الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

المنشور "253" الكائن الوطني

 


إن حب المقاطعة أو الوطن حالة حيوانية دونية في الأصل وليست أنسانية سامية او ربوبية في تطورها لان الحيوانات (كالكلب والذئب والثعلب وغيرهم) تحدد لنفسها مقاطعة خاصة بها من خلال تبولها على حدود تلك المقاطعة لتحذر باقي الحيوانات من الاقتراب منها وعلى اعتبارها وطنً لهم لان الحيوانات كائنات وطنية في طبعها لعملها من خلال غريزتها الدونية في الحفاظ على مقاطعتها والتي هي مصدر رزقها..
وأما الكائن الربوبي السامي فلا يرتبط بأي مكان مهما صغر او كبر لأنه حر بطبعه ويسمو على غيره بما معه من عقل فيكون الكون كله ملك له بهذا العقل الذي ميزه عن الحيوان فأصبح قادر على أن يسموا بعقله من الحالة الدونية الدنيوية الى الحالة الربوبية السامية ليجوب الكون كله بأفكاره.
إذن
فمن يبيع وطنه فأنه يتحرر من حالته الحيوانية الدونية ويصبح إنسان سامي ربوبي..
ومن يشتري وطن لنفسه فإنه يبيع حريته وإنسانيته السامية ويصبح حيوان دونيا لأنه يتشبه بالحيوان..
فالإنسان لا وطن له لأنه كائن سامي والكون كله ملكً له..
وعليه
فكل وطني في منهجه هو كائن ارهابي همجي متخلف عن الإنسانية ويحاول أن يبحث عن أصوله الحيوانية ومما يدعوني لان اقول لكم بان لا تثقوا بمن يدعي الوطنية ويروج لها لأنه حتما فاقد للسمو والاخلاق ولا يفرق عن العقائديين الارهابين من السلفيين والوهابيين وغيرهم..
نعم احبتي
فكل من يدعو لقومية خاصة به (عربية كانت أم عبرية ام فلسطينية ام مصرية ام غيرها من القوميات) هو صاحب فكر إرهابي متطرف دوني لأنه يرى ببقعة الأرض وطن له فيتولد عن دعوته هذه العنصرية والتطرف التي تؤدي وبدورها الى الحروب والدمار..
فالوطني لا يفرق في نظري عن السلفي العقائدي وانما هو مثله بل واشد خطورة منه لان الوطني يعبد الارض والمكان والعقائدي يعبد الجهل والتخلف ويظن بأنه يعبد الله.
ولكم من حال الاوطان الأعرابية وما آل اليه حالها بسبب حكامها وشعوبها دعات القومية!!
اذن
فان الأنسان العاقل السامي لا يهتم لسوريا أو لمصر أو العراق أو فلسطين او أي بقعة على سطح الارض دون الاخرى ولا يشغل باله بمن هو الذي سيحكمها لأن أنسانيته وعقله وسموا افكاره هي وطنه..
اي ان اهتمامك الاول وانتمائك هو انسانيتك وليس الارض لأن البيت بساكنيه وليس بجدرانه وبحيث ان الذي يحكم بين الناس بالعدل وبمنهج حقوق الانسان هو الأحق ان يحكم الارض كلها..
نعم احبتي
فأنا اعشق الانسان والانسانية ولا اعشق الارض او الوطن وبحيث ان كل من كان انساني التوجه هو مني وأنا منه وعلى العكس من هذا وبأن كل من كان قومجي وطنيا في توجهه هو عدو لي لأنه عدو للإنسانية..
فوطني في المستقبل قد يكون كوكب المريخ او أي كوكب أخر لأن الأنسان بعلمه سيجوب الكون كله في يوم من الايام..
فلماذا اسمي قطعة من الارض بوطني او حتى كوكب الأرض كله بوطني والكون كله وطنً لي؟
فهل أدركتم الأن بأن المحتلين لقطعة من الارض بقوة السلاح او حتى المدافعين عنها بقوة السلاح سواء عندي في الارهاب والاجرام لان الاول يسفك الدماء من اجلها سعران عليها لكي تكون وطنً له والثاني يدافع عنها سعران عليها ايضا لتكون وطن له.
فهل تريد ان تكون كائن وطني دوني ام كائن إنساني سامي يا من تقرء مقالي هذا؟
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار 9/4/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق