الثلاثاء، 23 مارس 2021

المنشور "161" (النفس ام النفش)

 


من منشورات اخطأ التنقيط في القرآن الكريم...

أحبائي واصدقائي
موضوع اليوم شائك وصعب علينا أن نتقبله ومهما كان عقلانياً ومنطقياً لأنه يتحدث عن معنى مصطلح "نفس" في القرآن الكريم والبحث عن جذره الصحيح والامر الكوني النافذ الخاص به ومن أنني وبالرغم من اجتهادي في المنهج الكوني لما يزيد عن عقد من الزمان فإنني كنت ومازالت حتى أيامً قليلة مضت متوجسً منه ولا اريد الخوض ورغم أن الكثير من ابنائي سألني عنه..

ولكني ومع هذا التوجس الذي كان يعترني قررت أن اعرضه عليكم كما أراه اليوم فأقول:

لقد طرحت عليكم موضوع النفس منذ ما يزيد عن ستة أعوام وقلت لكم بأن التالية الكريمة تقول (كل نفس ذائقة الموت) ومما يؤكد حتميً بأنه لا توجد أي نفس لن تمر بحالة الموت ومن ثم قلت بعدها بأن الله له نفس ولقوله عز من قائل (يحذركم الله نفسه) ومن ان هذا معناه بأن نفس الله ستموت لأن كل نفس ذائقة الموت وهذا لا منطق ولا عقلانية فيه ابدا...

ومن ثم قلت لكم بعدها بأن النفس ليست كائن هلامي موجود فينا وبحيث أنه واذا ما خرجت من اجسادنا فإننا سنموت لان النفس فعلً من افعالنا وبأن معناها يفيد عملية المنافسة والتنافس فيما بيننا ولقوله عز من قائل (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) واقنعتكم واقنعت ذاتي بهذا ورغم أنني لم اصل ابدا الى فعل الامر الكوني الخاص بها وعلى وزن (كُنَّ) وانما انا شرحتها وفسرتها بناء على المنهج الجذري الثلاثي فقط وليس على موجب المنهج الكوني وقواعده الثابتة ومن أننا وان نحن حاولنا ان نصل الى الامر الكوني النافذ لمصطلح (نفس) وحفنا منه حرف "النون" وعلى انه حرف الجر الدخيل على الجذر فسيصبح عندنا الجذر (فسَّ) والذي لا اجد له أي معنى يفيد حالة المنافسة التي كنت ادعيها سابقً ومما جعلني اتوقف عن الحديث في معنى مصطلح (نفس) معكم لفترة طويلة نسبياً وذلك لصعوبته الشديدة..

واما اليوم فإنني أؤكد عليكم بأن اصل المصطلح هو (النفش) وليس (النفس) ولقوله عز من قائل... 

(وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين)
 وقوله أيضا (وتكون الجبال كالعهن المنفوشومن ان مصطلح (النفش) والذي يفيد حالة التضخم موجود في القرآن الكريم فعلً ومعناه واضح جدا ودون الحاجة لشرحه..

وعليه
وبما أن مصطلح "النفش" موجود في القرآن الكريم فتعالوا معي لكي نصل الى جذره وفعل الامر الكوني الخاص به فأقول:

فُشَّ (فاشَ. فوشَ. فيشَ) وجميعها تفيد حالة الفوش والتضخم وكما يفوش الزبد على سطح الماء فيظن الناظر اليه بأنه ضخم جدا وبأن البحر كله عبارة عن زبد لما فاش منه على سطح الماء وبحيث يدخل عليه حرف الجر والحركة "ن" والمختص بالحتمية فيصبح عندنا:
نفش (نفاش. نفوش. نفيش) وجميعها تفيد حتمية حدوث حالة الفوش والتي هي حتمً من حالات التضخيم للشيء...

وتضخيم الشيء لا يعني بالضرورة تكاثره او ازدياد اعداده وانما هي حالة تضخم الشيء بذاته وكما يتضخم جسدك او بمعنى ينفش او كما يتضخم محصل القطن وينفش فيظن الناظر اليه بان الدنية كلها قد اصبح لونها لكثرة القطن ورغم انه لا يوجد أي كثرة او تكاثر فيه وانما هو فقط حالة تضخم او (نفش)...

نعم احبتي
فالموضوع هنا ليس موضوع تكاثر لحبات القطن او ازدياد في عددها وانما هو العدد ذاته من الحبوب ولكنها قد نفشت وتضخمت فأصبحت توحي للناظر اليها بالكثرة ورغم ان العدد مازال هو ذاته وبأن كل ما في الامر هو انه قد تضخم في اعين الناظرين اليه او (نفش) وهو الاصح في التعبير هنا..

والان
هل يصلح ان نقول عن الانسان او عن فردٍ منا بأنه (نفشٌ) لأنه ينفش ويتضخم ام انه لا يصح؟

فإن نحن قلنا بأن هذا المصطلح يصلح على الانسان ولا ريب فيه لأن الانسان فعلً ينفش في حجمه ويتضخم فإن هذا يجعلنا نتوقف قليلً عند هذا المصطلح لكي لأصحبكم معي بجولة قرآنية اضع لكم فيها بعض التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح "نفس" كشواهد لكم وعليكم وخاصة وانني قد أصبحت متأكدً بأن مصطلح (النفس) اعرابي مغلوط في تنقيطه وبعدما نعيده الى اصله القرآني وهو "النفش" لنرى بأن كانت التاليات الكريمة ستتقبل وجوده ام انها سترفضه لأنه سيفكك معناها وحدتها الموضوعية فأقول:

1- (كل نفش ذائقة الموت) وبمعنى أن كل حالة تضخم ومهما بلغ امرها فإنها ستصل الى الموت أو التوقف عن هذا التضخم فهل هناك أي اعترض عليها في التالية القرآنية الكريمة؟

2- (يحذركم الله نفشهُ) وبمعنى يحذركم الله من تضخيمه والمغالاة في تلك التي نسميها بصفاته فيبعد عنا الصورة الحقيقية للمولى تبارك وتعالى وجمالها وروعتها...
فعندما يُغالي المتطرفون من أصحاب اللحى والعمائم في وصفهم لله الذي لا تصفه الصفات ويقولون عنه بأنه سيفعل بنا كذا وكذا فإن هذا هو النفش بعينه والذي حذرنا منه الله..

3- (اخرجوا انفشكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق) أي اخرجوا لنا كل شيء قد نفش معكم لنضعه على الميزان لنكم ستجزون اليوم بما كنتم تقولونه عن الله بغير حق..

4- (تعلم ما في نفشي ولا اعلم ما في نفشك) وبمعنى أنك تعلم كل الأشياء التي هي من صنعي وتنفش عندي ولا اعلم انا كل الأشياء التي صنعتها انت وتنفش عندك وهذا صحيح جدا...
فهل يعلم أي واحد منا جميع مخلوقات ربي وكائناته في هذا الكون الا نهائي؟؟
قطعً لا...

وعليه
وبناء على هذه الأمثلة فقط فإنني اطلب منكم ان تغيروا مصطلح (نفس او انفسكم) في جميع تاليات القرآن الكريم وتجعلونها (نفش و انفشكم) ومن ثم تخبرونني بعدها ان كان هناك أي اعتراض عليها من التالية الكريمة التي أدخلتموها عليها ومع وضعكم في عين الاعتبار بأن كل واحد منا عبارة عن (نفش) لانا فعلً وكجميع الكائنات الحية عبارة عن كائنات تنفش او تتضخم في حجمها.

أي اننا وان قلنا بأن الله قد خلقنا من نفشٍ واحدة وبث منها زوجها فإن هذا المصطلح صحيحً هنا لأن اول كائن قد اوجده ربي عبارة عن كائنٍ نفشٌ لأنه ينفش.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار
23/3/2021

هناك تعليق واحد: