السبت، 19 نوفمبر 2022

المنشور "260" (الوجيه و الموجه)

 


وضعت احدى بناتي صورةً للسيد المسيح عيسى ابن مريم عليه افضل صلوات ربي على صفحتها ليدخل عليها احد مدعي العلم القرآني ويقول لها بأن عيسى صفة وليس انسان وبأنه عبارة عن (عي + سى) وبمعنى وعي يسمو بك وليس شخص عاش ومات ومن انه قد وضع لها بعد ذلك قوله عز من قائل:
(اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم 👈وجِيها فِي الدنْيَا👉 والْاخرَةِ ومن المقربين).
مستشهد به على عدم وجود عيسى في الدنيا لأننا نحن الان في الدنيا فأين هو عيسى ليكون موجهً لنا؟!!
نعم احبتي
فهذه هي المصيبة التي تحدث اليوم مع من يظنون انفسهم قرآنيين ومن انهم يقرؤون لي منشورً او منشورين عن الاسماء المركبة فيقسيون عليهم جميع المصطلحات القرآنية وعلى انها مركبة وكحال هذه المصيبة اعلاه والتي تنقسم الى شقين وعلى النحو التالي: 1-المصيبة الاولى هي قوله بأن عيسى صفة وهو (عي +سى) ويعني وعي يسمو بك!!! وعليه واذا قلنا جدلً بأن (عي) تساوي الوعي فكيف اصبحت (سى) تساوي السمو يا اصاحب العقول؟؟!!! واين ذهب حرف "الميم" في (سى) التي جعلها صاحبنا تفيد المسوا؟!!! واما الصحيح فهو ما قلته لكم سابقً عن معنى اسم (عيسى) وبانه من الامر كوني النافذ (عُسَّ) وبمعنى الحركة المتمهلة البطئية من اجل الوصول الى الهدف او الحكمة وبأن ميزانها هو (عاس. عوس. عيس) وجميعها تفيد معنى العسعسة والحركة البطيئة نحو هدفك وبحيث اننا نطلق على حيوانات الصحراء لقب (العيس) لانها تعسعس بخفة وهدوء نحو هدفها. عُسَّ (عاس. عوس. عيس) وجميعها تفيد معنى العسعسة والحركة البطيئة بهدوء وروية نحو هدفك المنشود. 2-المصيبة الثانية هي قوله بأن مصطلح (وجيه) يعني (الموجه) والذي يتحجج فيه على ان عيسى ليس موجود في الدنيا وبقوله بان كيف يكون موجهً لنا وهو ليس موجود في الدنيا ومن ان هذه المصيبة هي الطامة الكبرى لانه لا يدرك الفارق بين الوجيه والموجه.!! لا باس.. حضرته يقول بأن الوجيه هو الموجه وبحيث انني سأضع لكم هنا سؤالي التالي فاقول: ماهو الفرق بين (العالم) و (المعلم).. وهل يشترط بكل عالم ان يكون معلم؟ بمعنى هناك عالم في الفيزياء ويقوم بابحاث في معمله من اجل ان ينتج صابون قادر على ازالة جميع الاوساخ فهل ستقول عنه بانه معلم ورغم انه لا يقوم بتدريس مادة الفيزياء لطلاب الجامعة او المدرسة؟ طبعً لا فالعلم والعليم شيء و المعلم شيء اخر والوجه و الوجيه شيء والموجه شيء اخر. فاما العلم او العليم فهو وجهتنا دائما او (وجه الوجيه الذي نتوجه له دائما) لاننا جميعنا بحاجة له.. واما المعلم او الموجه فهو الشخص الذي يقوم بتعليمنا علم محدد او توجيهنا اتجاه محدد وبحسب علمه ببعض العلوم او بعض الاتجاهات. اذن فان الوجه او الوجهة هي المكان الذي اتوجه له لقضاء حاجة ما.. والوجيه هو الشخص الذي اتوجه له ليقضي لي حاجة ما.. والوجهاء هم الاشخاص الذين اتوجه لهم ليقضوا لي حاجة ما.. واما الموجه فهو الشخص الذي يدلني على الوجهة والاتجاهات فقط ولا يشترط به ان يكون وجيهً لانه الموجه مختص بالجهات فقط وذلك بسبب دخول حرف "م" المختص بالالمام على الجذر (وجه) فيصبح (موجه).. بل ان الموجه قد يكون مجرد اداة استخدمها وكحال البوصلة لكي توجهني الى وجهتي التي اريد الذهاب اليها. نعم احبتي فالموجه هو شخص او اداة على علم بالوجهات او الاتجاهات فقط لكي يدلنا عليها ولان هذه هي وظيفته او حدود علمه.. واما الوجيه فهو من اتوجه انا له لكي يقضي لي حاجة ما.. ومثالً على الوجيه هنا اضع لكم شخصية حاتم الطائي وبأنه كان وجيهً فعلً لان الفقراء واصحاب الحاجة يتوجهون له لكي يطعمهم ويعطيهم لانه رجل كريم.. واما الوجهاء فهم الاغنياء واصحاب العلم والمعرفة والسمعة الطيبة وحتى اصحاب الحرف الصناعية المعروفين بين الناس وبحيث انني اتوجه لهم لكي يكونوا جاهةً لي.. فانا اتوجه للوجهاء لكي يكونوا جاهةً لي عند اهل العروس التي اريد ان اطلب يدها وهذا مثالً لكم عن معنى مصطلح الوجهاء.. وعليه فلا يفترض بالوجيه ان يكون موجهً لان الوجيه هو الشخص صاحب المال او العلم او السمعة الطيبة التي تجعلني اتوجه له لكي يقضي لي حاجتي. ومن الناحية الاخرى اقول ايضا بأنه لا يفترض بالموجه ان يكون وجيهً لان الموجه قد يكون مجرد اداة استخدمها لتدلني على وجهتي وكحال البوصلة ومن اسمها ايضا هو (الموجه).. اذن فإن الوجيه هو الشخص الذي اتوجه له لكي يقضي لي حاجة ما احتاج اليها.. وقول عز من قائل عن عيسى بانه (وجيه في الدنيا والاخرة) اي انه هو الشخص المناسب الذي نتوجه له في الدنيا والاخرة ايضا لانه رسول السلام الاعظم وعنده الخبر الصحيح عن معنى السلام ولان وجهتنا دائما هي السلام بما ان الدين عند الله الاسلام. نعم احبتي فعيسى كان وجيه نتوجه له ولم يكن مجرد موجه كما يقول صاحبنا الذي لا يعي ما يقول ولا يدرك معاني مصطلحات القرآن الكريم والفارق بين الوجيه والموجه. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 19/11/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق