قال لي عن نفسه بأنه مسلمٌ فقط وليس بيهودي ولا مسيحي ولا محمدي ولاسني ولاشيعي لانه وبفضل الله وبجهد جهيد منه تمكن من أن يخلع نعليه ويترك المورث..
فقلت له بأنك وبالرغم من هذا الجهد الذي بذلته في ترك الموروث ما زلت لم تدرك معنى قوله عز من قائل (اخلع نُعليك) والتي ظنها الاعراب تفيد الحذاء وظننتها انت تفيد المورث وكلاهما غير صحيح..
واما وان كنت تريد ان تدرك معناها الصحيح فاسمع مني ما سأقوله لك..
لقد جاء موسى (وكحال جميع انبياء ربي ورسله) برسالة واحدة تدعو الى السلام الذي لن يتحقق ابدً بغير الحرية من عبودية المكان او الوطن او المعبد او اي شيء له خوار (وبمعنى معرضٌ لان يخرَّ ويفنى كما تخر الجبال) وذلك لكي يُعلّم قومه بان الله موجود في كل مكان..
فهل تظن بعدها بوجود بقعة مقدسة على سطح الارض لكي يخلع موسى حذاءه عندما تطئها قدمه؟
لا ياحبيبي
فان كنا سنعتقد بوجود مكان مقدس اكان مسجد ام معبد ام كعبة ام قرية ام مدينة من المدن فسنكون مشركين بالله ووثنيين ايضا لانه لا قدسية لاي مكان في الكون وحتى وان كان عرش الله بذاته لان القدسية لله و روحه فقط ولحالة الود بينك وبين الله ان عَلت مكانتك عنده.
واما قوله عز من قائل (اخلع نُعليك) فتعود على المرتبة العالية التي سيصل لها موسى عند الله ان هو خلع ما معه من موروث ثقافي عبري كان ام مصري فرعوني..
اي ان اجتهادك في خلع الموروث عنك لكي تعلوا مرتبتك عند الله صحيح جدا اخي الكريم ولكن معنى مصطلح (نُعليك) وبحد ذاته لا يفيد الموروث كما تظن وانما يفيد المرتبة العالية التي ستصل لها ان انت خلعت الموروث.
فقولنا (اعليك و اعليه و أعليها و نُعليك و نُعليها او نٌعليهم) تفيد معنى العلو في المرتبة العالية بين مفرد وجمع وضمائر عائدة عليك او عليها او عليهم.
وهذا هو تحديد ما جاء به جميع الانبياء والرسل من رسالة واحدة تدعوا الى السلام فقط ومن انك لن تصل الى هذا السلام بغير الحرية من جميع الاماكن الصنمية ومهما كانت مقدسة عندك لان تقديسك لها شرك بالله ولان القدسية لروح الله السلام القدوس فقط ولحالة الود بينك وبين الله ان علت مكانتك عنده وهذا هو (الواد المقدس) ومن انه حالت ود وليس بمكان ابد.
ولهذا ايضا لم يدخل موسى لتلك التي تسمى بالارض المقدسة لانها ليست بمقدسة عنده وبحيث ترك الامر لاتباعه من بعده لانهم كانوا مصممين على ان يكون لهم مكانً مقدس ومدينة مقدسة اسوة بجميع الوثنيين غيرهم ومن ان ربي قد قال له لا تحزن عليهم فسياتي من هو بعدك ليوضح لهم الامر ومن انه لا قدسية لاي مكان ولا يوجد معبد لله في اي مكان في الكون سوى قلب الانسان فقط.
ولن اطيل عليكم بأكثر من هذا احبتي وبحيث اترككم لمتابعة جميع منشوراتي اكانت فلسفية ام قرآنية ام حتى قصائد واشعار اتغنى بها لانها مترابطة مع بعضها جميعها ومقصدها واحد فقط وهو ان اصل بكم الى دار السلام في قلوبكم وابعدكم عن كل انواع العبودية والصنمية والوطنية التي تغلون انفسكم بها فأرفع عنكم اصركم والاغلال حينها وبإذن الله.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
15/4/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق