من منشورات اخطأ التنقيط في القرآن الكريم و بالإضافة الى دخول حرف الجر والحركة "غ" على بعض الجذور القرآنية...
لو بحثتم في معاجم اللغو الأعرابية جميعها عن معنى مصطلح (العزم) لوجدتم بأنه رديفٌ لمصطلح (الإصرار) ولا يختلف عنه في المعنى ابدا...
أي ان (الإصرار = العزيمة) و (العزيمة = الإصرار)..
وعليه
أليس هذا هو الترادف بعينه؟!
ولو قلنا بأن كلا المعنين او كلا هذين المصطلحين واحد ويفيد المعنى ذاته فما هو الداعي لوجود احدهم في لسان ربي العربي السامي؟!
والان
وان نحن اعتمدنا على وجود مصطلح (العزيمة) في لساننا العربي السامي وعلى انه يفيد معنى الإصرار ومن ثم قرانا قوله عز من قائل عبارة (اولوا العزم من الرسل) فماذا سنفهم منها سوى انه يفيد بعض الرسل من الذين كان عندهم إصرار على توصيل الرسالة وعلى حين ان البعض الاخر لا يملكون هذا الإصرار؟؟!!!
واذا كان بعض الرسل لا يملكون الإصرار على توصيل ما معهم من رسالة ربي فما هو الداعي لوجودهم بين الرسل؟!!
وهل يرسل ربي رسله وهم لا يملكون الإصرار على إيصال رسالته؟؟
ثم إنك وان انت سالت مشايخ الجهل من امة الأعراب القرشية وخلفائها وفطاحلها في اللغو والتدليس والتزوير عن معنى عبارة (اولوا العزم من الرسل) ومن هم المقصودين بها فستراهم يقولون لك بأن اولوا العزم من الرسل خمسة فقط وهم "نوح" و "إبراهيم" و "موسى" و "عيسى" و "محمد" فقط ولا حد اخر غيرهم؟
فماذا عن يحي عليه افضل صلوات ربي والذي اتاه ربي الحكم صبيا ولم يجعل له من قبل سميا؟
هل كان فاقدً للعزم والإصرار وكان مجرد امعة لا راي له ولا قدرة على حمل الرسالة وايصالها؟
الا نقول بأن الاعراب ومن اجل عنصريتهم وتطرفهم قد اخترعوا لنا هذه البدعة البغيضة عن أولي العزم الخمسة دون غيرهم وكما اخترعوا مصطلح العزم الذي لا وجود له في قرآن ربي السلام العدل ابدً؟؟
وعليه
وبناء على ما ذكرته لكم أعلاه اعود وأؤكد عليكم بأن تتركوا هذا القرآن الأعرابي القرشي العنصري الذي معكم وبما يحمله ضمنه من تنقيط وتشكيل وقواعد لغوية اعرابية ولم يضعها لكم سوى الأعراب الأشد كفرً ونفاقاً والذين هم الاجدر بان لا يعلموا حدود ما انزل الله وبحيث ادعوكم للأخذ بما معنا من قرآن سماوي سامي قائم على قواعد المنهج الكوني الذي يحدد لكم المعنى الدقيق للمصطلح فأقول:
ان جميع المصطلحات التي نقراها في القرآن الكريم من "عزم" و "عزمت" و "عزموا" و "عزما" اعرابية في اصلها وتنقيطها ومعناها ولا أساس لها في قران ربي السامي لأنك ومهما حاولت ان تصل الى جذرها وفعل الامر الكوني النافذ الخاص بها فإنك لن تصل الى نتيجة منطقية وعقلانية ومقنعة ابدً...
واما اصل هذه المصطلحات جميعها فهو المصطلح القرآني (غرم) وليس الاعرابي (عزم) وبحيث اننا نلاحظ بأن الفارق بينهما مجرد نقطة صغيرة قد انتقلت من حرف الى حرف اخر فصنعت لنا كل هذه التناقضات في القرآن الكريم وجعلته كتاب عنصريً ويفرق بين رسل ربي ويجعل بعضهم صاحب إصرار على رسالته والأخر لا يملك هذا الإصرار ورغم ان جميعهم من رسل ربي وهو من ارسلهم!!!!
إذن
فإن اصل المصطلح هو (غرم) وليس (عزم) وبحيث أن الامر الكوني النافذ الخاص به هو (رُمَّ) والذي يفيد الامر بالرمي والرماية وميزانه (رام. روم. ريم)..
رُمَّ (رام. روم. ريم) وجميعها تفيد معنى الرمي والرماية وبأن ترمي بما ماعك او عندك على من ليس عنده وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "غ" والمختص بعكس المعنى بإيجابية فيصبح عندنا:
غرم (غرام. غروم. غريم) وجميعها تفيد عكس الرماية او رميك للأشياء لأنها تفيد ما هو معك او ما غرمته من غيرك او عن غيرك ولا تريد التفريط به او رمايته..
فقولنا (غَرَمَ الشيء) أي اصبح له وعلى وزن (فَعَلَ)
وقولنا (غرام) على وزن (فِعال)
وقولنا (غروم) على وزن (فعول)
وقولنا (غريم) على وزن (فعيل)
واما الفاعل فهو (الغارم) وبمعنى ان مصطلح (غارم) على وزن (فاعل)..
واما الغرامة فهي الشيء الذي يؤخذ منك اكان مالً ام عيالً ام شيء اخر ولكنه وفي الوقت ذاته بصبح مكسب لغيرك...
فعندما تخالفك الدولة بغرامةٍ مالية يعتبر هذا الامر خسارة لك ونقص لما عندك ولكنه وفي الوقت ذاته مكسب لخزينة الدولة والتي وبدورها قد غَرِمت هذا المبلغ عنك أليس كذلك؟
والدولة وبدورها وبما انها قد غرمت عنك هذا المبلغ فقد أصبحت من الغارمين وعلى وزن (الفاعلين) ومن انها وبما غرمت به من الناس (حصلت عليه منهم) قد تتحمل وبال هذا الامر عليها من خلال الثورات ضدها..
وعليه
فإن الغارم هو الفاعل الذي غَرِمَ شيء ما ومهما كان هذا الشيء أو نوعه وبحيث ان هذه الغرامة التي غرمها من غيره سيكون لها مردودها عليه بحسب نوعها..
فإن كانت غرامةً ماديةً فسيكون مردودها مادي وان كانت غرامةً معنويةً فسيكون مردودها معنوي..
وقوله عز من قائل بأن الغارمين يستحقون الصدقات توضح لكم المعنى هنا وبكل دقة وكيف انها تفيد أولئك المثقلين بالأحمال التي رميت عليهم او غرموا بها من غيرهم وأصبحت معهم واصبحوا وبدورهم من الغارمين...
فالذي رماه ربي بكثرة العيال مثالً هو من الغارمين لأنه قد غرم شيء لنفسه من المولى سبحانه وتعالى وهم عياله فأصبحت هذه الغرامة حملً ثقيل عليه رغم انه هو الذي حصل عليها او كسبها..
والذي رماه ربي بالعلم والمعرفة هو أيضا من الغارمين لأنه قد غرم شيء لنفسه من المولى سبحانه وتعالى وهو علمه ومعرفته فأصبح هذا العلم غرامةً له او حملً ثقيل عليه رغم انه هو الذي حصل على هذا العلم..
أي ان العَالمَ المثقل كاهله وفكره بأنواع العلوم قد يدفع حياته ثمنً لعلمه الذي غرمه عن ربه وايمانه بهذا العلم او هذه الغرامة التي غرمها..
اذن
فإن نوع الغريمة او المغرم هو الذي يحدد نوع الغارم و الغرامة التي يتوجب عليه دفعها...
واما الان فدعوني اضع لكم بعض التاليات التي جاءت على مصطلح "عزم" الأعرابي الذي لا معنى ولا جذر له وبعدما اجعلها "غرم" لا شرحها لكم بناء على جذرها الصحيح لها فأقول:
(((وان غرموا الطلاق فان الله سميع عليم)))
أي ان تحقق لهم الطلاق الذي غرموه وكما اردوا هم وحصلوا عليه فعلً فان الله سميع عليم..
وكأنني أقول لك بما أن ما حصل قد حصل فعلً وانتهى الامر فليس عليك سوى ان تتوكل على الله وتتابع حياتك...
واما وان نحن اخذناها بمعناها الاعرابي من العزيمة والإصرار فستكون مصيبة كبرى..
نعم
وكأنها تقول ان انتم اصريتم على الطلاق وخراب البيوت فاتكلوا على الله وهو سيساعدكم على خرابها!!!
فهل الله يساعد من يصر على المعصية والخراب؟؟؟
(((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا غرمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين)))
أي اذا تحقق لك ما تريده او غرمت ما تريده كما كنت ترغب فتوكل على الله حينها..
(((ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له غرما)))
لم نجد له أي مغرم كان قد غرمه لنفسه في هذه الجنة ورغم كل المغارم التي كسبها عنا..
أي ان ربي يصف ادم هنا بأنه ورغم الكثير من الأشياء التي غرمها عن المولى سبحانه وتعالى من علم ومعرفة قد ضاعت سدى ولم يستفد ادم منها باي نتيجة او غرامة يكسبها لنفسه لأنه قد نسي عهده مع ربه فضاع عليه كل ما غرمه.
(((ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن غرَم الأمور)))
أي ان الصبر وبحد ذاته عبارة عن غريمه تغرمها ومهما كانت صعوبته عليك لأنك ستحقق من خلاله مغارمً كثيرة لم تكن حتى لتخطر على بالك..
(((فاصبر كما صبر اولوا الغرم من الرسل ولا تستعجل لهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون)))
واولوا الغرم من الرسل هم جميع رسل ودون أي استثناء احبتي..
-فمنهم من غرم الصبر وكان من الصابرين كأيوب عليه افضل صلوات ربي فكان الصبر هو غرامه الذي تعلم من خلاله كل الحكمة..
-ومنهم من غرم العلم والمعرفة وهم كثيرون جدا...
-ومنهم من غرم الجاه السلطان كموسى وسليمان...
-ومنهم من غرم الناس واصبح له أممً كثيرة تقدي به..
وعليه
فإن جميع رسل من الغارمين لأي نوعً من أنواع الغرامات وهم من اللذين اوصانا بهم ربي كما اوصانا بغيرهم من الفقراء والمساكين والمؤلفة قلوبهم وأصحاب الرقابة من المراقبين لأعمال غيرهم.
واكتفي بهذا القدر اليوم احبتي وبعدما أؤكد عليكم بأن ترموا ما معك من قرآن اعرابي قرشي وما فيه من لغو كبير وعنصرية وتطرف وبحيث تعودوا معي الى قرآن ربي السامي ولسانه العربي المبين ومنهجه الكوني القرآني الذي اعرضه عليكم والذي يوضح لكم معنى المصطلحات القرآنية من جذرها وبكل بيان ودقة.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
17/6/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق