الجمعة، 25 نوفمبر 2022

المنشور "266" (بغاء الاعراب و بغاء القرآن)

 


يعتقد أكثرنا بأن مصطلح (البغاء) او مصطلح (بغيا) يفيد الممارسة الجنسية الغير شرعية ولقول مريم عن نفسها: ((( قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا ))) وبحيث شرحها لنا الاعراب اللغوين لنا وعلى انها تفيد الممارسة الجنسية الغير شرعية وكأن مريم كانت تقول لمن بشرها بانها لم تكن عاهرة حتى يكون لها غلام من غير ان تكون متزوجة لانهم قد شرحوا عبارة (لم يمسسني بشر) وعلى انها تفيد الملامسة الجسدية بين الناس وشرحوا مصطلح (بغيا) وعلى انه الممارسة الجنسية الغير شرعية وهذا كله خلط اعرابي فظيع ولاعلاقة له بلسان القران الكريم من قريب او بعيد.. نعم احبتي فقولها (لم يمسسني بشر) تعني بأن البشارة لم تأتها بعد وبحيث أني سأشرح هذا في بحث البشر و البشارة وبشكل مفصل.. وأما قولها (لم اك بغيا) فمعناه بأنها ليست ممن يبغون هذا الامر (ان يكون لها غلام) لانها لم تفكر بعد في ان تكون ام او والدة.. نعم فمصطلح بغيا يفيد اي من شيء ابغاه لنفسي اكان غلام ام مال ام اي شيء اخر.. فأنا ابغي وانت تبغي وهم يبغون وجميعنا نبغي. وعندما اقول لك (لم اك بغيا) اي لم اكون ابغي هذا الشيء لنفس لم يخطر على بالي ولم افكر فيه.. وعليه فإن جميع المصطلحات القرآنية من "بغا" و "بغيا" و "يبغيان" و "بغت" و "تبغي" و "ابتغاء" و "يبتغون" و "ابتغوا" و "ابتغاؤكم" عبارة عن تفعيلات للامر الكوني النافذ "بُغَّ" وميزانها الكوني (باغ. بوغ. بيغ) والتي ترونها واضحة في قوله عز من قائل (فمن اضطر غير باغ ولا عاد) ومن انها جميعها تفيد معنى ابتغاء الشيء لنفسي. اذن فان الامر الكوني النافذ هو "بُغَّ" والفاعل الخاص به هو (باغ) والذي يفيد ابتغائك لاي شيء تبتغيه لنفسك. فأنت تبغي وأنا أبغي وجميعنا يبغ ماهو باغ له وبحيث أن المولى تبارك وتعالى أوجدنا لنبتغي كل شيء من وجه الكريم تبارك وتعالى ولقوله: (((ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون))) وبحيث ان كل مبتغانا نرجوه من الله تبارك وتعالى وبأن نبتغي لانفس كل الفضل منه.. وأما وأن بغينا الفضل والخير من دون الله فأن بغينا هذا يتحول الى طمع وجشع وشرك بالله ودون أن نشعر وكأن يبغى طرف لنفسه ما مع الطرف الأخر ويأكل حقوقه ليجعلها لنفسه فيكون من الذين يبغونها عوجا وكحال الخصمين مع داوود وبقوله عز من قائل: (((اذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط))) ومن ان البغي هنا وكما ترون قد حصل بين خصمان يختصمان وكما هو واضح أعلاه ومن ان كلاهما قد بغا من الاخر شيءً لنفسه ولقولهم (بغى بعضنا على بعض) والذي يؤكد بان كل طرف من الطرفين (باغ) الان كل واحد منهم يبغي شيء لنفسه من الاخر وبحيث اشبه وضعهم هنا بوحشين يتصارعان على ضحية فيكونا باغيين ومشركين بالله.. ولكن وأن كان الباغي هو أنا وكان الله هو من أبتغي منه فهل كان ليحدث هذا الصراع؟ قطعا لا اليس كذلك؟.. فانا هنا لا اخاصم احد على شيء لاني لابتغي من احد شيء وانما ابتغي ماعند الله فقط.. وعليه فان الصراع على شيء بين اثنين يؤكد وجود حالت البغي والشرك بالله الان الصراع لايحدث الا اذا بغى احدنا ماعند الاخر او بغا كلاهما شيء واحد فيكون الطرفين باغيين ومشركيين لانهم قد ابتغوا لانفسهم غير وجه الله. ولهذا فان مريم عليها افضل صلوات ربي قالت عن الغلام الذي بشروها به بانها لاتبغاه لانها تدرك بانها هذا الغلام لا ياتي بغير مشاركة مع احد من الناس وهي لاتريد ان تشارك بقلبها احد سوى الله.. فقولها (لم اك بغيا) اي انها لم تكن تبغي لنفسها هذا الغلام لانها وفي الاصل لا تبغي شريك لها في الحياة من بني جنسها ليكون لهما غلام منه لانها لا تبغي غير وجه الله.. اي ان قولها (لم اك بغيا) لايعني بانها لم تكن عاهرة وتمارس الجنس مع جميع الرجال وكما هو الحال في الشرح الاعرابي التافه لمعنى البغاء لان مريم ليست محتاجة لان تبرر موقفها امام احد وبانها ليست عاهرة فهي اطهر نساء العالمين ومن انها وحتى بينها وبين نفسها لا تفكر مجرد التفكير في هذا التبرير ومن ان تقول للناس بانها ليست عاهرة فهذا لا منطق فيه ابدا وهذا اولا.. واما ثانيا فهو ادراكنا بان البغي نوعان.. احدهم لاشرك فيه وهو ان تبغي لنفسك من الله وما عند الله , والاخر هو الشرك بعينه وعندما تبغي لنفسك ما عند الناس او ما تتصارع عليه مع الناس. نعم فالبغي من غير الله هو شرك بالله وأكل لحقوق الغير وبانه من الكبائر في القرأن الكريم وبحيث أنه يبتداء ببغاء الفرد من الفرد وينتهي ببغاء الأمم من بعضها على بعضها لأنها ابتغت غير وجه الله. فالفرد الذي يبغي من فرد اخر ماعنده هو باغي ومشرك بالله.. والفرد الذي يبغي من الجماعة هو باغي ومشرك بالله.. والامة التي تبغي ماعند أمم اخرى هي امة باغية ومشركة بالله.. فان أنا فرضت سلطتي الذكورية على زوجتي او اختي بما منحني مجتمعي الأعرابي الذكوري من حقوق ظلامية اكون باغيا منها شيء لنفسي وهو صورتي التي اخاف عليها امام المجتمع وهذا من بغي الفرد على الفرد.. وان انا كنت حاكم ولي شعبي وابغي منهم ان ينصاعوا لامري اكون حاكم باغي لاني ابغي منهم يحققوا لي رغبتي وهذا هو بغي الفرد على الجماعة.. وأن تحتل أمتي أمة أخرى من الأمم هو بغي من أمتي على هذه الأمة لأنها قد بغت ماعندها من ارض بغير وجه حق ومن اجل ان تفرض عليها مبادئها أو عقيدتها وشريعتها وهذا بغي الامم من الامم.. اذن فان البغي هو ان تبغي الشيء لنفسك وتسعى لتحقيقه بكل الطرق وحتى بالقوة وتنسى بان تحقيق هذا الشيء عائد لله سبحانه وتعالى وبانه وان اراد هذا الشيء لك لاتاك مبتغاك يسعى اليك دون ان تسعى انت له.. فحاولوا احبتي ان تكونوا انتم انفسكم من تبغون بناء انفسكم بانفسكم وان تطهروا ذواتكم بالحق والحب والخير والرضى فتسعى او تبتغي اليكم الاشياء جميعها وحتى وان لم تكونوا باغين لها من الاصل.. ومن هنا جائت مقولة (اطلب الموت توهب لك الحياة).. فمن لم يكن راغبا او (باغياً للحياة) لانه يبغي وجه الله فستوهب له الحياة.. ومن لم يكن راغبا او (باغيا للمال) لانه يبغي وجه الله فسيوهب له لمال.. فلا تبغي في هذه الحياة سوى وجه الله ولقائك به وهو راض عنك لتوهب لك حينها كل الاشياء. وعليه فلا علاقة لمصطلح البغي القرآني بموضوع الجنس الغير شرعي وكما شرحه الأعراب لنا في كتبهم التي لاهم لها سوى الجنس لان قران ربي السامي اطهر من هذا بكثير ولان البغي القرآني يفيد كل شيء تبغاه لنفسك او يبغاه الغير منك اخي وحبيبي القارئ الكريم. وكل الحب والسلام للجميع محمد فادي الحفار 11/11/2015

هناك تعليق واحد:

  1. الغلام في اللغه العربيه هو من تجاوز العاشره من عمره فما فوق يطلق عليه غلام فهل عيسى طفل رضيع أم غلام فوق العشره أعوام عندما وهب لمريم.... وشكراً

    ردحذف