لقد سألني احد أصدقائي عن الاسم الأعظم لله وما هو فقلت له بأنه (السلام)...
نعم أحبتي
فلو سالت أحدكم وقلت له من هو الأعظم الله ام الرسول فماذا سيقول؟
قطعاً سيقول بأن الله اعظم من الرسول اليس كذلك؟..
أي انه وبما أننا نعلم بان الرسول هو الذي يُعلمنا ويهدينا الى معرفة الله فهذا معنها بأن الرسول هو "الهادي" والله هو "المُهدى أليه" لأن الرسول يهدينا الى الله أليس كذلك؟
اذن
فإن القاعدة تقول هنا التالي:
إن المُهدى إليه أعظم من الهادي دائماً وهذه قاعدة..
وعليه
وإن انتم بحثت في القرآن كله عن الأشياء التي يهدينا الله إليها فلن تجدو سوى عبارة واحدة وهي أن الله يهدينا سبل السلام فقط نسبةً الى اسمه السلام الأعظم..
أي انه لا يهدينا سبل الرحمة نسبة الى اسمه الرحيم ولا يهدينا سبل العلم نسبة الى اسمه العليم ولا يهدينا سبل الانتقام نسبة الى اسمه المنتقم وانما هو يهدينا سبل السلام فقط ونسبةً الى اسمه السلام...
اذن
وبما أن المُهدى إليه اعظم من الهادي دائما وأن الله يهدينا سبل السلام فقط دون باقي اسماءه فهذا معناه بإن اسم السلام أعظم حتى من اسم الله والذي هو لفظ الجلالة ومما يؤكد بأن السلام هو اسم الله الأعظم..
نعم احبتي
فالسلام هو الاسم الأعظم لله وبحسب منهجي..
ولهذا فان الله سبحانه وتعالى قد رضي لنا الإسلام دينا لان الإسلام تفعيلةٌ من تفعيلات اسم السلام والذي هو تحيتنا دائماً.
فإن كنتم تريدون أن تفتح لكم أبواب السماوات والأرض والكون كله فادعوا ربكم باسمه الأعظم وهو "السلام" لكي يحل فيكم وعليكم لان السلام هو ربنا وديننا ولا دين لنا سوى السلام.
فإن قلت يا رب اني فقير فارزقني فإنه سيقول لك اذهب من باب السلام وسبيله لكي أغنيك...
فلو كانت الأرض متوحدة على مواطنة عالمية واحدة و كانت عملتها النقدية واحدة و حكمها وقانونها واحد وكنتم جميعكم كنفس واحدة فلن تجدوا فقيرً على سطح الأرض لأنني جعلت فيها أقواتها كفاية للسائلين...
وان قلت يا رب اني مريض فإشفيين فسيقول لك اذهب من باب السلام وسبيله لكي أشفيك...
فلو كانت الأرض متوحدة على مواطنة عالمية واحدة لوجدت بأن أي انسان على سطح الأرض يتمتع برعاية صحية كاملة وكأنه مواطن سويسري..
فلن يكون هناك دولة غنية ومتقدمة وأخرى فقيرة ومتخلفة وإنما هو عالم انساني واحد يسود فيه العدل والحب والسلام على الجميع.
وان قلت يا رب اني مظلوم فانتصر لي فسيقول لك اذهب من باب السلام وسبيله لكي أنصرك...
فلو كانت الأرض متوحدة على مواطنة عالمية واحدة لما ظُلم أحد في دولة يحكمها دكتاتور مستبد او طائفة متشددة لأن الحكم في الأرض حينها سيكون عالمياً متوحدً فتتمتع بحقوقك الإنسانية وكأنك مواطن أوربي...
فلن يكون هناك دولة دكتاتورية وأخرى ديمقراطية وإنما عالم واحد يسوده قانون الإنسانية فلا تُظلم.
اذن
فتعالوا معي احبتي لكي ندعوا الله باسمه الأعظم وهو السلام لكي يُستجاب لنا....
والدعاء لا يكون بأن تردد الاسم كالببغاء ودون العمل به و تقول (ياسلام. ياسلام. ياسلام ) وانما بالدعوة الصادقة والعمل على تحقيق هذه الدعوة بكل ما لديك من جهد لكي يعُم السلام..
فالدعاء عبارة عن دعوة للحضور وليس طلب أو تسول او شحاته..
فانا وعندما ادعوكم الى بيتي فإنني أقوم على خدمتكم واقدم لكم افضل ما عندي من طعام وشراب وحسن استقبال ولا ادعوكم لكي استلف منكم المال او لكي تلبوا لي طلب شخصي من طلباتي أليس كذلك..
وعليه
فان كنتم تريدون ان تدعوا الله بما يستحقه من دعوةٍ سامية فعليكم ان تجهزوا أنفسكم لهذا الدعوة بما تستحقها من حفاوةٍ وتكريم..
فقدموا كل من عندكم من اجل دعوة السلام واحقاقها على الأرض لكي تحل فيكم روح السلام ربنا ويعم السلام على الجميع.
دعونا ننسى جميع أسماء الله الحسنى التي نختلف عليها -ولو مؤقتً- ونتفق على اسم واحد يوحدنا او كلمة سواء بيننا وهي (السلام ربنا).
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
25/12/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق