كل ما قلت لاحد التراثين بان قم بما عليك من عمل قال لي عبارة (انشاء الله) وبمعنى اذا اراد الله او اذا تمت الموافقة على هذا الامر من الله وهذا والله ربي من اكبر مصائبنا اللغوية!!!!
نعم احبتي..
فإذا كان كل عمل مقرون بإرادة الله فإين هي ارادتنا؟!!
وكيف سيعاقبنا الله على عمل او ارادة ليست لنا وانما هي ارادته هو وعمله هو؟!!
واما وان انتم ادركتم بأن عبارة (انشاء الله) لا تعني (ارادة الله) وانما تعني ما قام الله بانشائه من كائنات هي شيء بالاساس لانها تنشئ او قابلة لعملية الانشاء فسيذهب عنكم هذا التعجب..
نعم احبتي
فهناك كائنات عبارة عن (شيء) لانها مجهزة لعملية النشوء و الانشاء و هناك كائنات عبارة عن (لا شيء) لانها غير مجهزة لعملية النشوء و الانشاء..
اذن
فإن الانشاء حالة و الارادة حالة اخرى تمامً ولا علاقة لهما ببعضهما البعض من قريب او بعيد احبتي..
وقوله عز من قائل وعلى سبيل المثال (انما امره اذا اراد شيئ) معناه بأنه واذا ما اراد بدء عملية الانشاء ان يقول لهذا الشيء القابل لعملية الانشاء ابدئ في نشوئك فتبدء عملية النشوء او النشئة..
واما وان كان مصطلح (شاء) يعني (الارادة) فلما لم يقل (انما امره اذا شاء شيء)؟؟
نعم
لماذا قال (انما امره اذا اراد شيء) ولم يقل (انما امره اذا شاء شيء)؟؟؟
لان الامر بسيط جدا احبتي
فالفارق بين الارادة و الانشاء كبير جدا احبتي..
فلو كان قال مثلً (انما امره اذا شاء شيء) فسيكون كقولنا (اذا بنا البناء) ومن انه دلالة على ان عملية البناء او عملية الانشاء قد تمت فعل ولا يصلح ان ياتي بعدها عبارة (ان يقول له كن) لانه قد كان وتكون فعلً وتمت عملية الانشاء.
واما وعندما ندرك الفارق بين الارادة والانشاء فيصبح الامر واضح جدا احبتي وبعبارة (انما امره اذا اراد شيء ان يقول له كن) وبمعنى انه واذا ما اراد البناء او الانشاء فإنه يقول لهذا الكائن الشيء القابل لعملية الانشاء بأن كن وتكون فيتكون هذا البناء او هذا المنشىء او المنشائة.
اذن
فهناك كائن عبارة عن (شيء) لانه جاهز لعملية الانشاء وهناك كائن (لا شيء) لانه غير جاهز لعملية الانشاء بعد..
وعبارة (انشاء الله) اي بناء الله وصنعه فيكون هذا الانشاء تحت اسم (مُنشىء او مُنشئة)..
ولا علاقة للانشاء بالارادة من قريب او بعيد الا في لغة الاعراب ولغوهم اعذانا ربي منهم ومن لغتهم ولغوهم..
والان
دعونا ناخذ بعض الامثلة على مصطلح شاء فنقول:
1-(والله يهدي من يُشاء الى صراط مستقيم) بضمة على حرف "ي"..
اي يهدي الكائنات التي تُشاء او تبنا او هي جاهزة لان تصبح منشئة الى صراطه المستقيم..
اي انه يهدي جميع الكائنات الحية الى صراطه المستقيم..
واما وان كانت هدايتنا بارادة الله فقط فهذه والله ربي مصيبة كبرى وظلم كبير لجميع الناس او لجميع الكائنة الناشئة المنشئة.
فكيف سيدخلنا النار او الجنة اذا كانت هدايتنا بإرادته وهو لم لا يريد لنا مثلً ان نهتدي؟!!!!!
2- (إِن رَبك یبسط الرزق لمن یُشاء).. بضمة على حرف "ي"
اي ان ربك يبسط الرزق لكل من هو (كائن يُشاء) او قعت عليه عملية النشوء لانه يُشاء الان وتتم عملية انشائه حالياً وبحيث ان الرزق هنا يكون لجميع الكائنات التي تحتاج الى عملية النشوء لكي تنشىء فيعم رزقه على جميع الكائنات الحية..
واما وان كان الرزق بإرادته وبحيث يعطيه لمن اراد فهذه والله ربي مصيبة اكبر وتجعل من الرب او الله كائن متطرف ومتحيز ويعطي الرزق لبعض كائناته ويمنعه عن البعض الاخر ورغم اننا جميعنا بحاجة الى الارزاق لكي تتم عملية نشوئنا.!!
3- (وما تُشاؤون الا ان يُشاء الله رب العالمين).بضمة على الحرف "ت و ي"
نعم
فلا تتم عملية نشوءكم ونشائتكم بشكل نهائي حتى تتم عملية نشوء رب العالمين المباركة وبشكل تام لان الله الرحمن وبذاته كان في حالة نشوء قبل ان يستوى على العرش فما بالكم اذن بالله رب العالمين (وهو دون الرحمن مرتبةً) ومن انه وبدوره في حالة نشوء لانه وحتى هذه اللحظة هو ربٌ للعالمين فقط وليس ربٌ للجاهلين ايضاً ولابد له ان يكون ربً ومربياً للجميع..
اذن
فلا تتم عملية النشوء الخاصة بكم حتى تتم عملية نشوء رب العالمين والذي هو كل يوم في شان لان نشوئنا وتتطورنا نحن الناس مقرون مع نشوء وتتطور رب الناس وكيان الناس وكونها وكينونتها..
واما وان كان الموضوع هنا موضوع ارادة ومن اننا وما نريد ان فعله بارادتنا لن يحدث الا اذا اراد الله حدوثه فهذه ايضا مصيبة كبيرة وتجعل من اعملنا غير ارادية فيرفع عنا العذاب!!!
نعم احبتي
فإن انا اردت ان اسفك دماء رجل مثلً ووافقت ارادتي ارادة ربي فكيف له ان يحاسبني على جريمة هو من اراد لها ان تحدث فيكون هو الذي اسفك هذا الدم بارادته لا انا بارادتي؟؟!!!
وعليه
فان موضوع الشيء والمُشاء والكائن الشيء الذي ينشىء وله مُنشئه الذي قام بعملية انشائه كبير جدا وبحاجة الى الكثير من المنشورات حتى تصلكم الصورة واضحة وجلية وينزاح عنكم عبئ اللغو الاعرابي الذي وقع على قرآنكم وجعله عضينا..
فاصبروا وثابروا معي حتى يأتيكم اليقين وتدركوا بأن جميع المصطلحات القرآنية من (شيء و شاء و انشاء و انشاكم و انشانا) وجميع تفعيلاتها تفيد عملية الانشاء للكائن الذي هو شيء في الاصل لانه ينشا ولا تفيد الارادة من قريب او بعيد.
وكل الحب والسلام للجميع
محمد فادي الحفار
23/11/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق