الجمعة، 12 مارس 2021

المنشور "156" (ركن الاعراب و ركن القرآن)

 



لقد سألني أحد أصدقائي عن معنى مصطلح "ركن" في قوله عز من قائل (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون) وان كان يعني الزاوية كزاوية الكعبة مثلً والتي يطلق عليها لقب (الركن اليماني) والذي هو احد زواياها وكما تعلمنا من اللغو الأعرابي وبحيث ان سؤاله هذا قد اعجبني فأحببت ان اضعه لكم في منشور خاص به لتعم الفائدة على الجميع فأقول:


ان نحن قرئنا هذه التالية الكريمة التي وضعها لنا صديقنا ومن خلال الشرح الاعرابي لها فسنجدها سخيفة وركيكة ولا يوجد فيها أي حكمة تفيدنا لأنها تقول (غادر وجلس في زاويته ومن ثم قال ساحر مجنون) اليس كذلك؟؟

وعليه
ماذا سنستفيد نحن من هذه الرواية عن هذا الرجل الذي غادر وذهب الى زاويته الخاصة به ومن ثم قال عن رجل غير موجود بأنه ساحر ومجنون؟!!!

ثم لماذا نراها ركيكة لغوياً وبحيث انها تقول (فتولى بركنه) والتي تأتي بمعنى (ذهب باستخدام ركنه) وعلى حين ان الصحيح هي ان تقول (فتولى الى ركنه) وبمعنى ذهب الى ركنه لو كان مصطلح تولى يفيد الذهاب ومصطلح ركنه يفيد الزاوية الخاصة اليس كذلك؟!!!

إذن فلماذا تقول (تولى بركنه) وكأنه تولى من خلال استخدام الركن ولا تقول (تولى الى ركنه) وبمعنى ذهب أليه؟؟؟

وعليه
فإنني اعود واذكركم بأن تنسوا كل ما معكم من لغة الأعراب وقواعدها الركيكة التي معكم وتعود الى لسان القرآن العربي المبين ومن خلال المنهج الكوني القرآني الذي يوضح لكم ادق التفاصيل وبحيث تجدوا هنا بأن مصطلح (تولى) من الولاية والتولية وكأن نقول (لقد تولى السيد فلان منصب الوزارة) ومن انه ابعد ما يكون عن معنى الذهاب أو المغادرة وكما هو الحال في الشرح الاعرابي..

وأما مصطلح (ركن) فيفيد المعلم الذي يستمر في عملية تكوينك فيكون هو ركنكَ الخاص بك لأن نشاءتك وتكونك كانت على يديه ومن خلال علمه وذلك لان مصطلح (الركن) القرآني يعود في بادئ الامر الى التفعيلة الثلاثية المفتوحة (رَكَنَ) والتي تعني الاستمرارية المتحركة في عملية التكوين ومن أن الامر الكوني النافذ الخاص بها هو الامر (كُنَّ) والذي يفيد عملية التكوين وميزانه (كان. كون. كين)...

كُنَّ (كان. كون. كين) وجميعها تفيد عملية التكوين وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "الر" والذي يفيد الاستمرارية المتحركة للشيء فيصبح عندنا:
الركن (الركان. الركون. الركين) وجميعها تفيد الاستمرارية المتحركة في عملية التكوين...

اذن
فأن ركني الذي اركن أليه هو من كان مستمرً في عملية تكويني كأبي أو معلمي وبحيث أن هذه التالية الكريمة التي تقول (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون) تخبرنا عن رجل جاحد ولا يملك أي امانة او اخلاق ومن أنه قد تولى منصبً هامً بفضل العلم الذي معه والذي كان قد تعلمه اصلً عن ركنه (أستاذه) ومن انه وبعدما تولى هذا المنصب قال عن استاذه ومعلمه بأنه ساحر او مجنون..

أي انه (تولى بُركنه) وبمعنى أن ولاية الامر قد تمت له بفضل رُكنه (والذي هو معلمه المسؤول عن تكوينه) ومن أنه وبعدما اصبح حاله على ما هو عليه من مكانة علمية مرموقة بفضل مُعلمه بدء ينعت معلمه بأوصاف لا تليق به كما ترون....

وللتشبيه فقط ولكي تصلكم الصورة بشكل أوضح وكأنكم ترونها امام اعينكم فإنني اذكركم بصديقكم القديم التلميذ الجاحد (عيد الحق بينتوا) والذي كان تلميذي وكنت معلمه وركنه الذي يركن اليه بما أقوم به من عملية تكوين مستمرة لشخصيته وتصحيحً لمفاهيمه القرآنية المغلوطة ومن أنه وما أن تولى منصبً (اصبح له صفحته وأتباعه) صار يقول عني كلامً لا يليق بي اذا ما سأله احدهم عني فتأملوا واعقلوا يا رعاكم الله.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
12/3/2021

هناك تعليق واحد:

  1. ::::
    قال لي صديقي ايهاب عمر على الخاص بانه يعرف بان مصطلحات (ساحر) و (مجنون) جيدة وتفيد المعنى المحمود وليست مصطلحات سيئة فلماذا شرحت التالية الكريمة بشكل سلبي ومن أنها تتحدث عن شخص جاحد كحال الجاحد "عيد الحق بينتوا" ولما اشرحها بشكل إيجابي؟
    أي انه يقول لماذا لا تكون التالية الكريمة إيجابية او حديث جيد وبحيث ان صاحبها كان يتحدث عن نفسه وبانه قد تولى الولاية بسبب ركنه الى نفسه وتكوينها بشكل مستمر وبحيث انه قال بعدها (عن نفسه أيضا) بانه ساحر ومجنون وخاصة واننا نعرف بان الساحر هو الذي يستمر بالحوار ويجيده وعلى حين ان المجنون هو الذي يلم بعملية الجنى والجنا ويجني جنيه او ثماره وعلومه من كل مكان؟..
    فقلت له احسنت حبيبي الغالي على هذا السؤال وحتى وان جانبك المنطق فيه...
    فانا لم اقل بان كلمة ساحر سيئة او كلمة مجنون سيئة وانما قلت بان التالية بمجملها توحي لنا بان صاحبها شخص سيئ...
    ولكي تتضح لك الصورة أقول:
    هذه التالية تجعلنا على يقين بان الشخص الذي يتحدث فيها لا يتحدث عن نفسه وانما هو يتحدث عن شخص اخر بانه (ساحر او مجنون) لوجود حالة الاحتمالية هنا وعدم اليقين بحرف (او) الذي يفيد الاحتمالات....
    أي انه وان كان قد ركن الى نفسه واكتسب خبراته من نفسه واصبح هو الركن لنفسه ومن ثم اخبر الناس بانه صاحب حوار مستمر وبانه مجنون أيضا وبمعنى انه يجني الجنا او العلوم من كل مكان لكان على التالية ان تكون (فتولى بركنه وقال ساحر و مجنون) ومن انه على يقين بنفسه ويعرف عن حاله بانه فعلً ساحر ومجنون حتمً دون وجود الاحتمالات...
    واما وان التالية تقول (فتولى بركنه وقال ساحر او مجنون) فأنها تؤكد حتمً بانه لا يتحدث عن نفسه وانما هو يتحدث عن شخص اخر لأنه يقول عنه (ساحر او مجنون) ومن انه يضع الاحتمالات الخاصة بالشخصية التي يتحدث عنها هنا ومن ان صاحبها (اما ان يكون ساحر او يكون مجنون) لأنه لا يعرف تحديد ماذا يكون صاحب هذه الشخصية فإنني أقول لك بانه يتحدث عن شخص اخر حتمً ولا يتحدث عن نفسه... ��
    نعم
    فصاحبنا هنا لم يركن الى نفسه وانما كان له ركنً عظيم (معلمً يركن له) وبحيث انه وبعدما تعلم منه كل ما يحتاجه واصبح واليً او صاحب منزلة فيها ولاية قال عن معلمه او ركنه بانه لم يكن مبدعً وانما هو مجرد محاور جيد وكان يجني جناه من غيره وبمعنى انه ليس عبقرياً ومنتج للحكمة من نفسه وانما هو يجنيها من غيره (سارق للأفكار يعني) فهل وصلت الصورة حبيبي؟ ��

    ردحذف