السبت، 13 مارس 2021

المنشور "157" (نعجة الاعراب)

 


دخول حرف الجر والحركة "ن" على بعض الجذور القرآنية... لقد سألني أحد ابنائي عن معنى مصطلح "نعجة" في القرآن وهل تفيد الخروف ولقول صاحب داوود له في شكايته عن أخيه:
(((ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب))) ومن أننا نلاحظ هنا بأن احد الاخوة لديه تسع وتسعون نعجة وعلى حين ان المدعي وصاحب الشكوى لديه نعجة واحدة فقط ومن انني اريد من حضرتك أن تشرح لنا معنى مصطلح "نعجة" في القرآن الكريم ولماذا حصل هذا الجدل او الخلاف الغير منطقي عليها بين الاخوين من فضلك؟ وبالطبع فإن جوابي عليه سيكون على العام وعلى منشور خاص وكما هي عادتي معكم وذلك لكي تعم الفائدة على الجميع. وعليه
وعلى بركة السلام الربي اضع لكم التالية الثانية التي تتحدث عن النعاج فأقول: (((قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود انما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب))) وبحيث نرى هنا بأن داوود قد أجاب صاحب الشكوى على شكواه وقال له بالحرف الواحد التالي: - لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا وعملوا الصالحات... اذن
فقد أقر داوود الظلم على المشتكى عليه وكانت حجته بأن النعاج وعندما تختلط مع بعضها فإن عملية البغي بينهم وبأن يبغي بعضهم على بعض موجودة وستحدث وبحيث أنه يثتني من هؤلاء الخلطاء الذين امنوا منهم فقط كما ترون... وعليه ولو كان مصطلح النعاج القرآني يفيد الخراف او الماشية من الحيوانات فإن السؤال هنا يقول التالي: -هل هناك خراف او ماشية او ماعز مؤمنين وغيرهم من الخراف او الماشية او الماعز كافرين وبحيث أن هذه الحيوانات المؤمنة لا تبغي على غيرها من الحيوانات؟!!! -هل هناك حيوانات كانوا كافرين في الماضي ومن ثم اصبحوا مؤمنين عند اصحابهم ولقوله (الا الذين امنوا) ومما يؤكد بأنهم لم يكونوا مؤمنين في الأصل وقبل أن يلتحقوا بصاحبهم من ثم هم أمنوا بعدها عند صاحبهم او راعيهم؟ بالطبع لا أحبتي فالتلية الكريمة تتحدث عن أناس عاقلين قادرين على ان يبغي بعضهم على بعضهم الاخر عندما يختلطون وقادرين أيضا على الإيمان عندما يريدون هذا... ولكي نفهم موضوع النعجة في القرآن علينا ان ندرك الفارق بين (الاعوج) و (القائم) لندرك بعدها من هم قومنا ومن هم نعاجنا فأقول: ان جميع المصطلحات القرآنية من "نعجة" و "نعجته" و "نعجتك" و "نعاجه" و "نعاجك" تعود في اصلها الى فعل الامر الكوني النافذ "عُجَّ" والذي هو امر لك بأن تعوج الشيء القائم وميزانه (عاج. عوج. عيج) وجميعها تفيد عملية عوج الشيء القائم وجعله أعوجً ومن انكم سترون هذا المصطلح بشكل واضح وصريح في قوله عز من قائل: (((قرانا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون))) اذن
فإن الجذر الصحيح لمصطلح "نعجة" هو الجذر المفتوح "عوج" وامره الكوني النفذ وميزانه على النحو التالي: عُجَّ (عاج. عوج. عيج) وجميعها تفيد عوج الشيء القائم أو عكسه لان الاعوج هو عكس القائم وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ن" والمختص بتأكيد تنفيذ الامر فيصبح عندنا: نَعِجُ (نُعاجُ. نعوجُ. نُعيجُ) وجميعها تفيد الإقرار بتنفيذ الامر في عوج للشيء.. ومع دخول حرف "ك" في أخر الفعل (نَعِجُ) فانه يصبح دلالة على الملكية ومجرد تفعيلة من تفعيلات الجذر الكثيرة فيكون عندنا مصطلح (نعجُكَ) و (نعجتك) و (نعاجك) والى أخر هذه التفعيلات بكاف الملكية والتي تفيد جميعها بملكيتك لهذه الأشياء العوجاء.. واما الان فأقول: إن قومي هم الذين أقوم انا بعملية تقويمهم من اعوجاجهم وبحيث أنهم وقبل عملية التقويم يطلق عليهم اسم نعاجي أن كانوا يتبعوني لأي سبب من الأسباب.. نعم احبتي فكل من كان يتبعني لأجل مالي لا لكي يصبح مثلي وعلى طريقي يكون من نعاجي وليس من قومي.. والنعاج موجودين في كل زمان مكان ومن انهم موجودين حتى يومنا هذا لان القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان كما أقول لكم دائماً وبحيث ان نعاجي او نعاجك هم عبيدك أو نوع من أنواع هذه العبودية الموجودة حتى يومنا هذا وبأن السيدات السبايا (الاماء في الزمن الماضي) هم من هؤلاء النعاج الذين ان اختلطوا مع بعضهم البعض او حتى مع قومك فإن بعضهم يطغى على بعض وكما حدث عبر التاريخ الذي نعرفهم جميعنا وكيف أن أبناء الجواري قد سفكوا دماء أخوتهم من أبناء الحرائر كما يطلق عليهم حينها من اجل الوصول الى العرش.. إذن فان نعاجي هم اتباعي الغير قائمين او مقومين وبحيث انهم يتبعونني لأغراض في انفسهم كالمال او السلطان او أي شيء من متاع الدنيا وبحيث انهم ليسوا من قومي وحتى وان كان بعضهم من صلبي لان قومي هم الذين اصبحوا قائمين من اعوجاجهم ويسيرون على خطاي تمامً لانهم مؤمنين بي وبأفكاري ايمانً لا تشوبه شائبة.. والنعجة التي اشتكى الاخ من اجلها اخاه الى داوود هي خادمة او جارية عنده وكان يحبها ولا يستطيع ان يصرف عليها من ماله لفقره فطلب سلفة من أخيه الغني والذي قال له ان كنت لا تملك لكي تصرف عليها فدعها تنضم الى نعاجي (خدمي وجواري) لكي لا تموت من الجوع عندك ان كنت فعلً تُحبها.. أي ان الخلاف بين الاخوين منطقيً جدً هنا طالما انهما يختلفان على غادةٍ حسناء ويريد كل واحد منهما الاحتفاظ بها لنفسه ومن ان هذه الحسناء هي النعجة هنا لأنها عوجاء وليست من قوم صاحبها المقومين على يديه طالما انها أسيرة او سبيةً او حتى خادمةً من اجل المال عنده وذلك لأنها تتبعه مضطرةً من اجل حاجتها له ولا تتبعه لأنها تحبه ومؤمنةً به وبشخصيته.. وعليه فلا يوجد شيء يقال له (عبيد و احرار) في القرآن الكريم وانما يوجد ما يقال له (نعاج و قوم) لان نعاجي هم اتباعي لمصلحة في انفسهم وام قومي فهم اتباعي لإيمانهم بي.. واما الذي يعتقد منكم بأن العبودية لم تعد موجودة على الأرض فهو واهم اشد الوهم لأنها موجودة من قديم الزمان وستبقى موجودة طالما يبقى هناك صاحبً للمال وأجير بحاجةً لهذا المال. أي انني ابشركم بأن اكثرنا من النعاج في عالمنا هذا حتى يكون هناك من يقوم بتقويم هذا العالم ويجعل المال فيه متاح للجميع فتأمن قلوبنا ولا يضطر بعضنا لأن يكون من نعاج بعضنا الأخر فيبغي بعضنا على بعض. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 13/7/2018


هناك تعليق واحد: