الأحد، 26 أبريل 2020

المنشور "23" (طيل و عطيل)



دخول حرف الجر والحركة "ع" على بعض الجذور القرآنية...

... طيل و
عطيل ...

يعتقد اكثرنا بان مصطلح "الطول" القرآني يفيد القامة المرتفعة وبما فسره الآعراب لنا في معاجمهم اللغوية وهذا ليس صحيح ابدا احبتي..
فالطول القرآني لا يفيد القامة المرتفعة وإنما يفيد القدرة على الوصول الى جميع الأشياء ومن قوله عز من قائل:

(((غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير)))

فهل ترون معي هنا أن الله (ذي الطول) وبأن الطول من أسمائه؟
وهل قولنا بأن الله ذي الطول تعني بأن له قائمة مرتفعة فيكون محدودً في صفاته وهو الذي لا تصفه الصفات تبارك وتعالى؟

طبعً لا احبتي
فلو كان ذي الطول او الطويل هو صاحب القامة المرتفعة فهذا معناه بأن الله له قامة محددة بجسد محدود وله صفات خاصة به وبحيث أننا نستطيع رؤيته وتحديد كينونته والعياذ بالله من هذا...

وعليه
فان قولنا عن الله بأنه (ذي الطول) لاتعني القامة المرتفعة وانما تعني القدرة على الوصول إلى كل شيء وبأنه يستطيع أن يطال كل الاشياء اينما كانت فلا يفلت منه شيء ابدا وأينما كان وبحيث أنه سيطاله او يطالك اينما كنت لأنه تبارك وتعالى محيط بكل شي..

أي انني أقول لكم بأن مصطلح الطول القرآني من جذره الكوني المشدد (طُلّ) والذي هو امركوني بأن يكون عندك القدرة على ان تطال الاشياء وتصل إليها ومن ميزانه الكوني (طال. طول. طيل) والتي تفيد جميعها معنى القدرة على أن تطال الأشياء.

طًلّ (طال. طول. طيل) ... فهو طويل وبمعنى أنه يطال الأشياء ويصل إليها اينما كانت لأنه صاحب ملك او سلطان وسيادة...

واما الأن فتعالوا معي لكي اشرح لكم بعض التاليات الكريمة التي جاءت على مصطلح الطول القرآني فأقول:

(((واذا انزلت سورة ان امنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استاذنك اولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين)))

فمن هم (اولوا الطول) في هذه التالية الكريمة؟
وهل هم أصحاب القامة المرتفعة؟
طبعً لا احبتي...
فأولوا الطول هم قادة القبائل وزعمائها أو حتى الأثرياء من اصحاب النفوذ والسلطان من الذين يستطيعون أن يطالوا كل شيء يريدونه ضمن قبائلهم ومحيطهم وهم جالسين في أماكنهم وبحيث أن القرآن الكريم يصف هؤلاء الناس بأنهم اشد الناس بخلً وجبنً او خوف على حياتهم وبحيث انهم دائماً ما يتخاذلون عن تأدية الواجب إذا ما دعاهم الداعي إليه وبحيث نراهم يقولون للرسول هنا (ذرنا نكن مع القاعدين)...

إذن
فإني اعود واؤكد لكم بأن مصطلح (الطول) القرآني لا يفيد القامة المرتفعة ابدا لان الرجل الطويل قرآنياً هو الذي يستطيع أن يطال كل شيء وهو جالس في مكانه لأنه صاحب سلطان وإن كانت قامته لا تتعدى النصف متر...

واما الان فننتقل الى تالية الجبال الطويلة فأقول:

(((ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا)))

فما هي الجبال القرآنية احبتي؟
وهل هي تلك الهضاب المرتفعة والتي تكسوا الثلوج قممها في فصل الشتاء وكما شرحها لنا الاعراب في لغوهم؟
وهل هذه الجبال الاعرابية تملك العقل والإدراك والارادة لكي تُسَّبح ام انها مجرد حجارة صماء لا تدرك ولا تعقل؟
فكيف تسبح الجبال مع داوود ومن قوله:

(((ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين)))

فهل ترون معي ان الجبال هنا كانت تسبح مع داوود؟
فهل هي كائنات عاقلة ومدركة وتشعر حتى تسبح؟

نعم احبتي
فالجبال القرانية كائنات حية وتتحرك وتفكر وتدرك لانها كائنات عظيمة جدا ولأن مصطلح الجبال القرآني ضخم جدا ويندرج ضمنه الكثير من مخلوقات الله سبحانه وتعالى ومن بينهم الارباب او كائنات الملأ الاعلى والذين جئنا عنهم وبحيث وصفهم ربي تبارك وتعالى بقوله:

(((واتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين)))

إذن
فهناك جبلة اولين وقد خلقهم الله قبلنا وبحيث يطلب منا ان نتقي الله الذي خلقنا وخلق قبلنا الجبلة الاولين...
وهذه المخلوقات او (الجبلة من الأولين) كانوا اصحاب علم عظيم وملك عظيم ولهم حضارات متطورة جدا وبحيث انهم قد طالوا من العلم والحضارة والتطور الكثير الكثير ومن اننا نحن بني ادم اليوم ومهما بلغنا من العلم والتطور فإننا لن نصل ابدا الى نطال ما قد وصولوا اليه هم وبدليل قوله عز من قائل مخاطبً لنا نحن بني ادم بصيغة الفرد (إنك لن تبلغ الجبال طولا) لأن الجبال القرآنية ليست صخور وتلال وهضاب جامدة وانما هي امم قد سبقت تاريخنا الأدمي وتوصلت لأن تطال اشياء لن نطالها نحن مهما بلغنا من العلم لأن الملائكة في الملاء الأعلى من هذه الجبلة الأولين..

وعليه
فإن الجبال جميعها من الجبلة الاولين...
والجبلة الأولين هم الكائنات التي لم تقع تحت البلاء وساشرح هذا في منشور (جبال الاعراب و جبال القرآن)...
وجميع الملائكة في الملاء الأعلى والادنى من الجبلة الأولين التي لم تقع تحت عملية البلاء والابتلاء...
اي ان الجبال القرآنية كائنات متطورة جدا ولم تقع تحت عملية البلاء ولكنها شبه منقرضة وبحيث انها قد عاشت على الارض قبلنا ولها أثارها الباقية حتى يومنا هذا وبحيث ان بعضها مازال موجود على الارض معنا ويعيشون بيننا ورغم اننا لانرهم لما معها من علوم متطورة تجعلهم مختفين عنا وبحيث ان بعض هذه الكائنات كان يسبح مع داوود ومن انهم هم المقصودين بالجبال التي لن نبلغ طولها ومهما تطورنا وامتلكنا من العلوم..

اذن
فإن مصطلح الطول والطويل يفيد عملية طول الاشياء ولا يفيد القامة المرتفعة وبحيث أنك قد تكون قزمً صغيرً ولكنك صاحب ملك وسلطان فتطال كل ماتريده.

طل (طال. طول. طيل) وجميعها تفيد عملية طولك للاشياء وبحيث يدخل عليها حرف الجر والحركة "ع" والمختص بعكس المعنى فيصبح عندنا:
عطل (عطال. عطول. عطيل) وبمعنى الاشياء التي لا نستطيع طولها وبدليل قوله عز من قائل (وبئر معطلة) وبمعنى اننا لا نستطيع ان نطال ماهو موجود فيها..

وعليه
فان الطيل او الطويل هو الذي يطال الاشياء اينما كانت لانه صاحب علم او مُلكٍ وسلطان وحتى ان كان قزمً قصير او صغير القامة...
واما العطيل فهو الذي يُعطلك عن طول الاشياء و يمنعك من ان تطالها...

وايضا فان مصطلح (الباطل) من الجذر ذاته وهو (طُل) والذي يفيد القدرة على طول الاشياء وبحيث ان الباطل هو الذي يبطل عملية الطول لان حرف "الباء" من حروف الاستئناف وكحال الحرف "سين"...
ولكن الفارق بين الباطل و العاطل هو ان الباطل يُبطل عملية الطول مؤقتاً مع امكانية عودتها (وكما تبطل انت عملية النور من خلال زر الابطال الخاص به ومن انك تستطيع ان تضغط الزر مرة اخرى فيعود النور) وعلى حين ان العاطل يُعطل عملية الطول من اساسها ويجعلها غير صالحة للعمل لان حرف "العين" من حروف "كهيعص" والمختصة جميعها بعكس المعنى.


محمد فادي الحفار
6/11/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق