً هو الوقت الذي يلزمني أو احتاج اليه في تطوري واطواري لأننا نتطور في كل لحظة عن سابقتها وذلك لان قانون التطور والأطوار قائمً فوقنا بشكل دائم ولقوله عز من قائل (ورفعنا فوقكم الطور) لان الطور الذي رفعه ربي فوقنا ليتفوق علينا هو الطور والاطوار ونظرية التطور وليس جبلً مرفوع في الهواء وكما هو الغباء في القصة الأعرابية واساطيرها..

وعليه
فإنني وان قلت لأحدكم عبارة (انطرني في الحديقة ريثما أعود إليك) فهذا معناه بأنني أحتاج الى بعض الوقت لكي اعود إليه ومن أن هذا الوقت (ومها طال او قصر) خاضعً حتمً للتطور....
وهذا هو الصحيح والرائع أيضا في الميزان الكوني الذي اضعه لكم ومن انه يوضح لكم المعنى الدقيق لأي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم ولساننا العربي السامي ودون الحاجة للاستنباط أو الاستعباط أو الاجتهاد الشخصي والفهم من خلال السياق الخاص بالجملة وكما يفعل الفرقاء من امة الاعراب القرشية واحزابها في طريقتهم الاعتباطية الدراسة القرآن الكريم وكلام ربي السامي.

اذن
فإنني ارجو منكم احبتي أن تغيروا التنقيط على جميع التاليات التي جاءت على مصطلح "نظر" وتفعيلاته وبحيث تجعلونها "نطر" لتضح لكم جماليتها وعقلانيتها وكما سأفعل ببعض الأمثلة امامكم فأقول:

(((ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رايتموه وانتم تنظرون)))

فكيف يقول لنا هنا عن الموت (رايتموه وانتم تنظرون) أن كانت الرؤيا هي استخدام العين وكان النظر أيضا استخدامً للعين؟!!!

(((ولقد كنتم تمنون الموت من قبل ان تلقوه فقد رايتموه وانتم تنطرون)))

واما هنا وفي حالة النطر فإننا قد رأينا الموت بأعيننا اثناء عملية النطر التي نقوم بها في الدنيا لأننا جميعنا نواطير وننطر الحالة حتى تحدث طالما اننا اصلً في حالة اطوار.

(((قال انظرني الى يوم يبعثون))) * (((قال انك من المنظرين)))

وهل كلمة "انظرني" هنا تعني انظر إليَّ بعينك يا الله ولا تشيح بوجهك عني ان كانت عبارة "انظر الشيء" تعني حدق به؟؟؟
طبع لا أليس كذلك..
إذن فإنها من الانتظار وبمعنى امنحني الوقت اللازم لكي نهي امري وكما اتفقنا أعلاه مع الفريق الثاني...
ولكن كلمة "انظرني" اعرابية ولا جذر لها وعلى حين ان الصحيح هو "انطرني" وجذرها هو "طر" والذي يفيد عملية التطور والاطوار من خلال الوقت..

وعليه
فأن الأصل الصحيح للمصطلح هو "انطرني" والذي لا يختلف عن المصطلح الأعرابي "انظرني" وبمعنى الانتظار والوقت ولكن اصله الصحيح هو "انطرني" وبمعنى امنحي الوقت الازم للأطوار..

(((قال انطرني الى يوم يبعثون))) * (((قال انك من المنطرين)))

أي انه قد طلب الوقت الذي يحتاج اليه في تطوره وحدده بيوم معلوم وهو (البعث الخاص بنا) فقال له المولى عز من قائل (انك من المنطرين) أو الممنوحين لهذا الوقت الذي تحتاجه ضمن قانون الاطوار والتطور الواقع على الجميع.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
2/11/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق