الأربعاء، 24 مارس 2021

المنشور "162" (حنيف ام حييف)

 


من منشورات أخطأ التنقيط في القرآن الكريم

كثيرً ما نسمع مصطلح (حنيفا) في القرآن الكريم دون ان نفهم معناه الدقيق وبحيث اننا وان سألنا بعض من يسمون انفسهم بشيوخ الامة عن معناه ذهبوا بنا الى معاجم اللغو الأعرابي خاصتهم لكي نجد بها الكثير من الشروحات والتفاسير التي لا يوجد بينها أي ترابط وكتلك التي تقول:

-حنِفَ فلانٌ: (اي تشوَّهت قدمُه والتوت خِلْقةً أو اعوجَّت إلى الدَّاخل)..
-الحَنيفُ: (هو المائل من شرٍّ إلى خير)..
-الحَنيفُ: (هو لصحيح الميل إلى الإسلام)..
-الحَنيفُ: (هو الناسك)..
-الحَنيفُ: (هو كلٌّ من ذهب الحج)..

وما الى ذلك من ترهات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تصل بنا الى المعنى الدقيق للمصطلح ومهما حاولنا لان هذه الشروحات جميعها مجرد أراء او اسقاطات او استنباطات أعرابية ما أنزل الله بها من سلطان في قرآنه..

ولكن
وان انتم استعنتم بالمنهج الكوني القرآني وقواعده السليمة فستصلون حتمً للمعنى الصحيح له لأن المنهج الكوني يؤكد عليكم بأن أي مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم خاصةً ومصطلحات لساننا العربي عامةً لابد له وأن يعود الى الفعل الثلاثي الخاص به على وزن (فَعَلَ) ومن ثم نتابع بعدها لنصل الى الامر الكوني النافذ الخاص به والمؤلف من حرفين فقط وحصرً وعلى وزن (كُنّ)..

ولكن المهم هنا هو أن تدركوا بأن التفعيلة (فَعَلَ) وبحد ذاتها يجب تكون على وزن (كَوَنَ) لان حرف "الواو" في الفعل الثلاثي المفتوح حتمي الوجود ومن انه هو الذي يحدد لكم وجود الأخطاء في التنقيط على المصطلح ان وجدت وكما سيتضح لكم ادناه...

واما الان فدعوني اضع لكم تجربة صغيرة في استعادة مصطلح (حنيفا) الى الفعل الفردي الثلاثي الخاص به وعلى وزن (فَعَلَ) ودون ان استعين بالميزان الأساسي هو (كَوَنَ) لتتضح لكم الصورة فأقول:

إن المصطلح القرآني (حنيفا) يعود في اصله الى الفعل الثلاثي المفتوح (حَنَفَ) وعلى وزن (فَعَلَ) وبحيث أن منهجنا الكوني القرآني يقول لنا بأن الحرف الأول من هذا الفعل الفردي هو حرف جر دائماً (لان هذه القاعدة ثابته) وبحيث أننا نستطيع حذفه لكي نصل الى الأمر الكوني النافذ الخاص به...

والحرف الأول في مصطلح (حنف) هو الحرف "ح" ومن انه حرف الجر الذي نستطيع حذفه ليبقى عندنا المصطلح (نفَّ) والذي لا نجد له أي معنى مفيد هنا اليس كذلك؟؟

نعم احبتي
فما المقصود من هذا الأمر الكوني النافذ (نَفَّ) ان كان حقً فيه حالة الامر؟؟
وهل أنا واذا ما أمرتك وقلت لك (نُفَّ) فستفعل شيء له علاقة بمصطلح حنيف او عكسه أم انك ستستخدم انفك لكي تخرج ما فيه من مادةٍ مخاطية؟!!!
وهل مصطلح (حنيفا) قد تعني مثلاً ذلك الرجل الذي لا يستخدم أنفه ولا يخرج منه المادة المخاطية لان حرف "ح" من الحروف الجدلية التي تكاد تعكس المعنى أحيان بسبب الجدلية التي فيها؟

طبعً لا احبتي اليس كذلك؟

إذن
فإن مصطلح (حنف) وبحد ذاته غير صحيح وفيه خطأ في التنقيط حتماً وبحيث أن اصل المصطلح اما ان يكون (حتف) او ان يكون (حيف)...

وعليه
وان نحن اخذنا المصطلح المفترض (حَتَفَ) وبحثنا عنه في جميع تاليات القرآن الكريم فإننا لن نجد له أو حتى لمشتقاته او تفعيلاته أي اثر وناهيكم عن أننا وان حذفنا منه حرف "ح" فسيبقى عندنا (تفَّ) وهي اسوء من (نفَّ) أليس كذلك؟ 🙂
أي انه لم يبقى أمامنا سوى المصطلح (حَيَفَ) فنقول:

إن مصطلح (حنيفا) فيه خطأ حتمي في التنقيط لأننا لم نجد له الامر الكوني النافذ الخاص به وبحيث أن المصطلح (حتيفا) لا يصلح وبدوه ومن أنه لم يبقى امامنا سوى مصطلح (حييفا) والذي وان نحن رددناه الى فعله الثلاثي المفتوح على وزن (فَعَلَ) فسيكون (حَيَفَ) او على وزن (كَوَنَ) فسيكون (حَوَفَ) وبناءً على الميزان الكوني خاصتنا وعلى النحو التالي:

حُفَّ (حاف. حوف. حيف) وجميعها تفيد الاحتفاء والحفاوة بين المحبين والتي قد تصل الى درجة الملامسة أو حتى التبرك بالمحتفى أيضا وكحال الملائكة وكيف أنها تحف العرش حفاَّ ولقوله عز من قائل (وترى الملائكة حافين من حول العرش)...

والان
لاحظوا معي احبتي بان الوزنة المفتوحة (حَوَفَ) موجودة ضمن الميزان الكوني أعلاه ومن انها تعادل في قيمتها وعملها الوزنة المفتوحة (فَعَلَ) ومن انكم وعندما تعتمدون على الوزنة (فَعَلَ) ودون الاستعانة عليها بالوزنة الكونية (كَوَنَ) فإنكم ستقعون في الخطأ حتمً او تتأخرون في استنتاج الامر الكوني الصحيح للمصطلح على اقل تقدير وذلك لأن الوزنة (فعل) وحتى وان كانت مهمةً وتساعدنا في الوصول الى الجذر الكوني الصحيح إلا انها كثيرً ما تضللنا لعدم وجود حرف "الواو" فيها ولان هذا الحرف حتمي الوجود في الفعل الثلاثي الفردي الصحيح وعندما تزينونه على وزن (كَوَنَ) والذي يجب علينا ان نصل له قبل أن نصل أخير الى الامر الكوني النافذ وعلى وزن (كُنَّ)..

اذن
فإننا سنستعيض واعتبارً من اليوم عن الوزنة (فَعَلَ) بالوزنة (كَوَنَ) لكي لا نتعرض للخطأ في استخراج الامر الكوني النافذ وكما يحصل معكم في الكثير من الأحيان وذلك ريثما تصبحون متمكنين من المنهج الكوني القرآني..

وعليه
فإن المصطلح القرآني (حنيفا) فيه خطأ في التنقيط وبحيث ان الصحيح هو (حييفاومن أن الرجل الحييف هو الذي يكون حافً بالشيء ولا يفارقه فيكون وكأنه ملامسً له دائماً وكما تلامس انت كفيك ببعضهما عندما تقوم بحف احدهما بالأخر وهذا هو معنى الحف او الحييف الصحيح...

إذن
فإن إبراهيم الخليل عليه افضل صلوات ربي كان حييفاً بربه وحافً به بل ويحتفي به دائماً وكما يحتفي الحبيب بحبيبه او العاشق بمعشوقه ومن انه لا يريد أن يفارق ربه ابدا ولا يريد لقلبه حبيب اخر غير ربه الساكن وحده في القلب...
ولهذا تختم التالية قولها عن إبراهيم الحييف بأنه لم يكن من المشركين لأنه لا يريد لقلبه أن يمتلئ او يحُفَّ بغير حب الله..

ومن هنا فقط تدركون مشكلة إبراهيم مع ابنه الوحيد إسحاق الدبيح والذي رزقه به الله على كبر وبعد طول انتظار فأحب إبراهيم ابنه إسحاق حب شديدً لدرجة شعر معها بأنه قد بدء يشرك بالله لوجود شخص اخر في قلبه (وهو إسحاق ابنه) فقرر ان يحارب ذاته ويستغني عن ابنه ويجعله مباحً لكي لا يشعر بأنه قد اشرك بربه أحدا.

وكل الحب والسلام للجميع


محمد فادي الحفار 27/10/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق